يعتبر قطاع السيارات الكهربائية من أهم المجالات الناشئة في العالم اليوم، حيث يشهد نموًا متسارعًا نتيجة للوعي المتزايد بأهمية التحول نحو الطاقة النظيفة والاستدامة البيئية. وفي هذا السياق، لم يكن لبنان بمنأى عن هذا التوجه العالمي، إذ يشهد اهتمامًا متزايدًا بتبني السيارات الكهربائية، رغم التحديات الاقتصادية والبنية التحتية التي تواجهها البلاد.

  ففي السنوات الأخيرة، بدأت علامات تجارية عالمية تطرح نماذج متنوعة من السيارات الكهربائية في السوق اللبناني، مما أثار اهتمام شريحة من المستهلكين الباحثين عن حلول أكثر استدامة واقتصادية للنقل. ومع ذلك، فإن اعتماد السيارات الكهربائية في لبنان يواجه عدة عقبات، من بينها قلة البنية التحتية لشحن هذه السيارات، وانقطاع التيار الكهربائي المتكرر، والارتفاع النسبي لتكلفة السيارات الكهربائية مقارنة بالسيارات التقليدية، بالاضافة إلى العصابات التي تستورد هذه السيارات، وتبيعها بأسعار منخفضة من دون أي حسيب أو رقيب.   وحسب أرقام غير رسمية، فمنذ بدء الأزمة الاقتصادية وإلى حدّ اليوم، شهد لبنان حركة واسعة جدًا في حركة استيراد السيارات الكهربائية، إذ ارتفعت النسبة منذ عام 2019 وحتى اليوم إلى أكثر من 65%، وذلك بمؤشر إيجابي لناحية عقلية المستهلك اللبناني الذي بات يفكر باستثمار أمواله بسيارة اقتصادية، وصديقة للبيئة على الرغم من سعرها المرتفع في حال مقارنتها مع السيارات التقليدية.   وبأرقام حصل عليها "لبنان24"، فإن نسبة استيراد السيارات الكهربائية من مجمل السيارات غير الكهربائية الجديدة بلغ قرابة 12,5%، ومن المتوقع أن يصل إلى 18 أو 20% خلال السنة الحالية والمقبلة.   وفي جولة على مختلف معارض السيارات في لبنان، فإن الأسعار لا يمكن وصفها بالرخيصة أبدًا، إذ إنّ أقل سعر لسيارة كهربائية جيّدة يبدأ من 35 ألف دولار، ويرتفع السعر ليفوق الـ100 ألف دولار، وذلك حسب الشركة المصنعة، مع العلم فان الحكومة قد خفّضت قيمة الجمارك التي لا تتخطى 3%، وذلك تشجيعًا على استيراد هذه السيارات، لضمان بيئة نظيفة، وتقليل استيراد المواد النفطية من الخارج.   لكن، هل لبنان مهيأ فعليًا لاستيراد ملايين السيارات ضمن استراتيجية التخلي عن السيارات التقليدية؟   حسب هشام وهبة، وهو مسؤول في قسم المبيعات في شركة "إمبكس" فإنّ عملية شراء السيارات الكهربائية لا تزال في تزايد مستمر، إذ إن الأرقام تشير إلى أن المستهلك اللبناني تقبل عقلية الاتجاه نحو السيارات الكهربائية.   ويقول وهبة خلال اتصال عبر "لبنان24" بأن ما عزّز عقلية المستهلك بالاتجاه إلى هذا النوع من السيارات، هي الشركات الموثوقة التي تتعامل مع علامات تجارية عالمية، إذ بددت مخاوف اللبنانيين من الشركات الوهمية. ويؤكّد أن الاتجاه يجب أن يصب دائما نحو الشركات المعروفة، إذ إنّ التعامل بالسيارات الكهربائية هو أمر صعب لناحية إصلاح السيارات أو تأمين قطع لها، خاصة إذا كانت سيارة ذات نوعية رديئة، مع التأكيد أنّ التعامل مع السيارات التقليدية لا يُشبه السيارات الكهربائية أبدًا.   في السياق، أكّدت مصادر نقابية لـ"لبنان24" بأنّه يمكن لأي كان، مع الأسف، في لبنان أن يستورد السيارات الكهربائية، وهذا ما فتح الباب أمام الجميع لبيع هذا النوع من السيارات من دون مراعاة المواصفات العالمية المطلوبة، خاصة على صعيد نوعية المواد المستخدمة، التي من شأنها أن تؤثّر على السلامة العامة.   وتؤكّد المصادر في هذا السياق أن الحل يتلخص بالهيئة الوطنية للمنافسة التي تعتبر الحل الوحيد الذي من شأنه أن يضبط السوق.   وبمتابعة لهذا الموضوع يشير منير الحافي، وهو تاجر يبيع شواحن السيارات الكهربائية، إلى أنه في لبنان لا يتعدى عدد الشركات التي تبيع الشواحن أصابع اليد الواحدة، إلا أن المفارقة، فإن الذين يبيعون بالمفرق، ومن دون الحصول على أي ترخيص، أو من دون أن يكون لديهم أي إلمام يقدّرون بالمئات، وهذا ما يدفع بالمستهلك إلى السقوط في شباكهم.   ويلفت الحافي خلال اتصال مع "لبنان24" إلى أن أنواع الشواحن المتوفرة في لبنان هي على نوعين، فإما أن تكون متوفرة للعامة، وإما أن تكون شخصية، مشيرًا إلى أن غياب تنظيم القطاع، بمعنى عدم توفر صيغة موحدة لمحطات الشحن في لبنان أوقع المستهلك في مشكلة، إذ إن أغلب المحطات موجودة لتلبية الطراز الاوروبي، بوقت يدخل إلى لبنان مختلف الانواع من السيارات.   ويقول الحافي أنّ كلفة شحن السيارة في المحطات يبدأ من 35-40 سنتًا للكيلووات، ويرتفع إلى 60-65 سنتًا، وذلك حسب مصدر الطاقة إن كان كهرباء لبنان، أو مولد خاص، أو حتى محطة للطاقة الشمسية، علمًا أن هذه المحطات منتشرة في مختلف المستشفيات والمدارس والاماكن العامة ومحطات البنزين، التي بدأت بإدخالها إلى الأسواق منذ العام 2018.   في السياق، يحذّر هشام وهبة من خطورة الكفالات الوهمية التي تُعطى من قبل أشخاص غير مخولين أصلاً ببيع السيارات الكهربائية، وهذا ما لا يرد أبدًا داخل الشركات المعروفة. ودعا أيّ كان إلى التأكد من مصدر استيراد السيارة قبل الوقوع في الفخ.                     المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: السیارات الکهربائیة السیارات التقلیدیة من السیارات فی لبنان إلى أن من دون

