أعاد تشكيل اللجنة الأفريقية، رفيعة المستوى، الحديث عن احتمال حدوث لقاء بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، ومدى قدرة الاتحاد على جمع الغريمين

التغيير:(وكالات)

في أحدث تحرك لإنهاء الحرب الدائرة في السودان، أعلن مجلس الأمن والسلم التابع للاتحاد الأفريقي، عن لجنة عليا، تهدف لإتمام لقاءات مباشرة بين قادة الجيش السوداني وقادة الدعم السريع.

وأعاد تشكيل اللجنة الأفريقية، رفيعة المستوى، الحديث عن احتمال حدوث لقاء بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـ”حميدتي”، ومدى قدرة الاتحاد على جمع الغريمين.

ولم تنحصر تحركات الاتحاد الأفريقي الأخيرة، في محاولة جمع قادة الطرفين، إذ دان التكتل التدخلات الخارجية التي تؤجج الصراع في السودان، وكشف عن لجنة لرصد الجهات المتورطة في عمليات الإمداد العسكري للطرفين.

ويرى أستاذ العلوم السياسية بالجامعات السودانية، عثمان المرضي، أن الاتحاد الأفريقي، أكثر المنظمات معرفة بالواقع السوداني، “بحكم أن ما جرى في السودان تكرر قبل ذلك في دول أفريقية عدة”.

وقال المرضي لموقع الحرة، إن “الاتحاد الأفريقي أكثر إدراكا من غيره، بالمسارات الممكنة والمحتملة لإنهاء الحرب في السودان، من واقع أنه تدخل قبل ذلك في نزع فتيل صراعات مشابهة، جرت في القارة السمراء، بذات المنوال”.

وأشار إلى أن “دول الاتحاد الأفريقي لها مصلحة في توقف الحرب السودانية، تفاديا للتداعيات الكارثية المحتملة، بما في ذلك المجاعة التي حذرت منها منظمات دولية، مما قد يؤثر على تلك الدول”.

وأضاف أن “تحركات الاتحاد الأفريقي أشبه بتدخلات طبيب يحاول علاج مرضاه من خلال تجارب ذاتية، أو من خلال توظيف بلازما المتعافين أو ما يعرف ببلازما النقاهة، التي تؤخذ من مريض تعافى، لعلاج مريض آخر، يعاني نفس الأعراض، أو من أعراض مشابهة”.

ولفت أستاذ العلوم السياسية إلى أن “الاتحاد الأفريقي شعر أن الأزمة السودانية باتت منسية، وأن المبادرات المطروحة لها تكاد تكون توقفت، بما في ذلك منبر جدة بالسعودية، ولذلك حاول التحرك في المساحة الشاغرة”.

وتوقع أن “تثمر تحركات الاتحاد الأفريقي لجمع قيادات وسيطة من الجيش والدعم السريع، ولو من خلال لقاءات ومحادثات غير مباشرة، من واقع أن هناك ضجرا وسخطا وسط قطاعات كبيرة من السودانيين جراء استمرار الحرب”.

ورحبت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية “تقدم” بتحركات الاتحاد الأفريقي، ودعت في بيان إلى ضرورة توحيد المبادرات المطروحة لحل الأزمة السودانية، مشيرة إلى أن المعاناة التي يعيشها السودانيون تستوجب تسريع الحل السلمي للأزمة.

في المقابل، قلل المحلل السياسي، لؤي عبد الرحمن، من جدوى مبادرة وتحركات الاتحاد الأفريقي، ووصف تلك التحركات بأنها “محاولة لتسجيل موقف”.

وقال عبد الرحمن لموقع الحرة، إن “الاتحاد الأفريقي أراد أن يشير إلى أنه يتابع الأزمة السودانية، وأنه حريص على حلها، وعلى وضع حد للحرب الدائرة في السودان”.

ورجح المحلل السياسي “فشل تحركات الاتحاد الأفريقي الساعية لإنهاء الأزمة السودانية، من واقع أن الحكومة السودانية تنظر إلى الاتحاد على أساس أنه وسيط غير محايد”.

وأضاف: “الحكومة السودانية تتهم الاتحاد الأفريقي بأنه منحاز إلى قوات الدعم السريع، ولذلك لا أتوقع أن تمضي مبادرته وتحركاته إلى الأمام”.

