مَنْ يحل الخلاف بين حزب الله والتيار؟
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
ينشغل "التيار الوطني الحرّ" ورئيسه جبران باسيل بالكثير من المشاكل السياسية التي أصبحت تشكل ثقلاً على كاهله، ولعل اهمها المشكلات الحزبية الداخلية التي ستؤثر حتماً على تماسكه الحزبه وعلى وضعه الإنتخابي لاحقاً، كما ان إحدى مشاكل باسيل الاساسية هي محاولة استغلال اللحظة الراهنة لقطع الطريق بشكل نهائي على رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية مستفيداً من إنشغال "حزب الله" بالجبهة الجنوبية، واضافة الى كل ذلك هناك أزمة "وطنية"تصيب التيار وهي غياب تحالفاته السياسية أو هشاشتها وتحديداً تحالفه مع الحزب الذي اعطاه في السنوات الماضية دفعاً سياسياً كبيراً.
من المؤكد أن "حزب الله" ليس في وارد تقديم تنازلات سياسية واعلامية لحليفه السابق في ظل وجود حرب على الجبهة الجنوبية، فإستراتيجية حارة حريك في السياسة الداخلية تجعلها تتشدد في لحظة المعارك الخارجية ولا تقدم اي تنازل للاطراف الداخلية الذين يحاولون استغلال المعركة كي لا تظهر اي مؤشر ضعف لهم ولأعدائها في الخارج. لكن في المقابل لا يبدو الحزب بعيداً عن اعادة تمتين علاقته بميرنا الشالوحي على اعتبار أن العونيين لا يزالون الطرف المسيحي الوحيد الذي يمكن الوصول معه الى حلول مشتركة.
اما "التيار" الذي ذهب بعيداً في انتقاد الحزب، فتقول مصادره أنه سيحاول في المرحلة المقبلة تهدئة الأجواء السياسية مع حليفه السابق من دون التنازل على الخطاب السياسي المتمايز عنه، حتى في موضوع فتح جبهة الجنوب، اذ من غير الممكن ل"التيار" أن يؤيد علناً دعم غزة عسكرياً أمام الرأي العام المسيحي لان هذا الامر يؤدي الى المزيد من التضرر في شعبيته وحضوره، لذلك لا بدّ من هذا الموقف كي لا يزايد عليه خصومه المسيحيون، من هنا يبدو أن الخلاف الاعلامي سيستمر بين الحليفين من دون ان يتصاعد ويتحول الى خصومة كاملة الأوصاف.
لا يبدو "التيار" مستعجلاً لاعادة المياه الى مجاريها مع حليفه السابق، لكنه في العمق حسم أمره بأن لا مفر من العودة الى التحالف، لان الخيارات الاخرى مغلقة امام التيار ولا تؤدي الى حصوله على مكاسب سياسية، اذ ان التحالف مع الاحزاب المسيحية في حال تم، وهذا مستبعد، وسيؤدي الى حصول تنافس في ما بينهم على الحصص ربما أو حتى على الخطاب السياسي أمام الجمهور، وهذا سيوصل الى مروحة واسعة من المزايدات الاعلامية وتالياً العودة الى دوامة الخلافات التي سيكون باسيل وتياره الخسار الاكبر فيها، لاسباب كثيرة لا مجال لذكرها.
تقول المصادر أن "التيار" سيعود الى قواعده السياسية السابقة بعد انتهاء الحرب، خصوصاً ان التقاطع السياسي مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي يحمله التيار مسؤولية الخلاف مع الحزب، بات كبيراً وواسعاً في القضايا الداخلية، اذ بدأ باسيل يمهد لإمكانية التفاهم والتحالف مع برّي، وهذا يعني أن العودة الى التحالف المتين مع الحزب لا يعيقه شيء، لا بل ان حاجة "التيار" له كبيراً في الانتخابات النيابية المقبلة وفي التسوية المتوقعة، لذلك فإن الحل بين الحزبين قد يحتاج الى وسطاء وجهود كبيرة..
