«صلاة السجدة» أبرز طقوس عيد الخمسينأحداث حلول الروح القدس على العذراء والرسل الأوائل
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم الأحد، بعيد حلول الروح القدس على الرسل الأوائل ويعرف بـ«العنصرة»، يحمل هذا العيد ذكرى ختام فترة الخمسين المقدسة ويتمتع بمكانة روحية كبيرة لدى الأقباط وهو من الأعياد السيدية الكبرى المرتبطة بالسيد المسيح مثل أعياد «البشارة، الميلاد، القيامة، الصعود، العنصرة»، وتختلف عن الأعياد السيدية الصغرى المرتبطة بالسيدة العذراء أو الرسل والقديسين.
يرمز لهذه المناسبة بـ«عيد الأسابيع أو الحصاد أو اليوبيل»، ويأتى حدث حلول الروح القدس بعد قيامة المسيح من الموت بأربعين يوماً، وصعوده للسماء بحسب ما ورد فى سفر أعمال الرسل، وحول الروح القدس على الرسل والسيدة العذراء كان بعد عشرة أيام من حدث الصعود، وتعتبر هذه المناسبة هى عيد تأسيس الكنيسة، ويأتى «العنصرة» بعد ختام فترة الخمسين يوماً المقدسة التى تعد مدة فرح واحتفال وعادة يرتبط عيد العنصرة على حسب توقيت عيد الفصح، وتأتى هذه المناسبة بعد مرور عدة أحداث وقصص قد شهدتها الخمسون المقدسة، على مدار 7 أسابيع وكان كل يوم «أحد» يحمل اسماً متفرداً ويتناول مفهوماً روحياً خاصاً ويروى قصة وحدثا مميزا، وتعرف بآحاد الخمسين وهى «أحد توما، ثم الخبز الحى، ثم أحد الماء الحى الذى قال فيها المسيح إلى السامرية إنه هو ماء الحياة، وأحد النور، وأحد الطريق، أحد الفرع أخيراً حلول الروح القدس».
كانت هذه الفترة مدة بهجة وسعادة تزينت خلالها الكنائس واعتمدت الطقس الفرايحى ورددت فيها الكنيسة قراءات يومية تتحدث عن «ملكوت الله»، وكانت أياما لا صوم فيها نهائياً ولا مطانيات، وينظر إليها أنها «يوم أحد» متصل حيث يحتفل فيها وتهدف إلى استشعار المسيحى بقيامة المسيح التى تعنى بداية الحياة الحقيقية، ويأتى العنصرة لختام هذه المدة وتبدأ مرحلة جديدة من الكرازة ودور الآباء الرسل الأوائل.
مرت الخمسون يوماً وطبقت خلالها طقوس «دورة القيامة» التى تشير إلى ظهورات المسيح بعد قيامته من الموت حتى فى عيد الصعود، واستمرت حتى اليوم 39 (احتفالية عيد الصعود) لتبدأ طقوس دورة القيامة داخل الهيكل فقط فى إشارة إلى السماء ويختتم بدورة احتفالية فى صلاة رفع بخور باكر عيد العنصرة فى نهاية الخمسين المقدسة، وبحسب المراجع المسيحية فإن آخر عشرة أيام من الخمسين كانت هى مدة الصلوات المتواصلة التى قام بها الرسل والسيدة العذراء حسب ما ورد فى أعمال الرسل 1، صلت مريم مع الرسل معاً «باستمرار» لمدة تسعة أيام بعد الصعود الذى يسبق عيد العنصرة.
أسماء عيد حلول الروح القدسأطلقت الكنيسة الأرثوذكسية على هذه المناسبة عدة أسماء منها «عيد الخمسين» المدة المنحصرة قبل حلول الروح القدس على الرسل المجتمعين فى «علية صهيون» وهى منطقة مرتفعة عن الأرض وغرفة يؤكل فيها، وظل يعرف بهذا الاسم ثم صار يُدعى فى العهد الجديد «عيد العنصرة» وهى كلمة عبرية، وكثيراً ما يشتهر بـ«عيد البنديكستى» كلمة مشتقة من اللغة اليونانية وتعنى الخمسين، كما عرف أيضاً بـ«شافوت» أى عيد الحصاد وهو ذكرى ختم العهد القديم، وهى كلمة يهودية كانت تطلق على عيد يتزامن مع «الخمسين» ويعنى عيد الأسابيع فى إشارة إلى الأسابيع السبعة منذ عيد الفصح.
