جريدة الرؤية العمانية:
2025-01-25@00:18:58 GMT

"طوفان" أوضح الرؤية وأزال التضليل

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

'طوفان' أوضح الرؤية وأزال التضليل

 

د. قاسم بن محمد الصالحي

جريمة إبادة جارية في غزة، الحدث الأكثر بشاعة وغموضًا في عالم يدَّعِي حضارة التقدم، يدافع عن الإنسان، لا داعي للانتظار لكي نستذكر، أن القوى الاستعمارية عملت منذ زمن على التسلح بثورة وسائل التضليل، واقتحمت حاضرنا ومستقبلنا، لكن، على الرغم من محاولات تشويه وتعتيم قضايانا المحقة، تبقى الذكرى حاضرة في عقول الأجيال المتعاقبة، لذلك، ففي كل يوم يمر علينا في حضيض اليأس، يلوح طيف الحقيقة في الأفق ليقول لنا، "إنَّ بعد العسر يسرًا".

لكن، ليس هناك أكثر دناءة من أن تختصر الصهيونية العالمية صورة المجتمعات وأواصرها الإنسانية، وعلاقاتها الدولية والعالمية، بمفهومي الأمن والتجارة، وتعميم الاهتمامات بمستقبل الأمن الغذائي، وإطلاق يد الرأسماليين وأصولي الأسواق "الحرة"، وعولمة النظم الغذائية والاجتماعية، ويزداد الأمر شناعة عندما يكون الكيان الغاصب في فلسطين يُوغل في سفك دماء الأطفال والنساء والشيوخ. حقارته تظهر عندما ينبري لاتهام ضحاياه، ويُسوِّغ الإبادة الجماعية، هذا هو واقع الصهيونية في رمي ورم خبيث في جسد الأمة العربية، لقد قيل بعد عملية طوفان الأقصى على كتائب القسام، ما يرمي لبسط اللوم والتوبيخ، بل، وما يزيد على التضليل القابض على العقول ضلال إضافي.

لنأخذ نفسًا عميقًا، لنعد التفكير بهدوء، هل كنَّا نملك الإدراك؟، عندما دخلنا في عالم فقد فيه البشر ارتباطهم بمُحيطهم، بعدما سبق أن فقدوه في ما بينهم، عندما جاءت تراتيبية جملة من التغيرات، في مجال الاقتصاد والسياسة والثقافة والاجتماع والبيئة، بشكل تعدى نطاق كل تفكير مُنفرد، وعندما لعبت عوامل مختلفة في دفع مجتمعاتنا إلى الدخول في مفاهيم ومصطلحات جديدة، سطحت العالم، من دون استعدادات كافية، ومن دون رؤية جماعية، للتعامل بها مع تحديات ومخاطر تلك المُتغيرات، كون جلها جاءت من الخارج، على شكل ضغوط متزايدة ومتعددة الأشكال والأهداف، قلصت إلى حد كبير من هامش الاستقلالية والمبادرة الإقليمية، تصدعت الكتلة الجماعية، تفاقمت أزمة النظم الوطنية، فشلت المجتمعات، وتذرر بنيانها.

إن ضبابية رؤية قضايانا القومية، أنقصت من حدة الإبصار الجمعي العربي في محددات المسارات، طرحت حلولًا تلو الحلول للأزمات المُستعصية والخطيرة في الأمة، وتوقفت مجتمعاتنا على شفا الهاوية، وازداد الإقليم اضطرابًا، فأصبح مهتمًا ومتهمًا في آنٍ.

ووصول قضايا عالمنا العربي إلى مراحل من الاستعصاء، جاء نتيجة لنقض الحلول بعضها لبعض، وغياب الرؤية الجامعة، فكثرت الرؤى الخارجية، تكررت، أُجهِضَت كثير من الرؤى القومية. وهنا نسأل: لماذا تبدو محاولات الاستشفاء من الواقع العربي الممتد لقرون متطاولة صعبة وعسيرة؟ اكتشفت الشعوب العربية، كما الشعوب الحرة، في 7 أكتوبر 2023، وجود ورم خبيث في أرض تتكلم العربية، ملأ منطقتها بغبش نتانته، يجر العالم إلى حافة هاوية السقوط والانهيار القيمي والأخلاقي، يحاول بكل اجتهاد على مدى "76" عامًا أن يجعل من دول المنطقة كيانات هشة يسهل تقييدها، لا حراك جماعيًا ولا صوت، تفرَّد بكل واحدةٍ على حدةٍ، صار من الصعب اكتشاف الخطأ أو المشكلة، ولربما المعضلة في كونها مجرده من كل ما تستحق امتلاكه، لن تفهم كل دولة على حدة حتمًا الخلل؛ لأنَّ الورم كبر وانتشر.

