هل يترشح عمرو موسى للرئاسة المصرية؟
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
نقلت أنباء صحفية مصرية أن مشاورات جرت ـ ولا تزال تجري ـ بين قادة قوى سياسية معارضة وعمرو موسى وزير الخارجية المصري الأسبق والأمين العام الأسبق أيضا للجامعة العربية بغيه دفعه للترشح للانتخابات الرئاسية المتوقعة بنهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل، وأضافت الأنباء أن موسى لم يستبعد الفكرة من حيث المبدأ، ولكنه ينتظر حتى تتضح الصورة فيما يتعلق بضمانات نزاهة الانتخابات وحياد مؤسسات الدولة، ووجود مساحة آمنة لحركة المرشحين.
لا يمكن تصديق أن ثمة انتخابات حقيقية نزيهة يمكن أن تقع في مصر في ظل وجود السيسي في السلطة أو ترشحه في تلك الانتخابات، ومع ذلك تبقى تلك المناسبة حدثا سياسيا مهما يتطلب تعامل ذكيا معه بهدف تحقيق أقصى قدر من المكاسب السياسية للشعب المصري، على طريق التحول الديمقراطي، وعلى طريق تصفية السجون من المعتقلين.
حتى الآن أعلن أكثر من شخص اعتزامهم الترشح لكنهم في غالبهم لا يمثلون منافسة حقيقية، ولا حتى جادة، وفي حال قبول موسى الترشح في مواجهة السيسي فإن ذلك سيحدث نقلة نوعية في المشهد، لكن موسى الذي قضى جل حياته في العمل الدبلوماسي، وكان أكثر وزراء الخارجية المصريين في العصر الحديث استخداما للغة الدبلوماسية المراوغة التي تجعلك تطرب لكلامه رغم أنه لم يقل شيئا ينبني عليه عمل، كما أنه بارع في استخدام الجمل والعبارات حمالة الأوجه، والتي يفسرها كل بطريقته، ومن هنا يمكننا التعامل مع موقفه من الانتخابات الرئاسية المقبلة وفقا لما نقلته الأنباء الصحفية، فالرجل يدرك خطورة الأمر جيدا، ويخشى العقاب على هذا التفكير، وفي الوقت نفسه لا يريد إغلاق الباب، فقد تحدث تطورات مفاجئة خلال الفترة المقبلة ( حتى لو بدا الاحتمال ضئيلا) تيسر له مهمته، وتساعده في تحقيق حلمه بالكرسي الرئاسي ليختم به حياته ولو لدورة واحدة بحكم سنه الثمانيني.
عاش موسى عمره كله في ظل الحكم العسكري منذ ناصر مرورا بالسادات ومبارك والسيسي (باستثناء فترة السنة اليتيمة لمرسي) وهو يعلم أكثر من غيره كيف تفكر هذه الأنظمة العسكرية، وكيف تتعامل مع خصومها، أو من تستشعر خطورته، وبحكم سنه وتكوينه فإنه لا يريد تعريض نفسه لتلك المخاطر، حتى لو كانت نفسه تواقة لمقعد الرئاسة الذي ترشح له في العام 2012 وحصل في حينه على مليوني صوت، ولذا فقد ذكرت بعض المعلومات من قبل أنه ربط ترشحه بعدم ترشح السيسي، لكن ما قيمة ترشحه أصلا في تلك الحالة الموهومة؟! ساعتها سيكون الباب مفتوحا لترشح من هم أكثر قبولا وإقناعا منه.
