اكتشف مجموعة علماء بريطانيون لقاحًا يساهم في تدمير الشامات المسببة للسرطان ذاتيًا، دون الحاجة إلى تدخل جراحي، ذلك الاكتشاف الثوري الذي يعد بمثابة اختراع مهم في معالجة الشامات الجلدية، التي تعتبر شائعة للغاية وتظهر عندما تنمو الخلايا المنتجة للصبغة، المعروفة باسم الخلايا الصباغية، في تجمعات على الجلد.

أسعار البيض بتعاملات اليوم الأحد بالمزرعة.. الأبيض بكام تطوير لقاح يدمر الشامات المسببة للسرطان ذاتيًا

ووفقًا لما ذكره موقع صحيفة “ديلي ميل” البريطانية، الشامات الجلدية الصغيرة غالبًا ما تكون غير ضارة، لكن هناك حالة جلدية نادرة تُعرف بمتلازمة الحمة الصباغية الخلقية (CMN)، وهي ناجمة عن طفرات جينية تحدث في الرحم. 

الشامات المسببة للسرطان 

تؤدي هذه الحالة إلى تغطية ما يصل إلى 80% من الجسم بشامات كبيرة أو مثيرة للحكة، مما يزيد من خطر الإصابة بأشد أنواع سرطان الجلد، المعروف باسم الميلانوما.

صمم هذا اللقاح بالتعاون مع مستشفى "غريت أورموند ستريت" (GOSH) الذي يعالج الشباب المصابين بمتلازمة CMN. تمت تجربة اللقاح على فئران مصابة بهذه الحالة، حيث تلقّت حقنًا تحتوي على العلاج. النتيجة كانت حجب جين متحور يُسمى NRAS في خلايا الشامات، ما أدى إلى تدمير الخلايا ذاتيًا بعد 48 ساعة فقط.

لم تقتصر التجارب على الفئران فقط، بل شملت أيضًا خلايا وأجزاء جلدية كاملة مأخوذة من أطفال مصابين بمتلازمة CMN. أظهرت هذه التجارب النتائج نفسها، حيث تم تدمير خلايا الشامات بنجاح، ونُشرت هذه النتائج الواعدة في مجلة Investigative Dermatology.

أوضحت فيرونيكا كينسلر، الأستاذة في GOSH، أن متلازمة CMN تشكل تحديًا كبيرًا من الناحية الجسدية والنفسية للأطفال والبالغين الذين يعانون منها ولأسرهم. عبرت كينسلر عن حماسها تجاه هذه النتائج، مشيرة إلى أن العلاج الجيني لا يؤدي فقط إلى التدمير الذاتي لخلايا الشامات في المختبر، بل يمكن أيضًا توصيله إلى الجلد في الفئران. وأكدت على أن هذه النتائج تفتح آفاقًا جديدة للعلاج في المستقبل، لكنها شددت على ضرورة إجراء مزيد من الاختبارات قبل أن يمكن تطبيقه على المرضى البشر.

يأمل العلماء أن يبدأ تطبيق هذا العلاج الجديد قريبًا في التجارب السريرية على البشر. يتم تمويل هذا البحث من قبل المعهد الوطني لأبحاث الصحة والرعاية (NIHR)، وهو ما يعزز الأمل في إمكانية تطوير هذا اللقاح ليصبح علاجًا متاحًا للأشخاص الذين يعانون من متلازمة CMN وغيرها من الحالات المرتبطة بالشامات.

إن النجاح في تطوير هذا اللقاح يمثل خطوة هامة نحو تحسين نوعية الحياة للأشخاص الذين يعانون من مشاكل الشامات الجلدية، وخاصة تلك المرتبطة بمخاطر صحية عالية مثل الميلانوما. التقدم في مجال العلاج الجيني واستخدامه لتدمير الخلايا غير الطبيعية بشكل ذاتي يعكس إمكانيات هائلة في الطب الحديث، ويبرز أهمية الأبحاث المستمرة والتعاون بين المؤسسات الطبية والبحثية لتحقيق هذه الأهداف.

