قال الكاتب الأميركي روس دوثات -في مقال له بصحيفة نيويورك تايمز- إن هناك نقاط ضعف في سياسات كل من جو بايدن ودونالد ترامب تعتبر ثانوية ولا تحظى بالاهتمام الكافي، لكن من الممكن أن تقلب مسار نوايا تصويت الناخبين، خاصة بعد المناظرة الأولى المنتظرة الخميس المقبل في أتلانتا.

وتؤكد استطلاعات الرأي أن المنافسة شرسة ومتقاربة بين بايدن (81 عاما) وترامب (78 عاما)، في ظل وجود نسبة معتبرة من الناخبين لم تحسم موقفها بعد بشأن خياراتها في التصويت في الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني القادم.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة فرنسية: ماكرون سينهي ولايته وحيدا كما بدأها بسبب "قراره المجنون"list 2 of 2ديفيد هيرست: تحالف قادة إسرائيل مع الفاشيين في أوروبا أكبر تهديد لليهودend of list

ويوضح دوثات في مقاله أن التركيز ينصب دائما على القضايا الأهم بالنسبة للناخب الأميركي مثل ارتفاع نسبة التضخم في عهد بايدن، أو تهديد الديمقراطية داخليا كما تجسد في أحداث 6 يناير/كانون الثاني مثلا بالنسبة لترامب، لكن من الضروري الاهتمام بنقاط ضعف تعتبر ثانوية تميز مسار الرجلين، وهي منطقة تجمع كثيرا من الناخبين الحيارى الذين ينتظرون التوضيحات اللازمة ليحسموا قراراتهم.

السياسة الخارجية

وتابع أن نقطة الضعف الثانوية الأهم بالنسبة لبايدن هي السياسة الخارجية والحالة المتدهورة للنظام العالمي منذ أن تولى دفة الحكم. وبالنسبة للكاتب، فإن البعض يحن لعصر ترامب الذي لم يشهد حربا روسية على أوكرانيا، ولم يشهد أيضا صراعا شرسا بين إسرائيل وفلسطين، كما لم يشهد اصطفافا أوضح للقوى المناهضة للولايات المتحدة.

وأشار إلى أن إدارة بايدن ستنكر مسؤوليتها عن تدهور الأوضاع عالميا، وستحاول أن تقنع الجميع بأنها أدارت الأزمات الدولية التي حدثت بشكل أفضل مما كان سيحدث لو كان ترامب هو من يحكم البيت الأبيض.

لكنه يوضح -من جهة أخرى- أن هذا الدفاع المستميت يجعل مؤيدي بايدن لا يأخذون بعين الاعتبار مدى الاستقرار الذي قد يبدو عليه النظام الدولي في ظل "سياسة فجة" تقودها الولايات المتحدة تحت قيادة رجل مثل ترامب.

وعود ترامب

وبعيدا عن السياسة الخارجية، يرى دوثات أن نقطة الضعف الثانوية الحاسمة التي يعاني منها ترامب، هي وعوده، التي من بينها فرض تعريفة جمركية نسبتها 10% على السلع المستوردة، باعتبارها امتدادا للسياسة الاقتصادية الحمائية التي يتبناها ترامب، والتي ستميز ولايته الثانية المفترضة.

ويشرح دوثات أن وعود ترامب المتكررة بعدم خفض مخصصات الرعاية الصحية والاجتماعية تبدو وكأنها خبر قديم متوقع، لذلك فالكل يعرف أنه لن يقدم هدايا جديدة، وهذا يسلط الضوء على التأثيرات السلبية لتلك التعريفة الجمركية التي ينوي ترامب فرضها، والتي قد تقع بشكل كبير على كاهل الطبقة المتوسطة التي تعاني أصلا.