ولفت عبد الرحمن إلى أن “الحكومة السودانية تعوّل على منبر جدة بالسعودية لإنهاء الحرب الدائرة في السودان، إذ تفاعلت مع المنبر وتوصلت إلى اتفاق سابق مع قوات الدعم السريع، قبل أن تنهار المفاوضات”.

ووقع الجيش وقوات الدعم السريع في 11 مايو 2023، اتفاقا في مدينة جدة، برعاية من السعودية والولايات المتحدة، ينص على “حماية المدنيين، وحماية كافة المرافق الخاصة والعامة والامتناع عن استخدامها لأغراض عسكرية”.

ويتبادل الطرفان الاتهامات بعدم تنفيذ الاتفاق. بينما يشترط الجيش تنفيذ ما جرى الاتفاق عليه في 11 مايو كشرط للعودة إلى طاولة التفاوض من جديد.

ويشير المرضي إلى أن “الاتحاد الأفريقي يملك أدوات مؤثرة لإنجاح مبادرته، إذ يمكنه إنهاء تعليق عضوية السودان، كبادرة لحث الحكومة السودانية للتعاطي مع مبادرته الساعية لحل الأزمة السودانية”.

وكان الاتحاد الأفريقي علق عضوية السودان، عقب استيلاء الجيش على السلطة في 25 أكتوبر 2021 وإطاحته حكومة رئيس الوزراء السابق، عبد الله حمدوك.

وأضاف “إذا أعاد الاتحاد الأفريقي السودان إلى قائمة الدول المنضوية تحت لوائه، فيمكن أن يدفع ذلك السودان نحو التعاطي مع المبادرة الأفريقية، ويمكن أن تنخرط في لقاءات، ولو بطريقة غير مباشرة مع قادة الدعم السريع.

وتوقع أن “تسهم التحركات الأفريقية في إنعاش مفاوضات منبر جدة التي توقفت لشهور، خاصة أن الاتحاد يملك، بجانب منظمة إيغاد، تمثيلا في المنبر، مما يشجعه على حث الطرفين للعودة إلى جدة”.

فشلت مبادرة قادتها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا “إيغاد”، في يناير الماضي، لجمع البرهان وحميدتي في لقاء مباشر، رغم موافقة الرجلين على اللقاء من حيث المبدأ

واستبعد أستاذ العلوم السياسية، أن تنجح المبادرة الأفريقية في جمع قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو في لقاء مباشر، “على الأقل في الوقت القريب، بسبب تباعد مواقف الرجلين”.

وفشلت مبادرة قادتها الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا “إيغاد”، في يناير الماضي، لجمع البرهان وحميدتي في لقاء مباشر، رغم موافقة الرجلين على اللقاء من حيث المبدأ.

وقاطع البرهان قمة هيئة “إيغاد” التي استضافتها أوغندا في 18 يناير، لمناقشة الشأن السوداني، اعتراضا على دعوة قدمتها الهيئة إلى حميدتي للمشاركة في القمة.

شكوك كبيرة

ويلفت عبد الرحمن إلى أن “تحركات الاتحاد الأفريقي تقابلها الحكومة السودانية بشكوك كبيرة، “بما في ذلك اتهامها بعض دول الاتحاد بالتورط في إيصال العتاد العسكري إلى قوات الدعم السريع”.

وأضاف قائلا “الحكومة السودانية تتهم أوغندا، بأنها كانت معبرا لنقل الأسلحة إلى تشاد ومنها إلى قوات الدعم السريع، مما يقلل إمكانية أن تتعاطى الحكومة السودانية مع التحركات الأفريقية”.

وأسفرت الحرب، التي اندلعت في 15 أبريل من العام الماضي عن مقتل عشرات الآلاف، بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في مدينة الجنينة عاصمة ولاية غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

لكن ما زالت حصيلة قتلى الحرب غير واضحة، فيما تشير بعض التقديرات إلى أنها تصل إلى “150 ألفا” وفقا للمبعوث الأميركي الخاص للسودان، توم بيرييلو.

كما سجل السودان أكثر من 10 ملايين نازح داخل البلاد، بينهم أكثر من 7 ملايين شخص نزحوا بعد اندلاع الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع العام الماضي.

ودفعت الحرب حوالي مليونين ونصف مليون شخص إلى الفرار إلى الدول المجاورة. كما دمرت إلى حد كبير البنية التحتية للبلاد التي بات سكانها مهددين بالمجاعة.