إقرأ أيضاً:

سفاح المعمورة وخُط الصعيد | الأمن في مرمى أعتى العصابات بعد مواجهات دموية

في تطور أمني مثير، شهدت قرية العفادرة التابعة لمركز ساحل سليم في أسيوط مواجهات دامية أسفرت عن تصفية أخطر عصابة إجرامية في المنطقة، بقيادة محمد محسوب الشهير بـ "خط الصعيد". 

كانت المواجهات التي استمرت لأكثر من 48 ساعة بمثابة صراع مرير بين الأجهزة الأمنية وأفراد العصابة الذين كانوا يمارسون أنشطة غير مشروعة تشمل تجارة المخدرات وحيازة الأسلحة الثقيلة. 

في ذات الوقت، كانت قضية "سفاح المعمورة" في الإسكندرية تواصل تصدر العناوين، حيث كشفت التحقيقات عن جرائم مروعة ارتكبها المحامي نصر الدين غازي، الذي كان يخفي وحشيته خلف ستار الدين والمظاهر الاجتماعية.

تلك الأحداث المروعة تأتي لتكشف حجم التهديدات الأمنية التي يواجهها المجتمع المصري، ولتضع الأجهزة الأمنية في مرمى أعتى العصابات التي استخدمت العنف والتخطيط المدروس للإفلات من العدالة.

الحادثة الأولى 

ضجت قرية العفادرة التابعة لمركز ساحل سليم في أسيوط، بمراسم دفن محمد محسوب إبراهيم أحمد، المعروف إعلاميًا بـ "خط الصعيد"، إلى جانب ستة من أعوانه، في مشهد حمل في طياته صراعًا داميًا انتهى أخيرًا بعد مواجهة استمرت 48 ساعة بين قوات الأمن والتشكيل الإجرامي الذي كان يقوده، تسلم عمدة القرية الجثث من مشرحة مستشفى أسيوط الجامعي، وذلك بعد صدور تصريح من النيابة العامة بالدفن.

عملية الدفن تمت تحت حراسة أمنية مشددة، في ظل الأجواء المتوترة التي عاشت فيها القرية بعد العملية الأمنية الضخمة، وكانت المواجهات بين قوات الأمن وأفراد التشكيل الإجرامي قد تصاعدت بشكل غير مسبوق، حيث تبادل الطرفان إطلاق النيران باستخدام أسلحة ثقيلة ومتطورة، ما جعل العملية الأمنية تتسم بالحدة والعنف، ورغم أن التشكيل الإجرامي الذي يقوده "خط الصعيد" كان أحد أخطر العصابات في المنطقة، إلا أن قوات الأمن تمكنت في النهاية من تصفيتهم جميعًا، ليعود الهدوء إلى القرية.

شهدت الحياة في القرية عودة تدريجية إلى طبيعتها، بعد أن توقفت معظم الخدمات الأساسية بسبب الاشتباكات الدامية بين الشرطة والعصابة، المدارس التي كانت قد توقفت عن العمل بسبب الاشتباكات استأنفت دراستها، كما تم إعادة التيار الكهربائي إلى القرى المتأثرة مثل الجمايلة والتناغة والعفادرة، بعد انقطاع دام أيامًا بسبب كثافة إطلاق الأعيرة النارية.

