واشنطن بوست: جهود أمريكا لردع الحوثيين في البحر الأحمر فاشلة
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريرا أعدته سوزانا جورج ودان لاموث وأبيغيل هاوسلونر قالوا فيه إن الحملة التي قادتها أمريكا في البحر الأحمر لمواجهة تهديد الحوثيين في اليمن للتجارة العالمية لم تردعهم، بل على العكس زادت من تهديدهم. فعلى الرغم من حملة غارات جوية مستمرة منذ أشهر شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد أهداف الحوثيين، إلا أن الحركة استمرت بتهديد أهم الممرات التجارية البحرية، مستخدمة أحدث الأسلحة المتوفرة في ترسانتها، ففي هذا الشهر فقط، ضرب الحوثيون سفينة وأشعلوا النيران في أخرى.
وتعلق الصحيفة أن الزيادة في عدد الهجمات أكدت على قدرة الحوثيين وتهديدهم الدائم، معتمدين في جزء من هذا على التدفق المستمر للسلاح الإيراني والخبرات التي مكنتهم على الصمود أمام الغارات الأمريكية. وأثارت الحملة العسكرية المترنحة تساؤلات في الكونغرس الذي اتهم المشرعون فيه الحكومة أنها لم تفعل المزيد لردع الحوثيين. وعلى مدى أربعة أعوام استطاعت إيران التحايل على قرار الأمم المتحدة الذي يحظر تصدير السلاح إلى اليمن، حيث وصلت المعدات الإيرانية إلى الحوثيين عبر البحر وبرا عبر عمان.
كما وتعلم الحوثيون كيفية تعديل الأسلحة القديمة وتصنيع جديدة، وأصبحوا أول جماعة عسكرية تستخدم الصواريخ المضادة للسفن وتضرب البوارج الحربية حسب قادة عسكريين أمريكيين.
ونقلت الصحيفة عن السفير الأمريكي السابق باليمن جيرالد فييرستين قوله إن الحوثيين ومنذ بداية حملتهم "زادت بالتأكيد قدراتهم" و"طالما كانت لديهم الحوافز لمواصلة هذه الهجمات فإنهم أظهروا قدرة على عمل هذا".
ويمثل الحوثيون الطائفة الزيدية في اليمن، حيث ظهرت حركتهم في بداية التسعينات من القرن الماضي وخاضوا جولات من الحروب مع النظام اليمني السابق لعلي عبد الله صالح واحتلوا صنعاء عام 2014 وخاضوا حربا دامية مع السعوديين الذين أرادوا منع ظهور جماعة وكيلة لإيران قريبا من حدودهم، لكنهم ظلوا في السلطة ووسعوا من مساحة الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر وبعد اندلاع الحرب في غزة، بدأ الحوثيون باستهداف السفن التجارية التي تعبر مضيق باب المندب إلى قناة السويس. وكانت الطلقة الأولى لحملتهم السيطرة على سفينة تجارية في جنوب البحر الأحمر واعتقال طاقمها. ومنذ ذلك الوقت سجل البنتاغون أكثر من 190 هجوما على سفن عسكرية أمريكية أو سفن تجارية قرب ساحل اليمن، بمن فيها 100 هجوم منذ بدء حملة الغارات الجوية الأمريكية والبريطانية في كانون الثاني/ يناير.
وأغرق الحوثيون سفينتين، منها روبيمار في آذار/ مارس والسفينة التي تملكها شركة يونانية واسمها "تيوتور" المحملة بالفحم الحجري والتي استهدفت في الأسبوع الماضي.
وفي آذار/ مارس أصابت الصواريخ الباليستية المضادة للسفن والتي أطلقها الحوثيون سفينة ترفع راية بيربادوس واسمها "ترو كونفيدنس" وقتلت 3 من طاقمها. ووسع الحوثيون حملتهم من البحر الأحمر إلى مضيق عدن الذي يربط باب المندب بالمحيط الهندي، ومن هنا تعبر السفن إلى البحر الأحمر ثم قناة السويس متجهة إلى أوروبا وهو أقصر طريق من آسيا إلى البحر المتوسط.
وأدت التهديدات المستمرة إلى تراجع حركة الملاحة البحرية عبر البحر الأحمر، حيث انخفض عدد السفن بحلول آذار/ مارس إلى النصف حسب أرقام البنك الدولي.
وقال المتحدث باسم البنتاغون الجنرال باتريك رايدر إن "على الحوثيين فهم أن هناك ثمن يجب دفعه"، معتبر الهجمات "غير مقبولة".
ونشر البنتاغون سلسلة من البوارج الحربية المتعاقبة في المنطقة لكي تسقط المسيرات الحوثية وضربت مواقع إطلاق الصواريخ في اليمن، وشملت البوارج، "يو أس اس دوايت ايزنهاور" التي نشرت في البحر الأحمر في تشرين الأول/ أكتوبر، ومدد وزير الدفاع لويد أوستن مهمتها مرتين. وأعلنت القيادة المركزية، السبت، أن أسطول "داويت أيزنهاور" سيعود إلى أمريكا بعدما حمى حرية الملاحة في خليج عدن.
واتهم الجمهوريون إدارة بايدن بأنها لم تستثمر الكثير في تحسين القدرات العسكرية الضرورية للقتال. وقال السناتور الجمهوري مايك رواندز: "ببساطة ليست لدينا الإرادة السياسية لملاحقتهم". ونسب زيادة هجمات الحوثيين للمصادر العسكرية التي وفرتها لهم إيران و"التكنولوجيا المعززة التي جعلت نظامهم دقيقا" فكل "نوع من الأنواع المختلفة لديه قدراته".
