تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، وصراع  الدول الأفريقية لنيل استقلالها من القوى الاستعمارية، وخوضها صراعات داخلية وخارجية للحصول على الاستقلال، حتى انتهى خروج المستعمر من القارة من زيمبابوي، وهي آخر الدول التي رحل عنها الرجل الأبيض عام 1980.

انتقلت الحرب الباردة إلى القارة الأفريقية، فشهدت الصراعات بين القوى المتناحرة على الحصول على ثرواتها الطبيعية، فبعد أن انتهت الحرب العالمية الثانية طالت تأثيراتها دول القارة مثل تحول معظم دول القارة نحو التعددية الحزبية ورغم أن بعض من دولها تأثرت بالنظام السوفيتي في إعادة بناء أركان الدولة، ورغم أن لم تكن دول الاتحاد السوفيتي قوى استعمارية في القارة، لكن الدعم التي شهدته بعض من الدول التي تم تحريرها من الاستعمار الغربي، دعما من السوفيت، واعتبره زعماء أفريقيا أن الاتحاد السوفيتي هو محامي صلب تجاه قضايا التحرر، وداعما للدول التي تتبنى الأفكار الماركسية في ذلك الوقت، كما حاولت الدول التي نالت استقلالها الابتعاد عن كل ما هو استعماري، ورغم ذلك لم تستمر الأفكار الماركسية أمام الاتجاه الليبرالي العالمي، كما لم تصبح الطريق الذي تسيره عليه أفريقيا، فاتجهت القارة نحو الديموقراطية والتعددية الحزبية.

انتقلت الحرب الباردة إلى القارة الأفريقية،

 

وحسب دراسة حملت عنوان " التطورات السياسية في أفريقيا جنوب الصحراء بعد الحرب الباردة" للدكتور نغم محمد صالح، فإنها ترى المتغيرات التي مر بها العالم، وتكالب الدول الاستعمارية على ثروات القارة الأفريقية، وهو ما أشعل الحرب الباردة كان له تأثير واضح على كل القوى في أفريقيا، وخاصة توجه هذه القوى نحو القارة السمراء، وتغيرت اتجاهها، وبعد ضعف الاتحاد السوفيتي في وقت سابق، وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية هي المسيطر عالميا، والقطب الأوحد عادات مرة أخرى قوى عالمية كروسيا والصين وبدأ الصراع على الثروات الأفريقية، فاتسمت هذه الحرب الباردة بأنها اتخذت الاتجاه الاقتصادي بشكل أكبر من غيره، فسعت القوى الكبرى للحصول على مقدرات هذه الدول، وخاصة أنها تمتلك المواد الأولية للصناعة التي تقوم عليها الدول الصناعية، وامتلاك القارة لهذه المقدرات يجب أن يحولها من القارة الضعيفة إلى العمل على استغلال هذه الثروات التي تمتلكها وعدم السماح للدول الخارجية بالتدخل في الشأن الداخلي للدول الأفريقية، لوقف استغلال مقدراتها وهو ما يتطلب استيعاب الأحداث العالمية، والتعامل معها، والاعتماد على النماذج السياسية والاقتصادية من أبناء القارة، وعدم الاعتماد على النماذج المستوردة من الخارج، والتي هدفها حفظ القوى الطامعة في مقدرات أفريقيا وتحويلها لأرض للحرب الباردة.

تكالب الدول الاستعمارية على ثروات القارة الأفريقية

وحسب حديث لـ«CIA»، قال  كاميرون هدسون، المتخصص في الشأن الأفريقي، إن الانسحاب الأخير الذي أعلنت عنه الولايات المتحدة الأمريكية من النيجر وتشاد، هو انسحاب قسري، ويعتبر انسحابا قسريا، يجب أن تشعر منه واشنطن بالقلق، ولذلك أمريكا في حاجة ضرورية لتغير طريقة تعاملها مع الوضع في أفريقيا، بعدما فشلت السياسة الأمريكية في الشراكة الأمنية فعليها دعم الديمقراطية  حتى تواجه التمدد الروسي والصيني في القارة، ومواجهة الإرهاب الذي تسبب في انعدام الأمن، وضعف الديموقراطية، وهو دور هام على الولايات المتحدة أن تواجهه في القارة الأفريقية، وترسيخ مكافحة الإرهاب وتعزيز الديموقراطية ، وخاصة مع اتجاه قادة الدول في أفريقيا اختيار شركائهم لتحقيق مصالحهم دون النظر من هو الشريك، في ظل صراع يدور في ساحات الدول، وهو ما تم رصده في التهديدات الإرهابية في منطقة الساحل، واتجاه الدول في أفريقيا ناحية موسكو بدلا من واشنطن.

