عقدان من الزمن، وما تزال معضلة السكن في العراق تنتظر الحلول الناجعة بعيداً عن الترقيعية، فالزيادة المضطردة بأعداد السكان، نتيجة كثيرة الزيجات والولادات، أبرزت حاجة ملحة للتوسع في بناء المساكن للعراقيين، اذ ان بناء مجمعات معدودة على يد الأصابع الواحدة وبأسعار تصل لملايين الدولارات للمتر الواحد، لا يحل المشكلة بل يزيد من تعقيداتها.

يشير السياسي المستقل، عائد الهلالي، إلى أن "ازمة السكن تفاقمت بعد 2003 وذلك نتيجة الانفجار السكاني في البلاد"، مبيناً أنه "لا توجد نظم يمكن ان تحد من زيادة السكان وبالتالي أصبحت هناك حاجة كبيرة للسكن، خاصة مع تشظي العائلات وكثرة أعداد الزيجات وعجز الحكومات الماضية عن معالجة هذه المشكلة".

وأضاف الهلالي في حديث لـ السومرية نيوز، "كان هنالك مشروع قانون البنى التحتية الذي أطلق في زمن حكومة نوري المالكي وكان من المفترض ان يؤسس لإيجاد اعداد كبيرة من الوحدات السكنية ومعالجة ازمة السكن، لكن الظروف والحروب حالت دون ان يكون مشروع حقيقي واعد يحل جزءا من ازمة السكن".

ولفت إلى أن "بوادر سابقة لحل أزمة السكن من خلال مشاريع السكن في المحافظات لكنها توقفت لأسباب سياسية وإدارية واقتصادية، كذلك مشروع بسماية الذي توقف لفترة طويلة من الزمن".

وحول المجمعات السكنية الموجودة حاليا، أكد الهلالي أن "غالبيتها لن تكون في متناول المواطن البسيط الذي يعجز عن شراء وحدات سكنية بهذه الأسعار الكبيرة جداً"، موضحاً أن "اغلب هذه المجمعات أصبحت حكرا للطبقات الغنية بل أن أغلبها يستغل في غسيل الأموال".

أما عن التوجه الحكومي نحو التعاقد مع شركات عالمية لإنشاء مدن "علي الوردي والجواهري والموصل"، يقول الهلالي "إنها قد تحل جزءاً يسيراً من أزمات السكن لكنها لن تكون كافية للمعالجة الكاملة".

كما لفت إلى أن "هناك رؤية حكومية لإنشاء 52 مدينة سكنية تتجاوز المدينة الواحدة 25 ألف وحدة سكنية، مبيناً أن حاجة العراق من 2.5 – 3 مليون وحدة سكنية".

وفيما يتعلق بالفترة الزمنية المطلوبة لإنهاء أزمة السكن، توقع الهلالي أن "تحل هذه الـ52 مدينة مع المدن التي ترافق مشروع طريق التنمية، الأزمة السكانية خلال 8 – 10 سنوات".

من جهتها، تؤكد وزارة التخطيط، أن العراق بحاجة إلى أكثر من مليوني وحدة سكنية لإنهاء أزمة السكن.

وقال المتحدث باسم الوزارة محمد عبد الزهرة الهنداوي، إن "هناك توجهاً حقيقياً وجاداً لوضع المعالجات لحل أزمة السكن في الفترات الزمنية الممكنة"، بحسب صحيفة الصباح الرسمية.

وأضاف أن "بموجب معطيات عدد السكان الحالي الذي وصل إلى 43 مليون نسمة في عموم العراق سنحتاج الى ما لا يقل عن مليونين أو مليوني وخمسمئة مئة وحدة سكنية لسد هذهِ الحاجة وأن هناك توجها لبناءِ ستة عشرَ مدينة سكنية جديدة ثلاث منها في محافظة بغداد هي مدينة الجواهري، وعلي الوردي، ومدينة الصدر الجديدة".

وتابع أن "هذهِ المدن سوف تتكون من أعداد كبيرة من الوحدات السكنية تتراوح من ثلاثين ألفا إلى أكثر من مئة وعشرين ألفاً، وهي تتوفر بها كل المتطلبات الحياتية من البنى التحتية، وجميع الخدمات، وربما تضم الدوائر الحكومية على حسب حجم المدينة، وهذهِ المدينة سوف تكون خارج حدود التصاميم الأساسية لمحافظة بغداد والمحافظات، حتى يتم تخفيف الزخم داخل العاصمة ومراكز المحافظات، لا سيما ذات الكثافات السكانية العالية".

وأوضح الهنداوي سوف يكون توزيع المدن، وفق الآتي: مدينة والجواهري بسعة ثلاثين أو خمس وثلاثينَ ألف وحدة سكنية، وهي غرب بغداد، ومدينة علي الوردي جنوب العاصمة، وبسعة مئة وعشرين ألف وحدة سكنية ومدينة الصدر الجديدة بسعة سبعين ألف وحدة سكنية، واغلب هذهِ المشاريع هي مشاريع استثمارية، أي لا تكلف الدولة أموالاً بل ستعود بالفائدة.

* أكثر من ربع السكان في الإيجار
لا تعد ازمة السكن بالضرورة هو ان الوحدات السكنية اقل من عدد العوائل، بل احيانا تكون ان شخصا واحدا يمتلك منزلين او اكثر، يسكن بواحد ويقوم بتأجير الاخر، وعلى هذا الأساس بالرغم من عدد الوحدات السكنية مساوية لعدد سكانها، الا ان توزيعها يختلف.

