(CNN)-- "نحن ننتظر أن يموتوا واحدا تلو الآخر"، كانت هذه كلمات أحمد مقاط، السبت، بعد وقت قصير من وفاة طفلته في مستشفى كمال عدوان بشمال غزة.

وكانت زوجة مقاط، سماهر، قد عانت ضعفا بسبب سوء التغذية وأنجبت قبل الأوان ابنتها أمل. لكن المستشفى لم يتمكن من إبقاء أمل على قيد الحياة.

وقال الدكتور أحمد كحلوت، رئيس قسم الحاضنات في مستشفى كمال عدوان، لشبكة CNN إن سوء صحة الأم يعني أن ابنتها المولودة حديثا "تنتظر الموت".

وأضاف الدكتور كحلوت: "إنها الطفلة الرابعة منذ بداية الأسبوع التي تُوفيت في هذا القسم، بسبب نقص الإمكانيات وعدم وجود أي طعام للأمهات المرضعات والحوامل، وكذلك الأطفال دون سن 12 عاما".

وبحسب وكالات الإغاثة الإنسانية، كان هناك نقص حاد في الغذاء في أجزاء من شمال غزة منذ أشهر، مما أدى تدريجيا إلى تدهور في صحة عشرات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا يعيشون هناك.

وقال الدكتور كحلوت لشبكة CNN إن "قسم سوء التغذية في مستشفى كمال عدوان مليئ بالحالات الناتجة عن سوء التغذية الحاد، والذي تصاحبه بعض المشاكل الصحية: مشاكل في التنفس، والتهابات بالصدر، والجفاف الشديد. وتحتاج هذه الحالات إلى رعاية خاصة، وهذه الإمكانيات غير موجودة في شمال قطاع غزة أو في مستشفى كمال عدوان".

وأضاف: "المجاعة ستدمر جميع الفئات العمرية للشعب الفلسطيني في شمال قطاع غزة. إذا لم نعالج هذه المسألة عاجلا، فإننا نتجه إلى مجاعة حقيقية قد تسفر عن الموت في سن مبكرة للغاية".

وقال أحمد مقاط لشبكة CNN إن زوجته تحملت شهورا دون نوم أو أكل أو شرب وهي حامل. "لدينا مجاعة حقيقية وهؤلاء الأطفال يموتون. إنه قدر الله، لكن سببه الناس. لكل حالة وفاة سبب".

وأضاف: "لا توجد أدوية أو علاجات أو مكملات طبية أو مكملات غذائية. ليس لدينا حياة".

وقال الدكتور حسام أبو صفية، مدير مستشفى كمال عدوان لشبكة CNN: "لدينا 250 حالة سوء تغذية في شمال غزة، بما في ذلك 50 حالة تتلقى خدمة الرعاية الطبية، و6 حالات في خطر وتتلقى رعاية طبية مكثفة للغاية".

وأضاف أبو صفية: "هناك أماكن أخرى تعاني من سوء التغذية. نحاول إحصاء الحالات، وبدأنا تشكيل فرق وإرسالها إلى أماكن النزوح حتى يتم إحصاء جميع الحالات".

وقال أبو صفية لشبكة CNN: "لم تصلنا أي مواد أساسية في شمال غزة، وخاصة طعام الأطفال. بعض الأمراض تعود إلى الظهور، مثل التهاب الكبد والتهاب المعدة والأمعاء".

وأوضح أبو صفية أن "عدم وجود الغذاء الصحي والمياه النظيفة يسرع من انتشار الأمراض. كل ما نقدمه هو بعض المحاليل الطبية السائلة للأطفال الذين يعانون من سوء التغذية".

وتحدث أيضا عن حادث إصابة نحو 45 طفلا بالمرض، السبت، بعد تناولهم زجاجات مشروبات منتهية الصلاحية.

وقال: "بسبب الجوع في غزة، تناول الأطفال هذا المشروب، وبسبب انقطاع الكهرباء وسوء التخزين، للأسف انتهت صلاحيته".

وأوضح أنهم "تحت المراقبة ويتناولون المحاليل"، ويجب أن يتعافوا.

وقال عدنان أبو حسنة المتحدث باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، الأحد، إن المجاعة انتشرت من مناطق شمال غزة إلى المناطق الوسطى والجنوبية، حيث يوجد أكثر من 1.8 مليون شخص.

