يزداد التوتر على الحدود بين الأراضي المحتلة ولبنان يوما بعد يوم، وهو الذي بدأ مع بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، وسط تحذيرات وتوقعات بتوجه "إسرائيل" إلى الجبهة الشمالية بعد الانتهاء من عملية رفح جنوب القطاع.

قال الكاتب الإسرائيلي مارتن أولينر، وهو رئيس منظمة الصهاينة المتدينين في أمريكا، ورئيس مركز الحق والنزاهة، ورئيس معهد الثقافة من أجل السلام، وعضو لجنة الوكالة اليهودية: إنه على الرغم من كونه منتقد متكرر لتعامل الرئيس الأمريكي جو بايدن مع "إسرائيل"، إلا أنه يأمل نجاحه في إنهاء الحرب الحالية بـ "انتصار الدولة اليهودية في غزة ومنع التصعيد في لبنان".



وأعرب المبعوث الأمريكي عاموس هوشستين، عن ثقته بإمكانية التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء الصراع، قائلا: "لقد استمر الصراع على طول الخط الأزرق بين إسرائيل وحزب الله لفترة طويلة بما فيه الكفاية.. الأبرياء يموتون والعقارات تتدمر والعائلات مشتتة، والاقتصاد اللبناني مستمر في التدهور".


وأعرب الكاتب أولينر في مقال له نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" عن شكله  في فرص النجاح عبر المسار الدبلوماسي، بسبب "معاداة السامية المهووسة لحماس وحزب الله والممولين الإيرانيين، وعدم كفاءة إدارة بايدن تجاه إسرائيل".

وقال إن "أي اتفاق يتطلب من حزب الله أن يفي بالتزاماته بموجب القرار الدولي 1701 بنزع سلاحه بالكامل وترك المنطقة الواقعة جنوب نهر الليطاني، ولا أحد يعتقد أنه بعد 18 عاما سيتوجه الحزب إلى احترام التزاماته فجأة، ولقد أنهى هذا القرار حرب لبنان الثانية، ومنذ ذلك الحين، جمع حزب الله أكثر من 150 ألف صاروخ وأصبح القوة المهيمنة في الحكومة اللبنانية، لذا، كل ما تبقى هو النهج العسكري".

وأوضح أن "إسرائيل ظلت تقاتل وأيديها وراء ظهرها طوال هذه الحرب، ونظرا لاعتمادها على الولايات المتحدة في الحصول على الذخائر، قبلت الدولة اليهودية الطلب غير المناسب واحدا تلو الآخر من واشنطن".

وذكر "لقد حان الوقت لاتباع نهج أكثر عدوانية في كل من غزة ولبنان، وينبغي على إسرائيل أن تقصف على الفور عمق لبنان وتغزو جارتها الشمالية".

واعتبر أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لذلك وهي: أنه  تم تهجير عدد كبير جدا من الإسرائيليين لفترة طويلة جدا؛ ولا توجد طريقة لكسب الحرب دون تحطيم أعدائنا، وقد فشل نهجنا في غزة، الأمر الذي أدى إلى دروس يجب أن نتعلمها على الفور".

وأضاف "غادر الـ 60 ألف شخص الذين تم إجلاؤهم من المجتمعات الشمالية منازلهم في 7 أكتوبر متوقعين العودة بعد عدة أيام، ولقد مرت عدة أشهر بالفعل، وتم تجاهل محنتهم من قبل المسؤولين الإسرائيليين والعالم الأوسع".

وأوضح "حتى مستهلكو الأخبار المتعلمون في أمريكا لا يعرفون أن عدد الصواريخ التي تم إطلاقها على إسرائيل في هذه الحرب من لبنان أكبر من عدد الصواريخ التي تم إطلاقها من غزة، وأن النيران اجتاحت 80 كيلومترًا مربعا".


وقال إن "هناك أيضا عدد كبير جدا من الإسرائيليين الذين يعيشون في خوف في المناطق التي لم يتم إخلاؤها ولكن صواريخ حزب الله وصلت إليها في هذه الحرب، ولقد عرضنا حياة أطفالنا للخطر، وحان الوقت لكي يتوقف ذلك".

