أثير – ريما الشيخ 

تواجه السيارات الكهربائية الصينية تحديات في تصديرها إلى الأسواق المختلفة خصوصا إلى الولايات المتحدة وأوروبا، وبدأت تلك الدول بفرض رسوم جمركية مرتفعة على السيارات القادمة من الصين، إلا أن تلك الضغوط بدأت تتزايد بصورة كبيرة بسبب تنامي صادرات الصين من السيارات الكهربائية، مما يهدد بإشعال حرب تجارية ضخمة، تدور بالتوازي مع الأزمات السياسية المختلفة الحالية.

أثير“ حاورت الدكتور يوسف بن خميس المبسلي، مساعد العميد للشؤون الأكاديمية في كلية الدراسات المصرفية والمالية عن هذا الموضوع حيث قال بأن العملاق الصيني بدأ يسيطر على صناعة السيارات عالميًا، فالدول كالولايات المتحدة وأوروبا وتركيا وغيرها من الدول المنتجة للسيارات لديها مخاوف من سيطرة الصين على تجارة السيارات في العالم، حيث إن تجارة السيارات بالنسبة للصين تعد أحد أهم العوامل التي تسهم في نمو الاقتصاد الصيني بعد إتاحة الإنتاج على نطاق واسع لمصنعي البطاريات في الصين لتقليل تكاليف الإنتاج وتحسين فعالية تكلفة بطارية أيونات الليثيوم، وبالفعل سارع العديد من الدول ومنها الولايات المتحدة إلى زيادة التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية أربع مرات لتصل إلى 100%.

وأضاف: كما أعلنت بروكسل رفع الرسوم الجمركية الأوروبية على واردات السيارات الكهربائية الصينية لتصل إلى نحو 38%. علاوة على ذلك، صرحت وزارة التجارة التركية، بأنه سيتم فرض رسوم جمركية إضافية تبلغ 40% على واردات السيارات الصينية لوقف تدهور متوقع في ميزان المعاملات الجارية. وتهدف تلك الخطوة إلى إغلاق أحد أكبر أسواق السيارات في العالم أمام أكبر منتج عالمي للسيارات الكهربائية، إذ تعتقد تلك الدول أن الصين تقوم بممارسات تجارية غير عادلة على هذا النوع من التجارة والتي تؤثر بصورة كبيرة على منتجات السيارات المحلية في تلك الدول.

وأكّد المبسلي بأن الحرب التجارية بين الصين والدول الأخرى سوف تؤثر في العلاقات التجارية بين الصين والدول المصدرة للسيارات والتي أعلنت فرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات السيارات من الصين، أما سلطنة عمان فهي دولة مستوردة  للسيارات الصينية حالها كحال الدول المستورة للسيارات الأجنبية، إذ لا يوجد تأثير مباشر على العلاقات التجارية بين سلطنة عمان والصين، بالعكس سوف يدفع ذلك إلى تحويل البوصلة الصينية إلى الهيمنة على أهم الأسواق الناشئة في العالم، وسوف تتجه الصادرات الصينية من السيارات إلى جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط والتي تعدها الصين أقل حمائية من الولايات المتحدة وأوروبا.

وأشار المبسلي إلى أن قرار الرسوم الجمركية على واردات السيارات الصينية سيكون له تأثير سلبي ليس فقط على مبيعات السيارات الصينية إلى دول العالم وإنما أيضا على ارتفاع أسعارها في الولايات المتحدة وفي الاتحاد الأوروبي وفي تركيا، حيث أشار معهد كيل للاقتصاد العالمي إلى أن فرض رسوم إضافية بنسبة 20% على السيارات الكهربائية الصينية، سيقلل حجم الصادرات بمقدار الربع، أي ما يعادل 125 وحدة تبلغ قيمتها حوالي 4 مليارات دولار، وأن هذا الانخفاض يتطلب زيادة الإنتاج داخل الاتحاد الأوروبي مما يسبب زيادة الأسعار على المستهلكين النهائيين، أما فيما يخص منطقة الشرق الأوسط ومنها سلطنة عمان فلا نتوقع أن يكون هناك تأثير مباشر على أسعار السيارات الصينية، بل ستحاول الصين إغراق الأسواق الناشئة بالسيارات الصينية الصنع كأسواق بديلة أخرى لها.