ويعتبر هذا العيد هو الثانى فى الكنيسة بعد عيد القيامة ومنذ عصور المسيحية المبكرة أُطلقت كلمة بنديكستى أو زمن العنصرة ليس على يوم العيد نفسه فحسب بل وأيضاً على طيلة الأسبوع الذى يليه.
أحداث يوم الخمسينوَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ، وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا»، هكذا ورد عن هذا الحدث فى سفر أعمال الرسل أحد أسفار العهد الجديد وكاتبه هو القديس لوقا الرسول.
وبحسب ما ورد فى كتب العقيدة المسيحية، فإن عيد العنصرة هو احتفال بشخص الروح القدس الذى حل على السيدة العذراء والرسل الأوائل وهم مجتمعون لأداء الصلاة فى مرتفع «العلية»، ظهرت رياح قوية دافعة بالغرفة التى تجمعوا فيها، ووجدوا ألسنة من النار قد ظهرت على رؤوسهم، الأمر الذى جعلهم يرددون كلمات غريبة عن لغتهم حتى يتمكنوا من فهم بعضهم البعض، وتذكر كتب التراث المسيحى والتفسيرات أن هذه الظاهرة الغريبة جعلت الناس يتعجبون مما يشاهدون حتى قال لهم بطرس الرسول إنها بسبب حلول الروح القدس ووفق المراجع المسيحية أن الروح القدس قد أعطى للرسل المواهب والثمار الأخرى الضرورية لإتمام مهمة الكرازة ونشر الإنجيل وكانت هذه الواقعة شاهدة على تحقق الوعد الذى ورد فى (لوقا 24: 46-49) بالعهد الجديد إن الرسل سوف «يلبسون القوة» قبل انطلاقهم لنشر الإنجيل فى جميع أنحاء العالم.
عيد تأسيس الكنيسةيروى كتاب العقيدة المسيحية أنه بعد يوم الخمسين مباشرة قام بطرس الرسول بإلهام من الروح القدس بتبشير اليهود وغيرهم من غير المؤمنين، اعتمد فى الإقناع على ما ورد فى الكتب المقدسة بالعهد القديم وتفسيرات نبوءات النبى يوئيل المتعلقة بمجىء المسيح، وبات يخبر الجميع بمعجزات المسيح الذى قام من بين الأموات بعد أن صُلب.
نجح بطرس فى إقناع أعداد كبيرة الذين سألوا عن ما يتوجب فعله فحثهم على التوبة عن خطاياهم وأن يتعمدوا وفقاً للنصوص المقدسة فى أعمال الرسل، وألقى خطبة مؤثرة كانت السبب فى تعميد حوالى 3000 شخص، ولهذا السبب اعتبر عيد العنصرة هو عيد تأسيس الكنيسة وميلادها بفضل بطرس الذى كرز لأول مرة وجمع آلاف المؤمنين بعد دراسة وبحث عن اللغة المشتركة التى تحقق الهدف من نشر تعاليم الكتاب المقدس والتى تعتبر الفتيل الذى أشعل حماسة الذهاب والكرازة لدى جميع الرسل.
طقس عيد العنصرةتقيم الكنيسة خلال عيد العنصرة صلاة تعرف بـ«صلاة السجدة»، وتفسر المراجع المسيحية أن السبب فى أداء هذا الطقس يكمن فى فكرة اليوبيل أو الحركة التى كانت تُقدم ذبيحة صباحية ومسائية، لذلك تشهد الكنيسة إقامة القداس الإلهى صباح هذا العيد ثم تقيم الذبيحة المسائية «صلاة السجدة» من التاسعة أى بعد الساعة 3 عصراً.