إذن... لأن هناك ورمًا خبيثًا في الجسد، فلا بُد من جراحة تستأصله، حتى وإن طال الألم والوجع، ومن المؤكد أن اليوم لا يمكن إعادة عقارب الساعة إلى الوراء؛ فالطوفان قد بدأ، وأصبح مباشرة جزءًا من تاريخ الأحداث الذي سيُكتَب، بغض النظر عن تأثير وسيطرة التضليل والتحريف التي تسيطر على الفكر والذهن والرأي والتصور والتوقع للمستقبل، الذي تنشده الأطراف أو القوى التي تقف خلف الكيان الغاصب، والتأثير بأفكارها الصهيونية على الرأي العام العالمي، وتتلاعب به لتقنعه وتسخره، ثم تضلله وتجذبه إلى ساحتها، من خلال قدرة وسائلها وأدواتها التي تملكها على تشكيل الأفكار والمفاهيم والتصورات التي تخدم أهدافها البغيضة.

لقد كشف الطوفان حقيقة الكيان الغاصب لمن أراد أن يُبصرها، وما عملية 7 أكتوبر إلّا مجرد تفاصيل إثارة شُعلة الحقيقة ليس أكثر، ووضعها في مسارها.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

تاريخ اختراع النظارات الطبية لتحسين الرؤية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اختراع النظارات واحد من اعظم الاختراعات التي عرفتها البشرية، اختراع غير حياة البشر، وكان نقطة تحول كبيرة في تاريخ البشرية، حيث ساعد هذا الابتكار الملايين من الناس على تحسين رؤيتهم والقيام بمهامهم اليومية بكفاءة، وتعود قصة اختراع النظارات إلى العصور الوسطى، وتطورت عبر القرون لتصل إلى ما هي عليه اليوم من تصميمات متطورة ووفقا لموقع ‏National Library of Medicine تبرز “البوابة نيوز” تاريخ اختراع النظارات.


أسباب الحاجة لاختراع النظارات:

الحاجة إلى تحسين الرؤية
منذ العصور القديمة، لاحظ الإنسان أن التقدم في العمر أو بعض الحالات الطبية تسبب ضعفًا في البصر.
الفلاسفة وعلماء الطبيعة مثل الإغريق والرومان اهتموا بمسألة تحسين الرؤية واستخدموا تقنيات بدائية لمحاولة فهم خصائص الضوء وتأثيره على العين.

بداية الاختراع:
البدايات الأولى: 

العدسات المكبرة
في القرن الأول الميلادي، أشار العالم الروماني سينكا إلى استخدام الزجاج المكبر لقراءة النصوص الصغيرة.
في القرن الثالث عشر، استخدم العلماء العرب مثل الحسن بن الهيثم العدسات المكبرة ودرسوا خصائصها، حيث قدم الحسن بن الهيثم في كتابه “المناظر” أفكارًا رائدة حول كيفية انكسار الضوء وتأثيره على الرؤية.

اختراع النظارات في أوروبا:

أول نظارات بدائية ظهرت في أوروبا حوالي القرن الثالث عشر في إيطاليا.

صنعت النظارات الأولى من عدسات زجاجية مثبتة في إطار خشبي أو معدني، وكان يتم تثبيتها يدويًا أمام العينين.

تم تصميم هذه النظارات بشكل أساسي لتحسين الرؤية عند القراءة، خاصة للأشخاص المصابين بطول النظر المرتبط بالعمر.

انتشار النظارات في العصور الوسطى:

في القرن الرابع عشر، بدأ استخدام النظارات على نطاق أوسع، وصنعت العدسات لتناسب احتياجات مختلفة:

عدسات لتكبير النصوص للأشخاص المصابين بطول النظر.

لاحقًا، عدسات لتصحيح قصر النظر.
كانت النظارات في تلك الفترة تعتبر رمزًا للعلم والثقافة، واستخدمها العلماء والرهبان الذين كانوا يقضون وقتًا طويلاً في القراءة والكتابة.

تطور تصميم النظارات:

في القرن السابع عشر، بدأت تصاميم النظارات تتحسن فتم إضافة أذرع تثبت على الأذنين لتوفير الراحة.

العدسات أصبحت أكثر دقة في تصحيح العيوب البصرية.

اكتشاف العدسات ثنائية البؤرة على يد العالم الأمريكي بنجامين فرانكلين في أواخر القرن الثامن عشر كان تقدمًا كبيرًا وساعد هذا التصميم الأشخاص الذين يعانون من قصر وطول النظر في آنٍ واحد.
 

الثورة الصناعية وتأثيرها على النظارات:

خلال القرن التاسع عشر، ساهمت الثورة الصناعية في إنتاج النظارات بكميات كبيرة، مما جعلها متاحة لعدد أكبر من الناس.

