عائلة الطبيب الرنتيسي تطالب بالتحقيق في ظروف استشهاده بسجون الاحتلال
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
طالبت عائلة الطبيب الفلسطيني، إياد الرنتيسي، بالتحقيق في ظروف وفاته داخل سجون الاحتلال، بعد اعتقاله عن أحد الحواجز العسكرية جنوب غزة، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي.
وتتكتم قوات الاحتلال على استشهاد الطبيب الرنتيسي لمدة تزيد عن 7 أشهر، ما أثار شكوكا لدى عائلته تدفعها للمطالبة بالتحقيق في الأسباب الحقيقية لوفاته، خاصة أنه لم يكن يعاني من أي مشاكل صحية.
واعتقل الرنتيسي في 10 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، عند حاجز للجيش الإسرائيلي أثناء نزوحه مع أسرته من شمال قطاع غزة إلى المناطق الجنوبية منها، لتفقد أسرته أي نبأ عن مصيره حتى تاريخ 19 يونيو/ حزيران الجاري.
ففي ذلك التاريخ، كشفت صحيفة "هآرتس" العبرية الخاصة أن الطبيب الرنتيسي، الذي كان مديرا لمستشفى نسائي في مدينة بيت لاهيا بقطاع غزة، توفي في مركز تحقيق تابع لجهاز الأمن الداخلي "الشاباك" في مدينة عسقلان، بعد أسبوع من اعتقاله.
تفاصيل يوم الاعتقال
تقول رندا زوجة الطبيب الرنتيسي، إن زوجها اُعتقل على يد قوة لجيش الاحتلال متمركزة على حاجز عسكري بمحور نتساريم، الذي يفصل شمال غزة عن جنوبه، وزعمت تل أبيب آنذاك أنه ممر آمن.
وتضيف الزوجة المكلومة راوية تفاصيل هذا اليوم الصعب بالنسبة لعائلتها: "توجهنا في ذلك التاريخ إلى الممر الآمن المزعوم للنزوح إلى المناطق الجنوبية، بناء على أوامر الجيش للمتواجدين شمال قطاع غزة".
وتتابع: "كان زوجي حينها على رأس عمله بمستشفى (أصدقاء المريض) في مدينة غزة يجري عملية جراحية لإحدى السيدات، وعندما انتهى منها رافق العائلة (الزوجة وأبنائه الثلاث ووالدته وشقيقته) في رحلة النزوح، ولم يسعفه الوقت لتبديل ملابس عمله (زي الأطباء الأخضر) التي كان تحوي بقعا من دماء الجرحى". وفق تصريح للأناضول.
وتستطرد: "أثناء مرور العائلة ضمن أعداد أخرى من النازحين عبر الحاجز العسكري بمحور نتساريم، الواقع على شارع صلاح الدين شرق مدينة غزة، أمر الجيش الإسرائيلي النازحين بالنظر إلى الأمام وعدم الالتفات، قبل أن يأمرهم بالتوقف عن السير، ليبدأ في عملية تصويرهم والتدقيق في هوياتهم".
وتواصل: "فجأة أمر الجنود الطبيب الرنتيسي بالتوجه إلى النقطة العسكرية بالحاجز، وحين وصل إلى هناك أجبروه على الجلوس على ركبتيه، فيما تلقى الجميع أوامر باستئناف السير مرة أخرى".
وتشير إلى أنهم بعد أن عبروا من الحاجز سمعوا أصواتا لإطلاق نار من قبل الجيش الإسرائيلي على نازحين، فيما هرعت سيارات إسعاف إلى المكان، ونقلت العديد من الشهداء والجرحى إلى مستشفى "شهداء الأقصى" شرق مدينة دير البلح، وسط القطاع.
وقالت: "حينها شعرنا بالخوف والقلق"، لافتة إلى أن العائلة أخذت تستفسر عن مصير الرنتيسي وعما حدث له عبر سؤال نازحين فروا من المكان بسرعة خشية استهدافهم من الجيش، حيث توقع البعض إطلاق سراحه، فيما قال البعض الآخر إنه اُعتقل.
