عين ليبيا:
2024-06-30@00:57:23 GMT

اليمين واليسار جناحان لطائر مهاجر

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

نتائج الانتخابات الأوروبية، أعادت الحديث عن اليمين واليسار السياسيين، وبخاصة في أوروبا. وُلدت الكلمتان وسط ضجيج الثورة الفرنسية، حيث جلس المحافظون في يمين الجمعية الوطنية، وجلس ممثلو الثورة في يسار القاعة. أخذ المصطلح فعلاً سياسياً بعد الحرب العالمية الثانية، وسيطرة الاتحاد السوفياتي على دول أوروبا الشرقية.

بدأت حركات التحرير من الاستعمار في بلدان العالم الثالث، ولاقت دعماً من الكتلة الشرقية. الاشتراكية كانت الشعار الذي رفعته القوى السياسية في أغلب البلدان المستقلة، وإن اختلفت تطبيقاتها من بلد إلى آخر. في الدول المستقلة الجديدة، غاب ما يمكن تسميته اليمين؛ لأنها تبنّت سياسة الحزب الواحد، وعدم وجود أي نوع من المعارضة. أوروبا الغربية قبل قيام الاتحاد الأوروبي، كانت المهد السياسي والاقتصادي، لجناحي اليمين واليسار. اليمين الأوروبي التقليدي كان القوة التي قادت الحكم في غرب أوروبا الرأسمالي، وتحالفت مع الولايات المتحدة. في بريطانيا تبادل حزب المحافظين وحزب العمال الحكم، لكنهما حافظا على علاقة متميزة مع الولايات المتحدة. وفي الحالتين كانت الرأسمالية، أساساً راسخاً لا يتأثر بتغير الحزب الحاكم، ولم يظهر حزب شيوعي فيها. في إيطاليا الجمهورية حكم الحزب الديموقراطي المسيحي اليميني سنوات طويلة، ولكن الحزب الشيوعي كان له وجود سياسي فاعل في المعارضة. النقابات العمالية كانت لها قوة سياسية كبيرة. في فرنسا حكم اليمين، وكان للاشتراكيين نصيب محدود في الحكم. الحزب الشيوعي الفرنسي كان من أقوى الأحزاب الشيوعية في أوروبا الرأسمالية، مع الحزب الشيوعي الإيطالي. الاقتصاد كان هو العنوان الذي يصبغ كل حزب بلونه السياسي. الضرائب والرواتب وسياسة التقاعد، والخدمات وبخاصة التعليم والصحة والتأمين، هي الصانعة للخيارات الانتخابية. سياسات الاتحاد السوفياتي التي وُصفت بالاشتراكية، كان لها فعلها في الغرب الرأسمالي. سياسة جوزيف ستالين القمعية، وتردي الوضع الاقتصادي في الجمهوريات السوفياتية، ومعاناة العمال، كان لها انعكاس مباشر في دول غرب أوروبا الرأسمالية، حيث منحت حكوماتها الطبقة العاملة امتيازات غير مسبوقة، منها تنظيم ساعات العمل، ورفع المرتبات، ومشاركة النقابات العمالية في دورة الحياة الاقتصادية. كل ذلك من أجل إبطال مفاعيل المدّ الشيوعي في الدول الأوروبية. كانت الطبقة العاملة في الغرب، المستفيد الأكبر من الممارسة الشيوعية في الاتحاد السوفياتي ودول شرق أوروبا. بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، ومعه كل المنظومة الاشتراكية، تسيَّد اليمين في غرب أوروبا، وتراجعت الأصوات الاشتراكية والثورية، في كل العالم، بما فيه أوروبا.

في بلدان العالم الثالث، لم تشهد غالبيتها ما يمكن تسميته اليمين واليسار؛ لأنها عاشت تحت حكم الحزب الواحد، ولم تقم بها ديمقراطية النموذج الغربي، حيث قوة تحكم، وأخرى تعارض.