تفاصيل العملية الأمنية كانت قد كشفت عن قيام "خط الصعيد" وأعوانه بتنفيذ أنشطة إجرامية متعددة شملت تجارة المخدرات، حيازة أسلحة ثقيلة، وترويع المواطنين. 

ولجأ أعضاء العصابة إلى اختباء في المناطق الجبلية داخل القرية، حيث كانوا قد أنشأوا مخابئ محصنة، بما في ذلك بناء محصن باستخدام الخنادق والدشم داخل قرية العفادرة. 

وعندما قررت الأجهزة الأمنية مداهمة الموقع، فوجئوا بتبادل عنيف للنيران مع العصابة، الذين استخدموا أسلحة ثقيلة مثل الـ "آر بي جي" والقنابل اليدوية، بل قاموا أيضًا بتفجير أسطوانات غاز في محاولة لتشويش تقدم قوات الأمن.

إلا أن الأجهزة الأمنية تمكنت من القضاء على جميع أفراد التشكيل الإجرامي، بينما أصيب أحد الضباط المشاركين في العملية، ولم تتوقف العملية عند تصفية أفراد العصابة فقط، بل تمكنت قوات الأمن من ضبط كمية ضخمة من الأسلحة والمتفجرات في الموقع، بما في ذلك قاذفات "آر بي جي"، رشاشات متعددة الطلقات، 73 بندقية آلية، 11 بندقية خرطوش، 8 قنابل يدوية "F1"، 62 فردًا محليًا من الأسلحة الصغيرة، بالإضافة إلى كميات ضخمة من الذخائر المختلفة.

في الوقت نفسه، وبعد تفكيك الشبكة الكهربائية المتصلة بأسطوانات الغاز داخل المنزل الذي كان يختبئ فيه "خط الصعيد"، تم العثور على 60 أسطوانة بوتاجاز وعبوات ناسفة، فيما تم هدم المنزل بالكامل، وكانت هذه العملية الأمنية قد أثبتت مرة أخرى قدرة الأجهزة الأمنية على التصدي لأكبر التهديدات الأمنية في البلاد.

وفي قضية أخرى تواصل إثارة الجدل، تواصل التحقيقات في قضية "سفاح الإسكندرية" المحامي نصر الدين غازي الذي انكشف أمره بعد سلسلة من الجرائم البشعة التي ارتكبها. وقد استخدم غازي مهنته كمحامي وذكائه الاجتماعي لخداع الجميع، حيث كان يشارك أدعية دينية وآيات قرآنية على وسائل التواصل الاجتماعي ليظهر أمام الناس بمظهر الرجل المتدين صاحب الأخلاق الرفيعة، بينما كان في الخفاء يرتكب جرائم قتل مروعة.

بدأت خيوط القضية تتكشف عندما قدمت أسرة المهندس محمد إبراهيم بلاغًا باختفائه منذ عامين، بعد مكالمة غامضة بينه وبين ابنته تشير إلى خطر يهدد حياته، وبعد انقطاع الاتصال به، تلقت العائلة رسالة مزعومة منه تفيد بأنه غادر المدينة وتزوج من امرأة أخرى، ولكن تبين لاحقًا أن الرسالة لم تكن منه.

ومع استمرار التحقيقات، كشفت الأجهزة الأمنية عن أكثر من 25 شقة استأجرها المتهم في مناطق مختلفة، بما في ذلك القاهرة ومحافظة البحيرة.

وأخيرًا، في كارثة أخرى، شهدت محافظة الجيزة حادث انهيار عقار في منطقة كرداسة، حيث أسفر عن وفاة 10 أشخاص وإصابة 3 آخري، تم إرسال فرق الإنقاذ والإسعاف إلى موقع الحادث فور تلقي البلاغ، وقامت الأجهزة المحلية بتقديم الدعم العاجل للأسرة المتضررة من الحادث، حيث تم توفير مساكن بديلة لهم، كما تم إجراء فحص للمباني المجاورة للعقار المنهار للتأكد من سلامتها، حفاظًا على أمن وسلامة السكان.

مقالات مشابهة

  • %76 حصة السيارات الكهربائية الصينية من السوق العالمية
  • سفاح المعمورة وخُط الصعيد | الأمن في مرمى أعتى العصابات بعد مواجهات دموية
  • مسلح بزي محامٍ يقتل زعيم عصابة شهير داخل قاعة محكمة بسريلانكا
  • سلام: للضغط الأميركيّ على اسرائيل كي تنسحب بشكل كامل من النقاط التي لا تزال تحتلها
  • الشيعة التي نعرفها
  • أكده مسؤول مصري... هل يحظر المغرب استيراد البضائع المصرية؟
  • رسامني عقد اجتماعات دورية واطلع على عمل المطار والتنظيم المدني
  • قريبا.. استيراد أكثر من 2 مليون لقاح ضد الحمى القلاعية
  • غادة أيوب: يبقى جيشنا فوق كل الافتراءات التي يروجها أتباع إيران في لبنان
  • تعرف على أقوى إصدارات رولز رويس من السيارات الكهربائية