عربي21:
2024-06-29@13:10:00 GMT

في طور التكوين .. إسرائيل جديدة وفلسطين جديدة

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

من بين حقائق التاريخ العنيدة في منطقتنا، بداية ظهور "إسرائيل الجديدة" بعد جولة حرب إبادية على غزة استمرت تسعة أشهر، من دون أن تستطيع "إسرائيل القديمة" تحقيق أي من أهدافها المعلنة أو السرية.

حتى لو افترضنا أنها ستحقق أهدافها في القضاء المبرم المطلق على حماس، وتحرير رهائنها أمواتا أو أحياء، فإن هذا بحد ذاته لن يعد نصرا.

 

ربما سيفرحون يوما أو يومين، شهرا أو شهرين، لكن ليس أكثر من ذلك. سيقولون: كلفنا ذلك ثمناً باهظاً من قتلى الجيش وجرحاه، واستغرق الأمر وقتا طويلا و ثقيلا، وحتى القضاء على حماس والقسام، عشرين ألف مقاتل أو حتى خمسين ألفا، ومثلهم من المدنيين أو حتى ضعفهم، فإن هذا لن يشكل نصرا بالنسبة لإسرائيل التي سحقت جيوش ثلاثة دول وازنة في ستة أيام، لأن حماس ستعيد تشكيل نفسها من جديد، وقد يكون بأشكال جديدة، ومركز ثقلها سينتقل إلى الضفة والقدس والداخل، وفي مخيمات لبنان والأردن واليمن والعراق وربما سوريا، وستحصل على المزيد من الدعم متعدد الأوجه، بما في ذلك التسليح والتدريب والتصنيع الإيراني، وإذا كان لدى حماس إمكانية تنفيذ طوفان أقصى واحد، فسيصبح لديها أكثر من إمكانية وأكثر من طوفان، لأنها ببساطة ليست منقطعة الجذور ولا الفروع، فهل بهذا تكون إسرائيل قد انتصرت ؟
الانتصار الحقيقي، هو الانتصار على الذات، وعلى وحشيتها وحيوانيتها وأسلحتها ونزعاتها في القتل و التدمير والانتقام، وذلك بتحقيق السلام مع الأعداء.
إن الانتصار بمعناه الحقيقي الشمولي هو السيطرة على الأرض، وهذا ما لا تقوله إسرائيل، باستثناء بعض أحزاب اليمين المتطرف الفاشي، والذي لا يحظى بأي دعم دولي، بل يراه الكثير من الإسرائيليين أنفسهم إنه خطر على سمعة إسرائيل، بل وعلى وجودها. 

السيطرة على الأرض لكي يتحقق النصر الحقيقي، لا تقتصر على أرض غزة، بل يجب أن تمتد إلى الضفة الغربية، وبعدها إلى جنوب لبنان ثم إلى العراق وسوريا واليمن، فهذا هو محور المقاومة الذي تنتمي إليه حماس، تعد جزءاً أساسيا من مكوناته، بل الجزء القيمي والمعنوي المبدئي والعقائدي الذي يمثل فلسطين ومقدساتها. وهنا لن تظل إيران ساكتة تنتظر إسرائيل لاحتلالها كي يكتمل نصرها.


الانتصار الحقيقي، هو الانتصار على الذات، وعلى وحشيتها وحيوانيتها وأسلحتها ونزعاتها في القتل و التدمير والانتقام، وذلك بتحقيق السلام مع الأعداء. لقد سجلت إسرائيل انتصارا نوعيا عندما عقدت اتفاقية سلام مع منظمة التحرير بقيادة فتح، عدوتها آنذاك، والتي استخدمت كل الوسائل وخاضت العديد من المعارك للقضاء عليها، لكن إسرائيل التي قررت اغتيال رابين وتصدير نتنياهو لم تستغل جنوح الفلسطينيين للسلام خلال ثلاثين سنة، بل استغلت "سلاميتهم" للقضاء على ما تبقى من أرضهم وتطلعاتهم وأحلامهم في الحرية من نير احتلالها وبطشها وإذلالها وإقامة دولتهم المستقلة، فجاءتهم حماس، ومن خلفها محور قوي، تتركز قوته في صدقه وأخلاقه ومبادئه.

على "إسرائيل الجديدة"، سواء المنتصرة على حماس، أو المهزومة، ومعها محورها الإجرامي المتوحش التوسعي والمتخلف والمتسلط، أن تدرك أنه بعد الآن ستكون من الصعوبة بمكان أن تكون هناك سلطة فلسطينية غير مقاومة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة حماس فلسطين فلسطين حماس غزة الحرب مقالات مقالات مقالات سياسة من هنا وهناك سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

التجويع.. سلاح المُحتل المُجرم

 

‏راشد بن حميد الراشدي

 

بقوته وعتاده ودعم جميع قوى الشر له، بجيشه العرمرم وتسليحه المتطور، بطائراته وسفنه ودباباته وآلياته، بغطرسته التي يرى فيها قوته الواهمة، بحقائق الأمور التي لم يستطع رغم دك غزة وسحق الأبرياء وإبادة البشر أن يُحقق النصر ويحتل الأرض ويشبع نزواته الماجنة.

