له 4 أنواع: معلومات مهمة قد تكشف لك أشخاصًا مُصابين باضطراب الشخصية الحدية
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
أثير ـ داليا الفرعية
يعانى مرضى اضطراب الشخصية الحدية من مشكلات في جميع جوانب حياتهم سواء مع الحالة المزاجية المتغيرة بصورة مستمرة أم مشكلات في علاقاتهم بالآخرين نتيجة السلوكيات المندفعة وثورات الغضب لديهم.
وفي لقاء لـ “أثير” مع د.عزيز النعماني، دكتور في الطب النفسي والعصبي حول هذا الموضوع قال بأن هذا الاضطراب بصورة عامة هو واحد من عشرة اضطرابات شخصية وردت في الإصدار الخامس من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية، ويُعرف بصورة عامة بالعجز عن تعديل سلوك الفرد، وتفكيره، ونمط استجاباته فيما يتعلق بالجانب الشعوري أو الجانب السلوكي أو كليهما، موضحًا بأن بعض العلماء يرون بأن هذا الاضطراب أكثر من الاضطرابات العصابية لكنه أقل من الاضطرابات الذهانية ولذلك يقع على الحدود بينهما.
وذكر الدكتور بأن تشخيص هذا الاضطراب يُثير الخوف في قلوب معظم مقدمي خدمات الصحة العقلية، لأن السمات الأساسية للاضطراب هي الاندفاع وعدم الاستقرار في العلاقات الشخصية والصور الذاتية. كما تؤثر في (المزاج والعواطف ) وتبدأ في وقت متأخر من المراهقة أو مرحلة البلوغ المبكر.
وبيّن الدكتور بأن هذا الاضطراب يُعد مرضا نفسيا متواصلا يُصيب النساء بصورة رئيسية، ويمكن تمييزه من خلال بعض المعتقدات غير العقلانية كالخوف من الهجر، وعدم الاستقرار العاطفي، والعلاقات الشخصية الفوضوية، والشعور غير المستقر بالذات. كما أنه يكون مصاحبا بمجموعة من السمات المتزامنة مثل ( القلق، والاكتئاب، والاضطراب الوجداني ثنائي القطب، والنرجسية، والهستيريا ..)
وأشار الدكتور في حديثه لـ “أثير” إلى أنواع الشخصية الحدية، وهي:
1. اضطراب الشخصية الحدية المحبط
هي من الشخصيات التي تُظهر تمسكا واعتمادا على الآخرين وفي الوقت نفسه تميل إلى التجنب وتخشى من الوحدة والهجر. كما أنها تميل إلى الاحتفاظ بمشاعرها داخليا وإلقاء اللوم على نفسها بدلا من الآخرين .
2. اضطراب الشخصية الحدية الاندفاعي
هي من الشخصيات المفعمة بالنشاط والبحث عن المغامرة وتشعر بالملل بسرعة، وتمتاز بجاذبيتها العالية .
3.اضطراب الشخصية الحدية العدواني
هي من الشخصيات المتسمة بالتمرد والانفعال والسلبية وتمتاز بالعند والتشاؤم والاستياء نتيجة للشعور الشديد بانعدام القيمة والغضب.
4.اضطراب الشخصية الحدية ذاتية التدمير
هي من الشخصيات التي تؤذي نفسها نتيجة لكرة الذات، ويكون لديها بعض السلوكيات الخطيرة مثل القيادة المتهورة ، والأفعال الجنسية المهينة.
وإذا تم تقسيم الشخصية الحدية حسب الأداء ستكون:
– اضطراب الشخصية الحدية منخفض الأداء الوظيفي
– اضطراب الشخص الحدية مرتفع الأداء الوظيفي
وذكر الدكتور بأن أسباب اضطراب الشخصية الحدية هي:
* العوامل البيولوجية الوراثية: حيثُ وُجد أن هناك بعض الاضطرابات التي لها منشأ وراثي يتم نقله عبر الأجيال.
* العوامل النفسية والاجتماعية: يعكس التحليل النفسي التنظيم الداخلي للفرد حيث إن الشخصية تقوم على أساس وراثي، وتنشأ الاضطرابات عندما يتم التنظيم الداخلي له بصورة غير سوية.
* العوامل الاجتماعية الثقافية: يُعد نقص القيم الأخلاقية والتذبذب الشديد بين التدليل الزائد والقسوة الزائدة من العوامل التي تؤثر على عملية النمو .
