يوسف زيدان علن انسحابه من مؤسسة تكوين الفكر العربي
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
أعلن الدكتور يوسف زيدان، عبر حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، انسحابه من مؤسسة تكوين الفكر العربي.
وقال زيدان، في منشور له: «أُحيطكم علمًا بأنني بعد معاناةٍ وطول تفكير، قررتُ الخروج من مؤسسة «تكوين» والاستقالة من مجلس أُمنائها، واجتناب أي أنشطة أو فعاليات ترتبط بها».
وأضاف زيدان: «سوف أخصص كل وقتي للكتابة، فهي فقط التي تدوم، وربما تثمر في الواقع العربي المعاصر، الذي بلغ حدًّا مريعًا من التردِّي».
اقرأ أيضاًلـ خريجو الثانوية.. قائمة الجامعات الخاصة المعتمدة بوزارة التعليم العالي
رابط حجز شقق الإسكان الاجتماعي الطرح الجديد 2024.. اعرف المستندات المطلوبة للتقديم
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الدكتور يوسف زيدان يوسف زيدان مؤسسة تكوين الفكر العربي انسحاب يوسف زيدان
إقرأ أيضاً:
إبداعات|| "غيوم وأحضـــــان".. يوسف أسامة.. بنى سويف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
الغيوم، بنات البحر المبهمات، أمهات الأنهار الكريمات، جواري الريح المخلصات. بالنسبة لجنود يحرسون تلك الأراضي التي عذبها المطر، فإن الغيوم هي أبواب الجحيم التي تفتح لترسل المطر ليجلد أجسادهم الهشة. عندما يهطل المطر على أزيائهم المتسخة، فإنه يغسل القذارة التي خلفتها توابيتهم الموحلة من عليهم، وفي المقابل يمتص الدفء القليل المتبقي في عظامهم. بعض هؤلاء الجنود احتضنوا المطر البارد، ورحبوا به وهو يجلد عظامهم الفارغة، ويضرب الأجزاء السائبة من معاطفهم.
ومع ذلك، فإن مثل هذا الحديث ونحن واقفون فوق جثثهم لا فائدة منه. فقد جاءت الأوامر من مكتب رجل لم يمسك الحديد أو يعذب يديه قط، بدفنهم في قبر واحد حتى لا تشعر عظامهم بالوحدة.
وهل ترى ذلك الرجل هناك؟ الذي يبدو مبتسمَا؛ الذي يعانق المظلة. فإن لديه قصة مثيرة للاهتمام، لديهم جميعًا، ولكن أعتقد أنك تريد سماع هذه القصة. على بعد بضعة كيلومترات كانت هناك بلدة صغيرة. ظن ضباطنا أن السيطرة على تلك المدينة الصغيرة حدث يستحق عرضًا عسكريًا عبر طريق المدينة الرئيسي، لقد كان مشهدًا محبطًا؛ جنود مصابون يسيرون بزي رسمي ملطخ بالدماء على طرق موحلة عبر قرية مزقتها الحرب، ولكن بطريقة ما في هذه الحالة القاتمة، تعرفت عليه امرأة أنقذها هذا المستجد من بيننا جميعًا، اقتربت منه وأعطته مظلتها وطلبت منه أن يحتفظ بها ويأتي إليها بعد الحرب ويريها المظلة حتى يتزوجا. كل من في الوحدة كان يحسده... إلا أنا.
لا أعرف إذا كانت العناية الإلهية أم الحظ المسئول، لكنه لم يقم بالحراسة الليلية حيث كنت، فقد رأيت نفس المرأة التي جلبت لصديقنا كل هذه الفرحة بين ذراعي رجل آخر، ورجل آخر في الليلة التالية، ورجل ثالث في الليلة التي تليها. كانوا جميعًا يأتون بكيسين مليئين ويغادرون وكلاهما فارغًا. لماذا لم أخبره؟ لماذا أقتل فرحة الرجل؟ قبل أن يحصل على تلك العصا الممجدة ذات غطاء السرير المعلق في نهايتها، كان أقدم رجل على الموت في وحدتنا، كان يقفز في طريق الرَّصاصات فاتحاً لها ذراعيه لينهو حياته، لكنه الآن وجد سبب وجوده، حتى وإن كان أحضان عاهرة. فها هو يرقد محتضنًا مظلتها كما يعانق الرجال من حوله الصليب، مبتسماً، وهم عابسون.