حماية الأطفال خلال الحروب: مسؤوليات الآباء والأمهات والحكومات والمنظمات المجتمعية غير الحكومية
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
د. أحمد جمعة صديق
يعتبر الأطفال أكثر الفئات الضعيفة،تأثراً بالنزاعات العائلية أوالقبلية أوالحربية في جميع المجتمعات، حيث يتعرضون لمخاطر متزايدة على سلامتهم ورفاهيتهم واعاقة نموهم الطبيعي في المستقبل. وتتطلب حماية الأطفال في السودان المنكوب بالحروب، جهوداً جبارة منسقة من الآباء والأمهات والحكومات والمنظمات المجتمعية غير الحكومية (NGOs) لتجاوز هذه المأساة الانسانية العظيمة.
• ضعف الأطفال في مناطق النزاعات السوداني
يعانى السودان من نزاعات مستمرة وتهجير وأزمات إنسانية عديدة طال أمدها، مما يزيد من ضعف ومعاناة الأطفال، حيث يتعرضون للاضطرابات الناجمة عن العنف والتهجير وفقدان مقدمي الرعاية ونقص الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتعليم. وتتطلب حمايتهم تدابير نشطة من جميع قطاعات المجتمع.
• مسؤوليات الآباء والأمهات
الآباء والأمهات هم خط الدفاع الأول والدعم للأطفال في كل مراحل حياتهم في الايام العادية وخلال فترات الحرب ححيث تزداد المسئوليات ويتطلب ايجاد تدابير اضافية تتعلق بحياة هؤلاء الأطفال وتشمل هذه التدابير:
- الحماية البدنية: فضمان سلامة الأطفال عن طريق البحث عن مأوى آمن، وتجنب مناطق الخطر، وتوفير الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والماء والرعاية الصحية.
- الدعم العاطفي: ويعني تقديم الراحة والتأكيد والاستقرار في وسط الفوضى الناجمة عن النزاع، ومساعدة الأطفال على التعامل مع الخوف والقلق والصدمة.
- التعليم والتوعية: تعليم الأطفال عن تدابير السلامة، بما في ذلك التعرف على وتجنب المخاطر مثل الألغام الأرضية والقنابل غير المنفجرة.
- طلب المساعدة: يسعى الآباء بقدر المستطاع للدفاع عن حقوق أطفالهم، وطلب المساعدة من السلطات أو المنظمات غير الحكومية عند الحاجة، وتمكين الأطفال للتعبير عن مخاوفهم.
• مسؤوليات الحكومات
تتحمل الحكومات في المناطق المتضررة من النزاعات مثل السودان مسؤوليات حاسمة في حماية الأطفال:
- الحمايات القانونية: إقرار وتنفيذ قوانين تحمي حقوق الأطفال، بما في ذلك الحماية من التجنيد في القوات المسلحة والاستغلال القهري للصغار.
- المساعدات والخدمات الإنسانية: ضمان الوصول إلى الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والتغذية والصرف الصحي والتعليم، حتى في المناطق النائية أو غير الآمنة.
- الرعاية الصحية والدعم النفسي الاجتماعي: إنشاء وصيانة منشآت الرعاية الصحية المجهزة للتعامل مع الاحتياجات البدنية والنفسية للأطفال المتأثرين بالنزاع.
- بناء السلام وحل النزاعات: المشاركة في جهود التفاوض على وقف إطلاق النار واتفاقات السلام وعمليات المصالحة لتقليل العنف وخلق بيئات آمنة للأطفال.
• مسؤوليات المنظمات المجتمعية غير الحكومية (NGOs)
تلعب منظمات ال NGOs دوراً حيوياً في دعم جهود الحكومة ومعالجة الفجوات في الحماية والخدمات:
-الإغاثة الطارئة: تقديم المساعدة الإنسانية الفورية، بما في ذلك المساعدة في الغذاء، والمياه النظيفة، والمأوى، والرعاية الطبية للأطفال والعائلات المشردة.
-الدعم النفسي الاجتماعي: تقديم الاستشارات والعلاج للصدمات وتوفير أماكن آمنة للأطفال للتعافي من جروح الحرب والتهجير الناجمين عنها.
- التعليم وبناء المهارات: إنشاء مدارس مؤقتة، وبرامج تدريب مهني، وأنشطة ترفيهية لضمان استمرار تعلم الأطفال وتطويرهم رغم التشويشات.
- الدعوة والتوعية : الدعوة لحقوق الأطفال، وزيادة الوعي حول قضايا الحماية، وتعبئة الموارد لدعم مبادرات تركز على الطفل في مناطق النزاع.
