أشار تقرير نشره موقع "أوراسيان تايمز" إلى ما اعتبره تطورا مهما على صعيد أزمة الحبوب العالمية، بعد انسحاب روسيا من مبادرة ممر الحبوب، منتصف يوليو/تموز الماضي، حينما طالبت الصين والهند، وهما من أصدقاء روسيا الكبار، موسكو بإعادة السماح بتصدير الحبوب الأوكرانية والأسمدة عبر ممر الحبوب.

ماذا حدث؟

وتتلقى الصين الجزء الأكبر من الحبوب الأوكرانية، وهي الأكثر تضررًا من حيث نقص الحبوب.

ومنذ اتفاق العام الماضي، استوردت الصين ما يقرب من 8 ملايين طن متري من المنتجات الزراعية الأوكرانية.

وعلى الرغم من قرب موسكو وبكين إلى حد كبير الآن، دعا الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة، تشانج جون، إلى الاستئناف الفوري للصادرات الزراعية الأوكرانية ومنتجات الأسمدة الروسية، وقال، في اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة برئاسة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن: "تأمل الصين أن تكثف جميع الأطراف المعنية الحوار والتشاور".

اقرأ أيضاً

بوتين يبلغ أردوغان استعداد موسكو للعودة لاتفاق الحبوب بشرط.. وقصف روسي على ميناء أوكراني

في غضون ذلك، صوتت الهند، وهي صديقة حميمية أخرى لروسيا، لاستئناف صفقة الحبوب في البحر الأسود.

وأعلنت نيودلهي أنها تدعم الجهود التي يبذلها الأمين العام للأمم المتحدة في مواصلة مبادرة الحبوب، وتسليط الضوء على قضية الأمن الغذائي الناجم عن الصراع، مؤكدة أنها تأمل في التوصل إلى حل مبكر واستئناف صفقة الحبوب في البحر الأسود.

ويرى التقرير، الذي كتبه فيشالي باسو شارما، محللة للشؤون الاستراتيجية والاقتصادية والمستشارة السابقة في أمانة مجلس الأمن القومي الهندي (NSCS)، وترجمه "الخليج الجديد"، أن تلك التطورات على مستوى حلفاء روسيا وأصدقائها لا يبدو أنه سيغير موقفها سريعا من اتفاقية الحبوب التي انسحبت منها.

ففي تأكيد عي فعلى ذلك الموقف، قصفت روسيا مدينة إزمايل الساحلية الداخلية الرئيسية في أوكرانيا ، على نهر الدانوب، بالقرب من الحدود الرومانية الأوكرانية، والتي أصبحت نقطة النقل الرئيسية للحبوب والبذور الزيتية في أوكرانيا.

ومنذ ذلك الحين، تحاول سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد طرح قضية مكافحة انعدام الأمن الغذائي في صدارة جدول أعمال الأمم المتحدة.

اقرأ أيضاً

الولايات المتحدة: مؤشرات على عودة روسيا لمفاوضات اتفاق الحبوب

مقايضة من أمريكا

وبالإضافة إلى مطالبات الهند والصين، تعتقد الولايات المتحدة أيضًا أن روسيا قد تكون مستعدة للعودة إلى صفقة الحبوب، عبر مقايضة فرضتها واشنطن، حيث قالت جرينفيلد إنه إذا أرادت روسيا نقل الأسمدة إلى الأسواق العالمية وتسهيل المعاملات الزراعية "فسيتعين عليهم العودة إلى هذه الصفقة".

ومنذ الانسحاب من صفقة الحبوب، قيل إن روسيا استهدفت 26 مرفأ أوكرانيًا ودمرت 180 ألف طن من الحبوب، ما تسبب في ارتفاع أسعار الحبوب العالمية.

ورد الكرملين بالقول إن الهجمات على موانئ الدانوب استهدفت منشآت تضم مقاتلين أجانب وعتادًا عسكريًا وحوضًا لبناء السفن البحرية.

ويبدو أن روسيا لديها تصميم هذه المرة على  عدم العودة إلى الاتفاقية، رغم كل تلك  التداعيات، إلا بعد تحقيق مطالبها الخمسة في هذا الشأن، وهي:

أولاً: إعادة قبول البنك الزراعي الروسي (Rosselkhozbank) في نظام الدفع SWIFT.

 ثانياً: استئناف تصدير الآلات الزراعية وقطع الغيار إلى روسيا.

 ثالثًا: إزالة القيود المفروضة على التأمين ووصول السفن والبضائع الروسية إلى الموانئ.

 رابعًا: إعادة خط أنابيب تصدير الأمونيا الذي تضرر الآن من توجلياتي الروسية إلى أوديسا في أوكرانيا.

 خامسا: رفع تجميد الحسابات والأنشطة المالية لشركات الأسمدة الروسية.