التكتم على الوفاة
وتعرب الزوجة عن صدمة العائلة من وفاة الطبيب الرنتيسي، الذي كان يتمتع بصحة جيدة، بعد اعتقاله بأسبوع واحد، والتكتم الإسرائيلي على هذا النبأ مدة 7 أشهر.
وتشير إلى أن المعاناة من فقدان زوجها بدأت مع العائلة منذ اللحظة الأولى لوصولهم إلى مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة، حيث بقيت العائلة تبحث في كل يوم عن بصيص أمل حول مصيره.
وفي هذا الصدد، تواصلت العائلة مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في محاولة لمعرفة مصير نجلها الطبيب، لكنها لم تتلق أي معلومات بالخصوص، وبقيت تنتظر على أحر من الجمر.
وتستغرب رندا الأنباء التي تحدثت عن وفاة زوجها بأزمة صدرية، وتؤكد أن الرنتيسي البالغ من العمر 53 عاما "لم يكن يعاني من أي أمراض، بل كان معطاء نافعا للناس محبوبا من الجميع".
وتتساءل مستنكرة: "ما هو الذنب الذي ارتكبه الرنتيسي والكوادر الطبية التي تم اعتقالها من المستشفيات والمراكز الطبية في غزة؟ ما ذنب هذه الكوادر الطبية التي تقدم خدمة إنسانية للمدنيين؟"، مطالبة دولة الاحتلال بتسليم العائلة جثمان زوجها.
إخفاء قسري
من جهتها، تقول هناء شقيقة الطبيب إياد الرنتيسي وشقيقة الأسير سهيل الرنتيسي: "فقدت العائلة أخي الطبيب إياد ولا نريد أن نفقد أخي سهيل، الذي يتعرض لظروف اعتقال سيئة للغاية".
وتضيف "منذ اعتقال شقيقي إياد الرنتيسي وحتى الإعلان عن استشهاده أثناء التحقيق معه في سجن عسقلان، لم نصل لأي معلومة عنه".
وتتابع: "كنا نحاول معرفة أي معلومة عنه من خلال الأسرى المحررين، لكن المعلومات كانت إما غير صحيحة أو غير دقيقة".
عائلة د.الرنتيسي تطالب بالتحقيق بعد اعدامه
طالبت شقيقة الدكتور اياد الرنتيسي مدير مستشفى الولادة كمال عدوان الطبي
بالتحقيق في وفاته بعد الاعلان عن اعدامه من قبل الاحتلال خلال اعتقاله على احدى الحواجز الاسرائيلية بين شمال القطاع وجنوب قبل ثمانية أشهر. pic.twitter.com/ya9LFD4EJq — حسن اصليح | Hassan (@hassaneslayeh) June 20, 2024
وتطالب هناء بإجراء تحقيق فوري وعاجل في ظروف اعتقال شقيقها الطبيب، وأسباب وفاته، خاصة أنه كان يتمتع بصحة جيدة وقت اعتقاله، ولم يكن يعاني من أي أمراض أو مشاكل صحية، مستغربةً من وفاته بعد أسبوع من اعتقاله وعدم الإعلان عن ذلك أو إبلاغ العائلة.
