في مسارح العمليات المختلفة تحقق قواتنا المسلحة والأجهزة الأمنية الأخري أهدافها الكلية للحرب وفق خطة استراتيجية واضحة أثبتت نجاعتها وتفوقها التكتيكي علي مليشيات التمرد السريع..

خلال شهري مايو ويونيو الجاري تكبدت مليشيات التمرد خسائر في الجنود والعتاد بطريقة لايتصورها عقل المتابع العادي لسير المعارك الحربية.

. ويتضح ذلك في حالة الوهن والضعف التي صارت ملازمة لطريقة حشد المليشيات للهجوم والفزع هنا.. أو هناك.. ففي منطقة بحري وشرق النيل فشلت المليشيا ولأكثر من مرة في تفويج فزع لدعم قواتها المحاصرة في عدة مواقع قرب مصفاة الجيلي.. وبعيداً عن الخرطوم تعرضت المليشيات لنكسات متتالية في مناطق مثل الضعين ونيالا وبابنوسة والأبيض..

في الآونة الأخيرة بدأت مليشيات التمرد في الدفع بعدد من قادتها الذين ظلوا متخندقين داخل المنازل والشقق الفاخرة في أحياء الخرطوم الراقية مثل الرياض والمنشية والمجاهدين والمعمورة الأمر الذي يؤكد نضوب معين المتمردين لجهة الدفع بمقاتلين لمحرقة الجيش السوداني التي أكلت أخضر ويابس عصابات حميدتي المجرمة..

طيلة أشهر معركة الكرامة بدا واضحاً أن خطة الإستنزاف الدفاعي التي إنتهجها الجيش السوداني قد أثمرت وتم قطافها حيث هلك آلاف المتمردين علي أسوار القيادة العامة وسلاح الإشارة والمدرعات وموقف شندي فضلا عن قلاع الصمود الأسطوري في الأبيض وبابنوسة وأخيراً الفاشر التي أدهشت العالم بخطة دفاع وهجوم خلطت كل أوراق مليشيا التمرد وكلاب صيدها من العملاء والخونة والمأجورين..

ومع هذا أيضاً تمسك قواتنا المسلحة بزمام المبادرة في متحركات المناقل.. الفاو.. سنار.. وتقوم بعمليات هجوم ناجحة في محاور أم درمان وبحري والخرطوم..

الحقيقة التي يعلمها من يساندون عصابات ومليشيات التمرد أن الجيش السوداني والأجهزة العسكرية والأمنية الأخري قد سحقوا تماماً النسخة الأولي والقوة الصلبة للدعم السريع.. والحقيقة أن الذين يقاتلون ضد الجيش والشعب السوداني في الخرطوم وولاية الجزيرة والفولة وبابنوسة ليسوا جنود ولاضباط النخبة من التمرد السريع.. من يقاتلون الآن هم بقايا مليشيات وقطاع طرق مرتزقة ومعتادي إجرام وجدوا ضالتهم في صفوف مليشيا تعطي البندقية لكل مجرمٍ.. وسافل ومنبوذ..

المرحلة القادمة ستشهد تطوراً نوعياً في الإدارة الكلية للحرب ضد مليشيا التمرد.. من حق السودان ان يستخدم أي سلاح نوعي لردع أعداء الداخل والخارج.. والحديث ما ستراه المليشيا.. لا ما ستسمعه..

عبد الماجد عبد الحميد
عبدالماجد عبدالحميد
إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الدعم السريع ترك خيبته هناك داخل الخرطوم

عندما يتجه الدعم السريع جنوبا من الخرطوم تارة ناحية الشرق الى جبل موية أو ناحية الغرب الى الفولة لإسقاطها ، فهو يعرف جيدا أنه ترك خيبته هناك داخل الخرطوم متجاهلا تذكر تلكم الهزيمة أو التعامل معها : القيادة العامة ، و غيرها من معسكرات القوات المسلحة في العاصمة. و هي التي حالت بينه و بين السيطرة على الدولة و تتويج قائدها ملكا لأرض النيلين.