وذكر أنه دعم بنيامين نتنياهو وائتلافه اليميني، إلا أنه ولكن لا فائدة من إبقاء الحكومة متماسكة إذا لم تتمكن من أداء الحد الأدنى من التزامها بالحفاظ على سلامة "سكانها ومواطنيها، باعتبار أن الحكومة تدين لسكانها الشماليين بالقتال بطريقة أكثر فعالية.. فهو لا يتم الفوز بالحروب دفاعيا أو من خلال نهج عقيم في الهجوم".

وقال إن السبب الثاني لغزو لبنان هو أنه "يجب القتال من أجل النصر، ولقد كانت إسرائيل تتفاخر أمام العالم بنجاحها النسبي في التقليل من الخسائر البشرية التي يتكبدها عدوها في حروب المدن، وبالتأكيد عند مقارنتها بالولايات المتحدة، وقد جاء هذا النجاح على حساب التكلفة غير المقبولة المتمثلة في أرواح جنودنا الشباب الذين مُنعوا من إطلاق النار".

وزعم أنه "لقد حان الوقت لكي تستخدم إسرائيل القوة الكاملة وتتوقف عن القلق بشأن رد فعل أمريكا، وعلى إسرائيل أن تضع سياساتها الخاصة.. فإذا كانت تستوفي المعايير الأمريكية التي أقرها الحزبان الجمهوري والديمقراطي، فهذا عظيم، ولكن إذا لم تكن كذلك، فليكن".

وأضاف "يجب التخلص من فكرة أن على الجيش الإسرائيلي أن يدير حربا نظيفة بموافقة المحكمة العليا، وقد ينجح هذا الأمر بشكل جيد في المناوشات أو العمليات الصغيرة، لكنه ببساطة لا ينجح في حرب خطيرة متعددة الجبهات".

وقال "بالطبع، سيكون هناك الكثير من الضحايا من جانبنا إذا قمنا بغزو لبنان، لكن الجيش الإسرائيلي سيتخذ الاحتياطات اللازمة للحفاظ على جنوده محميين، والطريقة الوحيدة لتحقيق النصر هي إلحاق خسائر فادحة بعدوك. هناك حاجة للتدمير والقتل: هذا هو ما تعنيه الحرب".

وبين أن "هذا يقودنا إلى السبب الأخير لتصعيد الحرب في لبنان: نحن نخسر الحرب في غزة، لأننا كنا حذرين بشكل مفرط، ويتم بذل الكثير من الجهود لتوفير المساعدات الإنسانية لسكان العدو في غزة، الذين بدلا من تقديم معلومات لمساعدتنا في العثور على رهائننا، قاموا باحتجازهم هم أنفسهم كأسرى".


واعتبر أن الكاتب أولينر إن هذا كان "مطلبا آخر غير مناسب لإدارة بايدن، التي تحجب شحنة رئيسية من القنابل التي يبلغ وزنها 2000 رطل والتي يمكن استخدامها في هذا النوع من الضربات التي يمكن أن تنهي الحرب بنجاح".

وختم أنه "عندما يأتي نتنياهو إلى الكونغرس في الشهر المقبل، فمن المؤكد أنه سيعلن النصر في الحرب، وآمل بحلول ذلك الوقت أن يكون له ما يبرره في القيام بذلك".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية إسرائيل لبنان حزب الله لبنان إسرائيل بيروت حزب الله صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

وزير إسرائيلي يتوعد لإيران وحزب الله ويهدد: سنتحرك بكل قوة

علق وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، يوم السبت، على تحذير بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، بأنه إذا شرعت إسرائيل في "عدوان عسكري شامل" على لبنان "فسوف تندلع حرب إبادة".

 

مظاهرات ضخمة في 80 منطقة داخل إسرائيل وغانتس يشارك.. فيديو

وقال كاتس في منشور على حسابه بمنصة "إكس" إنه "إذا لم يوقف حزب الله إطلاق النار وينسحب من جنوب لبنان فسنتحرك ضده بكل قوة حتى يتم استعادة الأمن ويعود السكان إلى منازلهم".

