لبنان ٢٤:
2024-06-29@15:00:40 GMT

جنبلاط إلى سوريا.. طريق دمشق سالكة؟

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

جنبلاط إلى سوريا.. طريق دمشق سالكة؟

قبل نحو أسبوع، فتح "الحزب التقدّمي الإشتراكي" بوابة جديدة من التواصل مع سوريا، وكان ذلك من مدينة بعلبك في وداع القياديّ البارز في الحزب دُريد ياغي.

بحضور وليد جنبلاط، الرّئيس السابق لـ"التقدمي" ونجله تيمور جنبلاط، تحدّث النائب السابق غازي العريضي عن "عبء النزوح السوري على لبنان"، داعياً إلى الذهاب نحو معالجة هذا الملف عبر التواصل مع سوريا، وقال: "نحن مدعوون إلى الذهاب نحو موقف وطني لبناني موحد على قاعدته، نناقش الدول المعنية والدولة السوريةـ رغم موقفنا الثابت من النظام، لكن لا بدّ من المعالجة والحوار مع الدولة السورية".



الكلام الذي أطلقهُ العريضي ليس عادياً على صعيد الحيثية السياسية، فللأمر دلالات بارزة جداً، خصوصاً أنه يأتي في ذروة التبدلات التي تشهدها المنطقة وسط حرب غزة ومعركة جنوب لبنان.

تحت "مجهر" جنبلاط، قيلَ هذا الكلام بلسان "الإشتراكي" عن سوريا، فيما الأنظار تتجه إلى "الخطوات العملانيّة" التي قد تجري بعد ذلك، والسؤال الأبرز هنا: هل سيدخل "الإشتراكي" سوريا مُجدداً عبر تيمور؟ وماذا يعني إعلان الحزب هذا الإنفتاح على دمشق؟

أن يُعلن العريضي ما قاله من بعلبك وعلى مسافة قريبة من سوريا، له رمزية كبيرة. حتماً، للرجل أدوار بارزة سابقة على صعيد تواصل "الإشتراكي" مع السوريين، كما أنه كان يُمثل حلقة وصل بين وليد جنبلاط والمسؤولين في "الشام"، بحسب ما يكشف مقرّبون من "الإشتراكي".

الأهم من كل ذلك هو أن مُناداة "الإشتراكي" للحوار مع سوريا تمثل نقطة تبدل وتحوّل كبيرة، وتفتح الباب أمام حوارٍ جدي مرتبط بعملية إعادة تنسيق العلاقات. هنا، يكمنُ "بيت القصيد" المحوري، فجنبلاط الذي كان يمثل "رأس حربة" في العداء مع سوريا، بات الآن ينادي بالحوار معها.. فما الذي تبدّل؟

تتحدث مصادر سياسية مطلعة على أجواء "الإشتراكي" عن سعي جنبلاط لتعبيد الطريق أمام موقف جديد مرتبط بإحياء علاقة جيدة مع سوريا، كاشفة أنّ "الوليد" اقتنع بالحوار مع سوريا انطلاقاً من أن التبدلات الإقليمية ستُعطي المحور الذي تؤيده سوريا، دوراً كبيراً على صعيد الترتيبات الجديدة، وتحديداً بعد حربي جنوب لبنان وغزة، وذلك بمعزلٍ عن الموازين العسكرية والخسائر التي تكبدها ذاك المحور ميدانياً. تلفتُ المصادر إلى أن جنبلاط يسعى قدر الإمكان لمُجاراة العلاقات الطيبة بين سوريا والسعودية وما بناه هذا الإنفتاح بين البلدين من حوار بنّاء، وبالتالي تكريس الإنفتاح الكامل مع سوريا، حتى وإن كان ذلك مقتصراً على عدم معارضة علاقة الدولة اللبنانية بنظيرتها السورية.

التحوّل في المواقف كبيرٌ جداً، في حين أنه يطرحُ أيضاً مسألة محورية للنقاش، وترتبطُ بمدى توجهات جنبلاط الحاسمة نحو معالجة ملف النازحين السوريين، انطلاقاً من بوابة دمشق.

