لجريدة عمان:
2024-07-06@03:44:14 GMT

ثمن الغربة

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

جاء بها من بلادها مراهقة صغيرة، تحمل أحلامًا كبيرة، فقد صوّر لها الحياة ذهبية، جميلة وسهلة، وتخيلت بأنها ستعيش القصور بعد ضنك العيش في قريتها النائية التي جاءت منها من إحدى الدول الآسيوية، كان من الممكن أن يمنحها هذه الحياة فهو كان خريج قانون، ولمع نجمه كمحامٍ سريعًا، فجأة قرر ترك كل هذا والانزواء في البيت لتربية الحيوانات الأليفة التي كانت تستنزف جزءًا كبيرًا من مدخرات العائلة، بعد أن وصل لقناعة -كما كان يقول- بأن المحاماة حرام، الأمر الذي أجبر الزوجة الشابة على الخروج للعمل من أجل الإنفاق على أسرتها، كانت تتعاون مع محلات الخياطة، بتنفيذ أعمال التطريز اليدوي الذي كانت تتقنه، لم يكن ما تجنيه كثيرًا فقد كان الخياطون يدفعون لها النزر القليل رغم أنهم يكسبون الكثير من عملها.

مرت السنوات على الشابة وهي تعمل ليلًا ونهارًا من أجل الإنفاق على أسرتها وتربية أبنائها الذين تمكنت من تعليمهم، حتى تخرجوا من الجامعة وشغلوا مناصب مرموقة بين طبيب وأستاذ جامعي ومهندس.

في كل مرة يذهبان في الإجازة السنوية لزيارة أسرتيهما، كان يصر على أن يأخذ كامل مدخراتها لشراء هدايا لأسرته، وتوزيع المال على فقراء قريته، ليظهر بمظهر المهاجر الثري، ولم يكن يبقي لها سوى مجوهراتها الذهبية التي هي الأخرى جزء من الوجاهة المصطنعة.

رأيتها قبل وفاتها بأشهر، امرأة ثمانينية، ضعيفة ومكسورة، وهي تحكي حكايتها، علمت بعدها بأشهر بأنها أصيبت بالمرض الخبيث وفاضت روحها إلى بارئها، بعد رحلة طويلة من الغربة، والذل، والكفاح المرير من أجل تربية أبنائها، ترى كم عانت هذه المرأة وكم تألمت؟

قبل أيام التقيت بزوجين في وزارة الإسكان والتخطيط العمراني، جاءا ليتكاتبا في بعض الممتلكات، علمت أن الرجل أيضا من المهاجرين الذين حصلوا على الجنسية العمانية، غادر بلاده شابًا يافعًا، تاركًا زوجة وأطفالًا لم يرهم منذ رحيله، بعد أن وجد زوجة من ذات البلاد تعيش هنا، والتي طالبته بكتابة ممتلكاته لها وأولادها حتى لا يشاركها أبناؤه الآخرون إياها، والذين ترك لهم كل ما يملك هناك.

سبحان الله للغربة ثمن باهظ أحيانًا لا نراه.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

السيدة الثانية.. النظام السوري يعلن وفاة لونا الشبل

أعلنت رئاسة الجمهورية السورية، الجمعة وفاة لونا الشبل، المستشارة الخاصة لبشار الأسد، إثر تعرضها لحادث سير قبل يومين، وفقا لبيان نقلته وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).

وعملت الشبل خلال السنوات الماضية مديرة للمكتب السياسي والإعلامي في رئاسة الجمهورية السورية، ثم مستشارة خاصة في الرئاسة السورية.

وكان المكتب السياسي والإعلامي برئاسة الجمهورية السورية أوضح أنه، في الثاني من يوليو الجاري، تعرضت الشبل لحادث سير على أحد الطرق المؤدية لمدينة دمشق، نُقلت على إثره إلى "العناية المشددة" في إحدى مشافي العاصمة السورية، بعد إصابتها بنزيف في الرأس.

صورة تداولتها حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي لما قيل إنها سيارة الشبل بعد تعرضها للحادث. ولم يتسن لموقع "الحرة" التأكد من حقيقة الصورة.

وكانت وكالة "سانا" أوضحت أن الحادث أدى إلى "انحراف السيارة التي كانت تقلها وخروجها عن المسار". ومع ذلك أوردت تقارير لوسائل إعلام محلية رواية أخرى، أشارت فيها إلى أن ما حصل "بفعل فاعل" وأن "الحادث مدبّر وعبارة عن عملية تصفية".

ولا تعتبر الشبل اسما عاديا بل هي أحد أركان الدائرة المحيطة ببشار الأسد، إن كان على المستوى الإعلامي أو السياسي.

ويوضح الصحفي السوري، كنان وقاف في تصريحات سابقة لموقع "الحرة" أن الشبل "لعبت دورا إعلاميا قويا في بداية الأزمة، واستطاعت فعلا معرفة كيف تخاطب حاضنة النظام وكيف تستقطب الأقليات نتيجة خبرتها الإعلامية في الجزيرة".

وكان من الواضح أيضا أنها في مراحل متأخرة من الحرب السورية كانت "ذات اطلاع واسع على مستجدات العلاقات السورية"، بحسب حديث الصحفي.

