كاتب إسرائيلي: لهذه الأسباب الثلاثة يجب قصف لبنان وغزوه فورا
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
حدد كاتب إسرائيلي 3 مبررات قال إنها كافية لجعل إسرائيل تتبع نهجا أكثر عدوانية في كل من غزة ولبنان، معتبرا أن الدبلوماسية قد أخفقت وأن على إسرائيل أن تقصف عمق لبنان وتغزو هذا البلد فورا.
وعبر مارتين أولينر -في مقال رأي له بصحيفة جيروزاليم بوست- عن شكوكه في أن تكون ثمة أي فرص لنجاح المسار الدبلوماسي، "بسبب معاداة السامية المهووسة لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وحزب الله، وعدم كفاءة إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تجاه إسرائيل".
وأضاف أن أي اتفاق يتطلب من حزب الله أن يفي بالتزاماته بموجب القرار الدولي 1701 بنزع سلاحه بالكامل وترك المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، موضحا أن لا أحد يعتقد أن هذا الحزب بعد 18 عاما سيحترم تلك الالتزامات فجأة بعد "أن كدس طيلة تلك الفترة أكثر من 150 ألف صاروخ وأصبح القوة المهيمنة في الحكومة اللبنانية"، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن دعوته إسرائيل لقصف لبنان فورا تستند إلى 3 مبررات:
المبرر الأول:لقد تم تهجير عدد كبير جدا من الإسرائيليين لفترة طويلة جدا، ولا يبدو أن ثمة طريقة يمكن "أن نكسب بها الحرب دون تحطيم أعدائنا، خصوصا بعد أن فشل نهجنا في غزة، وهو ما تطلب استخلاص دروس يجب استغلالها فورا".
وأوضح أولينر، وهو رئيس منظمة الصهاينة المتدينين في الولايات المتحدة، أن 60 ألف شخص تم إجلاؤهم من منازلهم في المجتمعات الشمالية لإسرائيل، وكانوا يتوقعون العودة بعد أيام من خروجهم، لكنهم وبعد أكثر من 8 أشهر ما زالوا ينتظرون، "ويبدو أن المسؤولين الإسرائيليين بل والعالم على نطاق أوسع تجاهلوا محنتهم"، على حد قوله.
وزعم الكاتب أن عدد الصواريخ التي أطلقت -منذ بداية حرب غزة الحالية- من لبنان يفوق ما أطلق من غزة، وأن النيران التهمت 80 كيلومترا مربعا (31 ميلا مربعا) في شمال إسرائيل، وحسب قوله، هناك عدد كبير جدا من الإسرائيليين الذين يعيشون في خوف في المناطق التي لم يتم إخلاؤها، ولكن صواريخ حزب الله وصلت إليها في هذه الحرب.
وحرض الكاتب على شن الحرب فورا على لبنان، مؤكدا أن "الحروب لا ينتصر فيها بالدفاع أو من خلال نهج عقيم في الهجوم".
المبرر الثانيعلى إسرائيل أن تقاتل من أجل النصر، وهو ما يعني -وفقا للكاتب- أن ذلك يعني عدم التقيد بقواعد حماية المدنيين إذا كانت في ذلك مخاطر على "أرواح جنودنا الشباب الذين مُنعوا من إطلاق النار".
وقال في هذا الصدد: "من المفترض أن يتم انتهاك القواعد عندما يتعلق الأمر بتقليل الخسائر في صفوف الجيش الإسرائيلي وإنقاذ حياة أولادنا وبناتنا في الحرب ضد الشر. وعلى إسرائيل أن تتخلص من فكرة أن على جيشها أن يدير حربا نظيفة"، حسب قوله.
وتوقع الكاتب أن يكون هناك كثير من الضحايا من "جانبنا إذا قمنا بغزو لبنان، لكن على الجيش الإسرائيلي أن يتخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على جنوده سالمين، والطريقة الوحيدة لتحقيق النصر هي إلحاق خسائر فادحة بعدوك، وهناك حاجة للتدمير والقتل: هذا هو ما تعنيه الحرب".
