أثير – جميلة العبرية

يعد القرض حلًا ماليًا يلجأ إليه الشباب المقبلين على الزواج لتغطية التكاليف والنفقات التي تشهد ارتفاعًا متزايدًا، لكن يبقى هذا الحل محفوفًا بالمخاطر وله تبعات سلبية قد تصل إلى التعاسة الزوجية والطلاق.

حول هذا الموضوع الهام، التقت “أثير” بالدكتور طلال الرواحي، مقدم برامج تلفزيونية وإذاعية واستشاري تربوي وخبير في التطوير الفردي والمؤسسي، الذي يرى أن القروض قبل الزواج تعد من أكبر الأخطاء المالية التي اعتاد عليها المجتمع، وليس المجتمع العماني فقط، وإنما حتى المجتمع العربي.

وأوضح الرواحي أن الأغلبية لديهم احتياجات يسعون إلى تحقيقها مثل العمل والمسكن والزواج، إلا أن الكثير منهم يستعجل الأمر، فيلجأ إلى الدين والقروض الربوية.

مؤكدًا: “من خلال تجربتي في الاستشارات، من يبدأ بقرض ربوي يواجه عسرًا في الحياة وضيقًا في النفس، وهي تبعات لما بدأ به حياته. وللأسف، لا يوجد وعي كافٍ بهذا الشأن، حيث يتكرر هذا الفعل من جيل إلى جيل، مما يعزز مقولة إنشتاين: “إذا قمت بنفس الأفعال لا تنتظر نتائج مختلفة”. فإذا أردنا تغيير النتائج المتعلقة بظاهرة “الزواج بقرض”، لا بد أن نغير الفعل أولًا، فليس هناك فائدة في أن يظل الشخص وزوجه مديونين طوال حياتهما”.

وعن أسباب هذا التوجه، أشار الرواحي إلى أن غلاء المهور هو السبب الأبرز. وأضاف: “خوفًا من تأخر الزواج لعدم المقدرة، يلجأ الكثيرون إلى القرض. أنا مع الزواج المبكر وأشجع عليه، ووفق دراسة مصغرة قمت بها، وجدت أن 72% من المشاكل الأخلاقية سببها تأخر سن الزواج، وبالتالي الحل هو الزواج المبكر”.

وأوضح بأنه يمكن الجمع بين الزواج المبكر وعدم اللجوء إلى القرض عن طريق تقليل المهور، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: ‘أكثرهن بركة أقلهن مهرا’، وتقليل تكاليف يوم العرس، فهناك مظاهر مبالغ فيها وأيام عديدة لفعاليات العرس، كما أن البعض عندما يأخذ قرضًا يسعى لصرفه كله حتى لو لم تكن هناك حاجة لذلك.

وأضاف الرواحي: “أصبحت القروض ليست للزواج فقط، بل حتى لشهر العسل، الظاهرة التي صدرت لنا عبر الأفلام، لذلك يجب على الشاب تكييف نفسه وفق إمكانياته ومتى ما تيسرت أموره يسافر مع زوجته متى ما شاء”.

وأكد الرواحي أن الحلول لهذه الظاهرة تبدأ بالوعي، ثم الوعي، ثم الوعي. ويشمل ذلك التخطيط المالي السليم وعدم مقارنة أنفسنا بالآخرين، كما أن لأهل الزوجة دور في تقليل متطلبات الزواج بشكل عام، فلا يعقل أن نحمل الدولة مسؤولية غلاء المهور، مشيرًا إلى أن أغلب حالات الطلاق إما لسبب مالي نظرًا لكثرة مصاريف ليلة الزواج، وإنت بسبب الهاتف النقال لتفتيش الزوجين لهواتف بعضهما البعض.

