قالت كاتبة فرنسية إن قرار الرئيس إيمانويل ماكرون حل الجمعية الوطنية يوضح كيفية حكم الرئيس الذي لا يثق إلا في نفسه، وكيف تخلى عنه اليوم -بعد 7 سنوات من الحكم دون منازع- أصحاب الوزن الثقيل من أغلبيته.

وأوضحت سولين دي رواييه في عمودها بصحيفة لوموند كيف بدا ماكرون متعبا على متن الطائرة التي أعادته من جزيرة سين (فينيستير)، حيث احتفل بالذكرى الـ84 لنداء الجنرال شارل ديغول، متسائلة بماذا يفكر في هذه اللحظة؟ بعد أن فجر المشهد السياسي الفرنسي، ووجدت أغلبيته نفسها في حالة يرثى لها، وبدا نواب حزبه يصارعون من أجل البقاء السياسي، وهم عالقون بين أقصى اليمين المتقدم في استطلاعات الرأي، واليسار.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب أميركي: نقاط ضعف بايدن وترامب هذه لا تحظى بالاهتمام الكافيlist 2 of 2ديفيد هيرست: تحالف قادة إسرائيل مع الفاشيين في أوروبا أكبر تهديد لليهودend of list

ومنذ صدور القرار وماكرون يكافح للدفاع عنه، وقد صرخ أمام الصحفيين المدعوين لحفل الغداء في جزيرة سين "إنه ليس قرارا منفردا"، مع أن هذا بالتحديد هو ما يلومه عليه أنصاره وحلفاؤه.

هروب إلى الأمام

ويعتبر هؤلاء أن القرار هروب إلى الأمام وغرور وغير حكيم ومحفوف بالمخاطر، وقد تترتب عليه عواقب وخيمة، مثل أغلبية مطلقة للتجمع الوطني اليميني المتطرف أو غرفة لا تمكن السيطرة عليها أو عدم تعايش أو شلل للنظام.

وبعد 7 سنوات من السيطرة بلا منازع على معسكره -حسب الكاتبة- يجد ماكرون نفسه موضع انتقادات وتحديات شديدة، بحيث أسقطه أصحاب الوزن الثقيل من أغلبيته، وسجل رئيس وزرائه السابق إدوار فيليب انفصاله عنه بغضب على الهواء مباشرة، متهما إياه "بقتل الأغلبية".

وفي اليوم نفسه، أطلق وزير الاقتصاد برونو لومير على مستشاري الإليزيه اسم "قمل الخشب"، كما قال وزير الداخلية جيرالد دارمانان إنه لن يبقى وزيرا "يوما واحدا" بعد الانتخابات التشريعية إذا هزمت الأغلبية، وحتى رئيس الوزراء غابرييل أتال وعد بأنه سيكون هناك "ما قبل وما بعد في ممارسة السلطة وتوازن المؤسسات" إذا تم انتخابه.

وأشارت الكاتبة إلى أن ماكرون ظل وحيدا في مواجهة الجميع منذ وصوله إلى السلطة، مؤمنا بقدرته على الخروج بمفرده من الأزمات الشائكة، مما جعله يعيش "معزولا بسبب يقينه بموهبته" وشعوره بالتفوق والعصمة، على حد تعبير المؤرخ وعالم الاجتماع بيير روزانفالون.

قرار مجنون

وفي هذا "القرار المجنون" بحل الجمعية، تتلخص إدارة ماكرون بأكملها -حسب سولين دي رواييه- إذ وجد نفسه وحيدا في مواجهة "شعبه" وخلق فراغا حوله، متجاوزا الهيئات الوسيطة، ومضعفا الأحزاب القديمة دون بناء بديل لها، مما حرمه من أن يكون لديه رفاق يتمتعون بثقل سياسي مطلوب.

