خان يونس - خاص صفا

"يا عم عندك تفاحة بشيقل؟"، تسأل الطفلة شهد، أحد باعة الفواكه التي دخلت لغزة من الداخل الفلسطيني المحتل والضفة الغربية، ليرد عليها: "لا يا عم للأسف".

ذلك الصنف من التفاح الذي اشتهته شهد الشيخ (8 أعوام) يصل سعر الحبة الواحدة 5 -7 شواقل بحسب وزنها، وهو متوسط لسعر الفاكهة التي سمح الاحتلال بإدخالها قبل أيام إلى وسط وجنوب القطاع، ما يعكس جنونية الأسعار التي يفرضه.

لإمتاع البصر فقط

وينبهر النازحون في منطقة مواصي خان يونس الملآى بخيام النازحين، بأنواع الفاكهة التي صدرها تجار الضفة لغزة، أما طعمها فهي "حرام عليهم"، يقول أحد المواطنين المصدومين من أسعار الفاكهة.

ولم تورد الفاكهة لغزة طوال أشهر الحرب سوى لثلاث أيام فقط، كما لم تعد من أولويات الأهالي نظرًا لحالة الفقر المُدقع وانعدام السيولة المادية والدخل، وفي ظل حالة مستويات المجاعة التي وصلوا إليها.

ويقول النازح عيسى راضي لوكالة "صفا": "منذ مدة طويلة لم يرَ هذا التنوع المثير للشهية، لكن مثلما يقول المثل: يا فرحة ما تمت، فسعر الفاكهة ليس بمقدورنا".

وخلال جولة سريعة في أسواق الفاكهة في خان يونس أو دير البلح جنوب ووسط القطاع، سجلت أسعار الفاكهة 25 شيقلاً للمانجا بدلاً من 8 شواقل لفترة ما قبل العدوان، والخوخ 13 شيقل بدلاً من 8، والتفاح 13 شيقل بدلاً من 5، والموز 12 شيقل بدلاً من 4، ويقاس عليها باقي أسعار الفاكهة المتغيرة يوميًا.

ويقول النازح محمد بركة الذي يعيل 4 أطفال، أنه "حتى لو افترضنا شراء حبة من كل نوع، فإنني سأحتاج 100 شيقل لأعود لخيمة أطفالي بتشكيلة متواضعة من تلك الفاكهة".

ويتابع بسخرية "من أين لنا هذا؟ أنا بائع معلبات وبقوليات، لكن كل ما أحصله في نهاية اليوم لا يتعدى تكلفة وجبة غداء واحدة.

وكان تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أظهر أن قطاع غزة يشهد موجة تضخم هائلة أدت إلى ارتفاع الأسعار بأكثر من 600% خلال شهور العدوان المستمر منذ 260 يومٍ تقريبًا.

ولا يقتصر الغلاء على أصناف الفاكهة فحسب؛ فأسعار الدواجن التي يتم توريدها نادرًا، هي الأخرى فاق سعرها الحقيقي 10 أضعاف تقريبًا. فمثلاً كان يُباع الكيلو جرام الواحد من أجنحة الدواجن المجمدة بأربعة شواقل، ليصل حاليًا إلى 38 شيقلاً."

يُشار إلى أن السمات المميزة لسوق غزة في زمن العدوان يتضمن تقلبًا هائلاً في الأسعار نتيجة نقص الغذاء وغيره من الأساسيات، وعدم القدرة على الحصول على النقد لشراء ما هو متاح.

وأدت تلك الأزمة إلى تفاقم أزمة الجوع وتفاقم تحديات الحياة اليومية حتى بالنسبة لبعض الأهالي الذين لديهم مدخرات أو ما زالوا يتقاضون رواتبهم.

ومن الجدير بالذكر أن قبل شهور العدوان، كانت شاحنات المساعدات والبضائع التجارية تدخل إلى غزة عبر طريقين: معظمها عبر معبر كرم أبو سالم والباقي عبر معبر رفح، الذي يقع على الحدود مع مصر. وكلا المعبرين الحدوديين مغلقان لكن كمية البضائع الداخلة انخفضت إلى حد كبير، وارتفعت تكاليف الاستيراد كثيراً.

يُذكر أن عدد الشاحنات المدخلة لا يلبي سوى أقل من 5% من حاجة السكان وأهالي القطاع، في ظل وجود أكثر من مليوني فلسطيني يحتاجون لمساعدات مستمرة ومتواصلة.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: طوفان الأقصى العدوان على غزة أسعار الفاكهة أسعار الخضار خان يونس

إقرأ أيضاً:

مواسم الفاكهة

بعض المناسبات التي تنظم لحصاد بعض المزروعات، كمهرجان التمور والعسل تشكل مناخا وسوقا مهما جدا لتطوير تلك المنتجات الزراعية التي تتنافس لتحقيق الجودة والتنوع، وهذه المناسبات ليست وليدة اليوم فقد بدأت فـي منتصف القرن الماضي فـي بعض مناطق السلطنة، وحققت رواجا بين المزارعين.

