التكنولوجيا الحديثة في البنوك
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
محمد بن سعيد الكثيري
لا يستطيع أحد إنكار تأثير التكنولوجيا الحديثة على حياتنا اليومية، إذ أصبحت تطغى على أسلوب تعاملنا مع الآخرين، وردات أفعالنا مع الأشياء التي تُحيط بنا، وهذا ينطبق على الدول أيضًا والقطاعات الاقتصادية المُختلفة التي أبرزها القطاع المالي والمصرفي.
ولقد لاحظنا بالفعل تأثير التكنولوجيا الحديثة في حياتنا اليومية التي أصبحت متاحة في كل وقت ومكان؛ إذ يستطيع الفرد اليوم تصفح أي صحيفة ورقية في العالم، والحصول على معلومات هائلة حول أي موضوع، والتسوق من متاجر عديدة عبر التطبيقات المختلفة، وحجز تذاكر سفره بكل سهولة وبدون أي تعقيدات وغيرها.
ولقد واكبت البنوك في سلطنة عُمان هذه التغييرات أيضاً، وأوجدت لها تطبيقات عبر الهاتف المحمول، يستطيع الفرد من خلالها القيام بمعاملات مصرفية متنوعة مثل التحويلات المالية إلى بنوك مختلفة، وتسديد فواتيره، والحصول على كشف حساب لأرصدته البنكية وهو جالس على كرسي مكتبه أو غرفة المعيشة أو مقهى في الهواء الخارجي. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فقط بل يستطيع اليوم تمرير هاتفه المحمول على آلة الدفع في المتاجر دون الحاجة إلى إبراز بطاقات الخصم المباشر، مثل تلك الخدمة التي أطلقها بنك ظفار مؤخرا وهي "ظفار باي"، وسامسونج باي، وظفار الإسلامي باي.
كما أدت التكنولوجيا إلى إحداث تغيير كبير في أعمال البنوك والمؤسسات المالية المختلفة، بل وساهمت في زيادة حدة المنافسة بينها لتقديم أفضل المنتجات والخدمات المعتمدة عليها للزبائن. ولذلك ينبغي على البنوك مواكبة التحولات الرقمية التي تظهر على السطح بين الفينة والأخرى من خلال الاستثمار الضخم في التقنيات الحديثة، ولعل أبرزها أنظمة الذكاء الاصطناعي التي تسعى اليوم إلى تبنيها للحد من التكاليف التشغيلية وزيادة الإيرادات، وتحسين فعالية الموظفين.
وتستخدم البنوك أنظمة الذكاء الاصطناعي للمساعدة في اتخاذ قرارات القروض والائتمان بشكل أكبر أمانًا وربحية، واتخاذ القرارات الاستثمارية ودعم الأبحاث في هذا الجانب، وكتابة التقارير المعتمدة على البيانات المالية، فضلاً عن استخدام الذكاء الاصطناعي في مكافحة غسيل الأموال والغش والاحتيال التي تعد أكثر فعالية وقوة لوقف هذا النوع من الجرائم.
ولخلق حلقة وصل مُستمرة بين الزبائن والبنوك، تتيح أنظمة الذكاء الاصطناعي ربط المسؤول في البنك مع الزبون عن طريق "روبوتات الدردشة" التي ستكون مربوطة بمنصات المراسلة الشائعة مثل الفيسبوك والماسنجر والواتساب. الأمر الذي يساهم بدوره في حل مشاكل وشكاوى الزبائن بفعالية، فضلاً عن الرد على استفساراتهم المتعلقة بمعلومات مفصلة حول مواقع أجهزة الصراف الآلي، وأسعار العملات الأجنبية، وساعات عمل الفروع وغيرها.
من الضروري إذن قيام البنوك بدمج التكنولوجيا المالية ضمن خدماتها من أجل توفير تجربة مثرية للزبائن تتميز بالكفاءة من حيث التكلفة لضمان بقائها في طليعة قطاع الخدمات البنكية.
** مدير اختصاصي بالقنوات الرقمية وخدمات الدفع الإلكتروني في بنك ظفار
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
جهاز ذكي يساعد المكفوفين على التنقل باستخدام الذكاء الاصطناعي
تمكن العلماء في الصين من تحقيق إنجاز علمي بارز في مجال دعم ذوي الإعاقة البصرية، حيث قاموا بتطوير جهاز ذكي قابل للارتداء يساعد المكفوفين وضعاف البصر على التنقل بحرية واستقلالية تامة.
ويعتمد الجهاز على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتمكين المستخدمين من التنقل دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين.
ويعمل الجهاز، الذي تم الكشف عن تفاصيله في دراسة حديثة نُشرت في دورية Nature Machine Intelligence، باستخدام مزيج من الفيديو، الاهتزازات، والإشارات الصوتية لتوفير إرشادات لحظية للمستخدم، مما يساعده على التعرف على محيطه واتخاذ القرارات بشكل فوري أثناء التنقل.
ويعتمد النظام على كاميرا صغيرة تُثبت بين حاجبي المستخدم، حيث تقوم هذه الكاميرا بالتقاط صور حية لبيئة المستخدم المحيطة، ثم يحلل المعالج الذكي هذه الصور باستخدام الذكاء الاصطناعي ليرسل أوامر صوتية قصيرة وواضحة عبر سماعات توصيل عظمي.
وتتمثل ميزة هذه السماعات في أنها لا تعزل المستخدم عن الأصوات المحيطة، مما يتيح له الاستماع إلى محيطه بشكل طبيعي أثناء تلقي الإرشادات الصوتية.
ولزيادة مستوى الأمان، تم تزويد الجهاز بحساسات دقيقة تُرتدى على المعصمين، وهذه الحساسات تهتز تلقائيًا في حال اقتراب المستخدم من جسم أو حاجز، مما يعطي إشارة لتنبيه المستخدم بتغيير اتجاهه لتفادي الاصطدام.
وتم تطوير هذا الجهاز من خلال تعاون بين عدة مؤسسات أكاديمية وعلمية بارزة، من بينها جامعة شنغهاي جياو تونغ، مختبر شنغهاي للذكاء الاصطناعي، جامعة شرق الصين للمعلمين، جامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، والمختبر الوطني الرئيسي لعلم الأعصاب الطبي في جامعة فودان.
وما يميز الجهاز أيضاً هو خفة وزنه وتصميمه المدمج الذي يراعي راحة المستخدمين أثناء تنقلهم طوال اليوم. حيث يسمح للمستخدمين بالتنقل بحرية دون إجهاد، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم اليومية.
وخضع النظام لاختبارات أولية في الصين شملت 20 متطوعاً من ضعاف البصر، وأظهرت النتائج أن معظم المشاركين تمكنوا من استخدام الجهاز بكفاءة بعد تدريب بسيط استغرق ما بين 10 إلى 20 دقيقة فقط.
وفي نسخته الحالية، يتمكن الجهاز من التعرف على 21 عنصراً شائعاً في البيئة المحيطة مثل الكراسي والطاولات والمغاسل وأجهزة التلفزيون والأسِرّة وبعض أنواع الطعام. ومع تطور الأبحاث، يطمح الفريق البحثي إلى توسيع قدرات الجهاز ليشمل التعرف على المزيد من العناصر في المستقبل.
ويعد الجهاز خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقلالية التامة للمكفوفين في تنقلاتهم اليومية، ويعد نموذجًا للتطورات المستقبلية التي قد تحدث في مجال التكنولوجيا المساعدة للمكفوفين، مما يبشر بمستقبل أكثر إشراقًا لهذه الفئة من المجتمع.