«الشارقة للسيارات القديمة».. يرسّخ ثقافة المركبات التراثية
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
الشارقة (الاتحاد)
أطلق نادي الشارقة للسيارات القديمة استراتيجيته للأعوام الخمسة القادمة وفق الرؤية العامة للنادي، والتي تهدف إلى تعزيز مكانته كمؤسسة رائدة واحترافية في عالم السيارات القديمة، حيث إن رؤية النادي ترتكز على الريادة في هذا المجال، مع التركيز على المحافظة على ثقافة السيارات القديمة واستدامتها لتعزيز شغف وفهم الأفراد لهذه الرياضة.
حدد النادي مجموعة من التوجهات الاستراتيجية لتحقيق أهدافه، منها إسعاد المجتمع، المحافظة على التراث، الابتكار والإبداع، والتي يسعى من خلالها إلى تحقيق نسبة سعادة المتعاملين 100%، ونسبة 95% في جودة الخدمة، و100% في التحول الرقمي، وزيادة 15% في عدد أعضاء النادي سنوياً.
ولتحقيق هذه الأهداف، وضع نادي الشارقة للسيارات القديمة حزمة من المبادرات الاستراتيجية، منها تقديم تجربة سلسة واستباقية للأعضاء من خلال تحسين جودة وكفاءة الخدمة وسرعة الاستجابة، كما يسعى النادي لتوفير منصة موحدة تتيح للأعضاء الوصول إلى جميع الخدمات بسهولة ويسر، ويعمل النادي على تعزيز التواصل مع المتعاملين والجمهور عبر وسائل متعددة لضمان تفاعل مستمر ومثمر.
ابتكار وإبداع
وأكد د. علي أبو الزود، رئيس مجلس إدارة نادي الشارقة للسيارات القديمة، قائلاً: «نجدد التزامنا، من خلال الاستراتيجية الجديدة، بتعزيز مكانة نادي الشارقة للسيارات القديمة كمرجعية عالمية في هذا القطاع، بما يتلاءم مع الرؤية الحضارية والتنموية للإمارة التي أرسى قواعدها صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، إيماناً بأن السيارات القديمة ليست مجرد مركبات، بل هي قطع من التاريخ والثقافة، تساهم في تعزيز المشهد الاقتصادي والتنموي لإمارة الشارقة ودولة الإمارات».
وأضاف: «نواصل تطوير أدواتنا وبرامجنا لتلبية تطلعات أعضائنا ومحبي هذه الرياضة العالمية، التي يحسب للشارقة الريادة والسبق فيها على مستوى المنطقة، من خلال تسليط الضوء عليها والاحتفاء بها كثقافة عالمية يزداد بريقها يوماً بعد يوم، حيث نسعى إلى دمج الابتكار والإبداع في كل جوانب عملنا، وتوفير بيئة مثالية لعشاق السيارات القديمة للحفاظ على تراثها العريق ونقله للأجيال القادمة، من خلال أنشطة مبتكرة وشراكات استراتيجية لتحقيق الاستدامة، وتقديم تجربة متميزة لكل عضو وزائر، وجعل الشارقة منارة لهذه الثقافة الرياضية والتراثية في المنطقة».
أهداف طموحة
وفي إطار استراتيجيته القادمة، عزز نادي الشارقة للسيارات القديمة هويته المؤسسية لجذب المزيد من المهتمين، إلى جانب رقمنة جميع خدماته لزيادة الكفاءة وتسهيل الوصول إليها، ومن أجل تحسين الكفاءة التشغيلية للسيارات، يقوم النادي بصيانة دورية وتطوير مستمر للسيارات القديمة، كما يعزز النادي الثقافة الرياضية في المجتمع من خلال تنظيم الفعاليات والمسابقات التي تركز على السيارات القديمة.
وترتكز استراتيجية نادي الشارقة للسيارات القديمة على تحقيق استراتيجية مجلس الشارقة الرياضي، التي تهدف إلى تعزيز مفهوم الرياضة المجتمعية وجعلها أسلوب حياة، من خلال هوية مؤسسية تضمن تميز المؤسسات الرياضية في الإمارة، كما تهدف الاستراتيجية إلى توفير منظومة عالمية تستقطب الخبرات وتصنع قيادات إماراتية شابة بمعايير احترافية دولية، مما يمكنها من قيادة المستقبل الرياضي من خلال الارتقاء وتطوير الكوادر الوطنية على المستوى المهني، من خلال تعزيز القيادات والموظفين ببرامج تساهم في تحقيق السعادة الوظيفية والنمو في المهارات والإمكانيات وتحفيز الابتكار المؤسسي الهادف إلى التحسين المستمر في بيئة عمل النادي.
قيم نبيلة
ويعمل النادي على ترسيخ القيم النبيلة لهذه الرياضات في ممارسيها للوصول إلى أكبر شريحة ممكنه من المستفيدين عبر مبادرات مجتمعية مبتكرة، إلى جانب تعزيز فرص الاستثمار والسياحة والترفيه الرياضي بكفاءة عالية، من خلال استقطاب أحداث وفعاليات مبنية على شراكات فعالة.