ولأن هذه المنتجات الزراعية تمثل جانبا استراتيجيا فـي هذا القطاع الذي يمكن التركيز عليه من خلال مشاريع الاستثمار والمزارعين والمهتمين والمؤسسات المسؤولة عن دعم مثل هذه الزراعات التي ارتبطت بتاريخ العماني.

لكننا نحتاج إلى إضافة عناصر أخرى إلى اهتماماتنا فـي هذا القطاع وإحياء بعض المناسبات والمهرجانات مثل تنظيم مهرجان المانجو الذي تنتج منه السلطنة أكثر 16 ألف طن والعنب المقدر إنتاجه بأكثر من 1000 طن والموز أكثر من 18 ألف طن والتين فـي مواسمها، فالسلطنة المزدهرة بزراعاتها وتنوعها تحتاج إلى مثل هذه المهرجانات التي تعرف بأهميتها ومساهمتها فـي الاقتصاد وتطويرها.

فقبل بضع سنوات توقف مهرجان المانجو فـي موسم فصل الصيف فـي حيل الغاف بقريات المشهورة بتنوع هذه الفاكهة التي تمثل اليوم أحد أهم الفواكه على المائدة العمانية، وهي من الفواكه التي شكلت مساهمة فـي الاقتصاد الوطني خلال العقود الماضية وتكاد لا تخلو مزرعة فـي عمان من أشجارها.

هذه المهرجان الذي كان ينظم فـي حيل الغاف المعروف بجودة هذه الفاكهة وشاركت عديد الولايات من المحافظات الأخرى فـي السلطنة كصحار وبعض الولايات.

اليوم نحن بحاجة إلى إعادة هذا المهرجان إلى الحياة مثله مثل مهرجان التمور السنوي الذي يلاقي إقبالا كبيرا.

وهناك 3 أصناف من الفواكه أخرى تحتاج إلى الاهتمام نفسه كالعنب والموز والتين وكما هو معلوم أن مزارع العنب تشتهر فـي ولاية المضيبي فـي قرية الروضة تحديدا حيث تقدم هذه الولاية أجود أنواع العنب.

إضافة إلى الموز الذي تشتهر به أيضا ولايات صلالة والسويق وولايات أخرى، والتين الذي انتشر من ولاية الكامل والوافـي وأيضا انتقل الاهتمام إلى ولايات أخرى، وكان قبل ذلك ينتج فـي مزارع مختلفة فـي محافظتي الداخلية والباطنة.

هذه المهرجانات يمكن لها أن تضيف قيمة اقتصادية وزراعية وتوسع الاهتمام بها والتركيز عليها كفواكه ذات قيمة استراتيجية تساعد على إيجاد طريقة للتصدير إلى الأسواق المجاورة.

كما أنها توجد حالة من التنافس بين المزارعين فـي ضخ هذه المنتجات فـي الأسواق الداخلية والخارجية، وتسهم فـي تحسين جودتها وإضافة أنواع أخرى منها، لكن ذلك يحتاج إلى المزيد من الدعم والإسناد للمشاريع المجدية، كما أنها توفر أمنا غذائيا وفرص عمل وعائدا ماليا.

مقالات مشابهة

  • 25 شهيدا بغزة والقسام تخوض اشتباكات ضارية مع قوات الاحتلال
  • هيئة التقاعد تعلن صرف رواتب المتقاعدين اليوم بدلاً من مطلع الأسبوع
  • 164 شهيدا وجريحا في مجازر جديدة للاحتلال بغزة
  • روبيو يدرس إلغاء منصب المنسق الأمني الأمريكي الخاص بغزة والضفة
  • التربية الفلسطينية: استشهاد 14.784 طالباً منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة
  • دراسة: الدعم الزائد في حمالات الصدر الرياضية قد يضر الظهر بدلا من حمايته
  • "التربية": استشهاد أكثر من 14 ألف طالب وتدمير 111 مدرسة منذ بداية العدوان
  • استشهاد أكثر من 14 ألف طالب وتدمير 352 مدرسة منذ بداية العدوان على غزة
  • مواسم الفاكهة
  • في مشهد إنساني صادم ..مركز الأطراف بغزة يستقبل 600 حالة بتر