هجوم بمسيرة انتحارية على قاعدة أمريكية بسوريا
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
دمشق- تعرضت قاعدة أمريكية في صحراء محافظة حمص السورية، لمحاولة هجوم بمسيرة انتحارية مجهولة الهوية.
وأفادت مصادر محلية، تعرض القاعدة الأمريكية بمنطقة التنف على الحدود الأردنية لمحاولة استهداف بمسيرة انتحارية بوقت متأخر من يوم السبت.
وأشارت المصادر إلى أن الجنود الأمريكيين المتمركزين في القاعدة أسقطوا المسيرة في المنطقة الصحراوية للقاعدة.
وسبق أن تعرضت القاعدة نفسها لمحاولة استهداف بمسيرة مجولة المصدر في 7 نيسان/أبريل الماضي.
وتقع في الفترة الأخيرة هجمات بطائرات انتحارية مسيرة مجهولة المصدر وأسلحة أرض-أرض على القواعد التي ينتشر فيها الجيش الأمريكي في منطقة التنف وناحية المالكية القريبة من الحدود العراقية ومنطقة الشدادي في محافظة الحسكة ومحافظة دير الزور.
وتهاجم المجموعات المدعومة من إيران أحيانا القواعد الأمريكية على الضفة الشرقية لنهر الفرات بالصواريخ والطائرات المسيرة العادية والمسلحة.
Your browser does not support the video tag.المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
الحوثيون وتنظم القاعدة.. تفاصيل اتفاق سري سينفذ في محافظة جنوبية وتعاون في مهام أمنية واستخباراتية ولوجستية
أبرزت معلومات نُشرت مؤخرًا، عن اتفاق سري، أُبرم بين ميليشيا الحوثي الانقلابية، و"تنظيم القاعدة"، يهدف إلى تنفيذ عمليات إرهابية مشتركة بين الجانبين في إحدى المحافظات المحررة، علاوةً على أداء مهام أمنية واستخباراتية ولوجستية.
وكشف موقع "إرم نيوز" الإماراتي عن مصادر الخاصة أن "المحافظة المحررة التي جرى اختيارها، هي محافظة أبين جنوبي اليمن، المتاخمة للعاصمة المؤقتة للبلاد عدن".
وتكشف التفاصيل، أن: "ميليشيا الحوثي، قامت بإطلاق سراح قيادي في تنظيم القاعدة الإرهابي، يُكنى بـ"أبو عطاء"، إلى جانب مجموعة من عناصر التنظيم، من السجن المركزي في صنعاء، والدفع بهم عبر تسهيل تنقلهم إلى محافظة أبين، لإتمام وتنفيذ المُخطط وفق ما جرى الاتفاق عليه".
*"القاعدة ذراع الحوثي لاستهداف الجنوب"*
وفي هذا الصدد، قال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة الجنوبية المقدم محمد النقيب إن "ميليشيا الحوثي تتعامل مع تنظيم القاعدة الإرهابي كذراع عسكرية خاصة بها لاستهداف الجنوب، بعد أن عجزت من خلال ميليشياتها في الجبهات الحدودية، وبالتالي فهي تعمل وفق إستراتيجية لاستعادة قدراتها التي كانت قبل عمليتي سهام الشرق وسهام الجنوب وما قبلها من عمليات عسكرية"، لافتًا إلى أن: "مخزون صنعاء من الإرهاب كبير، فكرًا وميليشيات ومشاريع، عابرة للحدود ومن في السجون".
وأكد النقيب، في حديث لـ"إرم نيوز" أن: "هذه المعادلة باتت واضحة في تطورها إلى تحالف إستراتيجي بين تنظيم القاعدة والميليشيات الحوثية، ودون شك لها تداعياتها ومهدداتها الخطرة على أمن واستقرار المنطقة والإقليم".
وتخوض القوات المسلحة الجنوبية، منذ أكثر من عامين، حربًا مُباشرة مع العناصر "الإرهابية والمُتطرفة"، في إطار حملة عسكرية شاملة أطلق عليها اسم "سهام الشرق"، وذلك بهدف تطهير المحافظات الجنوبية الشرقية من أي تواجد لها فيها، وتحديدًا في محافظتي أبين وشبوة، وقد تمكنت في فترات متعاقبة من استعادة السيطرة على عدد من المواقع الإستراتيجية الحيوية والمهمة، التي ظلت لسنوات تخضع لسيطرة التنظيم.
*علاقات متنامية*
وأوضح النقيب أن "قواتنا بدأت في الحرب على الإرهاب عقب تحرير العاصمة عدن من الميليشيا الحوثية"، مضيفًا أنه و"منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، ونحن نؤكد بأننا وفي الوقت الذي نخوض فيه المعركة ضد الإرهاب، هناك من يدعم هذه التنظيمات الإرهابية، ويعيد ترتيب صفوفها ويموّلها لوجستيًا، ومن ثم إعادتها نحو الجنوب".
وبيّن المتحدث العسكري، أن: "هناك انعكاسات بكل تأكيد، إلا أن قواتنا أعدت نفسها لمثل هكذا معركة وفق تخطيط مدروس وخطط متجددة، تأخذ في الحسبان أن كل هزيمة تُمنى بها العناصر الإرهابية وخسارة وفرار، ستجد هناك عند ميليشيا الحوثي محاولة معالجة وإعادة ترتيب وتسليح وتوجيه مجددًا نحو الجنوب، الذي يشكل من خلال قواته المسلحة سياجا وحائط صد لأخطر التحالفات الإرهابية في العالم القاعدة والحوثي ومن خلفهم إيران".