• التحديات والحلول
على الرغم من الجهود المبذولة، تظل حماية الأطفال في مناطق النزاعات السودانية محفوفة بالتحديات:
1. الوصول والأمن: الوصول المحدود إلى المناطق المتضررة من النزاع يعيق تقديم المساعدات والخدمات الوقائية، مما يعرض كل من العاملين في المجال الإنساني والمستفيدين للخطر.
2. قيود الموارد: نقص التمويل، والتعقيدات اللوجستية، والعقبات البيروقراطية تعيق الاستجابات الإنسانية الفعالة والجهود لحماية الأطفال.
3. التأثير النفسي: التعرض الطويل للعنف والتهجير يترك آثاراً نفسية دائمة على الأطفال، مما يتطلب دعمًا مستمرًا وتدخلاً متخصصاً.
• ملخص
تتطلب حماية الأطفال خلال الحروب في السودان نهجاً شاملاً يشمل الآباء والأمهات والحكومات والNGOs والمجتمع الدولي. يجب على كل جهة تحمل مسؤولياتها المتمثلة في ضمان السلامة البدنية والرفاهية العاطفية والدعوة لحقوق الأطفال وتوفير الخدمات الأساسية. فمن خلال العمل المشترك والتركيز على احتياجات الأطفال السودانيين، يمكننا التخفيف من الآثار المدمرة للنزاع وتمكين هذا الجيل لإعادة بناء حياتهم بالأمل والصمود، من خلال التزام مستدام وتعاون متواصل، يمكننا خلق مستقبل أكثر أمانًا وأكثر إشراقًا لجميع الأطفال السودانيين المتأثرين بالحرب. والاطفال هم مستقبل البلاد وعماد التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبشرية بصورة عامة.
وعليه فان توقف هذه الحرب العبثية يعتبر أمراً يحتمه العقل المفتوح والقراءات السليمة لواقع الحال ومآل المآل في حال العباد والبلاد.
وان كان في قدرة البعض الحفاظ على عوائلهم وابنائهم خارج مرمي الخطر خارج السودان- كما يتوهمون- خوفاً عليهم من الموت فليتذكروا أن هذا الموت ملاقيكم ولو كنتم في بروج مشيدة في اسنطبول.
aahmedgumaa@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: الرعایة الصحیة حمایة الأطفال
إقرأ أيضاً:
فن وإبداع في ورش قصور الثقافة للأطفال بمعرض الكتاب
تستمر فعاليات الورش الفنية والثقافية التي تنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ضمن برنامجها المكثف للأطفال في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ56، المقام بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس حتى 5 فبراير، تحت شعار "اقرأ، في البدء كانت الكلمة".
وأعدت شيرين عبد المولى مطوية مجسمة بعنوان "قطرات ذهبية" باستخدام الفوم المضغوط والجليتر، تناولت أهمية المياه وضرورة ترشيد استخدامها.
كما قام أطفال معرض الكتاب بتنفيذ برواز لمنظر طبيعي بتقنيات التلوين وتشكيل الورق تحت إشراف المدربة د. إيمان نوار. وأشرفت شهد عيد ورانيا شلتوت على ورشة لإعادة التدوير، حيث قام الأطفال بتصميم وحدات إضاءة وديكورات منزلية باستخدام البرطمانات الزجاجية وعصيان القطيفة، بالإضافة إلى ورشة رسم على الوجه.
وفي ورشة الطرق على النحاس، واصل المدرب عزت مصطفى تعليم الأطفال كيفية تكوين أشكال من القوالب النحاسية، بينما قدمت المدربة سعاد المهدى ورشة لصنع الخرز والحلي.
تقام الفعاليات بإشراف الإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، وتنفذ من خلال الإدارة العامة لثقافة الطفل، برئاسة د. جيهان حسن، وقصر الطفل بجاردن سيتي وأتوبيس الفن الجميل، والإدارة العامة لثقافة الشباب والعمال، برئاسة أحمد يسري.
وتشارك الهيئة في معرض الكتاب هذا العام بأكثر من 165 عنوانا جديدا في مجالات متنوعة، مثل التاريخ والأدب الشعبي والفنون والمسرح والنقد وأدب الرحلات. كما تقدم الهيئة ركنا خاصا لإصدارات الأطفال وكتب مخفضة، وتنظم زيارات ميدانية للأطفال المشاركين في دوري المكتبات بالمحافظات وأطفال المناطق الآمنة "بديل العشوائيات"، بالإضافة إلى ركن خاص لتطبيق "توت" لكتب ومجلات للأطفال.
ويشارك في معرض الكتاب 80 دولة و1300 دار نشر و6000 عارض، وتحل سلطنة عمان ضيف شرف، فيما تم اختيار الدكتور الراحل أحمد مستجير شخصية المعرض، وفاطمة المعدول شخصية معرض كتاب الطفل.