المبرر الثالثإسرائيل تخسر الحرب في غزة، وهو ما أرجعه أولينر إلى الحذر المفرط للقوات الإسرائيلية وهي تتعامل مع غزة وسكانها و"بذل كثيرا من الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية لسكان العدو في غزة، الذين بدلا من تقديم معلومات لمساعدتنا في العثور على رهائننا، قاموا باحتجازهم هم أنفسهم كأسرى".
وهنا شجب الكاتب إحجام إدارة بايدن عن تقديم شحنة رئيسية من القنابل التي يبلغ وزنها ألفي رطل، التي يمكن استخدامها في هذا النوع من الضربات لإنهاء الحرب بنجاح، حسب تعبيره.
وتوقع الكاتب أن يعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في خطابه أمام الكونغرس الأميركي الشهر المقبل- أن إسرائيل انتصرت في حربها، لكنه عبر عن أمله في أن يكون لهذا الإعلان ما يبرره.
وأورد تعليقا على ذلك قول ألبرت أينشتاين إن "تعريف الجنون هو فعل الشيء نفسه مرارا وتكرارا وتوقع نتائج مختلفة"، مشيرا إلى أن إسرائيل لا يمكنها تحمل الوقوع في مزيد من الأخطاء، وهذا هو الوقت المناسب لقصف لبنان وغزوه، والقيام بالأمر على النحو الصحيح في نهاية المطاف"، على حد تعبيره.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
محللون: هذه الأسباب تمنع نتنياهو وترامب من استئناف الحرب في غزة
يعتقد خبراء أن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تفخيخ اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة لن تصل إلى شيء بسبب تغير الموقف المصري وتراجع الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تهديداته.
ويرى هؤلاء أن نتنياهو دخل الاتفاق منذ البداية وهو عازم على عدم إكماله لكنه اصطدم بأن الرئيس الأميركي ألقى بالكرة في ملعب دول المنطقة التي أصبح دورها من القضية مختلفا عما كان عليه في السابق ولاسيما الموقف المصري.
وأمس الأربعاء، قالت وسائل إعلام إن إسرائيل قررت البدء في مفاوضات المرحلة الثانية من صفقة تبادل الأسرى بشرط نزع سلاح المقاومة، في حين رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أي مقترح بنزع السلاح أو إبعادها من القطاع.
وقالت هيئة البث الإسرائىلية إن مفاوضات المرحلة الثانية ستبدأ مع وصول المبعوث الأميركي ستيفن ويتكوف إلى إسرائيل. في حين قالت القناة 12 الإسرائيلية إن نتنياهو التزم بأن تتضمن المرحلة الثانية من الصفقة نزع السلاح في غزة ورفض خطة نقل السيطرة من حماس إلى السلطة الفلسطينية.
ووفقا للخبير في الشأن الإسرائيلي إيهاب جبارين فإن مشكلة نتنياهو تكمن في أنه دخل الحرب من أجل الحرب وليس من أجل خلق واقع سياسي معين، وأنه أيضا كان يعول على ترامب في إفشال الاتفاق بعد المرحلة الأولى وهو ما لم يحدث.
إعلانوحتى اللحظة، يعلن نتنياهو رفضه أي دور لحماس أو السلطة الفلسطينية في حكم القطاع لكنه في الوقت نفسه لا يقدم البديل الذي يراه مناسبا، كما يقول جبارين.
وفي حين كان رئيس الوزراء الإسرائيلي يعول على ترامب لتقديم هذا البديل، فإن تراجع الأخير عن تهديداته وإلقائه كرة اللهب في ملعب الدول العربية لم يكن في حسابات نتنياهو، برأي جبارين.