نقلا عن موقع الحرة

الوسومإيغاد الجيش السوداني حرب الجيش و الدعم السريع قوات الدعم السريع

المصدر: صحيفة التغيير السودانية

كلمات دلالية: إيغاد الجيش السوداني حرب الجيش و الدعم السريع قوات الدعم السريع الحکومة السودانیة قوات الدعم السریع الأزمة السودانیة فی السودان عبد الرحمن فی لقاء إلى أن

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع يعلن سيطرته على مدينة رئيسية في السودان

قالت قوات الدعم السريع إنها سيطرت السبت على عاصمة ولاية رئيسية في جنوب شرق البلاد.

 

الفاو: السودان يواجه كارثة جوع غير مسبوقة تقدم ترحب بمخرجات اجتماع السلم الإفريقي بشأن أزمة السودان

وأعلنت قوات الدعم السريع على منصة اكس أن قواتها سيطرت على الفرقة 17 مشاة التابعة للجيش في مدينة سنجة بولاية سنار.

وأكد سكان لوكالة فرانس برس أن "قوات الدعم السريع انتشرت في شوارع سنجة"، فيما أفاد شهود عيان بأن طائرات تابعة للجيش تحلق في سماء المدينة إضافة إلى سماع إطلاق نيران مضادات أرضية.

 

قبل ذلك وصل رئيس مجلس السيادة، قائد الجيش عبد الفتاح البرهان إلى الخطوط الأمامية في الولاية ذاتِها. ونشر المجلس صورا للبرهان مع الجنود في الولاية التي تشهد اشتباكات متقطعة بين الجيش والدعم السريع.

 

وفي وقت سابق السبت، تحدث شهود آخرون عن اشتباكات تدور في الشوارع و"حالة من الهلع بين المواطنين الذين يحاولون الفرار".

 

ويشهد السودان منذ 15 نيسان/ابريل العام الماضي حربا دامية بين القوات المسلحة النظامية بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أعقبتها أزمة إنسانية عميقة.

 

وهذا الاختراق الأخير لقوات الدعم السريع يعني أنها ستشدد الخناق على بورتسودان الواقعة على البحر الأحمر، حيث يتمركز الآن الجيش والمؤسسات الحكومية ووكالات الأمم المتحدة.

وتسيطر قوات الدعم السريع على معظم أنحاء العاصمة الخرطوم وولاية الجزيرة في وسط البلاد ومنطقة غرب دارفور الشاسعة إضافة إلى جزء كبير من كردفان إلى الجنوب. وتؤوي ولاية سنار أكثر من مليون نازح سوداني، وهي تربط وسط السودان بجنوب شرقه الذي يسيطر عليه الجيش.

 

وأظهرت منشورات على وسائل التواصل آلاف الأشخاص وهم يفرون بالسيارات وسيرا على الأقدام، بينما قال شهود لوكالة فرانس برس إن "آلاف الأشخاص لجأوا إلى الضفة الشرقية لنهر النيل الأزرق" شرق سنجة.

 

وتحاصر قوات الدعم السريع أيضا مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور.

 

ونقلت الأمم المتحدة عن تقرير الخميس أن قرابة 26 مليون شخص في السودان يواجهون مستويات عالية من "انعدام الأمن الغذائي الحاد".

 

 

مقالات مشابهة

  • الدعم السريع يعلن سيطرته على مدينة رئيسية في السودان
  • شاهد بالفيديو.. الفنانة ياسمين كوستي تسخر من “الدعامة” وتصفهم بالمرتزقة بعد هزيمتهم في سنار على يد الجيش وتغني لهم أغنيتها الشهيرة: (الدعم السريع قالوا لي انهار وشالوا باللوري يا قصب سنار)
  • تصفية الأسرى في حرب السودان.. ما خفي أعظم!!
  • السودان.. الجيش يتصدى لهجوم في سنجة
  • البرهان يتفقد القوات السودانية في خط المواجهة بسنار
  • السودان والأسئلة المفتوحة
  • غموض حول مصير لقاء البرهان و«حميدتي» في كامبالا
  • منظمة حقوقية تتهم الدعم السريع بتنفيذ “مجزرة” في موية بالسودان
  • مساعد معتمد اللآجئين بدارفور: دور الأمم المتحدة و الاتحاد الأفريقي في السودان ضعيف
  • الجيش في السودان يؤكّد مقتل العشرات في عملية تحرير جبل موية