"الغارديان": رصيف غزة الأمريكي فريسة للأمواج
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
غزة - ترجمة صفا
انتقد تقرير موسّع لصحيفة بريطانية رصيف غزة العائم الذي أقامه الجيش الأمريكي في مياه بحر غزة، مشيرةً إلى أن قطع المشروع أصبحت تُلاطمه الأمواج.
وأوضح تقرير "الغارديان" أن الرصيف العائم الذي بناه الجيش الأمريكي بزعم توصيل المساعدات الإنسانية المنقولة بحراً إلى غزة أنه "هشّ" في مواجهة الأمواج الهائجة وأصبح مستقبل المشروع بأكمله الذي بلغت تكلفته 230 مليون دولار موضع تساؤل الآن.
وبحسب الصحيفة، فقد كان الرصيف صالحًا للاستخدام 12 يومًا فقط منذ أن بدأ عملياته في 17 مايو. وفي معظم تلك الأيام، كان لا بد من ترك المساعدات تُبحر نحو الشاطئ وحدها؛ حيث لم تكن هناك شاحنات لتوزيعها على المستودعات في غزة، بسبب انعدام الأمن.
لقد كان المخطط أقل بكثير من التوقعات الأولية، بحسب التقرير-وعندما أعلن ذلك في خطابه في الأسبوع الأول من مارس الماضي قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن الرصيف المؤقت "سيتيح زيادة هائلة في كمية المساعدات الإنسانية التي تصل غزة يوميًا".
فقد استغرق الأمر أكثر من شهرين لتجميع الهيكلين المطلوبين، ليًكونا رصيفًا عائمًا بكلفة 230 مليون دولار يرسو على بعد بضعة أميال في البحر ورصيف عائم يتم ربطه بشاطئ غزة.
يُذكر أن نحو ألف جندي وبحار شاركوا في إقامة ذلك الرصيف بمساعدة أسطول صغير من السفن، وسفينة إنزال تابعة للبحرية الملكية البريطانية "كارديجان باي".
ومع ذلك، طوال فترة تشغيل الرصيف حتى الآن، لم تصل سوى نحو 250 شاحنة مساعدات عبر الممر البحري، أي أقل من نصف ما يمكن عبوره إلى غزة في يوم واحد قبل بدء تشغيل الرصيف.
وتقول "الغارديان" إن الكثير من المساعدات التي وصلت حتى الآن عالقة عند سفح الرصيف في ساحة مقامة على الشاطئ.
وتصف الصحيفة ما حصل للرصيف العائم، فقد كانت الأمواج في شرق البحر المتوسط أكثر اضطرابًا مما كان متوقعًا وكان الرصيف أقل قوة مما توقعه مسؤولو البنتاغون.
فقد تم تصميم هيكل الرصيف للعمل في ظل ارتفاع أمواج يتراوح عُلوّها بين 0.5 و1.25 متر، لكنه تعرض لأضرار بالغة في عاصفة يوم 25 مايو، وأصبح البحر متلاطم الأمواج على نحو غير معتاد منذ ذلك الحين.
وبعد الإصلاحات في ميناء "أشدود"، عاد الرصيف إلى العمل في 8 يونيو ولكنه استمر لمدة يوم واحد قبل تعليق العمل مجددًا لمدة يومين آخرين. في 14 يونيو، تم تفكيك الرصيف وسحبه إلى الميناء الإسرائيلي مرة أخرى كإجراء احترازي ضد البحار العاصفة.
وقد أعيد تشغيله لاحقًا، ومنذ ذلك الحين تم استخدامه لتفريغ نحو 4160 طناً من المساعدات، ولكن هناك تقارير تفيد بأنه بسبب تعرضه للطقس غير الاعتيادي وأعالي البحار، يمكن تفكيكه مرة أخرى وإلى الأبد الشهر المقبل.
وتنقل الصحيفة اللندنية عن نائب رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية ستيفن موريسون: "لقد أخطأوا في حساباتهم ولم يفهموا تمامًا أحوال الطقس لذلك انسحبت وزارة الدفاع الأمريكية وهي تشعر بالإذلال".
ويعترف البنتاغون بالتحديات التي تواجهها خطة الرصيف العائم لكنه ينفي أن يكون قد تم بالفعل اتخاذ قرار بإزالته مبكرًا.
بعد احتلال وإغلاق معابر القطاع، كان المقصود من الرصيف أن يكون وسيلة لإيصال المساعدات إلى شاطئ غزة بشكل مستقل عن "إسرائيل" إلى القطاع الساحلي المدمر، بعد أن شعرت إدارة بايدن بالإحباط بسبب عدم وصول إمدادات الإغاثة عبر المعابر البرية.