أصبحت النظارات أكثر تنوعًا في التصميم، مع إمكانية الاختيار بين إطارات معدنية وخشبية وحتى بلاستيكية لاحقًا.
 

النظارات في العصر الحديث:
مع تقدم العلوم الطبية في القرن العشرين، تم تطوير نظارات مخصصة لأنواع متعددة من مشاكل الرؤية مثل الاستجماتيزم وقصر النظر الحاد.

اختراع عدسات بلاستيكية خفيفة الوزن بدلاً من الزجاج ساهم في جعل النظارات أكثر راحة.

ظهور تقنيات جديدة مثل العدسات المقاومة للخدش، العدسات المستقطبة، وعدسات الحماية من الأشعة فوق البنفسجية.
 

أهمية النظارات في تحسين الحياة:
النظارات ليست مجرد أداة لتحسين الرؤية، بل أصبحت عنصرًا يعزز من جودة الحياة:

تحسين الأداء اليومي في القراءة، القيادة، والعمل.

أداة لتصحيح مشاكل النظر لدى الأطفال، مما يدعم تطورهم التعليمي.

وسيلة لحماية العينين من الأشعة الضارة (النظارات الشمسية).
 

التحديات المستقبلية:
البحث مستمر لتطوير تقنيات جديدة في العدسات، مثل:
عدسات تغير تركيزها تلقائيًا حسب الحاجة.

نظارات طبية متصلة بالتطبيقات الصحية لتوفير بيانات عن النظر وحالة العين.

العالم الإسلامي الذي ينسب إليه الفضل في النظارة الطبية

العالم الإسلامي الذي ينسب إليه فضل كبير في التأسيس لفكرة النظارة الطبية هو الحسن بن الهيثم (965-1040م)، وهو عالم موسوعي مسلم اشتهر بإسهاماته في مجال البصريات، إلى جانب علوم الفلك، الرياضيات، والفيزياء.

إسهام الحسن بن الهيثم في اختراع النظارة الطبية:

دراسة البصريات:

وضع الحسن بن الهيثم أسس علم البصريات في كتابه الشهير “كتاب المناظر”.

تناول فيه كيفية انتقال الضوء، انعكاسه، وانكساره، وهو الأساس العلمي الذي ساعد لاحقًا في تطوير العدسات.

فهم آلية الرؤية:

الحسن بن الهيثم أوضح أن الرؤية تحدث بسبب دخول الضوء إلى العين، وليس كما كان يعتقد سابقًا أن العين تبعث أشعة لرؤية الأشياء.

هذا الاكتشاف كان محوريًا في فهم تصحيح البصر باستخدام العدسات.

اكتشاف تأثير العدسات:

الحسن بن الهيثم درس تأثير العدسات المحدبة والمقعرة على الضوء.

لاحظ كيفية تكبير الأشياء عبر العدسات، مما شكل الأساس النظري لاستخدام العدسات في تحسين الرؤية.

التمهيد للنظارة الطبية:

على الرغم من أن الحسن بن الهيثم لم يخترع النظارات الطبية بشكلها الحالي، إلا أن أبحاثه كانت مصدر إلهام لأوروبا في العصور الوسطى لتطوير العدسات المستخدمة في النظارات.

تأثير أبحاث الحسن بن الهيثم:

أعمال الحسن بن الهيثم في علم البصريات ترجمت إلى اللاتينية في العصور الوسطى وأثرت على علماء أوروبا.

أسهمت اكتشافاته في تطوير النظارات لأول مرة في إيطاليا خلال القرن الثالث عشر.

مقالات مشابهة

  • «مصطفى بكري»: تربّينا في الصعيد وتشبّعنا بقيمه التي جعلتنا جميعا أكثر صلابة
  • ما أبرز الإنجازات والمكتسبات التي حققها طوفان الأقصى للقضية الفلسطينية؟
  • خبير علاقات دولية: مخطط خبيث من اليمين الإسرائيلي لتدمير مقومات الدولة الفلسطينية
  • إجراء أول عملية كَي حراري لعلاج ورم خبيث بالكبد في مركز الأورام العسكري (صور)
  • «الأمة القومي»: جهات مجهولة أصدرت بيانات منحازة لطرفي الصراع باسم الحزب 
  • ماذا استفاد اليمن من مشاركته في معركة “طوفان الأقصى” انتصارًا لغزة؟
  • تاريخ اختراع النظارات الطبية لتحسين الرؤية
  • هل يجوز إخراج مبلغ مالي بنية الزكاة والصدقة معا؟.. الإفتاء توضح
  • “التنمية المستدامة والرد على التضليل الإعلامي” ندوه بإعلام الخارجة
  • الطقس.. 2 كم مدى الرؤية وشرطة أبوظبي تحذر من الهاتف والتصوير