* المدخل البيولوجي /النفسي /الاجتماعي: تُعد العوامل البيئية والعوامل الوراثية من العوامل التي تؤدي لهذا الاضطراب.
وتطرق الدكتور في حديثه إلى أعراض الشخصية الحدية، ومنها:
* التطرف الشديد في التفكير والعلاقات .
* علاقات شخصية متقلبة وانفعالية، أي التقلب خلال ساعات أو أيام بين الحب المفرط والبغض المفرط للآخرين .
* الاندفاع والتهور في السلوك جراء السعي وراء المشاعر .
* عدم الاستقرار الوجداني ( المشاعر والانفعالات)، فترى الفرد المصاب يشكو يوميا من الاكتئاب وأحيانا تراه كثير البهجة والفرح.
* ضعف في القدرة على ضبط نوبات الغضب .
* اضطراب في تصور الذات والشعور بالخواء الروحي وبفراغ الذات وعدم وضوح الهدف وتشويه الذات أو السلوك الانتحاري .
* سلوكيات إيذاء الذات ( كإحداث الجروح بالجسم ) .
وعن كيفية العلاج قال الدكتور: يُنظر سابقا لهذا الاضطراب على أنه من الصعب علاجه، لكن مع التقدم العلمي والدراسات أصبحت هناك فرصة للتخلص منه.
1. العلاج النفسي:
ويتم فيه :
* تعلم التحكم في المشاعر المزعجة.
* تقليل الاندفاع من خلال المساعدة على ملاحظة المشاعر بدلا من إحداث وردود الأفعال السلبية .
* التعرف ورصد الأفكار التي تتحكم بصورة كبيرة في الانفعالات .
* العمل على توطيد العلاقات من خلال إدراك المشاعر الشخصية ومشاعر الآخرين .
2. العلاج الدوائي.
وقد تساعد الأدوية في التخفيف من حدة الأعراض. كما تساعد في علاج الحالات المرتبطة بالاضطرابات ( كالاكتئاب ، أو الاندفاع أو القلق أو العدوانية ) وتتضمن الأدوية المستخدمة ( مضادات الاكتئاب أو مضادات الذهان أو مثبطات المزاج ..) .
وختم الدكتور عزيز النعماني حديثه لـ “أثير” ناصحًا الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب قائلا: يجب عليك اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة والمشاركات الاجتماعية، والتعاون مع الاختصاصي لوضع خطة لما يجب عليك فعله، والصبر أثناء الرحلة العلاجية والاستمرار عليها، ورصد الأشخاص المقربين منك، وإشراكهم في الرحلة العلاجية لمساعدتهم على فهمك ودعمك، ولا تُبعد الآخرين عنك، وضع حدودًا لنفسك وللآخرين، وعليك تجنّب لوم الذات وجلدها، ورصد كل ما يُثير غضبك أو يجعلك مندفعًا، ويجب عليك الابتعاد عن المخدرات والكحوليات.
المصدر: صحيفة أثير
كلمات دلالية: اضطراب الشخصیة الحدیة هذا الاضطراب
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن التعامل مع شعور الرجال بالحزن؟
يمن مونيتور/قسم الأخبار
من المتفق عليه أنه لا توجد وسيلة “اعتيادية” للحزن على وفاة أحد الأحباء. ولا توجد وسيلة “صحيحة أو “خاطئة” ناهيك عن وسيلة مقبولة بصورة عامة للجميع.
وقال الكاتب والمستشار في شؤون الحزن توماس اخين باخ: “تتباين تأثيرات الحزن بصورة كبيرة وليست محددة وفقا للجنس”. علاوة على ذلك، فقد خلص إلى أن الجنسين غالبا ما يختلفان بشأن كيفية التعامل مع الحزن، كما أنه كتب كتابا بهذا الشأن، وترجمة عنوانه باللغة الألمانية هي “الرجال يحزنون بصورة مختلفة”.
وأوضح أن “الكثير من الرجال يدخلون في نوع من الصدمة، يمكن أن تكون كبيرة في حالتهم. فهي حتى تصيبهم بالشلل” مضيفا أنه من الصعب أيضا التواصل معهم مقارنة بالنساء، ليس فقط لأنهم نادرا ما ينضمون لمجموعة دعم، ولكن أيضا لأنه من الصعب عليهم الخوض في حديث منفتح في البداية.
وأشار اخين باخ إلى أن أكثر ما يؤرق الرجال هو الشعور بالعجز، الذي دائما ما يعقب فقدان أحد الأحباء: “الشعور كما لو أنه يتم دفعهم على الأرض وهم عاجزون، وغير قادرين على القيام بأي شيء حيال هذا الأمر”.