وإذا ما أضيف إلى ذلك -يتابع الكاتب- حرص ترامب ووعوده بالإبقاء على التخفيضات الضريبية الكبرى على الشركات أو حتى ربما تخفيضها أكثر، فإن هذا الأمر سيشكل سلاحا فعالا في يد الديمقراطيين الذين سيركزون عليه باعتباره سعيا من طرف ترامب لـ"سرقة الطبقة الوسطى لصالح الأثرياء"، ومعادلة ارتفاع نسبة التضخم ورفع الأسعار مقابل خفض الضرائب على الشركات الكبرى لا تحقق سوى ذلك الهدف.

وشكك الكاتب في قدرة بايدن على استخدام هذه النقطة ضد ترامب في المناظرة المقبلة، مثلما شكك في قدرة ترامب على كشف عجز بايدن وإدارته عن احتواء أعداء الولايات المتحدة بسبب سياسة خارجية يعتبرها مؤيدو الرئيس السابق سياسة فاشلة لم تخدم مصالح الولايات المتحدة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

بعد المناظرة المحتدمة.. ماذا يقول خبير في لغة الجسد عن بايدن وترامب؟

يرى خبير لغة الجسد والتواصل غير اللفظي المعروف، جو نافارو، أن المناظرة التي جمعت بين الرئيس الأميركي، جو بايدن، والرئيس السابق الساعي للعودة إلى البيت الأبيض، دونالد ترامب، باحت بأسرار وكشفت الكثير من الخبايا دون الحاجة إلى الاستماع لتصريحات وحجج المتنافسين في الانتخابات المقبلة.

وأوضح نافارو الذي عمل لمدة 25 عاما في مكتب التحقيقات الفدرالي، في مقال نشره بمجلة "بوليتيكو" الأميركية، أن لغة الجسد لدى السياسيين "لا تكذب"، في حين أنهم قادرين على التلاعب بالحقائق والكلمات.

وحسب وكالة رويترز، فإن قرابة 48 مليون شخص شاهدوا المناظرة الرئاسية في بين بايدن وترامب. ويشير الرقم إلى أن العدد النهائي للجمهور سيكون أقل بنحو الثلث من 73 مليون شخص تابعوا أول مناظرة بين المرشحين في 2020.

وستكون هذه من بين 3 مناظرات رئاسية نالت أقل نسب مشاهدة منذ 1976.

المناظرة في وسائل إعلام أميركية: بايدن "يُقلق الديمقراطيين" وترامب "يثير المخاوف" انتهت المناظرة الأولى بين الرئيس الديمقراطي جو بايدن وسلفه الجمهوري دونالد ترامب، في إطار حملة انتخابات الرئاسة الأميركية لعام 2024، الخميس، بعد ساعة ونصف الساعة من المناقشات التي تناولت مجموعة متنوعة من القضايا المتعلقة بالسياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة.

وقد يكون العدد الضئيل نسبيا مقارنة بمناظرات سابقة في دورات انتخابية، مؤشرا على ضعف حماس الناخبين لكلا المرشحين.

ولا يشمل العدد النطاق الكامل للمشاهدين عبر الإنترنت، حيث تزايدت شعبية المشاهدة عبر الإنترنت مع انكماش جمهور التلفزيون التقليدي.

مشية بايدن

وفقا لنافارو، فإن المتابع لم يحصل على مزيد من المعلومات بشأن ما يعرف سابقا عن كل من بايدن وترامب، ولكن لغة الجسد قد تكشف حقائق ومعلومات أكثر وضوحا وصدقا.

والبداية كانت مع دخول الرئيس الديمقراطي إلى مسرح المناظرة، حيث إن بايدن دخل أولا، لتظهر "مشيته المتيبسة بخطوات صغيرة، على الفور، مدى تقدمه بالعمر".

ورأى الخبير أنه على نقيض ما يتردد، فهذه "ليست بالضرورة علامة كارثية على التدهور العقلي"، مضيفا: "مع تقدمنا في السن، نفقد الكثير من حساسية الأعصاب التي تساعدنا في الحفاظ على توازننا، ولا تؤثر هذه الأعصاب دائماً في ركوب الدراجات أو السباحة، ولكنها تؤثر في طريقة المشي والسير".