مصدرٌ سياسي متابع قرأ في المسعى الجنبلاطيّ رسالة تجاوزت الأصدقاء قبل الخصوم، معتبراً أن "زعيم المختارة" تخطّى كافة حلفائه الأساسيين وراح باتجاه خطوةٍ انقطع نظيرها منذ سنوات عديدة، في حين أن الملف الذي يضغط باتجاهه يعتبر متفجراً في الداخل اللبناني، وبالتالي يريد جنبلاط سحب فتيل إشتعاله.

ولا يُمكن بتاتاً إغفال تأثير الدعم الجنبلاطي غير المباشر لـ"جبهة حزب الله" في جنوب لبنان، وما يتبين هو أن "البيك" يقرأ بإشارات سياسية ما ستؤول إليه خواتيم الحرب من نقاطٍ مهمة سيجنيها الحزب خصوصاً إن خرجَ من التوتر بمكاسب إستراتيجية وسياسية. هنا، يكون جنبلاط قد "قرّش" دعمه بـ"ثبات أكبر"، وفي الوقت نفسه، مدّ جسور التواصل مع "الحاضن الأساس" لـ"الحزب"، فيكون بذلك قد اكتسبَ دور "الضمانة" مُجدداً على الصعيد الداخلي، وهذا ما يجعل حزب يطمئنّ لجنبلاط أكثر فأكثر، بمعزل عن الاختلافات الأخرى.

السؤال الأبرز وسط كل ذلك هو التالي: هل سيزور تيمور جنبلاط سوريا؟ الإجابة على هذا السؤال ليست حاسمة، فلا أحد يستطيع تأكيد إمكانية حصول ذلك من عدمه، لكن كل شيء وارد. هنا، تقول المصادر: "جنبلاط الأب كان من الذين يمنع عليهم الدخول إلى سوريا، لكن ماذا عن تيمور؟".

يلفت المصدر السياسي إلى أن الطريق نحو دمشق، "سالكة" أمام "نجل الوليد"، مشيرة إلى أن "البيك"، يرى من الضروري وصول تيمور إلى سوريا في اللحظة المناسبة، وعدم تجريده العلاقة مع دولة تشكل امتداداً أساسياً لـ"دروز لبنان".

وعلى صعيد مسألة توقيت تأييد الحوار مع سوريا، تقول المصادر إن جنبلاط الأب يقرأ الملفات المختلفة من زوايا عديدة، في حين أن الملفات الضاغطة والتي تستوجب حديثاً مع السوريين، تستدعي حصول ذلك رغم الاختلافات، وتضيف: "تطورات المنطقة تفرض نفسها أيضاً على المشهد،  وفي حال كان للسوريين تأثيرٌ ضمن التسوية، عندها فإنّ جنبلاط سيكون قد ضمِن لنفسه خطوة للأمام معهم".

أمام كلّ ذلك، فإن النتيجة التي سيجنيها جنبلاط من هذا الموقف، تعدّ ذات قيمة كبيرة لاسيما أنها تأتي في ذروة تقاطعات كبيرة. الأهم من هذا أيضاً هو أن وليد جنبلاط وباختياره الحوار، يمكن أن يُبدد مشكلته مع سوريا تدريجياً، وبالتالي طي صفحة جديدة مع دمشق بشكلٍ يقودُ نحو تطوير العلاقات لاحقاً.

النقطة اللافتة أيضاً هي أن جنبلاط يسعى لتعزيز قوة نجله وتمكينها سياسياً، وما يمكن رؤيته حالياً هو أن جنبلاط يحاول ترميم علاقاتٍ أساسية في سبيل خدمة تيمور، وإن حصلت زيارة سوريا المتوقعة، عندها فإن الكثير من الأوراق ستتبدل فيما المعادلات الجديدة ستفرض نفسها وجنبلاط سيكون الأساس فيها.
المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: مع سوریا على صعید

إقرأ أيضاً:

توصية إسرائيلية باستهداف الأسد للضغط باتجاه إحباط هجوم لحزب الله

في الوقت الذي تتواصل فيه الجبهة الشمالية بالاشتعال، والتهديد الاسرائيلي بمهاجمة لبنان، ظهر فجأة على السطح تلويح الاحتلال بإمكانية ممارسة مزيد من الضغوط السياسية والعسكرية على النظام السوري كي يقوم بدوره بمنع حزب الله من تنفيذ هجوم محتمل على دولة الاحتلال.

وترى أوساط الاحتلال ذلك عنصر المفاجأة والخدعة التي قد تساعد بشكل كبير في منع الحرب المتوقعة على الحدود الشمالية.