ترى المصادر أن احدى اهم الثغرات لدى خصوم "حزب الله" أنهم لم يستغلوا الخلاف بينه وبين "التيار" ولم يعطوا الاخير مكاسب سياسية كافية تعوض له خسارته حليفه الاساسي ورافعته الرئيسية في الحياة السياسية اللبنانية، كل ذلك جعل باسيل يدرك أنه لا خيارات فعلية لديه سوى العودة الى حضن الحزب مع الحفاظ، بالشكل، على تمايز في بعض القضايا لقطع الطريق على أي مزايدات يطلقها خصومه في الشارع المسيحي.
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: العودة الى حزب الله
إقرأ أيضاً:
سلاح حزب الله إلى دائرة الضوء
لم تخلُ عطلة عيد الفصح المجيد من بعض المواقف السياسية، التي تناولت في شكل أساسي ما قاله الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم بالنسبة إلى سلاح "المقاومة الإسلامية"، فرأى فيه البعض كلامًا جدّيًا من شأنه أن يعيد عقارب الساعة إلى الأجواء التي كانت سائدة قبل 7 أيار من العام 2008، والتي أدّت إلى ما أدّت إليه من "اجتياح" لبيروت وللجبل، والتي دفعت الجميع للذهاب إلى قطر، وما نتج عن الحوار غير المباشر بين جميع أطراف النزاع، والذي كان يتمّ من غرفة إلى أخرى في فندق الشيراتون، وقد توجّت المساعي التي قامت بها قطر مع المملكة العربية السعودية باتفاق عُرف بتسوية الدوحة، والتي نتج عنها توافق سياسي على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيسًا للجمهورية.
أمّا البعض الآخر فوصف تصريحي الشيخ قاسم ومسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في "حزب الله" وفيق صفا بـ "القنبلة الصوتية" ليس إلاّ، وذلك انطلاقًا من مقولة شعبية شائعة أن من يريد أن يفتعل أي مشكل لا يهدّد، بل يذهب إليه من دون مقدّمات، إضافة إلى أنه ليس واردًا على الاطلاق عند أي طرف من الأطراف اللبنانية أن يطالب بـ "تجريد" سلاح "حزب الله" أو "انتزاعه" منه بالقوة، بل بالتفاهم والحوار الهادئ وغير المنفعل وغير المستند إلى خلفيات وحسابات حقل حارة حريك التي قد لا تنطبق على حسابات بيدر بعبدا. وهذا ما أشار إليه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون من على منبر الصرح البطريركي في بكركي على أثر خلوة مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، وقال: إن "اي موضوع خلافي لا يقارب على الاعلام ووسائل التواصل، بل بطريقة التواصل مع المعنيين بطريقة هادئة ومسؤولة. عندي قناعة ان اللبنانيين لا يريدون الحرب ولا يريدون ان يسمعوا بذلك. لذلك فان القوات المسلحة اللبنانية هي الوحيدة المسؤولة عن سيادة لبنان واستقلاله". فلنعالج الموضوع بروية ومسؤولية، لأنه موضوع اساسي للحفاظ على السلم الاهلي، وسأتحمله بالتعاون مع الحكومة. اي خلاف في الداخل اللبناني لا يقارب الا بمنطق تصالحي. وحصر السلاح سننفذه، ولكن ننتظر الظروف لتحديد كيفية التنفيذ".
ومما لا شك فيه فإن هذا الموضوع سيكون الطبق الرئيسي في اللقاءات الرسمية والحزبية بعد عطلة عيد الفصح المجيد، خصوصًا أن كل فريق من الأفرقاء اللبنانيين قد أدلى بدلوه في ما يتعلق بسلاح "حزب الله". وقد حسم رئيس الجمهورية الجدل حين دعا إلى مقاربة هذه المسألة بعيدًا عن الاعلام، الذي يواكب حركة الاتصالات القائمة بين الرئاستين الأولى والثانية الهادفة إلى إيجاد آلية لا يموت فيها الذئب ولا يفنى الغنم، مع إصرار الرئاسة الأولى على ضبط إيقاع المواقف المتشنجة التي تصدر من هنا وهناك، ولاسيما المواقف التي يعلنها مسؤولون في "الحزب"، وآخرها كلام نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب الوزير الأسبق محمود قماطي، الذي تحدّث عن "قطع اليد التي ستمتد الى المقاومة"، إضافة إلى كلام بعض نواب "الحزب"، وفيه أنه "عندما تقوم الدولة بمسؤولياتها نناقش الاستراتيجية الدفاعية"، وأن أي حديث عن تسليم "الحزب" لسلاحه لن يجدي نفعًا قبل أن تنسحب اسرائيل من كل شبر من الأراضي اللبنانية، التي لا تزال تحتلها، وقبل أن تتوقف الاعتداءات الإسرائيلية المتمادية.