ليس هناك عاقل يثق أن انتخابات تنافسية حرة يمكن أن تجري في مصر، ولكن البعض يحاول إيهام نفسه وأنصاره أن ثمة فرصة تلوح للتغيير بهدف تبرير مشاركته أو ترشحه للحصول على لقب مرشح رئاسي سابق، أو بغرض تحصيل بعض المكاسب الخاصة لنفسه أو لحزبه، أو حتى تياره، وليس هناك عاقل يثق أن السيسي يقبل منافسة حقيقية من أي مرشح، أو يقبل خسارة انتخابات أمام أي مرشح،الإشارة العملية لاهتمام موسى بالانتخابات الرئاسية هي هجومه القوي ضد رئيس حزب الوفد عبد السند يمامة الذي أعلن نيته الترشح رغم أنه من أكبر داعمي السيسي (كان ولا يزال)، وهو ما أخذه عليه موسى إذ كيف له بهذا الحال أن يترشح منافسا له؟ من الواضح أن موسى الذي يعتبر نفسه وفديا قديما، وابن أسرة وفدية عريقة، كان يتوقع دعم حزب الوفد له مع أحزاب وقوى سياسية أخرى، وقد سبق للحزب أن دعم ترشحه في العام 2012، ومن الواضح أن موسى اعتبر إعلان يمامة نيته الترشح هو محاولة لقطع الطريق عليه للحصول على هذا الدعم، ومن المحتمل أن يكون تحرك يمامة بطلب من الأجهزة الأمنية الرسمية، وهو ما تسبب في أزمة داخلية في الحزب لا تزال مشتعلة حتى الآن.
يحرص موسى على إبقاء الباب مفتوحا، لكنه ينتظر ـ دون تحرك ـ ضمانات عديدة تبدو مستحيلة، سواء داخلية تتعلق بنزاهة الانتخابات، وسلامته الشخصية وسلامة أنصاره، والأهم الحصول على دعم من داخل مؤسسات الدولة وبالأخص المؤسسة العسكرية، ومن القوى السياسية المختلفة كمرشح توافقي، أو ضمانات إقليمية خصوصا خليجية تتعلق تحديدا بتعهدات مالية واضحة لإنقاذ الاقتصاد المصري، أو ضمانات دولية لحمايته حال ترشحه وحال فوزه.
ليس هناك عاقل يثق أن انتخابات تنافسية حرة يمكن أن تجري في مصر، ولكن البعض يحاول إيهام نفسه وأنصاره أن ثمة فرصة تلوح للتغيير بهدف تبرير مشاركته أو ترشحه للحصول على لقب مرشح رئاسي سابق، أو بغرض تحصيل بعض المكاسب الخاصة لنفسه أو لحزبه، أو حتى تياره، وليس هناك عاقل يثق أن السيسي يقبل منافسة حقيقية من أي مرشح، أو يقبل خسارة انتخابات أمام أي مرشح، بل إنه مستعد لإشعال النيران في الوطن كله لو شعر بأي خطر، ولن يكون أقل في جنونه من بشار الأسد مع السوريين، وتسود قناعة لدى الكثيرين أن الفرصة الوحيدة لإحداث تغيير عبر الانتخابات هي ترشح قيادة عسكرية كبرى ( حالية أو سابقة)تحظى بموافقة المجلس الأعلى للقوات المسلحة، لكن هذا يعني أن الجيش قرر التخلص من السيسي وهو أمر مشكوك فيه أيضا..
لا نستطيع المصادرة على المستقبل، فبين طرفة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال، وربما تشهد الساحة السياسية المصرية تطورات غير متوقعة كلما اقترب موعد فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية، وربما تظهر على السطح الخلافات المكتومة التي يتناقلها البعض همسا، ومع ذلك فإن الرهان الحقيقي كان ولا يزال على شعب مصر فقط لإحداث التغيير المنشود الذي يحقق له أمانيه وللوطن نهضته وازدهاره.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير مصرية ترشحه مصر ترشح عمرو موسى رأي مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة صحافة رياضة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عمرو أديب: كلام الرئيس السيسي ينتمي لمدرسة الحقيقة السياسية الواقعية
علق الإعلامي عمرو أديب، على تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال تفقده الأكاديمية العسكرية، مشيرا إلى أن هذه التصريحات اتسمت بالصراحة والوضوح.