مع استمرار الدراسات والاختبارات السريرية، قد يصبح هذا العلاج الثوري متاحًا في المستقبل القريب، مما يمنح الأمل للعديد من المرضى وعائلاتهم في التخلص من الشامات بشكل فعال وآمن، دون الحاجة إلى التدخلات الجراحية التقليدية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الشامات سرطان ديلي ميل الرحم ذاتی ا

إقرأ أيضاً:

العثور على مخلوق نادر بالمغرب عمره ملايين السنين

اكتشف فريق من العلماء بقايا مخلوق من عصور ما قبل التاريخ "مغلفة بالرماد" في المغرب، ليتم تحديدها لاحقا على أنها العينة الأكثر نقاوة للمفصليات ثلاثية الفصوص.

كشفت الدراسة أن هذا المخلوق، الذي أُطلق عليه لقب "بومبي"، تحجّر على الفور في مياه البحر بسبب الرماد الساخن من بركان قريب، في مصير يحاكي ما حدث للكائنات الموجودة في مدينة بومبي الإيطالية أثناء ثوران بركان جبل فيزوف عام 76 ميلادي.

وفي حين تم اكتشاف أكثر من 20 ألف نوع من ثلاثيات الفصوص، لم يعثر العلماء إلا على الأنسجة الرخوة، لكن الاكتشاف الأخير شمل كل شيء، بدءا من الجهاز الهضمي وحتى الهياكل الشبيهة بالشعر التي تمتد على طول الزوائد.

وقال الدكتور غريغ إيدجكومب، عالم الحفريات في متحف التاريخ الطبيعي: "إحدى النتائج غير المتوقعة لعملنا هي اكتشاف أن الرماد البركاني في البيئات البحرية الضحلة يمكن أن يكون بمثابة ثروة لحفظ الحفريات بشكل استثنائي".

وجُمع قالب الرماد في الأطلس الكبير، أعلى قمة في سلسلة جبال الأطلس في وسط المغرب.

وحافظ الرماد على جسم المخلوق ثلاثي الفصوص بالكامل، وملء جهازه الهضمي، ما سمح للعلماء بتحليله لأول مرة.

وكان يُعتقد سابقا أن ثلاثيات الفصوص لديها 3 أزواج من زوائد الرأس خلف قرون الاستشعار الطويلة، لكن النوع المكتشف أظهرا وجود 4 أزواج.

وقال المعد الرئيسي، البروفيسور عبد الرزاق الألباني: "باعتباري عالما عمل على الحفريات من مختلف العصور والمواقع، كان اكتشاف الحفريات في مثل هذه الحالة الرائعة من الحفظ داخل بيئة بركانية، تجربة مبهجة للغاية بالنسبة لي. أعتقد أن رواسب الحمم البركانية يجب أن تصبح أهدافا جديدة للدراسة، نظرا لقدرتها الاستثنائية على الحفاظ على البقايا البيولوجية، بما في ذلك الأنسجة الرخوة الحساسة. ومن المتوقع أن تؤدي هذه النتائج إلى اكتشافات مهمة حول تطور الحياة على كوكبنا الأرض".

مقالات مشابهة

  • العثور على مخلوق نادر بالمغرب عمره ملايين السنين
  • تسليط الضوء على زراعة الخلايا الصبغية الذاتية لمرضى البهاق
  • اكتشاف يحمل مفتاح تعزيز الخصوبة
  • "اكتشاف مفاجئ" قد يحمل مفتاح تعزيز الخصوبة
  • قنبلة السكر.. عالم سوري يتوصل لطريقة جديدة لعلاج السرطان
  • سرطان الدم النخاعي المزمن.. ما هي أبرز أعراض المرض
  • كيف تتجنب البهاق من الانتشار؟.. استشاري جلدية يُجيب
  • المغرب.. اكتشاف مخلوق "استثنائي" من عصور ما قبل التاريخ
  • كيفية انتقال المواد المسببة للسرطان من الأمهات إلى الجنين.. دراسة جديدة تكشف التفاصيل
  • هذا ما يجب فعله للتعرف على سرطان البروستاتا