الولايات المتحدة، لها نظامها السياسي الخاص، وكذلك منظومتها الاقتصادية. منذ قيامها قادها حزبان سياسيان، لا منافس يذكر لهما. الحزب الجمهوري، والحزب الديمقراطي. وهما يتفقان على حزمة من الثوابت الوطنية، مع اختلافات في بعض التفاصيل. الاقتصاد هو إبرة البوصلة التي تحدد وجهة الناخبين. المجمع الانتخابي هو مالك قرار الفصل في اختيار رئيس الدولة، وطريقة اختياره وتشكيله، تتفرد بها الولايات المتحدة. وقد حدث أكثر من مرة أن حصل مرشح للرئاسة، على أصوات غالبية الشعب، ولم يفُز بدخول البيت الأبيض؛ لأن المجمع الانتخابي صوّت بالأغلبية لمنافسه. تتغير برامج المرشحين للرئاسة وعضوية الكونغرس، لكن الاقتصاد هو الحاضر الأقوى دائماً، وبخاصة الضرائب، وأسعار الفائدة، والتعامل التجاري مع الدول الأخرى. السياسة الخارجية لا تمثل في أغلب الأحيان، عاملاً مهماً. الحزب الجمهوري، يحسَب على المحافظين، وأكثر أعضائه من المتدينين، فهو ضد الإجهاض والمثلية، وينتهج سياسة متشددة في ما يتصل بالهجرة. في حين يتبنى الديمقراطيون سياسة مرنة في ذلك. الشعبوية موجة مضافة إلى سياسة اليمين وأصواته، وبخاصة في العشرية الأخيرة من هذا القرن، وقادت إلى ظهور ما عُرف باليمين المتطرف، الذي يعمل من أجل تكريس الهوية الوطنية، سياسياً واجتماعياً وثقافياً. في أوروبا، وبخاصة في فرنسا، صار موضوع الهجرة مادة انتخابية مهيجة، إلى حد اعتبار المهاجرين المسلمين، قوة تهدد الهوية الفرنسية. الشعبوية السياسية، انتشرت في دول أوروبا وبخاصة الغربية، ولم يكن لها القوة ذاتها في دول الشمال الأوروبي. في عالمنا اليوم، حيث العولمة، أو كما يسميها الفيلسوف مراد وهبة الكوكبية، برزت قوى جديدة، أهمها الصين المصنع العالمي الكبير، وكذلك السوق الواسعة، وبعض دول أميركا اللاتينية، ودول الخليج العربي، كلها تقدم نماذج مختلفة في منظوماتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحققت تقدماً في مختلف الميادين.

لقد تغير العالم كثيراً بفضل التعليم، والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي. هناك عزوف واسع عن المشاركة في الانتخابات، وتفاوتت تطلعات الأجيال الجديدة، وتغيرت المسافات بين ما كان يُعرف باليمين واليسار، وصارا طائراً واحداً مسافراً بجناحين.

الآراء والوقائع والمحتوى المطروح هنا يعكس المؤلف فقط لا غير. عين ليبيا لا تتحمل أي مسؤولية.

المصدر: عين ليبيا

كلمات دلالية: الاتحاد السوفیاتی الولایات المتحدة الیمین والیسار

إقرأ أيضاً:

بيبي: رونالدو يمنح البرتغال «الفرح»!

برلين (أ ف ب)

أخبار ذات صلة الغرافة يتعاقد مع خوسيلو جناح برشلونة ينجح في «المرحلة الثانوية» بطولة أمم أوروبا «يورو 2024» تابع التغطية كاملة