وحسب تصريحات "كاميرون" فالقادة في الولايات المتحدة الأمريكية، ترى هذا الصراع الدائر في القارة على أنه حرب باردة تشهرها القارة السمراء، وهو الأمر الذي يغضب القادة الأفارقة، وجعل قادة الدول تنظر للولايات المتحدة كونها دولة غير صديقة لأفريقيا، وحسب ما قاله الجنرال «مايكل لانجلي»، رئيس القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا،  في رسالة قام بتسليمها في مارس الماضي للكونجرس الأمريكي: «هناك عدد من البلدان عند نقطة التحول التي  يتم استغلالها بالفعل ».

اتجاه قادة الدول في أفريقيا اختيار شركائهم لتحقيق مصالحهم

ويرى كاميرون أن على الولايات المتحدة إيقاف هذه المنافسة، والعمل على التعاون مع الدول الأفريقية، وتتخلى عن طريقتها في إملاء شروط وأوامر للشركاء في أفريقيا، وتؤمن بأن القارة ذات أهمية استراتيجية لها.

وفي تصريحات لـ"البوابة، يرى محمد تورشين، محلل سياسي سوداني، وباحث في الشؤون الأفريقية، الأحداث في القارة الأفريقية تمضي بتسارع شديد في ظل حضور روسي كثيف، لأنها أصبح حضورها طاغيا في الساحل الأفريقي، كما أنها نجحت في السيطرة على أفريقيا الوسطى، كما تتواجد بقوة في ليبيا لدعم حليفها، كما لديها تطلعات وآمال أن تكون حاضرة في الصراع السوداني بقوة، وتزعم للتأثير في أكثر من دولة أفريقية، وهي استراتيجية وضعتها بوتيرة سريعة، في ظل وجود قوى إقليمية أخرى لديها نفس التطلعات والمطامع والتطلعات مثل الهند وإيران، فبالتي يتضح الأمر أن أفريقيا أصبحت ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الإقليمية والدولية فهو صراع نفوذ وفرض إرادة.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: الحرب العالمية الثانية الاتحاد السوفيتي كاميرون هدسون الولايات المتحدة القادة الأفارقة القارة الأفریقیة الولایات المتحدة الحرب الباردة فی أفریقیا فی القارة

إقرأ أيضاً:

عامل إقليم الحوز يشارك في المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي استعداداً للاستحقاقات الكروية الكبرى التي تشرف عليها المملكة المغربية

تحرير :زكرياء عبد الله

في إطار الدينامية الوطنية التي تشهدها المملكة المغربية في مجال تطوير الرياضة، وخاصة كرة القدم، شارك عامل إقليم الحوز، السيد رشيد بنشيخي، في فعاليات المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي، التي احتضنتها جهة مراكش-آسفي، استعداداً للاستحقاقات الكروية الكبرى التي تستعد المملكة لتنظيمها خلال السنوات المقبلة.

وقد جاءت هذه المناظرة في سياق الجهود الحثيثة التي تبذلها مختلف المؤسسات الوطنية والجهوية من أجل النهوض بالرياضة كرافعة للتنمية، وتعزيز موقع المغرب كوجهة رياضية قارية ودولية، خاصة بعد فوز المملكة بشرف تنظيم نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2025، ومشاركتها في تنظيم مونديال 2030 إلى جانب إسبانيا والبرتغال.

مقالات مشابهة

  • بريطانيا توسع نفوذها في أفريقيا تحت غطاء الأمن
  • عامل إقليم الحوز يشارك في المناظرة الجهوية للتشجيع الرياضي استعداداً للاستحقاقات الكروية الكبرى التي تشرف عليها المملكة المغربية
  • القوى السُنية العراقية الكبرى تخوض الانتخابات متسلحة بثقلها وقوائم صغيرة تنافسها صورياً
  • المراحل العشر التي قادت فيتنام إلى عملية الريح المتكررة ضد أميركا
  • مساعد رئيس حزب العدل: مصر تقود مشروعات التنمية المستدامة في القارة الأفريقية
  • وزير خارجية أفغانستان للجزيرة: لن نكون ساحة للتنافس السلبي بين القوى الكبرى
  • بحضور وزير الدفاع.. بحث عن السياسات الخارجية للدول الكبرى وتأثيرها على الأمن القومي المصري
  • باكستان والهند على حافة الحرب.. وعمران خان يبعث رسالة من السجن
  • شريف الجبلي: مصر تسعى لتعزيز التعاون مع أفريقيا تحت قيادة الرئيس السيسي
  • الإنفاق العسكري العالمي يسجل أعلى مستوى له منذ نهاية الحرب الباردة