ويتهم نتنياهو رئيسي الموساد والشاباك بإدارة مفاوضات الاتفاق على أساس تقديم تنالازت دون الحصول على شيء في المقابل، وهي -كما يقول جبارين- محاولة منه لتصوير الصفقة على أنها فاشلة بالنسبة لإسرائيل وأنه ليس مسؤولا عن الفشل.
غير أن المشكلة في رأي خالد صفوري رئيس مؤسسة المصلحة الوطنية في واشنطن، لا تكمن في مواقف نتنياهو الرامية لتخريب الاتفاق بقدر ما هي في نظرة الرئيس الأميركي قصيرة الأمد للأمور.
فترامب، كما يقول صفوري، يتعامل مع المفاوضات السياسية بمنطق الصفقات العقارية، ومن ثم فقد كان مهتما فقط بالتوصل لاتفاق وليس بمواصلة تنفيذه لأنه يعتقد أن هذا الأمر منحه انتصارا لم يتمكن جو بايدن من تحقيقه.
كما أن اعتماد الرئيس الأميركي وثقته المفرطة في قدرات مبعوثه الخاص للمنطقة ليست في محلها، كما يقول صفوري- لأن ويتكوف أيضا لا يمتلك خبرة في السياسة وإنما في سوق العقارات.
وعلى هذا، فإن ترامب غير معني بإفشال الاتفاق وهو ما جعله يدفع نتنياهو نحو طرح شروط جديدة لم تكن موجودة عندما تم توقيع الصفقة، وفق صفوري، الذي أشار إلى خطورة المسؤولين الأميركيين الحاليين على قضية فلسطين ككل.
فهؤلاء المسؤولون -كما يقول المتحدث- يعتبرون إسرائيل أولوية حتى قبل الولايات المتحدة نفسها لأنهم ينتمون للمسيحية الصهيونية ومن ثم فهم يدفعون الرئيس لإطلاق يد إسرائيل من منطلقات عقائدية وليست سياسية.
إعلان
المقاومة تملك أوراق قوة
ومع ذلك، يعتقد المحلل السياسي أحمد الحيلة أن المقاومة والوسطاء لن يقبلوا بضم شروط جديدة للاتفاق في مرحلته الثانية، خصوصا بعدما التزم الجانب الفلسطيني بكل ما عليه في حين لم تلتزم إسرائيل بكل ما عليها.
ويرى الحيلة أن ترامب وويتكوف أيضا لا يرغبان في إفشال الاتفاق لأن هذا سيفتح الأبواب أمام أمور كثيرة قد لا يمكن توقعها، وهو ما دفع الرئيس الأميركي للتراجع عن خطة التهجير غالبا وإحالتها إلى الدول العربية.
ومع امتلاك المقاومة أوراق قوة في مقدمتها بقية الأسرى الأحياء وغالبيتهم من العسكريين، ستكون محاولة إضافة شروط جديدة لم يتم الاتفاق عليها مثل تسليم سلاح حماس أو إخراجها من المشهد، تراجعا إسرائيليا غير مقبول بنظر الوسطاء.
وخلص الحيلة إلى أن الموقف العربي الحالي وخصوصا الموقف المصري لم يعد كما كان في السابق لأن البدائل المطروحة ليست مقبولة أبدا بالنسبة له.
لكن صفوري يرى أن المواقف العربية غير موحدة وأن بعض المواقف تبدو قريبة للجانب الإسرائيلي والأميركي، ويرى أن هذا يساعد واشنطن وتل أبيب على عدم احترام الاتفاقات، ومن ثم فإن ورقة القوة الحقيقية تظل في يد حماس، برأيه.
وتتمثل هذه الورقة في الأسرى الأحياء والسلاح، وهما أمران لو تخلت عنهما المقاومة فإنها ستخسر كل شيء، كما يقول صفوري، مؤكدا أن المقاومة لا يمكنها قبول أي ضمانة مقابل إلقاء السلاح.