تململ من الصين والهند وتحرك أمريكي.. هل تعود روسيا إلى اتفاقية الحبوب مجبرة؟
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
أشار تقرير نشره موقع "أوراسيان تايمز" إلى ما اعتبره تطورا مهما على صعيد أزمة الحبوب العالمية، بعد انسحاب روسيا من مبادرة ممر الحبوب، منتصف يوليو/تموز الماضي، حينما طالبت الصين والهند، وهما من أصدقاء روسيا الكبار، موسكو بإعادة السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية والأسمدة عبر ممر الحبوب.
ماذا حدث؟وتتلقى الصين الجزء الأكبر من الحبوب الأوكرانية، وهي الأكثر تضررًا من حيث نقص الحبوب.
ومنذ اتفاق العام الماضي، استوردت الصين ما يقرب من 8 ملايين طن متري من المنتجات الزراعية الأوكرانية.
وعلى الرغم من قرب موسكو وبكين إلى حد كبير الآن، دعا الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، تشانج جون، إلى الاستئناف الفوري للصادرات الزراعية الأوكرانية ومنتجات الأسمدة الروسية، وقال، في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة برئاسة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "تأمل الصين أن تكثف جميع الأطراف المعنية الحوار والتشاور".
اقرأ أيضاً
بوتين يبلغ أردوغان استعداد موسكو للعودة لاتفاق الحبوب بشرط.. وقصف روسي على ميناء أوكراني
في غضون ذلك، صوتت الهند، وهي صديقة حميمية أخرى لروسيا، لاستئناف صفقة الحبوب في البحر الأسود.
وأعلنت نيودلهي أنها تدعم الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة في مواصلة مبادرة الحبوب، وتسليط الضوء على قضية الأمن الغذائي الناجم عن الصراع، مؤكدة أنها تأمل في التوصل إلى حل مبكر واستئناف صفقة الحبوب في البحر الأسود.
ويرى التقرير، الذي كتبه فيشالي باسو شارما، محللة للشؤون الاستراتيجية والاقتصادية والمستشارة السابقة في أمانة مجلس الأمن القومي الهندي (NSCS)، وترجمه "الخليج الجديد"، أن تلك التطورات على مستوى حلفاء روسيا وأصدقائها لا يبدو أنه سيغير موقفها سريعا من اتفاقية الحبوب التي انسحبت منها.
ففي تأكيد عي فعلى ذلك الموقف، قصفت روسيا مدينة إزمايل الساحلية الداخلية الرئيسية في أوكرانيا ، على نهر الدانوب، بالقرب من الحدود الرومانية الأوكرانية، والتي أصبحت نقطة النقل الرئيسية للحبوب والبذور الزيتية في أوكرانيا.
ومنذ ذلك الحين، تحاول سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد طرح قضية مكافحة انعدام الأمن الغذائي في صدارة جدول أعمال الأمم المتحدة.
اقرأ أيضاً
الولايات المتحدة: مؤشرات على عودة روسيا لمفاوضات اتفاق الحبوب
مقايضة من أمريكاوبالإضافة إلى مطالبات الهند والصين، تعتقد الولايات المتحدة أيضًا أن روسيا قد تكون مستعدة للعودة إلى صفقة الحبوب، عبر مقايضة فرضتها واشنطن، حيث قالت جرينفيلد إنه إذا أرادت روسيا نقل الأسمدة إلى الأسواق العالمية وتسهيل المعاملات الزراعية "فسيتعين عليهم العودة إلى هذه الصفقة".
ومنذ الانسحاب من صفقة الحبوب، قيل إن روسيا استهدفت 26 مرفأ أوكرانيًا ودمرت 180 ألف طن من الحبوب، ما تسبب في ارتفاع أسعار الحبوب العالمية.
ورد الكرملين بالقول إن الهجمات على موانئ الدانوب استهدفت منشآت تضم مقاتلين أجانب وعتادًا عسكريًا وحوضًا لبناء السفن البحرية.
ويبدو أن روسيا لديها تصميم هذه المرة على عدم العودة إلى الاتفاقية، رغم كل تلك التداعيات، إلا بعد تحقيق مطالبها الخمسة في هذا الشأن، وهي:
أولاً: إعادة قبول البنك الزراعي الروسي (Rosselkhozbank) في نظام الدفع SWIFT.
ثانياً: استئناف تصدير الآلات الزراعية وقطع الغيار إلى روسيا.
ثالثًا: إزالة القيود المفروضة على التأمين ووصول السفن والبضائع الروسية إلى الموانئ.
رابعًا: إعادة خط أنابيب تصدير الأمونيا الذي تضرر الآن من توجلياتي الروسية إلى أوديسا في أوكرانيا.
خامسا: رفع تجميد الحسابات والأنشطة المالية لشركات الأسمدة الروسية.
اقرأ أيضاً
خسائر توقف صفقة الحبوب تتفاقم.. هل حان الوقت للضغط على الكرملين؟
تركيا هي المفتاحوتقول الكاتبة إن الرهان العالمي الآن عاد إلى تركيا، التي قالت إنها ستواصل جهودها الدبلوماسية المكثفة لاستئناف صفقة الحبوب في البحر الأسود.