على هذا بات من الواضح ان مسعى الرئيس عون لمعالجة ملف السلاح سيواجه تعقيدات وصعوبات كثيرة إذا استمرت المواقف التصعيدية والضاغطة، سواء من الجانب الأميركي والإسرائيلي أو من القوى السياسية في داخل لبنان. فمقاربة الرئيس تعتمد الحوار والهدوء فيما مقاربة الآخرين تعتمد التصعيد والقتل والضغط. وهو ما لن يُثني المقاومة عن التمسّك بموقفها وسلاحها طالما التصعيد يشكّل خطراً على وجودها ووجود جمهورها ويعني استسلاماً للشروط والاملاءات الأميركية والإسرائيلية وإخضاع لبنان لها وهو ما يرفضه الحزب بشكل قاطع.
لذا بات من المفروض ضبط الخطاب السياسي الرسمي والسياسي وحتى الإقليمي والدولي من كل الأطراف، لتسهيل مهمة رئيس الجمهورية ولا سيما إنه متفاهم مع "حزب لله" بالمبدأ على الحوار، ولتهدئة خواطر الحزب وطمأنته بعدما بات يشعر ان المطلوب رأسه وليس سلاحه فقط.
لا بد من أن تشمل معالجة موضوع سلاح "حزب الله" المخيمات الفلسطينية وضرورة إلحاقها بالخطط الأمنية المسؤولة عنها القوى الشرعية وحدها دون سائر قوى الأمر الواقع. المصدر: خاص "لبنان 24" مواضيع ذات صلة "ثغرة" داخل "حزب الله".. "التسريبات" تسلط الضوء عليها Lebanon 24 "ثغرة" داخل "حزب الله".. "التسريبات" تسلط الضوء عليها 23/04/2025 09:00:35 23/04/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 قاسم ينهي النقاش حول سلاح "حزب الله" Lebanon 24 قاسم ينهي النقاش حول سلاح "حزب الله"
23/04/2025 09:00:35 23/04/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 السفير الإيراني في لبنان: "مؤامرة نزع سلاح حزب الله" ستجعل لبنان عرضة للهجوم Lebanon 24 السفير الإيراني في لبنان: "مؤامرة نزع سلاح حزب الله" ستجعل لبنان عرضة للهجوم
23/04/2025 09:00:35 23/04/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 السفير الإيراني في لبنان: نزع سلاح حزب الله "مؤامرة" والحزب يرفضها Lebanon 24 السفير الإيراني في لبنان: نزع سلاح حزب الله "مؤامرة" والحزب يرفضها
23/04/2025 09:00:35 23/04/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 لبنان خاص مقالات لبنان24 قد يعجبك أيضاً
العدوانية الإسرائيلية تخدم "الحزب" أحيانًا
Lebanon 24 العدوانية الإسرائيلية تخدم "الحزب" أحيانًا
01:45 | 2025-04-23 23/04/2025 01:45:00 Lebanon 24 Lebanon 24 تحالفات جزين إلى المجهول؟
Lebanon 24 تحالفات جزين إلى المجهول؟
01:30 | 2025-04-23 23/04/2025 01:30:00 Lebanon 24 Lebanon 24 الهيئة اللبنانية للعقارات بعد انهيار طبقة سكنية في حرج بيروت: "الله لطف"
Lebanon 24 الهيئة اللبنانية للعقارات بعد انهيار طبقة سكنية في حرج بيروت: "الله لطف"
01:19 | 2025-04-23 23/04/2025 01:19:12 Lebanon 24 Lebanon 24 ما قصة القرض الذي سيوقعه وزير المال مع البنك الدولي؟
Lebanon 24 ما قصة القرض الذي سيوقعه وزير المال مع البنك الدولي؟
01:15 | 2025-04-23 23/04/2025 01:15:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أورتاغوس: لبنان بحاجة إلى قادة شجعان أمثال رئيس الجمهورية
Lebanon 24 أورتاغوس: لبنان بحاجة إلى قادة شجعان أمثال رئيس الجمهورية
