بعدما أطلقته ناسا.. ماذا تعرف عن الروبوت العنكبوتي الموجود على المريخ؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
أطلقت وكالة ناسا روبوتًا عنكبوتيًا لاستكشاف أعماق المريخ، حيث تم تصميمه بواسطة باحثين في جامعة ستانفورد بالتعاون مع خبراء ناسا. يهدف الروبوت إلى اكتشاف التضاريس عبر الكهوف في المريخ، ويتميز بأذرع قابلة للتمديد. وأجرى الباحثون في الجامعة اختبارًا ميدانيًا لنموذج الروبوت في صحراء موهافي بولاية كاليفورنيا.
الربوت العنكبوتي
مشروع متطور يهدف إلى استكشاف التضاريس الصعبة والمعقدة، مثل الكهوف والأنفاق تحت سطح المريخ. تم تطوير هذا الروبوت بتعاون بين باحثين من جامعة ستانفورد ووكالة ناسا، ويتميز بتصميم مستوحى من العناكب، حيث يمتلك أذرعًا متعددة قابلة للتمدد تسمح له بالتنقل بسهولة عبر التضاريس الوعرة والمناطق الضيقة.
هذا الروبوت مصمم لاستكشاف الأماكن التي لا يمكن للمركبات الجوالة التقليدية الوصول إليها، مما يفتح آفاقًا جديدة في البحث عن الحياة ومكونات جيولوجية غير معروفة على الكوكب الأحمر. كما أن الروبوت قادر على جمع البيانات وإرسالها إلى الأرض لتحليلها، مما يساعد العلماء على فهم أفضل لتكوين المريخ وبيئته.
أحد الاختبارات الميدانية الهامة لهذا الروبوت جرى في صحراء موهافي بولاية كاليفورنيا، حيث تم تجريبه في بيئات مشابهة لتلك الموجودة على سطح المريخ، بهدف التأكد من فعاليته وقدرته على تنفيذ المهام المطلوبة منه في الفضاء.
الروبوت العنكبوتي الموجود على المريخ
و كانت قد نشرت وكالة الفضاء الأوروبية صورة التقطتها مركبة "مارس إكسبريس"، تُظهر آثارًا لظاهرة تُعرف بـ "العناكب" تنتشر في المنطقة القطبية الجنوبية للمريخ. هذه التكوينات ليست عناكب حقيقية، بل هي ظاهرة تحدث عندما تسقط أشعة الشمس الربيعية على طبقات من ثاني أكسيد الكربون المتجمد المتراكم خلال أشهر الشتاء القاسية.
توضح وكالة الفضاء الأوروبية على موقعها أن أشعة الشمس تتسبب في تحول جليد ثاني أكسيد الكربون في الطبقات السفلية إلى غاز، الذي يتراكم ثم يخترق الجليد العلوي. في فصل الربيع المريخي، ينفجر هذا الغاز من خلال الشقوق على شكل نوافير طويلة، قبل أن يستقر الغبار الداكن الناتج على السطح، مكونًا بقعًا داكنة يتراوح عرضها بين 45 مترًا وكيلومتر واحد. هذه العملية تخلق أنماطًا مميزة على شكل "عنكبوت" محفورة تحت الجليد.
يمكن رؤية هذه البقع الداكنة على مشارف منطقة تُعرف باسم "مدينة الإنكا"، التي سُميت بهذا الاسم بسبب شبكة التلال الخطية شبه الهندسية التي تذكرنا بآثار الإنكا على الأرض. تم اكتشاف مدينة الإنكا، المعروفة رسميًا باسم "أنغستوس لابيرينثوس"، في عام 1972 بواسطة مسبار "مارينر 9" التابع لوكالة ناسا.
ما زال العلماء غير متأكدين تمامًا من كيفية تشكل مدينة الإنكا. قد تكون الكثبان الرملية قد تحولت إلى حجر بمرور الوقت، أو ربما تسربت مواد عبر صفائح مكسورة من صخور المريخ. كما يُحتمل أن تكون التلال هياكل متعرجة مرتبطة بالأنهار الجليدية.