كما تطالب بتسليم جثمانه للعائلة حتى تقوم بدفنه حسب الشريعة الاسلامية، وحتى يتمكن أهله وأقاربه وعائلته وزملاؤه من توديعه ومواراته الثرى في قطاع غزة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الفلسطيني سجون الاحتلال غزة اياد الرنتيسي فلسطين غزة سجون الاحتلال اياد الرنتيسي المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الطبیب الرنتیسی بالتحقیق فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
وقفة بغزة تطالب بحماية الصحفيين والسماح بسفر الجرحى للعلاج بالخارج
غزة - صفا شارك صحفيون وإعلاميون، يوم الأحد، في وقفة تضامنية نظمها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، تضامنًا مع زملائهم الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين الشهداء والجرحى والمعتقلين. وقال مدير عام المكتب إسماعيل الثوابتة خلال الوقفة: "نقف اليوم في هذه الوقفة التضامنية تنديدًا بجرائم القتل والإبادة بحق الزملاء الصحفيين والإعلاميين الشهداء، وكذلك تضامنًا مع زملائنا الإعلاميين الجرحى والمصابين، الذين يحتاجون إلى السفر لتلقي العلاج في مستشفيات الخارج". وأوضح أن الاحتلال الإسرائيلي يمنع تحويل الصحفيين الجرحى إلى العلاج في مستشفيات الخارج، لكن الاحتلال يحكم الإغلاق لجميع المعابر والمنافذ المؤدية من وإلى قطاع غزة منذ أكثر من 200 يومٍ بشكل متواصل. وأضاف "جئنا اليوم لكي نعلي أصواتنا، ونطالب الاتحاد الدولي للصحفيين واتحاد الصحفيين العرب، وجميع الاتحادات والمنظمات المعنية بحقوق الصحفيين والإعلاميين بالتدخل بشكل قوي وفاعل والتنسيق مع المجتمع الدولي والمؤسسات الدولية القانونية والحقوقية بممارسة الضغط المؤثر من أجل السماح إلى زملائنا الإعلاميين الجرحى بالسفر لتلقي العلاج في مستشفيات الخارج". وأشار إلى أن هؤلاء الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين كانوا ولازالوا أبطالًا استثنائيين لا يشبههم أحد في العالم، هؤلاء الأبطال حملوا مسؤوليتهم وواجبهم تجاه قضيتنا الفلسطينية العادلة، وتجاه مظلومية شعبنا الفلسطيني. وتابع "نقف اليوم لهم وقفة وفاء وتقدير لأصحاب الفضل والعطاء من الصحفيين والإعلاميين، خاصة أمام عظمة الشهداء منهم والجرحى والمعتقلين، وكذلك أبطال الميدان من الصحفيين والإعلاميين الذين مازالوا يقدمون أجمل صور البطولة والتغطية الصحفية والإعلامية، فهؤلاء جميعًا نعتز بهم وبجهودهم وبوجودهم بيننا دائمًًا". ووجه الثوابتة تحية إجلال وإكبار واعتزاز وتقدير إلى جموع الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين، فرسان الكلمة والحقيقة، هؤلاء الذين نجحوا في تصدير الرواية الفلسطينية الصَّادقة، وكسروا سردية الاحتلال الكاذبة، حتى بات العالم كله يدرك أن الاحتلال على ضلالة، وأن قادته ملطخةً أياديهم بالدماء والجريمة. وأوضح أن هؤلاء الصحفيين كشفوا عنصرية الاحتلال وإجرامه أمام العالم أجمع، فدافعوا عن فلسطين. وأدان بأشد العبارات استهداف جيش الاحتلال وقتل زملائنا الإعلاميين الذين بلغ عددهم حتى الآن 188 صحفيًا وإعلاميًا، مطالبًا كل الاتحادات الدولية للصحفيين بإدانة هذه الجرائم الفظيعة. وحمل المكتب الإعلامي، الاحتلال والإدارة الأمريكية والدول الداعمة للإبادة الجماعية مثل المملكة المتحدة بريطانيا وألمانيا وفرنسا، كامل المسؤولية تجاه هذه الجرائم الفظيعة ضد الصحفيين. وطالب المجتمع الدولي والاتحاد الدولي للصحفيين بالتحرك الجاد والفاعل من أجل حماية الصحفيين الفلسطينيين، والعمل على الإفراج الفوري والسريع عن جميع المعتقلين في سجون الاحتلال، والذين يتعرضون إلى التعذيب الشديد. ودعا المجتمع الدولي والاتحاد الدولي للصحفيين بالعمل على تحويل جميع الصحفيين الجرحى لتلقي العلاج في مستشفيات الخارج قبل فوات الأوان.