الشؤون الدينية للحرمين تدشن برنامج "إجابة السائلين" للرد على استفسارات قاصدي المسجد الحرام
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
دشّن رئيس الشئون الدينية للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف الشيخ الدكتور عبدالرحمن السديس، اليوم الأحد، مبادرة "إجابة السائلين" عبر الهاتف؛ للرد على استفسارات قاصدي المسجد الحرام الشرعية، وتوعيتهم وتعليمهم لأداء عباداتهم ومناسك العمرة.
السديس: حراك ميداني توعوي لإيصال رسالة الحرمين للعالم خطاط المصحف عثمان طه يتصدر التريند بعد موقف السديس والمعيقلي معه وأوضح السديس - وفقا لما نقلته وكالة أنباء السعودية (واس) - أن مبادرة "إجابة السائلين" عبر الهاتف جاءت للتيسير على قاصدي المسجد الحرام، وتعزيز مهام مكاتب "إجابة السائلين" للرد على أسئلة قاصدي المسجد الحرام وتوعيتهم لما فيه اتباع هدي نبيهم ﷺ في أداء مناسك العمرة.
وتعمل إدارة "إجابة السائلين" التي تضم مجموعة من العلماء والقضاة والمدرسين على توعية الحجاج والزائرين في مسائل العقيدة الإسلامية والعبادات الشرعية وأحكام المناسك، وآداب الزيارة، ليؤدوا عباداتهم وفق المقتضى الشرعي دون إخلال أو إحداث وابتداع.
أكثر من مليون و400 ألف زائر للروضة الشريفة بالمسجد النبوي
بلغ عدد زوار الروضة الشريفة في المسجد النبوي بالمدينة المنورة خلال الفترة من بداية شهر ذي القعدة وحتى الـ 14 من ذي الحجة لعام 1445هـ، مليونًا و403 آلاف و640 زائرًا.
وأوضحت إحصائية نشرتها الهيئة العامة للعناية بشئون المسجد النبوي،اليوم الأحد نقلتها وكالة أنباء السعودية (واس) - أن مساحة الروضة الشريفة تبلغ 330 مترًا مربعًا بطاقة استيعابية 800 زائر بالساعة بمتوسط 10 دقائق لكل زائر،مشيرة إلى أن عدد الزائرين من الرجال بلغ 762 ألفًا و101 زائر، ومن النساء 641 ألفًَا و539 زائرة.
وأشارت إلى أن هناك أربع مراحل لإدارة تفويج الزوار إلى الروضة الشريفة،حيث يتم التحقق من حجز المواعيد عبر تطبيق نسك وتوكلنا،ومسح رمز الاستجابة السريع عبر الأجهزة الإلكترونية،ومن ثم توجيه الزوار إلى مناطق الانتظار داخل المسجد النبوي،ثم تفويجهم إلى داخل الروضة الشريفة.
وحرصت الهيئة العامة للعناية بشئون المسجد النبوي،بالتعاون مع الجهات الأمنية والخدمية بالمسجد النبوي،على التسهيل على الزوار والمصلين للصلاة في الروضة الشريفة والسلام على رسول الله وصاحبيه رضي الله عنهما، في إطار الجهود المبذولة لخدمة الزوار والمصلين بالمسجد النبوي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إجابة السائلين المسجد الحرام قاصدي المسجد الحرام قاصدی المسجد الحرام إجابة السائلین الروضة الشریفة المسجد النبوی
إقرأ أيضاً:
أكذوبة "الإنسان العالمي"
كيف لنا أن نقتبس من إجابة سقراط شعاعاً معرفيّاً
في حلم هو أقرب للرؤيا، رأى أنه يسافر إلى أمة أخرى غير أمته في أقصى الأرض، وقد تغير جواز سفره الأصلي من ناحية الشكل، حيث امتدّ طولاً، وظل ثابتاً عرضاً، ولكنه لم يفقد جواز سفره الأصلي، فقد حملهما معاً، وبقي التعريف به موزعاً بين الإثنين، وبهما تم التعرف عليه، وتعريف نفسه أيضاً على طول رحلته، حيث كان يرافقه صحفياً شاباَ، وعد أن يذهب إلى مسافة أبعد.. إلى أرض عوالمها لا تزال مجهولة، سعْياً لمزيد من المعرفة.تساءل، حين أيقظه الحلم قبل أن يصل إلى نهايته في الثالثة فجراً، تكدّر لأنه لم يتمّه، ولم يعرف نهايته، وحاول تفسيره، ولكنه لم يكن بتأويل الأحلام من العالمين، غير أنه توجَّس خيفة من ظنه القائل: "إنه رسالة تغيير مقبلة من عالم الغيب إلى برزخ ما قبل عالم الشهادة"، لكنه لم يعد إليه بعد ذلك على غير عادته في السنة الأخيرة من عمره، حيث كانت الأحلام تطارده، رفقة أحبَّة من الأموات، حتى غدوا في الأيام الأخيرة أكثر حضوراً من الأحياء، وهو ما كان يخيفه، لأنه لم يُنْهِ بعد التزامات كبرى تتعلق بحقوق الغير.