لم يرقب إلًّا ولا ذمّة في استخدام مختلف ما صنعته البشرية من أسلحة فتاكة لا تبقي ولا تذر حيًا من حولها، فدكَّ بها غزة بدون أن يبالي من أي أحد وبدون أن يوقفه أحد لم يرَ أمامه طفل أو شيخ أو عاجز فعاث في الأرض فسادًا وتقتيلا لأنَّ من أمن العقوبة وعلم بصمت الشعوب المتخمة والداعمة أساء الأدب .

لم تشفع دماء الشهداء ولا صرخات الثكلى ولا آلام المرضى في وقف الحرب رغم مناداة جميع جمعيات المجتمع الدولي له لكنه أصبح هو الآمر الناهي لا يستطيع أحد الوقوف أمامه لأن معظم الدول في العالم متواطئة معه في أفعاله الخسيسة وتحت إمرته- لعنهم الله- مع خذلان أمة نائمة لم تنتفض لنصرة غزة وفلسطين.

اليوم لم يجد المحتل حيلة من حيل بطشه إلّا قام بها وبطش بها لتركيع أهل غزة وفلسطين، ولم يوقفه أحد عن أفعاله مهما كانت حقيرة دنيئة لا يقبلها عقل ولا منطق.

اليوم يستخدم المُحتل الظالم بعد محاصرته لغزة 8 أشهر سلاح التجويع الذي مارسه من قبل مرات عدة؛ حيث يقطع الغذاء والدواء والوقود وكل شيء عن غزة ولو استطاع قطع الهواء لفعل فهو تجويع ممنهج لقتل الأبرياء والخلاص من أهل غزة وفنائهم عن بكرة أبيهم بينما العالم المتخاذل مع شياطين العصر يقف شاهدًا ومشاهدًا لما يحدث من إبادة لعرق يدافع عن حرية بلده وترابه.

اليوم نقول للظالم واعوانه: هيهات هيهات له ذلك فإيمان الشجعان يجعلهم يقاتلون إلى آخر رجل فيهم لكن الأمر خطير والمصاب جلل حيث يجب أن يصحو ضمير العالم ويقف في وجه المحتل الغاصب المنتقم لما يقوم به من شتى أنواع العقاب لشعب أعزل.

مؤسف جدًا أن من يحيط بغزة هم إخوانهم وعشيرتهم وبنو جلدتهم ولا يستطيعون رفع جباههم من الأرض كي ينقذوا أمة تباد من الجوع والعطش فلا أحد يحرك أمة مُستضعفة أمام عدو ظالم ملطخة أياديه بدماء الأبرياء، فسلاح التجويع هو سلاح الجبان اليائس والذي اقترب موعد زواله بإذن الله.

اليوم نسأل الله العون والمدد، فغدًا ستعود الكرّة على اليهود وأذنابهم والمتحالفين معهم وسيشرق فجر جديد يُعيد الحق لأصحابه وينتهي الظلم والظلمات فلقد فاض المكيال.

اللهم نصرك لأهل غزة وفلسطين اللهم مددك إليهم اللهم اطعمهم واسقهم وارحمهم وفرج كربهم وهمومهم اللهم اجعل الدائرة على اليهود ومن شايعهم وناصرهم الله نصرك القريب للصابرين المجاهدين المرابطين برحمتك يا أرحم الراحمين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • صياغة جديدة لمقترح «بايدن».. محاولات أمريكية لإتمام اتفاق بين إسرائيل وحماس (فيديو)
  • صياغة أميركية جديدة للتوصل لاتفاق وقف النار بغزة
  • واشنطن تقدم صياغة جديدة لمقترح وقف إطلاق النار في غزة
  • "أكسيوس": واشنطن تدفع بصياغة جديدة وتعديل لمقترح إسرائيلي حول اتفاق وقف النار في غزة
  • واشنطن تقترح صياغة جديدة لبنود باتفاق وقف إطلاق النار في غزة
  • عقوبات جديدة على رجل أعمال سوداني
  • عاجل - هل نتنياهو في خطر وعلى وشك الاغتيال؟ (ماذا يحدث داخل إسرائيل؟)
  • تقرير يكشف السبب الحقيقي وراء تباطؤ شحنات الأسلحة الأميركية إلى إسرائيل
  • التجويع.. سلاح المُحتل المُجرم
  • أصوات إسرائيلية: نتنياهو لا يمثلنا وعلى الكونغرس العدول عن دعوته