تستمر "مارس إكسبريس" في استكشاف هذه المنطقة المثيرة للاهتمام، كاشفةً المزيد من أسرار الكوكب الأحمر مع كل صورة جديدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ناسا المريخ وكالة الفضاء ولاية كاليفورنيا جامعة ستانفورد سطح المريخ وكالة ناسا روبوت الي عنكبوت عناكب
إقرأ أيضاً:
فلكيون للجزيرة نت: التقطنا الأثر الأخير لبحيرة اختفت من المريخ
كشفت دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة "بي إن إيه إس" أن فوهة "جيل" على المريخ كانت موطنا لبحيرة قديمة في العصر الهيسبيري المبكر (قبل نحو 3.5 مليارات سنة)، وأن هذه البحيرة تبخرت تدريجيا مع تغير مناخ الكوكب الأحمر وتحوله إلى عالم جاف قليل الرطوبة.
اعتمد الفريق البحثي على ما يعرف "بالبصمات النظيرية" المحفوظة داخل معادن طينية جمعت بواسطة العربة الجوالة "كيوريوسيتي" من طبقات متعاقبة داخل الفوهة.
وتشير هذه البصمات إلى نسب مختلفة من نظائر الأكسجين والهيدروجين في المياه القديمة، وهي بمنزلة توقيع يوضح تاريخ الماء: هل تبخر؟ أم تفاعل مع الصخور؟ أم تبادل مكوناته مع الغلاف الجوي؟
والنظائر هي نسخ طبيعية من العنصر نفسه تختلف في الوزن، فالأكسجين-18 أثقل قليلا من الأكسجين العادي، والديوتيريوم هو ما يعرف بالهيدروجين الثقيل.
أظهرت النتائج أن المياه التي وجدت في فوهة "جيل" كانت غنية بشكل غير معتاد بنظائر الأكسجين-18 والديوتيريوم، وهي إشارة قوية إلى أن الماء تبخر من بحيرة مغلقة تحت سماء جافة. على الأرض، نرى هذا النمط في البحيرات التي تتعرض لفترات طويلة من الجفاف، وذلك يجعلها أكثر ملوحة وثقلا بالنظائر.
تقول المؤلفة الرئيسية للدراسة إيمي هوفمان الباحثة في مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا) "إن هذه البيانات تقدم أوضح صورة حتى الآن لهيدرولوجيا بحيرة مريخية خلال فترة كان فيها التبخر والجفاف يتسارعان".
وتضيف في تصريحات للجزيرة نت: "إنها تكمل الأدلة السابقة التي جمعناها من الصخور والرواسب وتمنحنا نظرة قريبة إلى كيفية تغيّر المناخ على الكوكب الأحمر".
وتوضح الباحثة أن فقدان المريخ للهيدروجين وتبخره إلى الفضاء كان أحد أسباب هذا التغير في المياه، لكن الأثر الأوضح هو ازدياد الأكسجين-18 في معادن الطين، وذلك يعني أن الماء تبخر مرارا وأعيد ملء البحيرة على فترات، ربما بواسطة مياه جوفية. يشير هذا إلى أن المريخ لم يفقد مياهه دفعة واحدة، بل مر بفترات متعاقبة من البلل والجفاف.
تكمن أهمية هذه النتائج في أنها تكشف لحظة حرجة من تاريخ المريخ، وهي كيف خسر الكوكب قابليته لاحتضان الحياة.
إعلانفمع تكرار التبخر تتغير كيمياء السطح وتصبح الظروف أقل ملاءمة لبقاء الماء السائل، وهو شرط أساسي للحياة كما نعرفها.
ومع ذلك، فإن وجود بحيرات استمرت مئات أو حتى آلاف السنين يدل على أن المريخ كان يمتلك بيئات مستقرة مؤقتا يمكن أن تكون ملائمة لتفاعلات كيميائية تمهّد لنشوء الحياة.
وفي حين أن مركبة "بيرسيفيرانس" الجوالة لا تجمع عينات من فوهة "جيل"، فإن برنامج إرجاع عينات المريخ الذي يركز على فوهة "جيزيرو" يمكن أن يقدم بيانات نظيرية أدق داخل المختبرات على الأرض.
حينها سيتمكن العلماء من مقارنة سجلات المياه في جيل وجيزيرو لفهم كيف انتقل المريخ من كوكب ربما كان أزرق في ماضيه البعيد إلى العالم الأحمر القاحل الذي نعرفه اليوم.
تقول الباحثة الرئيسية للدراسة إن هذا النتائج التي توصل إليها الفريق في الدراسة تعد أقوى دليل حتى الآن على أن بحيرة قديمة على المريخ تبخرت تحت سماء جافة، وأن مياهها تركت بصمتها الكيميائية داخل الطين.
وتضيف: "إنها رسالة صامتة من كوكب كان يتغير ببطء شديد، قطرة بعد قطرة".