وتنقل كذلك عن معظم عمال الإغاثة المشاركين في جهود الإغاثة الطارئة في غزة أنهم أعربوا عن مخاوفهم من أن هذه الجهود والمكلفة قد صرفت الطاقة والاهتمام عن الضغط السياسي على "إسرائيل" لفتح المعابر البرية بالكامل أمام الشاحنات، وهي الأكثر أهمية على الإطلاق باعتبارها وسيلة فعالة لتوصيل الغذاء.
وبحسب "الغارديان"، فقد اعتمدت "أونروا"، على شرطة غزة لتأمين قوافل المساعدات التابعة لها، ولكن الجيش الإسرائيلي كان يعامل الشرطة باعتبارها ذراعاً لحماس، وبالتالي أهدافاً مشروعة. وفي غيابهم أصبح هناك فراغ أمني.
وترفض الحكومة الإسرائيلية أيضًا التعامل مع الأونروا، التي تعد أكبر وكالة إغاثة في غزة على الإطلاق. وبدلاً من ذلك، أقنعت حكومة الولايات المتحدة بتوزيع المواد الغذائية التي تصل عن طريق الرصيف.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: رصيف غزة العائم طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
السويد: لن نموّل الأونروا وسنساعد غزة عبر قنوات أخرى
قال الوزير المعني بالإغاثة في السويد بنيامين دوسا -اليوم الجمعة- إن بلاده لن تمول الوكالة الأممية لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بعد الآن، وستسلك قنوات أخرى لتقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
وأوضح الوزير -في تصريح لوسائل إعلام- أن قرار السويد إنهاء تمويل الأونروا جاء نتيجة للحظر الإسرائيلي الذي سيجعل توجيه المساعدات للفلسطينيين عبر الوكالة الأممية أكثر صعوبة.
وأردف الوزير السويدي قائلا إن "هناك عددا من المنظمات الأخرى في غزة… لقد التقيت عددا منها"، وضرب مثالا ببرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة باعتباره منظمة محتملة لتلقي المساعدات.
وقد أبدت الجمعية العامة للأمم المتحدة دعمها للأونروا هذا الشهر، مطالبة إسرائيل باحترام تفويض الوكالة و"تمكين عملياتها من الاستمرار دون عوائق أو قيود".
واتهمت إسرائيل -التي ستحظر عمليات الأونروا بها بدءا من أواخر يناير/كانون الثاني المقبل- موظفين في الوكالة مرارا بالضلوع في عملية طوفان الأقصى التي نفذتها المقاومة الفلسطينية في غزة على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، في حين نفت الوكالة تلك المزاعم.
وقد تزايد عدد الدول المانحة التي قررت تعليق تمويلها الوكالة حينها في أعقاب الاتهام الإسرائيلي، قبل أن تتراجع بعض الدول عن قرارها، في حين أعلنت الأمم المتحدة أن محققيها الذين ينظرون في المزاعم الإسرائيلية قد أغلقوا ملف القضية بسبب عدم تقديم إسرائيل أدلة تسند مزاعمها.
إعلانوقد ترك تعليق تلك الدول -التي وصل عددها نحو 16- تمويل الأونروا فجوة تمويلية بلغت نحو 450 مليون دولار، الأمر الذي مثّل تهديدا للجهود التي تبذلها الوكالة لإيصال المساعدات الضرورية لغزة في ظل التحذيرات الأممية المستمرة من مجاعة وشيكة.
كما أعلنت الخارجية الإسرائيلية مطلع نوفمبر/شرين الثاني الماضي أنها أبلغت الأمم المتحدة رسميا إلغاءها الاتفاقية المبرمة مع الأونروا، التي تسمح للوكالة بتقديم الدعم والعمل في فلسطين.
وقد حذر المفوض العام لوكالة الأونروا فيليب لازاريني، في وقت سابق أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن تفكيك الأونروا الذي تطالب به إسرائيل سيؤدي إلى التضحية "بجيل كامل من الأطفال" و"زرع بذور" نزاعات مقبلة.
وسبق أن اتهمت الأونروا إسرائيل مرارا بالتضييق على عملها واستهداف مدارسها ومقراتها في غزة، وصولا إلى اتهامها تل أبيب بتعذيب عدد من موظفيها الذين اعتقلهم جيش الاحتلال في قطاع غزة.
ويأتي ذلك، بينما تواصل إسرائيل حربها على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مخلّفة عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمفقودين، وسط وضع إنساني يوصف بالكارثي ومجاعة متفاقمة تخيم على هذا القطاع المحاصر.