اقرأ أيضاً

خسائر توقف صفقة الحبوب تتفاقم.. هل حان الوقت للضغط على الكرملين؟

تركيا هي المفتاح

وتقول الكاتبة إن الرهان العالمي الآن عاد إلى تركيا، التي قالت إنها ستواصل جهودها الدبلوماسية المكثفة لاستئناف صفقة الحبوب في البحر الأسود.

وبموجب اتفاقية مونترو الموقعة في عام 1936، فإن سيطرة تركيا على حركة المرور عبر البحار في مضيق البوسفور والدردنيل، لعبت دورًا رئيسيًا في التفاوض بشأن صفقة الحبوب في البحر الأسود.

علاوة على ذلك، يُعتقد أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين يتمتعان بعلاقات حميمة.

وعلى الرغم من الضغوط المتزايدة على أنقرة لفرض عقوبات غربية على موسكو، رفض أردوغان الأمر قائلا: "نحن دولة قوية ، ولدينا علاقة إيجابية مع روسيا".

وقد قبل بوتين دعوة أردوغان لزيارة تركيا الشهر المقبل، وهذا أمر بالغ الأهمية، لأن أردوغان كان لاعباً رئيسياً في محاولة التفاوض على صفقة.

لذلك، فإن هناك بعض المؤشرات القوية على أنه ستكون هناك محاولة جادة من تركيا لإعادة التفاوض على الصفقة.

المصدر | فيشالي باسو شارما / أوراسيان تايمز - ترجمة وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: اتفاقية الحبوب حرب أوكرانيا تركيا صفقة الحبوب فی البحر الأسود

إقرأ أيضاً:

دعم أمريكي لجهود التحول الرقمي في إندونيسيا

أعلنت الولايات المتحدة، التزامها بدعم نمو الاقتصاد الرقمي في إندونيسيا وتعزيز جهودها في التحول الرقمي من خلال زيادة الاستثمارات في هذا القطاع.

الولايات المتحدة تتعقب الأمريكيين العائدين من أوكرانيا وسط مخاوف أمنية الولايات المتحدة ترسل مزيدًا من القوات إلى الشرق الأوسط

جاء ذلك خلال اجتماع وزير الاتصالات والمعلومات الإندونيسي، بودي أري، مع السفيرة الأمريكية في إندونيسيا، كمالا شيرين، في مكتب وزارة الاتصالات والمعلومات في جاكرتا.

وصرح وزير الاتصالات والمعلومات الإندونيسي بأن السفيرة الأمريكية نقلت التزام الحكومة الأمريكية بدعم إندونيسيا في زيادة الاستثمارات في القطاع الرقمي، قائلا: "الرقمنة هي أداة لإندونيسيا لتصبح دولة متقدمة، وتحقيق حلم إندونيسيا الذهبية 2045".

وأضاف الوزير أن الاقتصاد الرقمي في إندونيسيا يتمتع بإمكانات كبيرة، ومن المتوقع أن يصل حجمه إلى 800 مليار دولار، أو ما يعادل نحو 12,097 تريليون روبية إندونيسية.

وناقش الوزير والسفيرة الأمريكية عدة قضايا رئيسية، من بينها الاستثمارات في مراكز البيانات والكابلات البحرية والأقمار الاصطناعية والبنية التحتية الأخرى للاتصالات.

وشدد الجانبان على أن التعاون في هذه المجالات ضروري، إذ تحتاج إندونيسيا حاليا إلى تحسين مدى وجودة خدمات الإنترنت بشكل ملح، مع التأكيد على أهمية الاستثمار في تطوير الموارد البشرية لتلبية الحاجة إلى كفاءات تتمتع بخبرة تقنية عالية لدعم هذا التوجه.

مقالات مشابهة

  • أردوغان يطالب الجمعية العامة للأمم المتحدة باستخدام القوة ضج إسرائيل
  • في الـ75 من عمره.. أمريكي يعترف بالقتال لصالح أوكرانيا ويواجه السجن في روسيا
  • قتلى الحرب الأوكرانية.. جمهوريات روسيا الإسلامية تدفع ثمنا باهظا
  • صفقة مشبوهة بغطاء كورونا.. كيف ورطت الصين المشير حفتر؟
  • هل رفضت روسيا انضمام تركيا إلى مجموعة البريكس؟
  • البحرية الأوكرانية: روسيا لا تزال تحتفظ بحاملة صواريخ واحدة في البحر الأسود
  • وزير خارجية الصين يؤكد التزام بلاده بموقف موضوعي ومنصف من القضية الأوكرانية
  • دعم أمريكي لجهود التحول الرقمي في إندونيسيا
  • اعتراف أمريكي باستهداف اليمن لمدمراتها
  • عاجل: أول رد وتحرك إيراني بأوامر المرشد الأعلى ”خامنئي” بعد إعلان اسرائيل استهداف حسن نصر الله