وقدر أن 90% من الأطفال يعانون من درجة ما من فقر الدم وسوء التغذية.

وقال عدنان أبو حسنة لشبكة "القاهرة الإخبارية" المصرية، إن "جميع سكان غزة يشربون المياه غير الآمنة، بالإضافة إلى تعطيل البنية التحتية للصرف الصحي. كل هذا يؤدي إلى انتشار الأمراض، والمخاوف من انتشار الكوليرا في الفترة المقبلة. لم يعد لدى الناس القدرة على مقاومة الأمراض بسبب نقص الرعاية الصحية وسوء التغذية، وتوجد عائلات تتناول وجبة واحدة كل ثلاثة أيام".

وفي أحدث تحديث له، الجمعة، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن "قيود الوصول لا تزال تعيق بشدة تقديم المساعدات والخدمات الإنسانية الأساسية بجميع أنحاء غزة، بما في ذلك توفير المساعدات الغذائية والتغذية الحيوية والرعاية الطبية والحماية والمأوى، فضلا عن خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية".

وأضاف مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية أن السلطات الإسرائيلية لا تزال تعرقل توزيع المساعدات في شمال غزة بجانب انعدام الأمن. وأكد أنه في الأسابيع الثلاثة الأولى من يونيو/حزيران الجاري، قامت إسرائيل بتيسير 36 مهمة من مهمات المساعدة البالغ عددها 71 مهمة، لكن ثماني مهمات مُنعت من الوصول، وعُرقلت 18 مهمة، وأُلغيت 9 مهمات لأسباب لوجستية أو تشغيلية أو أمنية.

وأوضح أن الصورة كانت أفضل في الجنوب. فمن بين 210 مهمة مساعدة إنسانية منسقة إلى مناطق جنوب غزة، سهلت السلطات الإسرائيلية 146 مهمة، وتم رفض وصول 13 مهمة.

ومع ذلك، أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن انعدام الأمن على طول طريق صلاح الدين لا يزال يشكل مصدر قلق كبير "بسبب القتال المستمر، والأنشطة الإجرامية، وخطر النهب".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الأونروا الجيش الإسرائيلي حركة حماس غزة فی مستشفى کمال عدوان سوء التغذیة فی شمال غزة أبو صفیة

إقرأ أيضاً:

ناكر: لم أستلم من حكومة الدبيبة مسماراً واحداً

أعلن رئيس ما يسمى بـ«حزب القمة»، عبد الله ناكر، أنه لم يستلم من حكومة الدبيبة مسماراً واحداً.

وقال ناكر، في منشور عبر «فيسبوك»: “مبادرتنا تقوم على الجلوس مع الجميع لإيجاد الحلول فيما بيننا قبل أن يُفرض علينا حاكم سامي من قبل أمريكا”.

وأضاف “لم أستلم من حكومة الدبيبة مسمارًا واحدًا، وكل من يروج الشائعات من «الذباب الأزرق»، بأنني استلمت مفخرة، فهو كاذب، لست بحاجة إلى شيء من أحد، وهمي الوحيد هو وحدة الوطن، لا غير”.

الوسومالدبيبة ليبيا ناكر

مقالات مشابهة

  • استشهاد فلسطيني برصاص الاحتلال الإسرائيلي شمال الضفة الغربية
  • أوال إبراهيم لاعب نيجيريا: ننتظر الأفضل رغم الفوز على تونس
  • في الأسابيع الثلاثة الأخيرة.. مقتل ما لا يقل عن 542 مدنيا في شمال دارفور  
  • عاطل يقتل طفلته خنقًا بسبب خلافات أسرية فى كفر الشيخ
  • الأمم المتحدة: 80% من أطفال غزة مصابون بالأمراض بسبب سوء التغذية
  • حياة الأطفال في غزة مهددة بالموت بسبب ارتفاع معدلات سوء التغذية
  • مجلس السيادة يقدم تعهدات لوالي الخرطوم في قطاعات مهمة دمرتها الحرب
  • ناكر: لم أستلم من حكومة الدبيبة مسماراً واحداً
  • منظمة حقوقية تحذر من ارتفاع عدد وفيات الأطفال في غزة بسبب سوء التغذية
  • الكرملين: ننتظر رد أوكرانيا على هدنة مايو وعرض إجراء محادثات مباشرة