ورغم أن نافارو لم يتفاجأ من عدم حدوث مصافحة بين الخصمين، فإن عدم حدوث ذلك التلامس التقليدي في المناظرات السابقة، يعد "مؤشرا ودليلا واضحا على وجود انقسامات داخل المجتمع الأميركي".

بايدن وترامب.. أبرز التصريحات في المناظرة "التاريخية" بدأت المناظرة الأولى بين الرئيس الأميركي، جو بايدن ومنافسه الجمهوري دونالد ترامب على قناة سي.إن.إن من ستوديو في أتلانتا بدون جمهور.

وشدد على أن المصافحة بين الرجلين كانت "ستبعث برسالة غير لفظية تنم عن وجود احترام متبادل، وذلك على الأقل بالنسبة للمشاهد الأميركي".

توهج وشحوب

من جانب آخر، نوه الخبير الأميركي بأن شحوب بشرة الرئيس الحالي مقارنة بمنافسه الجمهوري قد تؤثر عليه، مضيفا: "البعض قد يظن أن ذلك أمر سطحي وعادي، لكنه يمكن أن يحدث فرقا كبيرا".

وتابع: "بايدن كان شاحبا مثل ملاءة سرير بيضاء، بينما بدا ترامب متوهجا وكأن أشعة الشمس قد انعكست على بشرته".
وللدلالة على أهمية ذلك، قال نافارو: "فكروا فقط في كيف بدا ريتشارد نيكسون أشعثاً وبشرته الشاحبة بجوار سناتور شاب أسمر اسمه جون كينيدي، في أول مناظرة متلفزة عام 1960".

وشدد على أن البشر يستشعرون بشكل طبيعي الصحة والحيوية والطاقة في الوجه المدبوغ (بلون البرونزاج)، وبالتالي فإن ذلك مؤشراً آخر على أن "بايدن بدا ضعيفاً إلى حد ما".

"جامد كالتمثال"

وبالانتقال إلى نقطة أخرى، قال نافارو إنه اعتاد على مشاهدة بايدن منذ تسعينيات القرن الماضي، لكن في هذه المناظرة بدا "رزينا جدا وكأنه تمثال"، في إشارة إلى قلة حركاته وتعبيرات جسده، مقارنة بترامب.

وأضاف أن بايدن كان في أول 40 دقيقة على وجه الخصوص، مفتقدا للحركات والإيماءات، وذلك على عكس الرئيس الجمهوري السابق الذي لفت انتباه المشاهد بحركات اليد الديناميكية والإشارة العدوانية بأصابع الاتهام التي دعمت حججه، مما جعله يبدو أكثر نشاطاً.

وتابع: "لغة الجسد تتحدث كثيراً، لكن كتاب بايدن كان مليئاً بالصفحات الفارغة، وربما يكون مرد ذلك أنه أراد أن يكون محترماً وأن يتم الإصغاء إليه باهتمام. ولكن قد يكون السبب أيضاً هو أنه مع التقدم في العمر، تصبح إيماءاتنا أقل. ولم يقدم التواصل غير اللفظي لبايدن شيئاً لمواجهة الاتهامات بأن سنه الكبير يلاحقه".

لغة العيون

أما بالنسبة للغة العيون، فأوضح نافارو أن رفة الجفون كانت حاضرة عند المتنافسين، لكن لأسباب مختلفة وأوقات مغايرة من المناظرة.

فبايدن، حسب الخبير الأميركي، كان الجفون لديه ترف عندما يشعر أنه ارتكب خطأ ما خلال الدفع بحجه وأدلته، وبالتالي فإن تلك الحركة كانت تعبر عن الإحباط، مردفا: "سلوك شائع للأشخاص الذين يعانون التأتأة".

وفي حالة ترامب، "لم تكن رفة الجفن تعبيراً عن الإحباط الداخلي بقدر ما كانت تعبيراً عن الازدراء الخارجي"، إذ أنه كان يشبه شخصية النجم الأميركي المعروف، جاك نيكلسون، في فيلم "A Few Good Men”، والذي كانت جفونه ترف كلما تلقى سؤالاً صعباً وهو جالس على منصة الشهود في مشاهد المحكمة.