لم يكن بالنسبة له مُهمّاً أن يتذكر ما رأى في الحلم إلا أمراً واحداً وهو الحديث عن"الإنسان الكوني"، ضمن خطاب رائج يقصد به "الإنسان العالمي"، الذي يكون متخلصاً من عبء الأديان والثقافات والأوطان، وواضعاً عن نفسه أغلال القوانين والنظم والجغرافيا وأوزار الحروب، لكنه بالتأكيد لن يحمل حكمة سقراط ـ منذ القرن الخامس قبل الميلاد ــ الذي قال: "أنا لست أثينيّاً ولا يونانيّاً، أنا مواطن عالميّ"، وذلك إجابة عن سؤال وُجّه إليه ـ لا ندري إن كان من الخاصة أو من العامة ـ من أنت يا سقراط؟.
يرى البعض ممن أدركتهم فلسفة سقراط خلال تعاقب الأزمنة؛ وخاصة في عصرنا الحالي أن "إجابة سقراط جاءت منسجمة مع تفكيره ومبادئه الفلسفية والأخلاقية"، وهم محقون في ذلك إلى حدّ بعيد، ولكن كيف لنا أن نقتبس من إجابة سقراط شعاعاً معرفيّاً، ومرجعية نستند إليها اليوم في قراءة وتحليل واقعنا العالمي، أو تكون لنا القدرة على تحويلها إلى خطاب، ثم فعل، يصدران عن كثير من البشر في حياتنا المعاصرة، خاصة المستضعفين منهم، أولئك الذين يهزهم الشوق، وتغريهم الأماني بقوة بعد ضعف، وبحرية بعد استعباد، وبغنى بعد فقر؟
قد نجد الإجابة على المستوى النظري بخصوص البشر في تحقيق صفة "الكونيّة" في ذلك الخروج الظاهر للإنسان المعاصر ـ خاصة في الدول المتخلفة ـ من قوقعته الثقافية الصغيرة، وتجاوز جميع الانتماءات العرقية والوطنية والدينية الضيقة، وأحياناً يصل إلى درجة التمرد على ثقافته الأصلية وتطويع نفسه لثقافة أخرى يراها أفضل في إتاحة الحرية والكسب المادي والعيش بسلام، حتى لو كانت في الماضي عدائية له.
قد تمثل اختيارات البشر في بحثهم عن سبل الخروج من المحلية ـ الوطنية إلى ما أصبح يعرف بالكونية أو العالمية ـ القائمة على فكرة عدم التفريق بين الدول والثقافات والأعراق ـ هروباً ليس فقط من الأوطان والبشر، ولكن من الذات أيضاً.
الهروب من الذات والثقافة والوطن والقوم والأمة، يمثل أكذوبة كبرى ووهماً لما يطلق عليه "الإنسان العالمي"، لأن الاختيارات هنا تقوم على فكرة "صراع الأمم"، ما يعني أنه لا وجود لثقافة كونية واحدة، وإنما هناك اختلاف يؤدي إلى التعارف بين البشر والألسن والثقافات والأديان، ربما يتيح لنا فرصة الاختيار، أو تبديل واقع بآخر قد يكون أسوأ، ناهيك عن أن ذلك يعدّ اختياراً فردياّ، يرى فيه صاحبه؛ من حيث يدري أو لا يدري، أن السعي إليه هدفاً خاصّاً، لا صلة له بالكونيَّة.