دافع قطب الدفاع البرتغالي المخضرم بيبي عن أداء منتخب بلاده حتى الآن في كأس أوروبا لكرة القدم في ألمانيا، قبل مواجهة سلوفينيا في ثمن النهائي الاثنين.
وتأهل بطل نسخة 2016 إلى الدور الثاني بتصدره المجموعة السادسة، لكنه تعرض لصدمة الأربعاء بالخسارة أمام جورجيا (0-2) التي تشارك في العرس القاري للمرة الأولى وحققت تأهلاً تاريخياً إلى الأدوار الإقصائية.
وعانت البرتغال في الجولة الاولى أمام التشيك وقلبت تخلفها إلى فوز بشق الأنفس 2-1 في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع، قبل أن تتغلب على تركيا 3-0 في الجولة الثانية.
وقال بيبي في مؤتمر صحفي: «لا أعرف إذا كانت لديكم الفرصة لإلقاء نظرة على الإحصائيات من دور المجموعات، البرتغال هي واحدة من أفضل المنتخبات من حيث الإحصائيات».
وأضاف «من المباراة الأولى إلى الأخيرة، كان المشجعون معنا دائماً، الشيء الأكثر أهمية هو حقيقة أننا كنا في طريقنا الى الخسارة في المباراة الأولى ضد التشيك، واستمر المشجعون في دعمنا، وربما كانت الثقة التي يتمتعون بها هي التي جعلتنا نقلب النتيجة».
وأصبح بيبي أكبر لاعب على الإطلاق يشارك في العرس القاري، عندما لعب أساسيا ضد التشيك، بعمر 41 عاماً.
وظهر بيبي للمرة الأولى في كاس أوروبا عام 2008 ويلعب في نسخته الخامسة من الكأس المتوج بلقبها قبل ثماني سنوات في فرنسا.
وقال بيبي إنه على الرغم من أن البرتغال كانت في النصف الأكثر صعوبة من القرعة - مع إسبانيا وألمانيا وفرنسا - إلا أنه لم يهتم طالما أن «السيليساو» وجد طريقة الى الانتصار.
وقال مدافع ريال مدريد السابق: «إذا كان بإمكاني الاختيار، أود أن أكون البطل مرة أخرى»، مضيفاً «مع كل الاحترام الواجب للمنتخبات الأخرى، سواء من جانب أو آخر، هذا ما لدينا، نعرف أنها ستكون رحلة صعبة، لكن علينا جميعاً أن نبقى معاً».
ثاني أكبر لاعب في تاريخ الكأس القارية هو مواطن بيبي النجم كريستيانو رونالدو «39 عاماً»، والذي فشل في التسجيل في ثلاث مباريات محبطة في دور المجموعات.
وتابع بيبي: «كريستيانو يعيش من أجل الأهداف، هذه حقيقة، لكن هل رأيتم مدى جهوده على أرض الملعب لمساعدة المنتخب الوطني؟ إنه أمر لا يصدق».
وأردف قائلاً «إنه اللاعب الذي شارك في أكبر عدد من الدقائق في منتخبنا، ويبلغ من العمر 39 عاماً، إنه في حالة جيدة، وسيؤدي بشكل جيد في هذه المرحلة الأخيرة من البطولة وآمل وأنا متأكد من أنه سيمنحنا الكثير من الفرح».
وأوضح بيبي أنه لم يقرر مستقبله بعد كأس أوروبا، سواء على المستوى الدولي أو على مستوى الأندية مع انتهاء عقده مع بورتو هذا الصيف، لكنه كشف أسرار استمراره في الملاعب في قمة مستواه رغم تقدمه في السن.
وأوضح «إنه شغفي بكرة القدم - لقد قلت مرات عديدة إنه لشرف كبير أن أتمكن من القيام بما أحبه كثيراً مع الكثير من التركيز والقدرة التنافسية، وهو ما أمتلكه».
وأضاف المدافع الذي أراحه المدرب الإسباني للسيليساو روبرتو مارتينيز في الجولة الثالثة أمام جورجيا، أنه يأخذ حمامات ثلج متكررة ويتطلع دائماً إلى الخضوع لعلاجات التعافي.
وتابع: «يقول أخصائيو العلاج الطبيعي إن هذه الآلات مملوكة لي بشكل أساسي، ولكن حتى أتمكن من التعافي في أسرع وقت ممكن».
وختم «أعرف أنني لا أتعافى بسرعة مثل شاب يبلغ من العمر 20 عاماً، لكنني أحاول أن أبذل قصارى جهدي لأكون دائمًا متاحًا لمدربي».

مقالات مشابهة

  • غلاف التايم ينتقد حالة بايدن في سباق الانتخابات.. ذعر في صفوف الديمقراطيين
  • شاهد: مواجهات عنيفة بين المتظاهرين والشرطة خلال مؤتمر حزب البديل اليميني المتطرف في إيسن الألمانية
  • في ندوة الانتخابات الفرنسية وصعود أسهم اليمين المتطرف.. «صالون البوابة» يناقش الوضع السياسي في فرنسا وتأثيره في المشهد الدولي
  • رحلة صعود استثنائية: من ضاحية فقيرة في فرنسا إلى رئيس وزراء محتمل.. من هو جوردان بارديلا؟
  • ثلاثة عوامل تجعل الحرب الموسّعة على لبنان مستبعدة
  • بيبي: رونالدو يمنح البرتغال «الفرح»!
  • الانتخابات التشريعية الفرنسية.. هل ستحدد غزة رئيس وزراء باريس القادم؟
  • السياسي والاستراتيجي في حسابات صعود اليمين المتطرف في أوروبا
  • القاهرة الإخبارية: قانون ألماني يسمح بطرد أي مهاجر في حال تأييده جريمة إرهابية
  • أوروبا وخطر عودة الشموليات إلى السلطة والحكم