وبموجب اتفاقية مونترو الموقعة في عام 1936، فإن سيطرة تركيا على حركة المرور عبر البحار في مضيق البوسفور والدردنيل، لعبت دورًا رئيسيًا في التفاوض بشأن صفقة الحبوب في البحر الأسود.
علاوة على ذلك، يُعتقد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين يتمتعان بعلاقات حميمة.
وعلى الرغم من الضغوط المتزايدة على أنقرة لفرض عقوبات غربية على موسكو، رفض أردوغان الأمر قائلا: "نحن دولة قوية ، ولدينا علاقة إيجابية مع روسيا".
وقد قبل بوتين دعوة أردوغان لزيارة تركيا الشهر المقبل، وهذا أمر بالغ الأهمية، لأن أردوغان كان لاعباً رئيسياً في محاولة التفاوض على صفقة.
لذلك، فإن هناك بعض المؤشرات القوية على أنه ستكون هناك محاولة جادة من تركيا لإعادة التفاوض على الصفقة.
المصدر | فيشالي باسو شارما / أوراسيان تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: اتفاقية الحبوب حرب أوكرانيا تركيا صفقة الحبوب فی البحر الأسود
إقرأ أيضاً:
أردوغان بعد دعوة أوجلان: دخلنا مرحلة جديدة نحو تركيا خالية من الإرهاب
شدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على أن بلاد دخلت مرحلة جديدة في مساعيها الرامية لتحقيق "تركيا خالية من الإرهاب"، وذلك بعد الدعوة التاريخية التي أطلقها زعيم حزب العمال الكردستاني المسجون عبد الله أوجلان لحل التنظيم وإلقاء السلاح.
وقال الرئيس التركي في كلمة له خلال فعالية بمركز "مؤتمرات خليج" في إسطنبول، الجمعة، "اعتبارا من الأمس، تم الدخول في مرحلة جديدة في جهود ’تركيا خالية من الإرهاب’، والتي بدأت بمبادرة شجاعة من شريكنا في تحالف الجمهور، رئيس حزب الحركة القومية السيد دولت بهتشلي، وتقدمت بموقفنا الحازم".
وأضاف في حديثه عن خطاب أوجلان المسجون في تركيا، "لدينا فرصة لاتخاذ خطوة تاريخية نحو هدف هدم جدار الإرهاب الذي بُني بين أخوتنا التي يمتد تاريخها إلى ألف عام"، حسب وكالة الأناضول.
وأردف أردوغان بالقول "لن يغفر أي فرد في هذه الأمة، سواء أكان تركيا أم كرديا، لأي شخص يوصل العملية إلى طريق مسدود بخطابات وأفعال متناقضة، كما حدث في الماضي".
وتعهد الرئيس التركي "سنولي أعلى درجات الاهتمام لأي استفزاز محتمل خلال هذه المرحلة ونتخذ كافة الاحتياطات اللازمة"، مضيفا "فليطمئن شعبنا، إن الفائز في تركيا الخالية من الإرهاب، سيكون جميع سكانها البالغ عددهم 85 مليون نسمة، أتراكا وأكرادا وعربا وعلويين وسنة، وكل فرد في أمتنا".
وشدد على أن "واجبنا الأساسي تجاه شعبنا إرساء وتعزيز مناخ حاضن وجامع في بلدنا لا يشعر أحد فيه بالإقصاء"، لافتا إلى أن تركيا واجهت صعوبات كبيرة للغاية في اختبارها المستمر ضد "الإرهاب" منذ 40 عاما، وفقا للأناضول.
وأشار أردوغان إلى أنه "تم استخدام التهديد الإرهابي عصا لتشكيل السياسة في بلادنا وحصر السياسيين في منطقة ضيقة لسنوات عديدة. ولم نقع قط في هذا الفخ خلال حكمنا الذي دام أكثر من 22 عاما"، مضيفا "حافظنا دائما على التوازن بين الأمن والحرية، لم نلقِ بظلالنا أبدا على أخوتنا الأبدية في هذه الأراضي، بل على العكس من ذلك، عززناها أكثر".
والخميس، أجرت هيئة من حزب المساواة والديمقراطية للشعوب "ديم" زيارتها الثالثة إلى عبد الله أوجلان القابع في محبسه بجزيرة إمرالي القريبة من إسطنبول منذ عام 1999.
وأجرت الهيئة مباحثات مع أوجلان الذي أرسل خطابه الذي وصف بالتاريخي، لإلقائه على الرأي العام خلال مؤتمر صحفي بمدينة إسطنبول بتنظيم "ديم"، الحزب المناصر للأكراد في تركيا.
وشدد أوجلان في خطابه، على ضرورة إنهاء العمل المسلح تماما، معتبرا أن حزب العمال الكردستاني قد استنفد دوره كحركة مسلحة، وأن المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة سياسية بامتياز، تُبنى على الحوار والمفاوضات، بدلا من السلاح والصراع.
ولاحقا أعلنت اللجنة التنفيذية لحزب العمال الكردستاني، عن وقف أحادي لإطلاق النار مع تركيا، مؤكدة عزمها على الامتثال بدعوة رئيسها المسجون عبد الله أوجلان.
وشدد حزب العمال الكردستاني على أن نجاح العملية "يتطلب أيضا توفر السياسات الديمقراطية والأسس القانونية المناسبة"، حسب ما نقلته وسائل إعلام تركية.