الجنرال عاميت ياغور نائب الرئيس السابق للساحة الفلسطينية في قسم التخطيط بجيش الاحتلال، واستخبارات سلاح البحرية، ذكر أن "شيئا ما حصل في الجبهة الشمالية يتمثل فيما شهدته الأيام الأخيرة من انخفاض بنسبة 50 في المائة في هجمات حزب الله، فيما يستمر جيش الاحتلال في الهجوم على لبنان، بجانب استمرار الضغط السياسي على الحزب، وتكثيف الوساطات الدولية، التي وجدت طريقها في تصريح رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي بالقول أنه لا يجب جعل لبنان مشهدا لتصفية النزاعات المسلحة في المنطقة، وعدم توريطه في حروب لا نهاية لها".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة معاريف، وترجمته "عربي21" أن "أحداث الأيام الأخيرة يعني بدء الاحتلال بالحديث بلغة الحزب نفسه، توطئة لمنع اندلاع الحرب في الشمال، وفي الوقت نفسه الوصول إلى ترتيب ينهي حرب الاستنزاف الثنائية، بالتزامن مع تهديده لقبرص بشكل صريح من مغبة مساعدتها للاحتلال في أي حرب قد يشنها على لبنان، مع العلم أنه لا يجب على إسرائيل أن تنسى في غمرة رؤيتها لتبعية الحزب الكاملة لإيران أن هناك طرفا ثالثا في هذه المعادلة وهو سوريا".



وأشار إلى أن "خصائص السلوك الإسرائيلي ضد سوريا خلال الحرب تظهر أنها اتبعت استراتيجية مختلفة, صحيح أن الجيش السوري لا يطلق النار ضد إسرائيل، لكن نظام الأسد يشكل أحد أهم مصالح إيران وحزب الله في اليوم التالي، فدمشق هي بمثابة محور فيلادلفيا بين غزة وسيناء، وأنبوب الأكسجين الذي يزود الحزب بالأسلحة من الشمال".

وأكد أن "كل شخص عادي يعرف أن سوريا اليوم طرف عسكري ثانوي، وقدراتها محدودة نسبيا، بعد الحرب الأهلية التي تورطت فيها، وليست إضافة مهمة للقائمة الموسعة من الأعداء على حدود الاحتلال، مما قد يدفعه لاستخدامها كبطاقة لإنشاء الردع لمنع التصعيد على الجبهة الشمالية، وإعادة تصميم "اليوم التالي".

وأوضح أنه "يجب على دولة الاحتلال أن تربط دمشق بالمعادلة الشمالية من خلال تهديد موثوق به لنظام الأسد في أي سيناريو للحرب في الساحة الشمالية، والتوضيح له أنه لن ينجو من هذه الحرب، الأمر الذي سيدفعه لاتخاذ خطوات ضرورية بطريقة من شأنها حماية مصالحه الأمنية والاستراتيجية، وهذه توصية مرفوعة بشدة لصناع القرار في دولة الاحتلال للنظر فيها لمنع اندلاع حرب واسعة عبر عدة جبهات، وهذه مصلحة إسرائيلية لتصميم المساحة القتالية بشكل مختلف، وعزل لبنان عن التأثير الإيراني المباشر".

مقالات مشابهة

  • سفير تركي: تركيا تخلت عن فكرة “سوريا دون الأسد”
  • أردوغان:أنقرة منفتحة لتطبيع العلاقات مع دمشق
  • سوريا ليست ضمن المعركة
  • هجومٌ يطال نائباً.. و الإشتراكي يردّ!
  • جنبلاط استقبل السفير الفرنسي ناقلا رسالة تقدير لجهوده من لودريان
  • توصية إسرائيلية باستهداف الأسد للضغط باتجاه إحباط هجوم لحزب الله
  • دريان التقى وفدا من اللقاء الديمقراطي
  • غريفيث يحذر من توسع الحرب مع لبنان: الوضع كارثي.. وقد تمتد إلى سوريا ودول أخرى
  • سوريا.. استشهاد مدنيين اثنين وإصابة جندي بجروح جراء قصف إسرائيلي جنوب دمشق
  • الامم المتحدة: حرب إسرائيل ولبنان ستكون مروعة وستشمل سوريا ودولا أخرى