01:14 | 2025-04-23 23/04/2025 01:14:29 Lebanon 24 Lebanon 24 الأكثر قراءة
إعتراف مُثير للجدل.. إليكم ما كشفه ممثل عالميّ بشأن علاقته بزوجته المحامية اللبنانيّة
Lebanon 24 إعتراف مُثير للجدل.. إليكم ما كشفه ممثل عالميّ بشأن علاقته بزوجته المحامية اللبنانيّة
05:42 | 2025-04-22 22/04/2025 05:42:18 Lebanon 24 Lebanon 24 بالفيديو إبن سلاف فواخرجي حديث مواقع التواصل... إليكم ما فعله
Lebanon 24 بالفيديو إبن سلاف فواخرجي حديث مواقع التواصل... إليكم ما فعله
08:55 | 2025-04-22 22/04/2025 08:55:22 Lebanon 24 Lebanon 24 "يا ريتني ما تعرفت عليها".. ممثل سوريّ كان بعلاقة حبّ مع إمرأة لديها نفوذ في الدولة: هذا ما فعلته بي
Lebanon 24 "يا ريتني ما تعرفت عليها".. ممثل سوريّ كان بعلاقة حبّ مع إمرأة لديها نفوذ في الدولة: هذا ما فعلته بي
07:10 | 2025-04-22 22/04/2025 07:10:59 Lebanon 24 Lebanon 24 الكشف عن هوية المستهدف في الغارة على سيارة في بعورتا
Lebanon 24 الكشف عن هوية المستهدف في الغارة على سيارة في بعورتا
02:47 | 2025-04-22 22/04/2025 02:47:02 Lebanon 24 Lebanon 24 عانقته... جيسي عبدو احتفلت بعيد ميلاد زوجها المنتج: "يا عمري انت" (صورة)
Lebanon 24 عانقته... جيسي عبدو احتفلت بعيد ميلاد زوجها المنتج: "يا عمري انت" (صورة)
08:10 | 2025-04-22 22/04/2025 08:10:00 Lebanon 24 Lebanon 24 أخبارنا عبر بريدك الالكتروني بريد إلكتروني غير صالح إشترك عن الكاتب
اندريه قصاص Andre Kassas أيضاً في لبنان
01:45 | 2025-04-23 العدوانية الإسرائيلية تخدم "الحزب" أحيانًا 01:30 | 2025-04-23 تحالفات جزين إلى المجهول؟ 01:19 | 2025-04-23 الهيئة اللبنانية للعقارات بعد انهيار طبقة سكنية في حرج بيروت: "الله لطف" 01:15 | 2025-04-23 ما قصة القرض الذي سيوقعه وزير المال مع البنك الدولي؟ 01:14 | 2025-04-23 أورتاغوس: لبنان بحاجة إلى قادة شجعان أمثال رئيس الجمهورية 01:00 | 2025-04-23 اللوائح المقفلة في بيروت وصلاحيات المحافظ امام المجلس النيابي غدا وصعوبات تواجه الوفد اللبناني الى واشنطن فيديو بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم
Lebanon 24 بالفيديو.. رحلة البابا فرنسيس من الطفولة وحتى انتخابه حبرًا أعظم
09:23 | 2025-04-21 23/04/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود
Lebanon 24 ميقاتي: الحل للوضع في الجنوب بتشكيل لجنة أمنية قانونية لتثبيت اتفاق الهدنة ونقاط الحدود
01:00 | 2025-04-15 23/04/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو)
Lebanon 24 نجا من الموت بأعجوبة.. إعلامي لبناني شهير يعترف بأنه كان سببًا في فقدان إنسانة حياتها (فيديو)
04:17 | 2025-04-14 23/04/2025 09:00:35 Lebanon 24 Lebanon 24
Download our application
مباشر الأبرز لبنان خاص إقتصاد عربي-دولي بلديات 2025 متفرقات أخبار عاجلة
Download our application
Follow Us
Download our application
بريد إلكتروني غير صالح Softimpact
Privacy policy من نحن لإعلاناتكم للاتصال بالموقع Privacy policy جميع الحقوق محفوظة © Lebanon24