يتخلل القداس أداء «دورة القيامة» بصلاة باكر، قبل الحمل وتصلى مزامير وإنجيل الساعة الثالثة فقط، ثم يقال قدوس قدوس قدوس، بدلاً عن قراءة السنكسار ثم تصلى قطع الساعة الثالثة، وعند الساعة التاسعة «الثالثة ظهرا» تصلى صلاة السجدة.
وبهذا الطقس تعتبر ناقوس إعلان ختام الخمسين وبدء مرحلة جديدة لذا يعتبر عيد العنصرة هو رفاع صوم الرسل فى الكنيسة، والذى يستهل غداً الاثنين حتى 12 يوليو المقبل، يختتم بإقامة احتفالية عيد الرسل فى الكنيسة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: عيد العنصرة صلاة السجدة حلول الروح القدس العذراء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عيد الخمسين حلول الروح القدس الروح القدس على هذه المناسبة صلاة السجدة عید العنصرة
إقرأ أيضاً:
وفد من رجال الدين المسيحي يهنئون وزير الأوقاف بأعمال التجديد بمسجد "السيدة حورية"
تفقّد الأستاذ الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، والدكتور محمد هاني غنيم، محافظ بني سويف، أعمال الإحلال والتجديد بمسجد السيدة حورية –رضي الله عنها- بمدينة بني سويف،
وقام على أثر الزيارة وفد من قساوسة مطرانية بني سويف على رأسهم القمص فسيلوس، والقمص إسطفانوس- قد اصطفوا أمام مسجد السيدة حورية (رضي الله عنها) لاستقبال وزير الأوقاف في زيارته الأولى إلى بني سويف منذ توليه الوزارة.
مبادرةً منهم بكرم الاستقبال وتعبيرًا عن سعادتهم بزيارة الوزير، فقدموا التهنئة بتدشين أعمال تطوير المسجد؛ بما يؤكد صدق الروابط المتينة بين المصريين الذين يجمعهم أصل واحد واجتماع على كريم القيم وسامي المُثُل.
وقد قرر الوزير -على الفور- أن يبادر بزيارة مطرانية بني سويف لتقديم الشكر ومقابلة الإكرام بالإكرام؛ حيث استقبله نيافة الأنبا غبريال -أسقف بني سويف- على رأس قساوسة المطرانية ورواد الكنيسة بروح مفعمة بالسرور والمحبة والتآخي.
وأعرب الوزير عن عميق شكره ووافر امتنانه على حفاوة الاستقبال وصادق المحبة، مقدمًا التهنئة إلى أخواته وإخوته من المصريين بقرب حلول رأس السنة الميلادية، ومؤكدًا أن تلك الروح المصرية الأصيلة هي الحكمة المتراكمة من حضارة راسخة ممتدة تقدم نموذجًا فريدًا للعالم أجمع، وتقف أمامها كل محاولات الوقيعة والنيل من الوطن. كما أشاد الوزير بأواصر الأخوة الراسخة بين أبناء الشعب المصري الذي شكّل على مر التاريخ نسيجًا متناغمًا تبخرت معه أوهام المساس بالوحدة الوطنية الجامعة بين كل المصريين.
وأكد الوزير أن تلك الروح المصرية الفريدة الجامعة هي التي حركت أصحاب النيافة من القساوسة لاستقباله فرحًا بأعمال التجديد في مسجد من مساجد آل البيت، وهي نفسها الروح التي دفعت سيادة النائب نادر نسيم -عضو مجلس الشيوخ عن محافظة بني سويف، وكيل اللجنة الدينية بالمجلس- إلى التبرع بنصف مليون جنيه إسهامًا منه في أعمال تطوير المسجد التي تباشرها مؤسسة "مساجد" بالتعاون مع الوزارة؛ وهي نفسها الروح التي عجّلت بزيارة الوزير إلى المطرانية، وهي عينها الروح التي تفيض رفعةً وأصالةً وعزيمةً كما تتجلى في الاصطفاف الوطني خلف القيادة الحكيمة لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي.