تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

اتجهت الدولة المصرية، ممثلة في وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي،  الى زراعة المحاصيل غير التقليدية في مصر كالمحاصيل الإستوائية، خاصة في ظل ظروف التغيرات المناخية التى يشهدها العالم، ولتعظيم العائد من وحدتى الأرض والمياه خاصة فى ظل محدوديتهما، ولإيجاد بدائل للاستخدامات والخلط بين المحاصيل المختلفة فى عمليات التصنيع.

وكلف وزير الزراعة واستصلاح الأراضى المراكز البحثية وكل المختصين بها كل فى تخصصه بالتوسع فى اجراء مزيد من الدراسات والأبحاث والتجارب والحقول الارشادية وبرامج التربية واستنباط الأصناف والهجن لعدد من المحاصيل سواء القائمة حالياً باستهداف التوسع فيها وزيادة الانتاجية من وحدة المساحة أو عرض نتائج ذلك بالنسبة للمحاصيل الجديدة ومدى ملاءمتها للبيئة المصرية واعطاء مزيد من الجهد لاستنباط الأصناف والهجن عالية الانتاجية والقادرة على تحمل الاجهادات البيئية فى ظل الظروف المختلفة مثل ( الجوجوبا – الكاسافا – الدُخن – الذرة الرفيعة – التين الشوكى ) وغيرها من المحاصيل المشابهة ، مع الإهتمام بأن تكون كل هذه النماذج تحت الإشراف المباشر لهم ومن خلال تسجيل القياسات والمشاهدات الحقلية والمعملية الفعلية حتى تعطى مؤشرات حقيقية يمكن على أساسها اتخاذ قرارات مناسبة.

واستهدف التكليف أيضا التوسع فى تطبيق التجارب على الاستخدامات البديلة لهذه المحاصيل واقتصادياتها بما يساهم فى تعظيم العائد الاقتصادى من الزراعة واستخدام كل المساحات المتاحة مهما كانت ظروفها بما يناسبها من زراعات بحيث تتحول الى وحدة منتجة ذات جدوى 

وفي هذا الاطار قام مركز بحوث الصحراء، بتنفيذ برنامج بحثى متخصص للوقوف على مدى نجاح زراعة الكسافا بمصر تحت عنوان: "التنمية المستدامة لمحصول الكسافا الغير تقليدي كبديل للمحاصيل الاستراتيجيه (القمح) بإستخدام التكنولوجية الحديثة تحت ظروف الوادي الجديد " ، حيث أشارت النتائج التطبيقية بعد عامين من العمل نجاح زراعة الكسافا والذي أطلق عليه محصول القرن الواحد والعشرين بسبب القدرة العالية علي تحمل الحرارة العالية فضلا عن كونه ذو إحتياجات سمادية منخفضة مما يجعله جذاباً لدى المزارعين والمستثمرين .

وقال الدكتور محمد عزت نائب رئيس مركز بحوث الصحراء للمشروعات والمحطات البحثية إن الكاسافا يعتبر محصول غير تقليدى من الممكن أن يلعب دورا هاما في توفير الأمن الغذائي فى مصر فى ظل التغيرات المناخية الحالية، وبالتالي يمكن زراعته بالأراضي المستصلحة والهامشية بحيث لا ينافس القمح كمحصول غذائي إستراتيجى.

وأكد الدكتور أحمد جمال رئيس البرنامج البحثي، أن البرنامج  تناول الإهتمام بهذا المحصول من عدة إتجاهات وهي: توفير الشتلات وزراعتها، وعقد ندوات إرشادية للتعريف بالمحصول واحتياجاته البيئية والسمادية المختلفة، كما تناول عملية الإكثار سواء الخضرى بالعقلة أو من خلال زراعة الأنسجة للوصول إلي أفضل الطرق التي تضمن الحصول علي أعلي إنتاجية ممكنة وأعلي صفات جودة للدقيق المستخرج والمنتجات الثانوية الآخري والتي من أهمها النشا .

كما تناول البرنامج البحثي الاهتمام بدور المرأة الريفية ودمجها في محاور التنمية الزراعية من خلال التدريب العملى لعدد من السيدات والذي تضمن الطريقة المثلى والمراحل المختلفة للحصول علي الدقيق والنشا الناتجين من نبات الكاسافا حتي يتثنى الوصول إلي أفضل نسبة للخلط وأعلي جودة ممكنة أملا في تحقيق الأمن الغذائي.

وفي سياق آخر قام مركز البحوث الزراعية وقطاع الزراعة الآلية بزراعة حقل تجربة من نبات الجوجوبا في منطقة غرب غرب المنيا تحت اشراف باحثي معهد البساتين ومشروع غرب المنيا.

وطالب وزير الزراعة القائمين على التجربة بإجراء قياسات مستمرة لنتائجها من حيث درجة ملوحة المياه والتربة واحتياجات المياه وبدرجات مختلفة والمتابعة المستمرة لها على أرض وعرض تقرير دوري بالنتائج التى وصلت اليه.

وتجدر الإشارة إلى أن الجوجوبا نبات صحراوي يتحمل الظروف والأجواء المتطرفة الحارة والباردة وملوحة التربة العالية، فهو يتحمل العيش في الحرارة كما يتميز هذا النبات بمقاومته العالية للأمراض والآفات واحتياجه القليل للماء، لذا يعتبر نبات مثالي لزراعته وتكثيره في الصحراء للاستفادة من إنتاجه في الزيوت لتحويلها إلى وقود نباتي رخيص ومستديم.

 

باحثي مركز بحوث الصحراء في حقل نبات الكاسافا باحثي مركز بحوث الصحراء مع نبات الكاسافا حقل الجوجوبا

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: نبات الجوجوبا الكسافا المحاصيل الاستوائية مرکز بحوث الصحراء

إقرأ أيضاً:

مزرعة الكاكاو بالفجيرة.. وجهة خضراء تعكس القدرة على الابتكار

أبوظبي: «الخليج»
«الكاكاو يزرع في دولة الإمارات».. مقولة ربما كانت قبل عقود قريبة ضرباً من الخيال الذي يستحيل تصديقه، وذلك لكون الإمارات تشتهر بمناخها الصحراوي الحار والجاف، وهو ليس بيئة مثالية لزراعة الكاكاو الذي يحتاج إلى بيئة استوائية رطبة ودافئة، إلا أنه الآن أصبح حقيقة واقعة أبدعها المواطن أحمد الحفيتي أحد أبناء إمارة الفجيرة.
لا شك في أن النجاح بزراعة شجرة الكاكاو، التي تعد المكون الرئيسي لإنتاج الشوكولاتة، تعتبر تجربة رائدة تعكس قدرة المزارع المواطن على الابتكار والتجديد في مجال الزراعة، وتسهم في تعزيز جهود تحقيق الاكتفاء الذاتي من معظم المنتجات الزراعية.
تطورت فكرة المزرعة بشكل متسارع حتى غدت مزرعة الكاكاو في مشتل وادي دفتا في الفجيرة، وجهة سياحية خضراء تستقطب الزوار للوقوف على جمال هذه التجربة النابضة بالتحدي، والتي نجحت في زراعة 1000 شتلة من الكاكاو العام الماضي تم بيعها بالكامل.
كما تم استيراد ثلاثة أنواع من أجود أنواع ثمار الكاكاو في العالم من أوغندا، بحيث سيتم زراعة ما يقارب 5000 شتلة الموسم القادم.
وفي ظل دعم دولة الإمارات للكفاءات الريادية في شتى المجالات، تم الاحتفاء بإنجازات الحفيتي في زراعة الكاكاو وغيره من النباتات الاستوائية، ونال جائزة أفضل مؤثر محلي في مجال الزراعة التي قدمتها «جائزة الشيخ منصور بن زايد للتميز الزراعي» في مارس 2024.
ويأتي تسليط الضوء على هذا النموذج الزراعي الناجح لزراعة الكاكاو بطرق مستدامة، تتحدى الظروف الصحراوية الجافة، ضمن حملة أجمل شتاء في العالم في نسختها الخامسة التي انطلقت تحت شعار «السياحة الخضراء»، بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تشجيع المشاركة المجتمعية في الممارسات الزراعية المستدامة، وتحفيز الزيارات السياحية إلى هذه المزارع والمشاريع الزراعية المستدامة، وذلك في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في دولة الإمارات التي أطلقها صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
لا محميات مكلفة
وتبرز أهمية هذه المبادرة الزراعية المستدامة لزراعة الكاكاو، بسبب عدم حاجتها إلى محميات مكلفة، أو صرف مبالغ مالية على العناية بها عبر أنظمة التبريد، بحيث تم الاكتفاء بوضعها في منطقة مظللة بشبك الظل الزراعي (الروكلين)، كما وفرت التربة الطينية في الفجيرة والمناخ الرطب بيئة مثالية لزراعة الكاكاو، حيث تحتاج أشجار الكاكاو الصغيرة إلى تظليل مناسب للنمو والحفاظ على الحيوية، مع العلم أن شتلة الكاكاو تنمو بسرعة وتصبح جاهزة للبيع في غضون شهرين إلى ثلاثة أشهر.
خبرات متراكمة
ونتيجة الخبرة المتراكمة وجد القائمون على المزرعة أن زراعة شجرة الكاكاو بالبذور أفضل من أي طريقة أخرى، لأنها تتأقلم تدريجياً مع طبيعة البيئة المزروعة فيها، وعلى الرغم من أنها تحتاج إلى ثلاث سنوات لإنتاج ثمارها، فإن توفير الظل يعتبر عاملاً أساسياً في حمايتها خلال فترة نموها وإنتاجها.
هذه الجهود الإماراتية الرائدة تشير إلى المهارة الكبيرة في استغلال الموارد والظروف المناخية في الدولة لتطوير مساحة خضراء غنية بالتنوع البيولوجي، تكون نموذجاً عالمياً في الحفاظ على الأنواع النباتية، وتوفير تجربة تعليمية وترفيهية للزوار.

مقالات مشابهة

  • خبير بيئي: إدارة المخلفات أداة حيوية في مكافحة التغيرات المناخية
  • الزراعة: نواصل دعم المنتجين والفلاحين للتكيف مع التغيرات المناخية
  • التغيرات المناخية وتأثيرها على زراعة الطماطم في مأرب.. تحديات وفرص
  • زراعة الوادي الجديد تستكمل برامج التوعية عن المحاصيل الاستراتيجية بالداخلة
  • من يدفع فاتورة التغيرات المناخية؟.. الدول النامية تطالب بـ1300 مليار دولار لمكافحة «الاحترار».. والزراعة أكبر الخاسرين
  • مزرعة الكاكاو بالفجيرة.. وجهة خضراء تعكس القدرة على الابتكار
  • عاجل - الحكومة توافق على بدء تنفيذ مشروع مراكز مهارات القرن الحادي والعشرين
  • الحكومة توافق على بدء تنفيذ مشروع مراكز مهارات القرن الحادي والعشرين
  • "الزراعة" و"التعليم" يبحثان تطوير المدارس الفنية الزراعية.. "صيام": التغيرات المناخية تفرض علينا تحديات كبير.. ونواب: ندعم وربط التعليم بسوق العمل
  • جامعة أثينا تستضيف مؤتمرًا دوليًّا عن اللاهوت الأرثوذكسي في القرن الحادي والعشرين