ويشير إلى أن ذلك يدلل عليه تصريحاتها عن روسيا وعن "التغييرات الوزارية أو القرارات المقبلة"، التي حصلت بالفعل بعد ذلك.

لم تخف الشبل مشاركتها في القرار الخاص بالنظام السوري مطلقا، وظهرت لأكثر من مرة على التلفزيون السوري "لترسم سياسات قادمة تحققت بالفعل".

ويتابع وقاف أن "الصلاحيات الخاصة بها كانت ملفته للنظر بالنسبة لموقع إعلامي لا يعطى في العادة كل هذه الصلاحيات في التصريح أو الإلمام بمجريات الأحداث وحتى العسكرية منها".

وبخصوص الحادث "من السهل الادعاء بأنه مدبر وخصوصا بأننا مرحلة يبدو فيها إقصاء رموز قوية من داخل بيت النظام"، كما يعتقد الصحفي وقاف.

ومع ذلك يرى أن ما تردد "يبقى إشاعات تكهنية مرسلة وتفتقر الدليل".

ويمكن القول إن الشبل هي "السيدة الثانية في القصر بالفعل"، وفقا لوقاف.

ويوضح أن ذلك "يعتمد على توسع صلاحياتها التي كانت تقارب صلاحيات (السيدة الأولى) أسماء الأسد".

وتحدث معارضون بينهم العضو السابق في "الائتلاف السوري" المعارض، أحمد رمضان عبر موقع التواصل "إكس"، في مطلع شهر يونيو الماضي، عن حملة أطلقها "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا، وتستهدف "شبكات تجسس"، ومن بين أفرادها الشبل وأخيها الضابط النافذ في جيش النظام السوري.

ولم يتسن لموقع "الحرة" التأكد من صحة ما أورده المعارضون ووسائل الإعلام الأخيرة حول "الحملة الإيرانية" التي أطلقت لاستهداف "شبكات التجسس لإسرائيل" داخل أوساط النظام السوري.

كما لم يتسن التأكد من صحة أن الحادث الذي تعرضت له "مدبّر" ويهدف إلى "تصفيتها".

مستشارة الأسد الخاصة لونا الشبل

وقبل الحرب في سوريا لم يكن اسم لونا الشبل يتردد ضمن الأخبار المتعلقة بالنظام السوري أو حتى الدوائر المقربة منه في القصر الجمهوري، على خلاف السيدات الأخريات، كبثينة شعبان أو أسماء الأسد.

لكن وبعد 2011 دفع شيئا ما الأسد الابن لإعطاء نفوذ واسع النطاق لابن مدينة السويداء وخريجة الأدب الفرنسي من دمشق، متجها حينها لتعيينها كمستشارة إعلامية وسياسية، بعد عودتها من العاصمة القطرية الدوحة.

في الدوحة عملت الشبل لسنوات في قناة "الجزيرة"، لكنها استقالت منها في 2010 وعادت لتظهر على شاشات "الإعلام الوطني"، بينها قناة "الدنيا" التي يملكها ابن خالة الأسد رامي مخلوف.

وكانت تلك المحطة (قناة الدنيا) الأخيرة بالنسبة لها على صعيد الظهور على شاشات التلفزة كمذيعة وإعلامية، قبل أن تنتقل إلى قصر الأسد بشكل لافت، ولم تتضح الاعتبارات التي أسست له حتى الآن.

في السنوات الأولى للحرب في البلاد وعندما تولت منصب المستشارة الإعلامية والسياسية للأسد شاركت الشبل في جولات التفاوض الخاصة بسوريا في جنيف، ودائما ما كانت تظهر وراء وزير الخارجية السوري الراحل، وليد المعلم.

وقبل أن تعيّن كمستشارة خاصة بقرار جمهوري صدر في 2020 انتشرت الكثير من الأخبار حولها كما أثار معارضون قضية ذهبت باتجاه وجود خلافات بينها وبين المستشارة الأخرى لرئيس النظام بثينة شعبان وزوجة الأسد أسماء.

وبينما بقيت تلك المعلومات الخاصة بـ"الخلاف بين سيدات القصر" كانت تصعد بالتدريج، ووصلت خلال السنوات الثلاث الماضية إلى حد بث "الدعاية الأسدية" على شاشات التلفزة المحلية وعلى الإعلام الدولي، كما حصل بمقابلتها مع وسائل الإعلام الروسية وقناة "بي بي سي" البريطانية.

مقالات مشابهة

  • لهذا السبب... نادين الراسي تتصدر تريند جوجل في السعودية
  • "أسماء جلال" حب من طرف واحد.. حكاية غُصَّة القلب التي تكللت بالنجاح الفنِّيّ
  • السيدة الثانية.. النظام السوري يعلن وفاة لونا الشبل
  • أن تصبح الموسيقى عينيك.. قصة العازفة إسراء عبد الفتاح ذات الأنامل الذهبية
  • ولاية صور.. حكاية أمواج تتراقص على أنامل الحرفيين
  • طفل شجاع ينقذ شقيقته من أنياب كلب مفترس
  • لافروف: مفاوضات بوتين مع شي جين بينغ كانت جيدة
  • أمي.. ظل لا يغيب
  • "كيف صنع العالم الغرب؟"
  • السيدة الثانية.. كيف شقت لونا الشبل طريقها من الشاشة إلى قصر الأسد؟