كما يسعى إلى ابتكار منصة عالمية ذكية لرصد التحديات والمخاطر واستشراف المستقبل، وضمان حوكمة النشاط الرياضي لاستدامة تميز المؤسسات الرياضية وفق أفضل المعايير الدولية، عبر اكتشاف الموهوبين وصناعة لاعبين أولمبيين وتحقيق إنجازات رياضية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: السيارات نادي الشارقة للسيارات القديمة نادی الشارقة للسیارات القدیمة السیارات القدیمة من خلال
إقرأ أيضاً:
أيمن نصري يكتب: الرياضة وحقوق الإنسان فريق واحد
من المتعارف عليه أنّ الرياضة تعد ترسيخًا حقيقيًا على الأرض لفكرة حقوق الإنسان، وهو ما ظهر بشكل واضح في الوثائق التأسيسية لكل من الأمم المتحدة واللجنة الأولمبية الدولية، التي تنص على نفس التطلعات والأهداف، كما أنّ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وميثاق اللجنة الأولمبية يحظران التمييز على أساس اللون والعرق والنوع واللغة والدين والانتماء السياسي، وهو الأمر الذي تعكسه الرياضة من خلال تعزيز مبادئ الإنصاف والاحترام، عبر ممارسة الرياضة سواء بشكل احترافي أو كهواية متاحة للجميع دون قيد أو شرط.
لعل من أهم فوائد الرياضة هي قدرتها على تعزيز قيم المبادئ والالتزام والانتماء، وهو دور مهم تلعبه في حياتنا، ويعد أمرًا يعزز من ثقافة حقوق الإنسان في حياتنا، ولا شك أنّ الرياضة تمثل أداة للتغيير الاجتماعي وتعزز الاحترام والمنافسة الشريفة، وهي من قيم حقوق الإنسان الأساسية، فمن خلال الرياضة يسعى البشر وراء تحقيق أهداف جماعية وتحقيق الإنصاف والوحدة والإندماج بين ثقافات الشعوب المختلفة، فاحترام القواعد واحترام الآخرين نجده في عالم الرياضة، وهي اللغة التي يستطيع أن يتعلمها ويتكلمها البشر جميعا باختلاف ثقافتهم وانتماءاتهم الثقافية والاجتماعية والدينية.
لا بد من التأكيد أن الرياضة حليف قيم لدعم حقوق الإنسان في توحدنا، وتساعد العالم على التقارب، مؤكدة على أنّ أسمى أهدافها احترام الإنسانية والكرامة، وهو أحد أهم مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الصادر في 10 ديسمبر 1948.
الفكرة الأساسية في الرياضة، أنّ الحكم عليك يكون من خلال تميزك في نشاط رياضي بذلت فيه مجهودًا كبيرًا، فلا يتم الحكم عليك وفق أي معايير أخرى سواء كانت الجنسية والعرق والدين واللون.
ومن المعروف أنّ الرياضة مرتبطة بشكل كبير بالصحة والنفسية، فهي تساهم في تحسين المزاج العام، وتعمل على زيادة التركيز والتقليل من الإجهاد والاكتئاب، وتعزز الثقة بالنفس وتحسن من الذاكرة، كما أنها تقلل من مستوي هرمون التوتر في الجسم، وفي الوقت نفسه تحسن من إنتاج الأندروفين والدوبامين، وتساعد على الوقاية من القلق والاكتئاب وتحسن من الحالة المزاجية، وتعطي شعورًا بالمتعة، وهو الأمر الذي يعزز من حقوق الإنسان لأن الصحة النفسية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتحسين حالة حقوق الإنسان، فهو حق أساسي للجميع التمتع بأعلى مستوى من الصحة النفسية، وهو ما تساهم في تحقيقه الرياضة بشكل غير مباشر.
برغم المجهودات المبذولة من المؤسسات الرياضية الدولية والمنظمات الحقوقية المتخصصة في نشر ثقافة ممارسة الرياضة، إلا أننا ما زلنا نعاني من التعصب الرياضي في مختلف الرياضات، خاصة في رياضة كرة القدم، نتيجة نقص الثقافة الرياضية لدي المشجعين، والأنانية وعدم قبول الآخر، أو تقبل النقد الإيجابي، وكذلك تنشئة الأجيال الجديدة على ثقافة العنف والتعصب، خاصة على أساس اللون أو العرق، هو أمر يعد انتهاكًا واضحًا للقيم والأخلاق الإنسانية والحقوقية، وهو أمر في غاية الخطورة وجب التصدي له بمنتهي الحزم والقوة؛ لمنع انتشار مثل هذه الممارسات الخاطئة والحد منها، خاصة أنّ المسابقات الرياضية تنتشر على نطاق عالمي واسع، وهو أمر إذا لم يتم التصدي له سوف يساهم بشكل كبير في نشر مظاهر التطرف والعنف والتعصب؛ لتتحول الرياضة من أداة لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان من خلال تعزيز قيم التسامح والتعايش والاعتدال والاحترام والانفتاح، إلى أداة لنشر التعصب والكراهية، وهو ما يفقد الرياضة قيمتها الحقيقية ويحولها إلي مجرد منافسات، الهدف منها الفوز للتباهي وتحقيق مكاسب مادية، لذلك وجب تغليظ العقوبات على جميع أفراد المنظومة سواء لاعبين أو جماهير؛ لضمان الحد من هذه الظواهر السلبية التي تعيق بشكل كبير تعزيز ثقافة حقوق الإنسان.
- أيمن نصري، رئيس المنتدى العربي الأوروبي للحوار وحقوق الإنسان