و هي التي حولت هذه القوة من جيش منظم كبير الى عصابات يؤمها الجنوبيون و الأحباش و الأعراب من شمال و غرب أفريقيا. و أن أبناء السودان السمر تدافعوا الى القتال ضدها و إذلال مقاتليها و دفعهم الى الهرب و الإختباء في بيوت المدنيين و غرف نوم النساء . ضاقت الأرض بما رحبت على عنصر الماهرية النادر أن يظهر في المعارك أو حتى الإعلام لخوفهم الحقيقي من الإنقراض ، و أخلى دقلو و أسرته الممتدة البلاد و هم يتبجحون أنهم يسيطرون على عدة ولايات ! ، عدة ولايات لا يجد فيها أيا من أبناء دقلو سريرا آمنا للنوم و لا ظل شجرة باردا للراحة ، و قد كان مقرهم قصر الحاكم العام و مساكنهم البنايات الشاهقة شرق الخرطوم.

إنتهت على أيديهم أسطورة العربي الشهم ، فالعربي في جيش دقلو يسرق و يغتصب و لا تظهر شجاعته إلا أمام الأسرى و المدنيين و النساء و الأطفال ، لكنه يتجنب المعارك أمام الرجال و يظن أن تقنيات الإمارات و سلاحها المتطور تحميه. فأثقله حديد العربات المدرعة و أشغلته أجهزة التشويش و المسيرات ، حتى صار هدفا سهلا للصيد و الأسر.

حتى كثير من عرب القبائل في دارفور و كردفان قد اصطفوا ضده و نابذوه العداء ، و منطقهم : لئن نعيش متهمون مع بقية أهل السودان ، خير من أن نعيش مكرمون في دولة دقلو الظالمة.
دقلو ، يريد بالعودة بهذه البلاد الى تكوينها البدائي ، قبل قدوم عبد الله بن أبي السرح الى دنقلا ، يريد أن يتجاهل قرونا مديدة من التاريخ و التزاوج و التجاور و الصداقة و النسب و إخوة الأرض و الدين. يريد أن يجعل من شعوب السودان إما “أنبايات” لا مستقبل لهم في دولته ، أو عرب أقحاح يراهم في لون على يعقوب و فصاحة كيكل و وسامة البيشي.

يسيطر على الفولة فيقتل مواطنيها من النوبة دون غيرهم ، و يحاصر الفاشر فيذبح أهلها على هوية العنصر و القبيلة . و يظن أنه بهذا قد يجد طريقا لقلب الكثيرين الذين قد يوافقونه على حب العروبة و طلب النقاء . لكنه عرض آخر يرفضه أهل السودان ، و أعرف أن ذلك يؤلم أعراب الدعم أيما إيلام .

كيف للسودانيين أن يفضلوا “الأنبايات” على جودة عنصر أهل الشتات . فيهتفون للمشتركة و يحبون النوبة ، يعشقون تقاليدهم و أهازيجهم و يفرحون لصورة يظهر فيها رجلان من سكان الفاشر من غير العرب ، و هم يسحلان ابن الأكارم علي يعقوب حتى لم يبق بيت في السودان إلا و غشاه الفرح و علت منه أصوات الزغاريد و التكبير . نحن نحب سوداننا كما هو ، و ليس كما تريدون صياغته يا عرب الجاهلية . و الآن تتوافد عليكم شعوب البلاد و قبائلها و أبنائها لإفنائكم و إعادة “فزعكم” الى الصحراء التي أتى منها يتيهون فيها أربعين سنة . فالسودان أرضه محروسة و شعبه متحد ، و قراره واضح : ليس ثمة خيارات كثيرة أمام الجنجويد : الإستسلام أو الموت .

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الانتحار السوداني ... متى يتوقف وكيف؟!
  • اتهامات متبادلة بين الجيش والدعم السريع بتفجير جسر في الخرطوم وقتلى بالفاشر
  • حرب السودان.. تدمير جسر الحلفايا الرابط بين بحري وأم درمان
  • الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بتدمير جزء من جسر رئيسي في الخرطوم   
  • الجيش يتهم «الدعم السريع» بتدمير الجزء الشرقي لجسر الحلفايا
  • الجيش السوداني يتهم الدعم السريع بتدمير جزء من جسر الحلفايا بالخرطوم
  • الجيش: قواتنا صامدة داخل مدينة سنجة
  • التمرد يعلن سيطرته على الفرقة 17 مشاة في سنجة
  • الدعم السريع ترك خيبته هناك داخل الخرطوم
  • تصفية الأسرى في حرب السودان.. ما خفي أعظم!!