وأوضح المبسلي بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وتركيا يسعون إلى تقليل تدفق السيارات الصينية على الأسواق المحلية لتلك الدول، وتعمل على دعم السيارات محلية الصنع، لكن يرى المستهلكون أن أسعار السيارات بتلك الدول مرتفعة للمستهلكين مقارنة بالسيارات الصينية، حيث تباع سيارات EV الصينية بسعر يبلغ 10,000 دولار للوحدة، بينما يبلغ السعر المتوسط لسيارة EV في الولايات المتحدة أكثر من 53,000 دولار.

في ختام حديثه مع ”أثير“، قال الدكتور يوسف المبسلي: في الحقيقة، تتوقع وكالة الطاقة الدولية أن ينمو الأسطول العالمي من السيارات الكهربائية بمقدار 8 أضعاف ليصل إلى نحو 240 مليون سيارة في عام 2030م، وهذا يعني أن مبيعات السيارات الكهربائية العالمية السنوية تبلغ 20 مليون سيارة في عام 2025م و40 مليون سيارة في عام 2030م، أو 30% من إجمالي مبيعات السيارات، كما تتوقع الوكالة أن ارتفاع الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية سوف تواجه الشركات العاملة محليًا في قطاع السيارات كلفًا أعلى واضطرابات في سلسلة التوريد، وستصبح تلك السيارات أعلى كلفة من السابق، ولكن سوف يغتنم العملاق الصيني التوجه إلى الأسواق الأخرى الناشئة ومنها الشرق الأوسط وإغراق تلك الأسواق بالسيارات الصينية الأقل كلفة، إذ نتوقع أن تؤثر تلك المعادلة على السيارات الأمريكية والأوروبية الصنع.

وأضاف: بصورة عامة فإن المستهلكين في الدول المنتجة للسيارات قد يتغير لديهم نمط شراء السيارات إذا أدى ذلك إلى ارتفاع مطرد في أسعار السيارات الصينية، في حين نتوقع زيادة الطلب على السيارات الصينية في الدول المستورة في جنوب شرق آسيا وأميركا اللاتينية والشرق الأوسط.

المصدر: صحيفة أثير

كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة الصینیة على واردات السیارات الولایات المتحدة السیارات الصینیة على السیارات تلک الدول

إقرأ أيضاً:

لندن تخطط لحاسوب خارق لتحدي واشنطن وبكين

تخطط حكومة المملكة المتحدة لإطلاق العنان للذكاء الاصطناعي، حيث استثمرت 225 مليون جنيه إسترليني (حوالي 275 مليون دولار أمريكي) في بناء Isambard-AI، وهو أسرع حاسوب عملاق في المملكة المتحدة.

 وذكر تقرير أن الحاسوب العملاق سيستفيد من الذكاء الاصطناعي للعثور على عقاقير ولقاحات جديدة وقد بدأ العمل بالفعل، وفق "إنترستينغ إنجينيرينغ".


وكان "الذكاء الاصطناعي" الكلمة الطنانة لمعظم العام الماضي، وتستفيد شركات التكنولوجيا، الكبيرة والصغيرة، من هذه التكنولوجيا لتحسين عروضها، وفي حين جاءت معظم الأخبار من الولايات المتحدة والصين، تبنت المملكة المتحدة في السابق نهجاً حذراً في استخدام هذه التكنولوجيا.
 في محاولة لتعزيز النمو وسط اقتصاد متعثر وفقدان قيمة الجنيه، سعت حكومة المملكة المتحدة إلى الحصول على آراء حول كيفية مساعدة الذكاء الاصطناعي في تحويل المد.


أسرع 10 مرات


وتم وضع خطة عمل خاصة بالمملكة المتحدة مع 50 توصية، والتي تتضمن إنشاء بنية تحتية جديدة ومتقدمة مثل حاسوب Isambard-AI العملاق.
ويقع مشروع Isambard في المركز الوطني للمركبات في بريستول، وله تاريخ غني، والنسخة الثالثة منه، التي بدأت في عام 2016، هو أول حاسوب عملاق في العالم مبني على بنية Arm جاهز للإطلاق هذا العام، يستفيد Isambard 3 من سلسلة رقائق Grace من NVIDIA للبحث في مجالات مثل الطاقة النظيفة والاستدامة.
وتم تعيين Isambard-AI، الذي بدأ في عام 2024، كمورد وطني للباحثين والصناعة على حد سواء في المملكة المتحدة، وهو أسرع بعشر مرات من أجهزة الكمبيوتر العملاقة الموجودة في المملكة المتحدة، يعد حاسوب Isambard-AI العملاق أيضاً واحداً من أفضل 10 أجهزة كمبيوتر عملاقة في العالم. يخضع حاليًا لتوسع من شأنه أن يزيد من قدراته.
وحاسوب Isambard-AI العملاق هو أول حاسوب عملاق من الفئة 0 في المملكة المتحدة وهو واحد من أقوى 10 أجهزة كمبيوتر عملاقة في العالم.