واظهر تصنيف جديد وجود تفاوت كبير بين الدول بنسبة ملكية المنازل، وهي التي تعني كم نسبة الذين يسكنون في منازل من ملكهم وليسوا مستأجرين؟.

وبحسب التصنيف الذي تابعته السومرية نيوز، فأن العراق جاء بالمرتبة 111 عالميًا من اصل 196 دولة بنسبة الملكية، أي بمرتبة متأخرة نسبيا، حيث ان معدل ملكية المنازل فيه يبلغ نحو 74%، أي ان 26% او اكثر من ربع العراقيين يسكنون في الإيجار.

وكانت وزارة التخطيط، توقعت ارتفاع عدد السكان في العراق إلى 42 مليون نسمة بحلول نهاية العام الماضي، فيما أشارت إلى أن العراق لم يصل مرحلة الانفجار السكاني وأن نسبة النمو السكاني تقدر بـ2.6 بالمئة.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: الوحدات السکنیة ألف وحدة سکنیة ازمة السکن أزمة السکن السکن فی إلى أن

إقرأ أيضاً:

دولة كاليفورنيا المستقلة.. هل يتحول الخيال إلى حقيقة بانفصالها عن أمريكا؟

وافقت وزيرة خارجية ولاية كاليفورنيا "شيرلي ويبر" على حملة لجمع التوقيعات للمطالبة بالتصويت على ما إذا كانت الولاية الذهبية يجب أن تترك الولايات المتحدة وتصبح دولة مستقلة، وفق ما أوردت صحف أمريكية.

لماذا هذا مهم؟
تعد كاليفورنيا إلى حد ما الولاية الأكثر ثراءً واكتظاظًا بالسكان في الاتحاد الأمريكي.
ووفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي للاقتصاد العالمي لعام 2023، فإن كاليفورنيا لديها خامس أكبر اقتصاد في العالم، مما يضعها خلف اليابان وأمام الهند والمملكة المتحدة.

ووصفت منظمة كالكسيت، وهي مجموعة تدافع عن استقلال كاليفورنيا، فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر بأنه "هجوم على كل ما تهتم به كاليفورنيا".

وزعمت أنه عزز قضية الولاية من أجل الانفصال.
وفي عام 2024، أدرج الحزب الجمهوري في تكساس في برنامجه السياسي دعوة لإجراء استفتاء على تحول الولاية إلى "دولة مستقلة".
وأعلنت ويبر، أن مبادرة عريضة الاستقلال التي أطلقها إيفانز من فريسنو قد تبدأ في جمع التوقيعات.

ولكي يتم تضمين تصويت الاستقلال في بطاقة الاقتراع في انتخابات كاليفورنيا لعام 2028، يتعين على المشاركين في الحملة جمع 546651 توقيعا - وهو ما يشكل 5 في المائة من إجمالي الأصوات المدلى بها للحاكم جافين نيوسوم في نوفمبر 2022 - وتقديمها إلى مسؤولي الانتخابات في المقاطعة بحلول 22 يوليو 2025.

دولة حرة ومستقلة

وبحسب الحملة، إذا أدلى ما لا يقل عن 50 في المائة من الناخبين المسجلين في كاليفورنيا بأصواتهم، وصوت ما لا يقل عن 55 في المائة من المشاركين بـ "نعم"، فإن ذلك سيشكل "تصويتا بحجب الثقة عن الولايات المتحدة الأمريكية" و"تعبيرا عن إرادة شعب كاليفورنيا" لتصبح ولاية مستقلة.

لكن لن تكون نتائج التصويت ملزمة قانونا، ولن تكون الحكومة الفيدرالية ملزمة باحترام نتائجها.

وينص الاقتراح على إنشاء لجنة "لإعداد تقرير عن مدى قدرة كاليفورنيا على البقاء كدولة مستقلة". 
كما ينص على توفير 10 ملايين دولار كدفعة لمرة واحدة للجنة والانتخابات، بالإضافة إلى مليوني دولار إضافية من خزائن الولاية لإدارة اللجنة كل عام.

ماذا يقول الناس؟


في السادس من نوفمبر، كتبت حركة "كالكسيت" على موقعها الإلكتروني : "عاد ترامب، وسيأتي بمزيد من الأدوات  والمؤيدين مقارنة بالمرة السابقة. هل نحتاج إلى الانتظار حتى عام 2028 لندرك أن هذا هو مسار البلد الذي نتشارك معه ".

مقالات مشابهة

  • 3 شروط لازمة لضمان نصيبك الشرعي فى الميراث.. اعرفها
  • العدو الصهيوني يستولي على مبان سكنية ويحولها إلى ثكنات عسكرية في مدينة طولكرم
  • دولة كاليفورنيا المستقلة.. هل يتحول الخيال إلى حقيقة بانفصالها عن أمريكا؟
  • محافظ بني سويف يفتتح معرض أهلا رمضان في مدينة الفشن.. أسعار مخفضة
  • محافظ البحر الأحمر يتفقد إنشاء 19 عمارة سكنية بمنطقة السوق الحضاري بالغردقة
  • دون إصابات بشرية .. انهيار حائط شرفة وحدة سكنية ببرج سكنى بالمنيا
  • رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر: تنفيذ 3216 وحدة بمساحات مختلفة ضمن «سكن لكل المصريين»
  • الرئيس التنفيذي لـ NHC: سنطلق مشاريع توفر 140 ألف وحدة سكنية .. 70 ألفًا منها في مدينة الرياض
  • الأمين العام لحزب الله: نشكر العراق على الدعم الذي قدمه إلى لبنان
  • وزير الإعمار يصادق على التصميم الأساس لمشروع مدينة علي الوردي السكنية الجديدة