المصدر: صحيفة أثير

إقرأ أيضاً:

مؤشر حيوي واعد للكشف المبكر عن الإنتان

كشفت دراسة حديثة عن إمكانية الكشف المبكر عن مرض الإنتان (المعروف أيضا بتعفن الدم) المهدد للحياة من خلال أحد بروتينات الجهاز المناعي التي تلعب دورا في الاستجابة الالتهابية. والإنتان هي حالة طبية خطيرة ناتجة عن استجابة مفرطة من الجهاز المناعي للعدوى.

وأجرى الدراسة باحثون في مستشفى صحة الأطفال في تيمبل ستريت ومستشفى روتندا في أيرلندا، وقُدمت في مؤتمر الجمعية الأوروبية لعلم الأحياء الدقيقة السريرية والأمراض المعدية العالمي، الذي أقيم في 11 أبريل/نيسان الجاري، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.

يعتمد التشخيص الحالي للإنتان على مؤشرات حيوية تقليدية مثل بروتين سي التفاعلي أو هرمون البروكالسيتونين، إلا أن هذه المؤشرات تتأخر في الاستجابة، ونظرا لأن الإنتان يتطور بسرعة فإن هناك حاجة ملحة إلى وجود مؤشر حيوي يوفر تشخيصا أسرع وأكثر دقة، حيث يمكن أن يسهم في إنقاذ الأرواح من خلال تمكين التدخل الطبي في الوقت المناسب.

قامت الدراسة التي شملت 252 مريضا يعانون من اشتباه بالإنتان من فئات مختلفة (بما في ذلك أطفال وحوامل ومواليد جدد)، حيث جمعت لهم عينات متتابعة أثناء فترة العلاج، وقد تم تصنيفهم حسب نوع العدوى ودرجة الاستجابة الالتهابية.

التشخيص الحالي للإنتان يعتمد على مؤشرات حيوية تقليدية مثل بروتين سي التفاعلي أو هرمون البروكالسيتونين (دويتشه فيله) البروتين المتفوق

وقد أظهر بروتين الإنترلوكين-6 أداء متفوقا مقارنة بالمؤشرات الحيوية التقليدية في التمييز بين العدوى البكتيرية وغير البكتيرية، كما أثبت فاعليته في تصنيف شدة الإنتان، مما يجعله أداة حاسمة لتوجيه العلاج المناسب في الوقت المناسب.

إعلان

وأوضح الدكتور شون ويلان، وهو المؤلف الرئيسي للدراسة، أن "بروتين الإنترلوكين-6 يتميز بسرعة استجابته مقارنة بالمؤشرات الأخرى، حيث يفرز خلال ساعة إلى ساعتين من الإصابة بالإنتان، ويبلغ ذروته بعد 6 ساعات، وينخفض بعد 24 ساعة، في حين أن المؤشرات الحيوية التقليدية مثل بروتين سي التفاعلي وهرمون البروكالسيتونين يصلان إلى الذروة بعد 48 و24 ساعة على التوالي، وهذه الاستجابة السريعة تجعله مرشحا مثاليا للكشف المبكر عن الإنتان".

مقالات مشابهة

  • نجوى رجب: تنظيم الأسرة في بداية الزواج حق مشترك يضمن سعادة الطرفين
  • بنكا مصر والأهلي يدرسان أسعار الفائدة على القروض.. «الشخصي والسيارة»
  • مصطفى الروبي يكتب: حلول متكاملة لمشاكل قطاع النقل البحري
  • السودان مأساة لا تنتهي: آلاف النازحين يصلون شمال دارفور هربًا من قوات حميدتي
  • الشيب المبكر: الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى ظهور الشعر الرمادي في سن الشباب
  • حكم الاقتراض من البنوك.. أمين الفتوى يجيب
  • حكم القرض يختلف بحسب الغرض منه.. أمين الفتوى يوضح
  • مؤشر حيوي واعد للكشف المبكر عن الإنتان
  • ودائع الصيرفة الإسلامية بالقرض الشعبي الجزائري تصل إلى 53 مليار دج
  • عمرو زكي.. رحلة البلدوزر المصري من النجومية إلى الاعتزال المبكر