"مفاجأة للفلكيين".. علماء روس يكتشفون آلية تكوين البلازما في محيط قمر زحل "إنسيلادوس"
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
تلعب تفاعلات الإشعاع الشمسي مع سطح قمر زحل "إنسيلادوس" دورا كبيرا في تكوين بلازما الغبار في محيط هذا القمر الذي يحتمل أن يكون صالحا للحياة.
أعلنت الخدمة الصحفية لمدرسة الاقتصاد العليا الروسية أن الباحثين من روسيا استوضحوا أن تفاعلات الإشعاع الشمسي مع سطح إنسيلادوس تلعب دورا كبيرا في تكوين بلازما الغبار في محيطه، الأمر الذي يجعل قمر زحل هذا مشابها لقمر الأرض.
وقال سيرغي بوبيل أستاذ كلية الفيزياء في مدرسة الاقتصاد العليا:" كنا نتوقع أنه نظرا لبعد قمر زحل إنسيلادوس عن الشمس، فإن دور الرياح الشمسية في تكوين البلازما المغبرة لن يكون كبيرا، لكن تبين لاحقا أن العمليات الكهروضوئية تؤثر على البلازما المغبرة بقوة كبيرة"، وأضاف قائلا:" يمكن مقارنتها بمظاهر مماثلة تحدث مع البلازما القمرية المغبرة، على الرغم من أن القمر أقرب بكثير إلى الشمس".
إقرأ المزيدوكما أشار البروفيسور بوبل والباحثون من مدرسة الاقتصاد العليا ومعهد دراسات الفضاء التابع لأكاديمية العلوم الروسية، فقد تم اكتشاف البلازما المغبرة في محيط القمر إنسيلادوس في عام 2009 أثناء تحليل البيانات التي جمعها مسبار "كاسيني" الأمريكي في أثناء رحلته بالقرب من حلقة "e" التي من المفترض أن تتكون مادتها من انبعاثات السخان على سطح إنسيلادوس. وهذه البلازما عبارة عن مجموعة من جزيئات الغبار المشحونة التي تطفو فوق قمر زحل نتيجة التفاعلات مع المجالات الكهربائية.
وقد أثار اكتشافها اهتماما هائلا بين علماء الفلك، حيث من المحتمل أن تتكون البلازما من جزيئات مادة مقذوفة من سطح إنسيلادوس أو من داخله، كما أنها تشكل تهديدا في حد ذاتها على البعثات الفضائية التي تهدف إلى دراسة هذا القمر التابع لكوكب زحل والمناطق المحيطة به. ومما يثير الاهتمام الكبير كذلك هو آليات تكوين هذه البلازما، والتي لا تزال طبيعتها غير معروفة بسبب عدم قيام "كاسيني" بدراسة خصائص جزيئات الغبار على ارتفاعات منخفضة من سطح إنسيلادوس.
وتلقى علماء الفلك الروس إجابة على هذا السؤال، حيث قاموا بإنشاء نموذج حاسوبي للقمر إنسيلادوس، مع الأخذ في الاعتبار كيفية تفاعل سطح هذا القمر التابع لكوكب زحل مع إلكترونات وأيونات الرياح الشمسية، وكذلك مع أشعة الشمس والإلكترونات الضوئية التي تولدها. وأشارت الحسابات التي أجراها العلماء إلى أن جزيئات البلازما المغبرة الموجودة بالقرب من سطح قمر كوكب زحل، أكبر بأربع مرات من نظيراتها الموجودة بالقرب من قمر الأرض، ولكن في الوقت نفسه تبين أن آليات تكوينها متشابهة للغاية.
ويشير علماء الفلك إلى أن هذا الاكتشاف جاء بمثابة مفاجأة للفلكيين، إذ توقع العلماء أن الإشعاع الشمسي، الذي تقل قوته في مدار زحل بنحو 100 مرة عما هو عليه في محيط الأرض، سيلعب دورا مهما في إنتاج الإلكترونات الضوئية اللازمة لتشكيل البلازما المتربة. ويأمل العلماء أن يساعد فهم ذلك مصممي البعثات الجديدة إلى إنسيلادوس على تحسين سلامتهم، بالإضافة إلى تطوير طرق جديدة لدراسة البلازما المغبرة.
المصدر: تاس
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: زحل كواكب قمر زحل فی محیط
إقرأ أيضاً:
الاتفاق على آلية مشتركة بين مصر وتونس لتسويق المنتجات الزراعية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
عُقد اجتماع رفيع المستوى اليوم يهدف إلى تنشيط التعاون الزراعي وتعزيز فرص الاستثمار بين الجانبين المصري والتونسي، بمشاركة الوزير علاء فاروق وزير الزراعة واستصلاح الأراضي وسمير عبيد، وزير التجارة والاستثمار بالجمهورية التونسية
وعز الدين بن الشيخ، وزير الفلاحة والموارد المائية والصيد البحري بالجمهورية التونسية والحبيب عبيد، وزير البيئة بالجمهورية التونسية، وذلك بدعوة من السفير باسم حسن، سفير جمهورية مصر العربية لدى تونس.