 

 


لقاحات وأدوية


وتم نشر الحاسوب العملاق بالفعل لتطوير لقاحات لأمراض مثل الزهايمر والخرف مع تحسين اكتشاف أنواع معينة من السرطانات، مثل الورم الميلانيني، وإن إضافة قدرات مدعومة بالذكاء الاصطناعي إلى هذا البحث يمكن أن يزيد الناتج بشكل كبير.
وفي حديثه إلى هيئة الإذاعة البريطانية، أوضح سايمون ماكينتوش سميث، أستاذ الحوسبة العالية في جامعة بريستول، كيف يمكن للذكاء الاصطناعي المساعدة في محاكاة عمل الأدوية داخل الجسم على المستوى الجزيئي.
وتستهدف الأدوية بروتينات معينة داخل الجسم عن طريق تعطيلها أو تغيير سلوكها، يمكن للعلماء معرفة هذه التفاعلات بفضل ذكائهم وخبرتهم وتخمينهم.
لكن هناك قدر محدود من التخمين الذي يمكن للعالم القيام به، بالإضافة إلى ذلك، فإن القيام بذلك يستغرق الكثير من الوقت والمال، غير أنه يمكن للحاسوب العملاق الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي مثل Isambard اختبار ملايين الأدوية المحتملة افتراضياً بدلاً من المختبر، مما يوفر الوقت والمال.
وأضافت ماكينتوش سميث أن أحد الاكتشافات التي توصل إليها الحاسوب العملاق قد ينقذ ملايين الأرواح.

 


خدمات أخرى وطاقة


إلى جانب الصحة، يمكن للحاسوب العملاق الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي أن يساعد أيضا في تقديم الخدمات العامة بكفاءة أكبر في المملكة المتحدة.
ويمكن لموظفي الحكومة أن يقضوا وقتاً أقل في أداء المهام الإدارية والمزيد من الوقت في تقديم الخدمات للناس.
 وعند نشره من خلال شبكة الكاميرات والمراقبة الواسعة النطاق في المملكة المتحدة، يمكن أن تساعد التكنولوجيا أيضا في تحديد الحفر على الطريق التي تحتاج إلى إصلاح.
 إن نشر الذكاء الاصطناعي له عيوبه أيضًا، مثل استهلاك الطاقة الباهظ، وفي حين تم تصميم الحاسوب العملاق Isambard-AI ليكون موفرا للطاقة، فإنه سيظل يولد الكثير من الحرارة المهدرة، والتي تخطط المنشأة لإعادة استخدامها لتلبية احتياجات التدفئة للمنازل والشركات المحلية.
ونظراً لأن الحكومة تمول المشروع، فسيتم نشر العمل بشكل علني أكثر مما لو نفذته شركة خاصة. وتأمل حكومة المملكة المتحدة أيضا أن تساعد مناطق نمو الذكاء الاصطناعي التي تم إنشاؤها من خلال تطوير مثل هذه البنية الأساسية في خلق فرص عمل ومشاريع جديدة ووضع المنطقة على قدم المساواة مع الولايات المتحدة والصين في تطوير خدمات العصر الجديد في هذا المجال.
 

مقالات مشابهة

  • صناعة النواب: تعاون مصر مع فولفو لتصنيع السيارات الكهربائية يدعم البيئة
  • مدبولي: مصر تتطلع للتعاون مع فولفو في تصنيع السيارات والشاحنات الكهربائية
  • تراجع مبيعات السيارات الكهربائية في أوروبا إلى 13.6% خلال 2024
  • “المركزي الصيني” يضخ 256 مليار يوان في النظام المصرفي
  • لندن تخطط لحاسوب خارق لتحدي واشنطن وبكين
  • «عبد الصادق» يناقش خطط دخول شركة «جيو كاد» الصينية للنفط في الأسواق
  • وزير الكهرباء التعاقد مع شركة “ستلار إنيرجي” الأمريكية لتحسين الخدمة الكهربائية
  • الغرفة التجارية بدمياط تناقش تحديات قطاع التخليص الجمركي مع هيئة ميناء دمياط
  • الغرفة التجارية بدمياط تناقش أبرز تحديات قطاع التخليص الجمركي
  • Canoo الناشئة في مجال السيارات الكهربائية تعلن إفلاسها