وفي الحكومات التي عيّنها، كان ماكرون يعمل دائما على ضمان عدم بروز أي شخص، ودائما ما كان يرفض التحالف مع اليمين لأنه غير قابل لتقاسم السلطة، لفرط ثقته بنفسه وحدها، فلم لا يكون هو، الذي أراد دائما أن يحكم بمفرده، سعى ببساطة إلى أن يجد نفسه أخيرا وحيدا تماما على القمة، في مواجهة جمعية مفتتة؟

هناك شيء من الإمبراطور نابليون بونابارت في ماكرون، كما يقول المؤرخ فينسان مارتيني "رجل وحيد يحتاج إلى العمل والفتوحات العسكرية ليعيش، ومغامر انطلق في رحلة مجنونة قبل أن تنتهي في واترلو".

وقد بدأت مغامرة ماكرون وحيدا في قاعة نابليون بمتحف اللوفر على أنغام النشيد الأوروبي "نشيد الفرح"، ويبدو أنه سينهي ولايته كما بدأها، على حد تعبير الكاتبة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات

إقرأ أيضاً:

محكمة فرنسية تسمح لمؤسس «تليجرام» بالخروج من فرنسا بعد احتجازه العام الماضي

سمحت السلطات القضائية الفرنسية، لمؤسس تطبيق «تليجرام» بافيل دوروف، بالخروج من فرنسا بعد احتجازه منذ شهر أغسطس من العام الماضي، بتهم تتعلق باتهامه بالتقصير في حجب المحتوى المتطرف والإرهابي.

وأفرجت السلطات الفرنسية عن الملياردير الروسي بكفالة قدرها 4.2 مليون جنيه إسترليني، بعد اتهامه بالتقصير في حجب المحتوى المتطرف والإرهابي.. حسبما ذكرت صحيفة «تليجراف» البريطانية.

وسمح لبافيل دوروف، مؤسس تطبيق تليجرام، بمغادرة فرنسا مؤقتا، حيث وُجهت إليه عدة تهم تتعلق بتمكين الجريمة المنظمة.

واحتُجز دوروف، البالغ من العمر 40 عاما، في مطار لو بورجيه خارج باريس في أغسطس 2024، ووُجهت إليه تهمٌ عديدة تتعلق بتطبيق المراسلة الشهير.

وتعد هذه هي المرة الأولى التي يُعتقل فيها مؤسس شركة تواصل اجتماعي بسبب محتوى على منصته، ويُعد تليجرام أحد أشهر تطبيقات المراسلة في العالم، حيث يضم أكثر من 900 مليون مستخدم نشط.

اقرأ أيضاًمع انطلاق امتحانات الإعدادية.. تداول ورق الامتحانات عبر التليجرام وشكاوى من تأخر تسليم الأوراق

يسمح بالوصول إلى جمهور أكبر.. «تليجرام» تطلق برنامجا يساعد مطوري التطبيقات الصغيرة

فرنسا تطلق سراح مؤسس تليجرام.. ومثوله للمرة الأولى أمام المحكمة

مقالات مشابهة

  • بتعليمة مصنفة “سري للغاية”.. أوامر فرنسية بتعميم التعذيب ضد الشعب الجزائري
  • بالفيديو .. ممرض أمريكي تطوع في غزة يعلن إسلامه ويكشف السبب وراء قراره
  • ممرض أمريكي تطوع في غزة يعلن إسلامه ويكشف السبب وراء قراره (شاهد)
  • هكذا إختلس عون شباك بمكتب بريد 600 مليون سنتيم من حساب رعية فرنسية
  • الغيابات تضرب برشلونة قبل مواجهة أتليتكو مدريد
  • محكمة فرنسية تسمح لمؤسس "تليجرام" بالخروج من فرنسا بعد احتجازه العام الماضي
  • محكمة فرنسية تسمح لمؤسس «تليجرام» بالخروج من فرنسا بعد احتجازه العام الماضي
  • ملكة بريطانيا تدعم سيدة فرنسية اغتصبها 51 رجلًا بمساعدة زوجها
  • ماكرون يستعيد القيادة الأوروبية في مواجهة ترامب
  • نائب ترامب يهاجم بايدن: نام طوال ولايته وزوجته كانت تدير البلاد