شارك في الاجتماع الدكتور حسام شوقي رئيس مركز بحوث الصحراء، وحمادى الكعلي نائب رئيس الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة، وعبد السلام الواد، أحد كبار المستثمرين التونسيين في مجال زراعة الزيتون، والمستشار عبد المحسن شافعى نائب رئيس البعثة المصرية بتونس و نبيل بن خطرة، الأمين التنفيذي لمرصد الصحراء والساحل والمستشار رانيا حميد، مستشارة بالبعثة المصرية في تونس، والدكتور سامي أبو رجب المنسق الوطني لمرصد الصخراء والساحل بمركز بحوث الصحراء.
بدأ اللقاء بكلمة ترحيبية من السفير باسم حسن، عبّر خلالها عن سعادته باجتماع نخبة من المسؤولين والمستثمرين من كلا البلدين، مؤكدًا على عمق العلاقات الأخوية بين مصر وتونس، وأهمية هذا اللقاء في دفع جهود التعاون الثنائي قُدمًا.
علاقات استراتيجية بين مصر وتونس
خلال اللقاء تحدث الوزير علاء فاروق وزير الزراعة عن عمق العلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر وتونس، والتي تضرب بجذورها في التاريخ وتستند إلى المصالح المشتركة بين الشعبين الشقيقين.
كما شدد على أن هذا اللقاء يعكس رغبة القيادتين السياسيتين، الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس قيس سعيد، في تعزيز الشراكة والتكامل الاقتصادي بين البلدين، لاسيما في المجالات الزراعية التي تمثل ركيزة مهمة للأمن الغذائي والتنمية المستدامة في المنطقة.
تعزيز التبادل الزراعي بين البلدين
ناقش الوزراء والمسئولون والمستثمرون من البلدين سبل فتح الأسواق وتعزيز التبادل الزراعي بين البلدين، وتم الاتفاق على ضرورة إزالة العقبات التي تعوق انسياب السلع الزراعية بين البلدين، مع التأكيد على توجيهات القيادتين السياسيتين في مصر وتونس بدعم التعاون الثنائي وتعزيز الاستثمارات الزراعية المشتركة، وأيضا تشجيع الاستثمارات التونسية في القطاع الزراعي المصري وخاصة في مجال الزيتون نظرا للخبرة التونسية الكبيرة في هذا المجال، وكذلك فرص الاستثمار في زراعة وتصنيع التين الشوكي في مصر كقطاع واعد يحقق عوائد اقتصادية عالية، والتعاون في مجال زراعة بنجر السكر والقمح في تونس، والاستفادة من تجربة مصر الناجحة في رفع كفاءة الإنتاج المحلي لهذين المحصولين الحيويين، بما يمكن أن يُسهم في دعم الأمن الغذائي في تونس.
مراكز البحوث
كما ناقش الجانبان التعاون في البحث العلمي ونقل التكنولوجيا الزراعية، مؤكدين على أهمية تبادل الخبرات البحثية والتكنولوجية بين المؤسسات العلمية في البلدين، وخاصة في ظل توافر مراكز ابحاث متطورة في كليهما؛ ففي مصر مركز بحوث الصحراء ذو إمكانيات فنية وعلمية تزيد عن 75 عاما، ومن ثم يمكن التعاون بين مركز بحوث الصحراء في مصر ومراكز البحوث الزراعية في تونس، لا سيما في مجالات تحسين كفاءة استخدام الموارد المائية في الزراعة وتطوير نظم الري الحديثة واستنباط أصناف مقاومة للجفاف والملوحة وإدارة الأراضي الهامشية والبيئات الصحراوية.
واقترح الاجتماع المصري التونسي المشترك رفيع المستوى عقد "دائرة مستديرة موسعة" تجمع بين كبار المستثمرين من القطاعين العام والخاص، وممثلي المؤسسات الحكومية والبحثية من الجانبين، تحت عنوان:"فرص وآفاق الاستثمار الزراعي المشترك بين مصر وتونس".
آلية مشتركة لتسويق المنتجات الزراعية
كما تم الاتفاق على ضرورة العمل على آلية مشتركة لتسويق المنتجات الزراعية في الأسواق الإقليمية والدولية، من خلال تنظيم معارض زراعية مشتركة في مصر وتونس وتوحيد الجهود في الترويج للمنتجات تحت شعار "منتجات زراعية من واحات المتوسط" والاستفادة من الاتفاقيات التجارية الإقليمية التي تجمع البلدين في التصدير المشترك.
وفي ختام الاجتماع، أشاد المشاركون بالأجواء الإيجابية والبناءة التي سادت اللقاء، مؤكدين على أهمية ترجمة هذه التوصيات إلى خطوات عملية، مع استمرار التنسيق بين الجهات المعنية من كلا البلدين، بما يُحقق شراكة استراتيجية في مجالات الزراعة والاستثمار والتنمية المستدامة.