قافلة طبية بدمياط والكشف على 1270 مواطنا بالمجانبرلمانية: قانون المسئولية الطبية يحمي المريض ويضمن محاسبة الأطباءالدولة المصرية فقدت 7 مليار دولار في 7 أشهر وهذا الرقم مفزع للغايةوأضاف عمرو أديب، مقدم برنامج الحكاية، المذاع على فضائية ام بي سي مصر، مساء اليوم الجمعة، أن :"كلام السيسي ينتمي لمدرسة الحقيقة السياسية الواقعية، ومكنش فيه تجميل لأي شيء".
وتابع الإعلامي عمرو أديب، ان الرئيس عبدالفتاح السيسي قال كل حاجة تمت خلال العشر سنوات الماضية، ووصف الرئيس هذه المرحلة بأنها مرحلة التمهيد، مستدركا أن أزمات سياسية وايضا أزمات اقتصادية أدت لحدوث مشاكل.
وأكمل الإعلامي عمرو أديب، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تحدث عن أن الدولة المصرية فقدت 7 مليار دولار في 7 أشهر وهذا الرقم مفزع للغاية.
فيما التقى الرئيس عبدالفتاح السيسى مع طلبة الأكاديمية العسكرية المصرية وحثهم على أن يكونوا على وعي بما يدور من أحداث محلية وإقليمية.
الرئيس السيسى: الدولة تعمل على زيادة المياه المحلاة والمعالجة لمواجهة الفقر المائي
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن الدولة تعمل على زيادة المياه المحلاة والمعالجة لمواجهة الفقر المائي.
الرئيس السيسي: الدولة فقدت 7 مليارات دولار خلال 11 شهرا بسبب قناة السويس
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنه الدولة فقدت 7 مليارات دولار خلال 11 شهر بسبب قناة السويس، مضيفا أن هذا الأمر بسبب الحرب التي تتم في المنطقة.
الرئيس: التوفيق في المشاريع بفضل الله .. وضرورة توفير البنية التحتية لجذب الاستثمارات
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن التوفيق في تنفيذ المشاريع يأتي بفضل الله، موضحًا أن الكثير من الناس يضعون خططًا ويعملون جاهدين، ولكن لا ينجحون إلا إذا كان الله سبحانه وتعالى قد أراد لهذا الأمر أن يتحقق.
الرئيس السيسى: مقومات الدولة تحدد قدرتها على تقديم خدمات مناسبة للمواطنين
قال الرئيس عبدالفتاح السيسي إن الدولة بخير رغم كل الصعوبات التي نواجهها منذ ٤ سنوات.
الرئيس السيسي: الجهود المصرية لوقف الحرب في غزة بدأت منذ السابع من أكتوبر 2023
تحدث الرئيس السيسي، عن تطورات الأوضاع في قطاع غزة، معقبا: "جهودنا في هذا الموضوع بدأت من يوم 7 أكتوبر".
الرئيس السيسي: نجحنا في المرحلة الأولى لبناء قدرات للدولة للانطلاق نحو مستقبل أفضل
قال الرئيس السيسي، إن المشاريع القومية أسهمت في خفض معدل البطالة.
الرئيس السيسي: صندوق النقد الدولي أشاد بالإصلاح الاقتصادي في مصر
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنّ الدولة المصرية فقدت 7 مليارات دولار دخل مباشر من قناة السويس خلال الـ11 شهرا الماضية، ورغم ذلك، أعلن صندوق النقد الدولي أن المسار الاقتصادي في مصر جيد.
الرئيس السيسي: تكلفة تطوير قطاع النقل وصلت إلى تريليوني جنيه
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنّ تكلفة تطوير قطاع النقل في مصر بلغت تريليوني جنيه، مواصلا: «عشان أقولكم ممكن يبقى عندنا شبكة مواصلات وسكك حديدية ومترو أو حتى أتوبيسات ترددية، كان لابد من صرف 2000 مليار جنيه».
الرئيس السيسي: عدد الجامعات في مصر تضاعف خلال الـ 10 سنوات الماضية
قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر نجحت في مضاعفة عدد الجامعات خلال السنوات العشر الماضية، مشيرًا إلى أن الحكومة تعمل على رفع مستوى تصنيفها بحيث تدخل في منافسة مع الجامعات والكليات الدولية.