وفي آذار/ مارس قالت الإدارة إنها تعمل على زيادة الجهود لاعتراض عمليات تهريب السلاح إلى اليمن. والأسبوع الماضي قال مكتب السيطرة على الأرصدة الأجنبية في وزارة الخزانة إنه يستهدف عدة أفراد وكيانات متهمة بشراء أسلحة للحوثيين وفرض عقوبات عليها.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية الحوثيين غزة امريكا غزة الاحتلال البحر الاحمر الحوثي صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
بقيمة تقارب ملياري دولار تكلفة الذخائر البحرية الأمريكية لقتال الحوثيين في البحر الأحمر (ترجمة خاصة)
كشف متحدث باسم البحرية الأمريكية إطلاق البحرية ذخائر بقيمة 2 مليار دولار تقريبًا منذ أن بدأت عمليات قتالية مكثفة لردع هجمات الحوثيين في اليمن والبحر الأحمر قبل أكثر من عام بقليل
ونقل موقع "بيزنس إنسايدر" عن متحدث باسم البحرية أم الخميس قوله إن "السفن الحربية والطائرات التابعة للبحرية المتمركزة في الشرق الأوسط وحوله أنفقت 1.85 مليار دولار من الذخائر على المعارك في المنطقة بين 7 أكتوبر 2023 و1 أكتوبر 2024.
وقال المسؤول إن الرقم الكبير يغطي حملة البحرية ضد الحوثيين في البحر الأحمر، والتي لا تزال مستمرة، وجهودها للدفاع عن إسرائيل من هجمات إيران ووكلائها. ويشمل هذا الدفاع حالتين خلال العام الماضي عندما أسقطت السفن الحربية الأمريكية العاملة في شرق البحر الأبيض المتوسط صواريخ باليستية إيرانية.
وكلن الحوثيون قد بدأوا في مهاجمة ممرات الشحن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن بعد وقت قصير من تنفيذ حماس لمذبحة 7 أكتوبر في إسرائيل، كما أطلقوا صواريخ وطائرات بدون طيار على إسرائيل احتجاجًا على حرب غزة المدمرة.
وحسب تقرير الصحيفة الذي ترجمه للعربية "الموقع بوست" فإن البنتاغون أرسل سفنًا حربية تابعة للبحرية إلى البحر الأحمر في الخريف الماضي. ومنذ ذلك الحين، أسقطت القوات الأمريكية العاملة في المنطقة بشكل روتيني صواريخ وطائرات بدون طيار تابعة للحوثيين، فضلاً عن تنفيذ غارات جوية ضد المتمردين المدعومين من إيران في اليمن.
وقال "كما دافعت الولايات المتحدة عن إسرائيل من هجومين إيرانيين ضخمين خلال العام الماضي. وفي كلتا الحالتين - الأولى في 13 أبريل ثم الثانية في 1 أكتوبر، بعد أقل من ستة أشهر - أطلقت السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية العاملة في شرق البحر الأبيض المتوسط صواريخ اعتراضية لمواجهة الصواريخ الباليستية الإيرانية.
وبحسب التقرير فإن 1.85 مليار دولار تمثل مئات الذخائر التي أطلقت من السفن الحربية الأمريكية والطائرات الملحقة بها، بما في ذلك صواريخ اعتراضية أرض-جو، وصواريخ هجومية برية، وصواريخ جو-جو، وقنابل جو-أرض. بعض هذه الأسلحة تكلف عدة ملايين من الدولارات لكل قطعة.
سبق أن كشفت البحرية عن تكلفة إنفاق الذخائر لمجموعة حاملة طائرات واحدة. نشرت صحيفة وول ستريت جورنال لأول مرة هذا الرقم الأخير، وهو رقم أعلى بشكل ملحوظ للعمليات البحرية الأمريكية تحت القيادة المركزية الأمريكية هذا الأسبوع.
ووفقا للتقرير فإن مبلغ 1.85 مليار دولار لا يغطي الاشتباكات البحرية بعد الأول من أكتوبر. ومع ذلك، استمرت القوات الأمريكية في محاربة الحوثيين في الأسابيع التي تلت ذلك، بما في ذلك تنفيذ غارات جوية ضد مواقع المتمردين في اليمن، مما يعني أن تكلفة إنفاق الذخائر زادت فقط.
يؤكد هذا الرقم على التكلفة المالية المتزايدة لعمليات البحرية في الشرق الأوسط، بما في ذلك الحملة السريعة ضد الحوثيين والتي لا تظهر أي علامات على نهايتها وغيرها من العمليات الدفاعية. أثارت التكلفة المرتفعة تساؤلات حول الاستدامة والمخاوف بشأن مخزونات الصواريخ الاعتراضية، مثل صاروخ ستاندرد ميسايل-3.
عندما سأل أحد المراسلين عن النقص المحتمل في صواريخ إس إم-3 هذا الأسبوع، رفض المتحدث باسم البنتاغون مناقشة مستويات الاستعداد والمخزونات.
وقال اللواء بات رايدر في مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء: "أعتقد أننا نقوم بعمل جيد جدًا في إدارة قدراتنا في جميع أنحاء العالم لضمان حصولنا على ما نحتاجه، حيث نحتاجه، لدعم ليس فقط خطط عملياتنا ولكن أيضًا الأزمات والطوارئ".
وأضاف "لقد أثبتنا ذلك في مناسبات عديدة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، سواء كان ذلك من خلال دعم الدفاع عن إسرائيل، أو حماية حرية الملاحة في البحر الأحمر، أو معالجة التهديدات في جميع أنحاء الشرق الأوسط وأماكن أخرى".