وزاد: "عموما، كان ترامب الأكثر تعبيراً عن طريق لغة العيون، ولكن ليس بطريقة جيدة، فهو عندما يسمع أمرا لا يحبه، ينزل جفنيه بقوة".

واعتبر نافارو أن ذلك يعد سلوكا تكيفيا، ضاربا مثلا بلمس المرء لوجه، لتخفيف التوتر المؤقت، وتلك تعتبر "وسيلة لتهدئة النفس".

وبالنسبة لتقوس الحاجبين، فإن ذلك غالباً ما يكون علامة تقدير وتبجيل، كما هو الحال عندما تبرز حاجبيك إذا قابلت صديقاً في الشارع، ولكن مع ترامب، الأمر مختلف، فإن رفع الحاجبين لا يعبر عن المفاجأة، بل على الانزعاج أو الشك.

شفتان مزمومتان

منذ ظهوره على شاشة التلفزيون، أظهر ترامب سلوكا غريبا يكشف عن مشاعر الخلاف أو الكراهية أو الازدراء، وقد ظهر ذلك مرات عديدة خلال المناظرة عبر زم الشفتين.

ونبه نافارو إلى أن معظم الناس يضمون شفاهم عند سماع أمر لا يحبذونه أو يختلف مع قيمهم وآرائهم، مردفا: "هذا سلوك متأصل بعمق في النفس البشرية".

وأردف: "لقد لاحظت السلوك عينه لدى الأطفال الذين ولدوا مكفوفين. فهو نوع من التشنج اللاإرادي الذي يمكن للآخرين الاستفادة منه في عدة أمور، مثل عند إجراء مفاوضات تجارية، أو حتى مناظرة رئاسية".

ابتسامة "توشين"

وشدد نافارو كذلك على أن ترامب كان يلجأ إلى ما يحب أن يسميه "الابتسامة الزائفة المنحرفة"، والتي تعد سلوكا سلبيا غير صادق.

وأوضح أنه في ابتسامة دوشين "الابتسامة الحقيقية إلى درجة كبيرة" يحدث تقلص إضافي للعين الدائرية، مما يؤدي إلى تجعد الجلد حول العينين.

ولكن مع ابتسامة ترامب، تنضغط الشفاه بشدة، وتسحب مفاصل الفم بإحكام إلى الأعلى وإلى الجانب، ويكون تقوس الحاجبين عالياً جداً.

وزاد نافارو: "هذا يجعل الابتسامة تبدو مفتعلة، وتهدف إلى درء الهجوم اللفظي بشكل غير لفظي. إنها طريقة للتظاهر بأن أمرا ما لم يكن مؤلمًا، في حين أنه كان كذلك في الواقع".

مقالات مشابهة

  • استطلاع أميركي: صحة بايدن الإدراكية لا تؤهله للرئاسة
  • كاتب صحفي: ثورة 30 يونيو حدث فارق في تاريخ المنطقة بأكلمها
  • كاتب إسرائيلي: نتنياهو ودرعي يوقعان شهادة وفاة إسرائيل
  • أبرز النقاط التي ركّز عليها الإعلام الأمريكي في مناظرة بايدن وترامب
  • باختصار.. ما أبرز التعليقات على مناظرة بايدن وترامب؟
  • بعد المناظرة المحتدمة.. ماذا يقول خبير في لغة الجسد عن بايدن وترامب؟
  • ماذا قال الإعلام الحكومي الروسي عن مناظرة بايدن وترامب؟
  • بايدن وترامب يتبادلان الاتهامات بشأن الاقتصاد وغزة وأوكرانيا
  • في أول ظهور لبايدن بعد المناظرة: لم أعد شابا.. وترامب مجرم
  • بايدن وترامب في المناظرة الرئاسية الأولى.. من الفائز؟