جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-03@22:14:23 GMT

فلنحافظ على العيد ورائحته

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

فلنحافظ على العيد ورائحته

 

أحمد بن موسى البلوشي

العيد مُناسبة دينية واجتماعية تنتظرها المجتمعات بفارغ الصبر، ويحتفل المسلمون حول العالم بعيدي الفطر والأضحى، حيث يشكل العيد فرصة لتجديد الروابط الاجتماعية وتعزيز القيم الأخلاقية والدينية. يحتفظ العيد بعبق خاص بفضل العادات والتقاليد التي تُحيط به، مما يُساهم في خلق أجواء من الألفة والمحبة بين النَّاس، وتشكل الأعياد الإسلامية مناسبات مثالية لتجديد الروابط الاجتماعية وتعزيز التواصل بين الأفراد.

فالتجمعات والزيارات العائلية تتيح للأفراد فرصة للتواصل والتفاعل، مما يُعزز من الروابط الاجتماعية، ويقلل من الفجوات بين الأجيال. هذه اللقاءات العائلية تُعيد اللحمة إلى العائلات الكبيرة والصغيرة على حد سواء، وتتيح للجميع فرصة للتقارب وتبادل الأخبار والأحاديث.

انتظار الأسر بفارغ الصبر للعيد يُعد من أجمل الأوقات في حياة الأسرة، هذا الانتظار الجميل يجعل الجميع يشعرون بفرحة العيد قبل قدومه، ويزيد من الترابط الأسري والاجتماعي، حيث يمتلئ الجو بالفرحة والتوقعات السعيدة. يتميز هذا الوقت بتجهيزات خاصة واستعدادات تشمل تزيين المنازل بأضواء ملونة وزينة جميلة، مما يضفي جوًا احتفاليًا على المكان، وتبدأ الأسر في إعداد أشهى الأطباق والحلويات التقليدية التي تتماشى مع المناسبة، ويحرص الكثيرون على شراء ملابس جديدة للأطفال والكبار لارتدائها في أيام العيد، وتُعد هذه الفترة فرصة رائعة للتجمع مع العائلة والأصدقاء وقضاء وقت مُمتع معًا، ويتم تبادل الهدايا والعيديات بين أفراد الأسرة، وخاصة بين الكبار والأطفال، مما يزيد من بهجة العيد.

ولضمان استمرار هذه الأجواء، من الضروري تعليم الأطفال أهمية هذه العادات وتوجيههم للحفاظ عليها. فتعليم الأطفال عن عادات وتقاليد العيد ليس فقط يُعزز الهوية الثقافية والدينية فيهم، بل يساهم أيضًا في بناء قيم اجتماعية إيجابية وتعزيز الانتماء للمجتمع. هذا النوع من التعليم يؤسس لأسس قوية لاحتفالات العيد في المستقبل، مما يحافظ على الروح الخاصة لهذه المناسبات في سلطنة عُمان.

وسلطنة عمان من أكثر الدول التي تتميز بتراث ثقافي غني وعادات وتقاليد متجذرة تبرز بشكل خاص خلال المناسبات المختلفة ومنها الأعياد. وتتميز الاحتفالات في سلطنة عُمان في هذه المناسبات بطابع خاص يجمع بين القيم الإسلامية والتقاليد العُمانية العريقة، ويشكل العيد في عمان مناسبة لإظهار هذه التقاليد وتعزيز الألفة بين أفراد المجتمع من خلال الفعاليات المتنوعة التي يقوم بها المواطنون في مختلف محافظات وولايات عمان، ولذلك وجب علينا جميعاً أن نُحافظ على هذه اللحمة الوطنية من الشمال للجنوب من خلال المحافظة على هذا الموروث العريق الذي يُميزنا كعمانيين عن البقية، فالجميع يشهد بأن العيد في عمان مختلف بكل تفاصيله ومكوناته، ويمكن أن تشكل أيام العيد فترة سياحة للوافدين للتعرف على العديد من مكنونات هذا العيد وفعالياته.

إنَّ العيد أكثر من مجرد مناسبة دينية؛ إنه فرصة لتعزيز الألفة والتواصل الاجتماعي والحفاظ على العادات والتقاليد التي تعطي لمجتمعاتنا هويتها الخاصة، ومن خلال تعليم الأطفال أهمية هذه العادات ومشاركتهم في الاحتفالات، ونضمن استمرار هذه التقاليد وتعزيز الروابط الأسرية والمجتمعية. إن الحفاظ على هذه العادات هو مسؤولية مشتركة تساهم في نشر الفرح والمحبة في المجتمع، ولذلك تبقى رائحة العيد بكل هذه العادات والتقاليد والفعاليات لها طعم خاص ومختلف، هي رائحة تحمل في طياتها ذكريات الفرح والمحبة والتجديد، والعيد تجربة متكاملة تجمع بين الروحانية والتواصل الاجتماعي والاحتفال بالتقاليد، ومن خلال هذه العناصر المتنوعة، يُصبح العيد مناسبة لا تُنسى، تظل رائحته عالقة في الذاكرة، وتجسد أسمى قيم المحبة والتعاون والفرح.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تقرير حكومي يكشف أهم الملفات الشائكة أمام الحكومة المرتقبة

كشف تقرير حكومي أن ملف انقطاع التيار الكهربائي هو الاختبار الأول للحكومة المرتقبة، وسيقيس مدى قدرتها على تنفيد وعودها بحل المشكلة تدريجيا وصولا إلى حل كامل مع نهاية شهر يوليو 2024، موضحا أن هناك العديد الملفات التي تنتظر الحكومة الجديدة، ومن أبرزها:

الملفات التي تنتظر الحكومة الجديدة

- الملف الاقتصادي الذي يضم عددا من القضايا الفرعية التي تؤرق حياة المواطن المصري، ولعل أهمها تخطي معدلات التضخم حاجز الـ٣٠ مدفوعة بانخفاض قيمة الجنيه مقابل الدولار في ظل ارتفاع فاتورة الواردات المصرية.