 

وأضاف أن "النظام الذي يهدد بالتدمير يستحق التدمير".

 

وكانت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة قد قالت يوم الجمعة في منشور على منصة "إكس"، إنه إذا شرعت إسرائيل في "عدوان عسكري شامل" على لبنان فإن "كل الخيارات بما في ذلك المشاركة الكاملة لمحور المقاومة ستكون مطروحة على الطاولة".

 

ومنذ شنّت حركة حماس هجوما غير مسبوق على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر، يتبادل حزب الله المدعوم من إيران وإسرائيل القصف عبر حدود لبنان الجنوبية بشكل شبه يومي.

وتصاعدت حدّة التوترات بين الطرفين في الأيام الأخيرة مع تزايد المخاوف من اندلاع حرب واسعة قد تشعل نزاعا إقليميا.

 

وأدّى العنف المستمر منذ أكثر من ثمانية أشهر بين حزب الله والجيش الإسرائيلي إلى مقتل 482 شخصا على الأقل في لبنان، أغلبيتهم من مقاتلي حزب الله و94 مدنيا، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس.

 

وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل ما لا يقل عن 15 عسكريا و11 مدنيا، بحسب السلطات الإسرائيلية.

وحذر رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي، الأحد الماضي، من أن أي عملية عسكرية إسرائيلية في لبنان ربما تدفع إلى رد إيراني دفاعا عن جماعة حزب الله النافذة هناك، ما من شأنه أن يؤدي إلى حرب أوسع نطاقا قد تعرض القوات الأميركية في المنطقة للخطر.

إيران ستكون أكثر ميلا لدعم حزب الله

وأوضح الجنرال سي كيو براون أن إيران "ستكون أكثر ميلا لدعم حزب الله" اللبناني، مضيفا أن طهران تدعم مقاتلي حركة حماس في غزة، لكنها ستقدم دعما أكبر لحزب الله اللبناني "خاصة إذا شعروا (الإيرانيون) أن حزب الله يتعرض لتهديد كبير".

 

وهدد مسؤولون إسرائيليون بشن عملية عسكرية في لبنان إن لم يتم التوصل إلى نهاية تفاوضية لإبعاد حزب الله اللبناني عن الحدود.

 

وقبل أيام فقط، قال الجيش الإسرائيلي إنه أجاز خططا لشن هجوم في لبنان، حتى في حين تعمل الولايات المتحدة على وضع حد لأشهر من الهجمات العابرة للحدود ومنعها من التصاعد إلى حرب شاملة.

 

وأفاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد الماضي، بأنه يأمل التوصل إلى حل دبلوماسي، لكنه أوضح أنه سيحل المشكلة "بطريقة مختلفة" إن لزم الأمر، مضيفا: "يمكننا القتال على عدة جبهات، ونحن مستعدون للقيام بذلك".

 

مقالات مشابهة

  • وزير إسرائيلي يتوعد لإيران وحزب الله ويهدد: سنتحرك بكل قوة
  • لبنان يدعو الدول للتضامن معه في مواجهة تهديدات إسرائيل
  • هاجم نتنياهو.. وزير إسرائيليّ سابق عن نصرالله: لا يُريد الحرب
  • هل ستندلع حرب لبنان قريباً؟ قناة إسرائيلية تكشف!
  • القنابل الإسرائيلية دمرت مساحات كبيرة من قرية لبنانية وسط مخاوف من اتساع الحرب
  • تقرير لـMiddle East Eye: في حال اندلاع حرب.. حزب الله لن يكون عدواً سهلاً لإسرائيل
  • الساعون إلى منع حرب إسرائيل على لبنان لن ييأسوا
  • الجنوب أسير الحل الدبلوماسي الأميركي
  • مسؤول إسرائيلي: لسنا مستعدين لإخلاء الشمال بحال الحرب مع لبنان
  • السفارة الروسية في بيروت تنصح الروس بـ"تأجيل السفر إلى لبنان إن أمكن"