وقال المعالج النفسي ومستشار الحزن والمؤلف رولاند كاشلر، المقيم في ألمانيا، إنه على عكس النساء، الكثير من الرجال يعانون من أعراض بدنية للحزن.
وأضاف: “عندما يأتي الرجال من أجل مشورة بشأن الحزن، عادة ما يكونون يعانون من أعراض جسدية”. وأوضح: “غالبا ما يعانون من ألم في الظهر والكتف بعد خسارة كبيرة”.
وأشار إلى أن هناك استجابة دفاعية من جانب عضلاتهم “لأننا نحن الرجال نسعى نحو الإتقان والعمل” مفسرا أن الرجال غالبا ما يتعاملون مع الحزن على أنه هجوم يجب صده، باعتباره هزيمة.
وقال كاشلر إنه عندما تأتي النساء من أجل استشارة بشأن الحزن بعد وفاة شريكهن، على سبيل المثال، يكن على استعداد للتعامل مع الواقعة. وأضاف: “هن يردن معرفة كيفية التعامل مع الألم والحزن”.
وأوضح أن النساء قادرات بصورة أفضل على الاستسلام لمشاعرهن، ربما “لأن لديهن تجربة جوهرية، بصورة خاصة الولادة، التي تعلمهن أنه حتى الألم الأكثر شدة سيمر، وسيجلب أمرا جديدا”.
ومن ناحية أخرى، يميل الرجال إلى المقاومة والاستمرار في ممارسة السيطرة، حسبما قال كاشلر. وقال: “من الصعب بالنسبة لهم الاستسلام، فهذا يمثل تهديدا لقدرتهم على العمل”.
وأوضح كاشلر أن الأحاديث في جماعات الدعم المختلطة تكون ذات وطأة قوية على نفوسهم، ويقومون بالانسحاب منها بعد بضعة جلسات، “لأن الرجال يركزون بقوة على الاستمرار في العمل”.
ويقاوم الرجال بصورة خاصة الحزن الشديد في حالات مثل وفاة أحد أطفالهم، حيث أنهم يشعرون بالمسؤولية عن الأسرة بأكملها.
وبالطبع لا يعني كل ذلك أن الرجال لا يحزنون. ولكن حزنهم غالبا ما يكون غير مرئي. ويقول اخين باخ: “الرجال يحزنون سرا”. وأضاف أنهم لا يتحدثون كثيرا بشأن مشاعرهم، ويميلون للتعامل مع الألم واليأس بعقلانية.
وأضاف: “هم يرغبون في جمع المعرفة”، وأشار إلى أنهم غالبا ما يشعرون بالتشكك في الذات، ويتساءلون ما إذا كانوا “فقدوا عقولهم”.
ووفقا لكاشلر فإنه على الرغم من أن الرجال لا يدخلون “مرحلة التجربة” عند الحزن، فإنه لا يجب الحكم على ذلك بصورة مسبقة سلبيا. وقا: “علينا أن ندعو الرجال للتعامل مع حزنهم بصورة مختلفة، من خلال خيار بدني”.
وأوضح: “إذا دعيت الرجال لحضور مجموعة مناقشة للمساعدة، بالكاد سيحضر أي شخص”، مضيفا: “ولكنهم سيشاركون في نشاط للتسلق أو جولة بالدراجات من أجل التعامل مع حزنهم”.
ويرى آخين باخ من خلال عمله كمستشار لشؤون الحزن أن مشاعر الرجال يمكن أن تظهر خلال السير أو التسلق مع رجال آخرين مكلومين، حيث أن ذلك يساعدهم على الانفتاح والتحدث.
وأضاف: “المناخ الصحيح يعد أمرا مهما”. وأوضح: “بالنسبة للكثير من الرجال، الجلوس في غرفة مع آخرين يعد أمرا غير اعتيادي أو حتى يجعلهم يشعرون بالتهديد”.
وأشار كاشلر إلى أن تصميم شاهد قبر أو موقع إلكتروني من أجل الفقيد يمكن أن يساعد أيضا. وقال: “الهدف هو البدء في الحديث من خلال الفعل، وربما بعد ذلك البدء في البكاء والشعور”.
وقال آخين باخ: “مسارات المشاعر الداخلية للرجال مختلفة عن النساء”. وأضاف: “من المهم أن ندع الرجال يسيرون في المسار الذي يرغبون فيه”.
(د ب أ)