الحفاظ على استدامة استقرار سعر الصرف

- كذلك الحفاظ على استدامة استقرار سعر الصرف، فقد استطاعت الحكومة السابقة بشق الأنفس تخطي أزمة مالية طاحنة أدت إلى وجود سعرين لصرف الجنيه مقابل الدولار على إثر النقص الحاد في موارد البلاد من النقد الأجنبي جراء سلسلة متشابكة ومتزامنة من الأزمات بدءا من انتشار جائحة كورونا مرورا بالحرب الروسية الأوكرانية وصولا للحرب الغاشمة على قطاع غزة وما تبعها من اتساع رقعة الصراع بالبحر الأحمر وأثره على واردات قناةالسويس ونشاط السياحة.

- هذا ينقلنا إلى ضرورة جذب استثمارات محلية وأجنبية مباشرة، تستهدف إصلاح الهيكل الاقتصادي المصري، وتعزيز نشاط وإنتاج القطاع الصناعي والزراعي والخدمي لتقليل الفاتورة الاستيرادية وتعزيز الصادرات المصرية للخارج وتشجيع نمو القطاع الخاص، وبذل كل الجهد للحد من ارتفاع الأسعار والتضخم وضبط الأسواق.

خفض العجز الكلي للموازنة وخفض الدين العام وتحقيق فائض

- أما على الصعيد المالي، فهناك هدف أساسي يتمثل في خفض العجز الكلي للموازنة وخفض الدين العام وتحقيق فائض، وذلك من خلال الاستمرار في جهود الحفاظ على الاستقرار المالي المتوازن في ظل تداعيات الأزمة الراهنة والاستمرار في دعم ومساندة القطاعات الإنتاجية والفئات الأكثر تأثرا بالأزمات الاقتصادية واستمرار تحسين جودة البنية التحتية، لضمان كفاءة تخصيص الموارد خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الراهنة والضغوطات التضخمية على أسعار السلع الأساسية والغذائية.

- أما القطاع الخاص، فيجب على الحكومة الحالية أن تستهدف مضاعفة نمو القطاع الخاص إلى ما يفوق نسبة 10% وجذب المزيد من الاستثمارات، وتذليل التحديات التي تواجه تفعيل دور القطاع الخاص، وزيادة مستويات مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي، وخلق فرص العمل والاستثمارات ورفع معدلات التصدير، والتي تمثل الهدفالرئيس لـ«وثيقة سياسة ملكية الدولة».

- وعن الصناعة، ستحتاج الصناعة إلى دفعة قوية من التسهيلات والتشريعات القانونية مثل الرخص الذهبية، وغيرها من الإجراءات التي كانت تعوق حركة الاستثمار والتعهد بالقضاء على البيروقراطية المترسخة داخل المجتمع وخاصة في الأجهزة التنفيذية. ومن المستهدف أن يسهم استمرار سياسات توطين الصناعة التي تتخذها الحكومة بشكل مستمر في زيادة معدلات تبادلها التجاري مع غالبية دول العالم. وتعزيز التقنيات الذكية والتحول الأخضر، وتعديل التشريعات المتعلقة بالتعريفة الجمركية، ووضوح شرط التعامل مع المستثمرين وطرق فض المنازعات الدولية وشمولية قانون الاستثمار.

وجود استراتيجية لإدارة الطوارئ

إنشاء وحدة متخصصة لإدارة الأزمات والطوارئ خاصة بالمواد الغذائية، وتكون تابعة لوزارة التموين أو مجلس الوزراء لتقوم بمتابعة المؤشرات المبدئية لحدوث أي أزمات والتدخل لاتخاذ قرارات عاجلة لزيادة العرض بالسوق بالاستيراد المباشر دون مناقصة، مما يساعد على تدارك الأزمات قبل حدوثها.

 

مقالات مشابهة

  • كيف تؤدي العادات الغذائية إلى الإجهاد وانخفاض مستويات الطاقة
  • بهدف نشر ثقافة التحكيم وتعزيز الثقة بالاستثمارات… دورة تدريبية في حمص
  • فوائد الاستحمام بالماء المالح.. تحفيز الدورة الدموية وتعزيز النوم
  • مؤسسة توكل كرمان تقيم فعالية لتدشين برنامج جسور بحضور 20 مؤسسة طلابية يمنية في تركيا
  • رئيس وزراء باكستان يصل إلى طاجيكستان في زيارة رسمية لبحث تعميق التعاون الثنائي
  • تقرير حكومي يكشف أهم الملفات الشائكة أمام الحكومة المرتقبة
  • ميرال و«الدار للتعليم» تتعاونان لإثراء التجارب التعليمية لدى الطلاب في أبوظبي
  • كاتب اقتصادي: الإنفاق على السياحة سيصل إلى حوالي 800 مليار دولار
  • «الذيد للرطب» ينطلق 25 يوليو الجاري
  • 6 عادات خاطئة تجنبها عند الاستيقاظ من النوم.. تسبب الخمول والتوتر