وكان الكثير من التقارير المحلية والدولية، قد تطرقت في نشرات عدة سابقة لها، للحديث عن التعاون المتنامي بين الطرفين (القاعدة والحوثيين)، وكان آخر تلك التقارير الدولية، ما ذكره فريق الخبراء الأممي، في تقريره السنوي الذي نشره مؤخرًا حول اليمن، وألمح إلى هذه العلاقة بين الطرفين.
ولطالما أطلقت الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليًا، تحذيراتها حول تنامي تلك العلاقة بين الطرفين، وآخر تلك التحذيرات جاءت عبر تصريحات أوردها وزير الإعلام، معمر الإرياني، في منشور له على حسابه بمنصة "إكس"، بداية الشهر الجاري، مُسلّطًا الضوء على مخاطر هذا التعاون الإرهابي.
*"خروج التعاون إلى العلن"*
بدوره، قال الصحفي المهتم بالشأن العسكري والأمني، أحمد شبح، إن: "التعاون بين ميليشيا الحوثي وتنظيم القاعدة ليس وليد اللحظة، فالجماعتان بينهما قواسم مشتركة متعددة من ناحية الفكر والنهج والممارسات والأساليب. وأن ذلك التنسيق ظل بعيدًا عن الأضواء. الجديد اليوم هو خروجه إلى العلن، والانتقال إلى التعاون المُباشر".
ولفت الشبح، في حديثه لـ"إرم نيوز"، إلى أنه: "فيما يخص الصفقات الأخيرة التي تم الكشف عنها بين التنظيمين، فهي تنسف ادعاءات ميليشيا الحوثي التي ظلت لسنوات تسوّق نفسها بأنها تُحارب القاعدة وداعش ومحاولاتها الترويج بأنها يمكن أن تكون شريكة في جهود محاربة الإرهاب".
*"فصل جديد من التصعيد"*
ويرى الشبح أن هذا التحالف يشير "إلى اتجاه الميليشيا الحوثية لتنفيذ عمليات في المناطق الخاضعة للحكومة الشرعية، وخصوصًا في المحافظات الجنوبية والشرقية، عبر القاعدة والابتزاز الإقليمي والدولي بهذا الملف في ظل الهُدنة الهشة وما نجم عنها من تفاهمات غير مُعلنة"، مضيفًا أن "اللعب بات في فراغ التباينات الداخلية بين القوى المناوئة لميليشيا الحوثي ورخاوة القبضة الأمنية في المناطق المحررة، وكذلك توفير فاعل رديف في حال تعرضت الميليشيا الحوثية لأي ضربة".
ويُرجّح الشبح، الذي عمل في فترة سابقة في الإعلام العسكري لوزارة الدفاع، أن هذا: "الأمر سيقود إلى تنفيذ عمليات منسقة أكثر دقة وأوسع وصولًا، ضد أهداف حيوية تحت مظلة القاعدة، قد تمتد إلى انخراط القاعدة في عمليات في البحر الأحمر وباب المندب وخليج عدن، وأننا سنكون أمام فصل جديد من التصعيد".
ومضى الشبح، بقوله: "ويبدو الدور الإيراني أكثر وضوحًا في هذا الجانب، فإستراتيجية طهران تقوم على استخدام التنظيمات الإرهابية والجماعات الـمُتطرفة، وقد شاهدنا ذلك في دول عربية أخرى".
*"الثقة مفقودة"*
إلى ذلك، أشار الخبير اليمني في شؤون الجماعات المتطرفة، سعيد الجمحي، إلى أن: "الحديث عن إطلاق ميليشيا الحوثيين سراح قيادي في القاعدة أو عدد من عناصر التنظيم من السجن المركزي بصنعاء، ليس جديدًا، فتبادل المعتقلين بين ميليشيا الحوثيين والقاعدة بات معروفًا، ويجري في إطار مصالح كلا الطرفين، وكذلك ظاهرة غض البصر بالنسبة لميليشيا الحوثيين عن تحركات القاعدة وتواجدها في بعض المناطق التي تسيطر عليها".
واستبعد الجمحي، في حديث لـ"إرم نيوز"، تطور العلاقة بين الطرفين إلى الحد الذي يجري فيه تنسيق عمليات أمنية واستخباراتية مشتركة بينهما، معزيًا ذلك إلى أن الثقة بينهما لا تزال مفقودة وغير قائمة.
ويرى الجمحي، أن: "مثل تلك الأنباء تأتي للتخويف وخاصة فيما يتعلق بالتنسيق لتحركات مشتركة لاستهداف المحافظات الجنوبية. ومثلها أيضًا ما يقال عن مسيّرة أمريكية استهدفت سيّارة تقل قياديين من ميليشيا الحوثيين وعناصر من القاعدة في بعض المناطق، وهنا لا أنفي ضربات المسيّرات الأمريكية واستهدافها لتحركات قيادات القاعدة، وإنما المبالغة في وصف الهدف، بأنه (حوثي/قاعدي)".
وأوضح الجمحي: "أن أي مبالغات أو عدم الدقة في التعامل مع تنظيم القاعدة خاصة والجماعات المتطرفة عامة، لن يفيد، بل ربما سيؤدي إلى نتائج عكسية، حيث سيدفع نحو مزيد من توحيد الجهود والتعاون بين المستهدفين، وسيؤخر الحلول المنشودة للتخلص من الفكر المتطرف ومعالجة المشكلة".