الإمارات تواصل طموحها لتطوير الصناعات الفضائية
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
تواصل دولة الإمارات طموحاتها الرامية لمواكبة المنافسة العالمية في الصناعات الفضائية والأقمار الاصطناعية، عبر إطلاق المشاريع الرامية إلى توطين الصناعات المتطورة ودمجها في الاقتصاد الوطني، ضمن “الاستراتيجية الوطنية للصناعة والتكنولوجيا المتقدمة”، والتي تستهدف رفع مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم العام 2031، وفقاً لورقة بحثية حديثة أعدها مركز “انترريجونال للتحليلات الاستراتيجية” في أبوظبي.
وأكدت الورقة أن دولة الإمارات تسعى لتعزيز قوتها التنافسية العالمية في القطاعات التي تحظى بمنافسة دولية كبيرة ومن ضمنها اقتصاد الفضاء، والذي يعد أحد ألويات الدولة خلال الـ 50 عاماً المقبلة ، حيث يسهم تطوير الأقمار الاصطناعية في تلبية مختلف الاحتياجات الاقتصادية للدولة.
وقال “انترريجونال”:إن قطاع الفضاء الإماراتي يعد من الأكثر تقدماً حيث بلغ إجمالي الاستثمارات فيه نحو 40 مليار درهم فيما أطلقت وكالة الإمارات للفضاء برنامج مناطق الفضاء الاقتصادية، والذي يشمل تأسيس 6 مناطق اقتصاد فضائية في الدولة، لدعم الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة، كما أُعلنت الوكالة عن إنشاء صندوق الفضاء الوطني بقيمة 3 مليارات درهم، لتعزيز استثمارات رواد الأعمال وشركات القطاع الخاص، والعمل على تمويل وتسهيل تطوير الأنشطة والمشاريع الفضائية المستقبلية.
وبحسب المسح الاقتصادي للفضاء 2023، ارتفع إجمالي الإنفاق في قطاع الفضاء الوطني بنسبة 6.61% مقارنة بالعام 2022 و شكل الإنفاق الحكومي 55.7% من الإجمالي، بزيادة بلغت 12.7%، وشكل الإنفاق التجاري 44.3% من إجمالي الإنفاق في قطاع الفضاء وارتفع الإنفاق على الأبحاث والتطوير بنسبة 14.8%، فيما شكّل الإنفاق على الأبحاث والتطوير في مجال استكشاف الفضاء 76.8% من إجمالي الإنفاق، كما استحوذت الكوادر الإماراتية على نسبة 38.5% من العاملين في قطاع الفضاء في الدولة.
وقال “انترريجونال”: إن وكالة الإمارات للفضاء حققت العديد من الإنجازات الهامة ضمن قطاع الفضاء المحلي والدولي منذ تأسيسها العام 2014، ومن بينها إطلاق وتنفيذ خطة استراتيجية شاملة، وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم مع أهم الجهات الفاعلة في قطاع الفضاء المحلي والإقليمي والعالمي.
وأضاف أن جهود وكالة الإمارات للفضاء أسهمت في ترسيخ مكانة وريادة دولة الإمارات على خارطة الفضاء العالمية، ليعد القطاع ضمن القطاعات المساهمة دفع الابتكار وخلق فرص عمل جديدة ما يرسخ مكانة الدولة وتنافسيتها بما يتماشى مع الأهداف الطموحة لـ”مئوية الإمارات 2071″.
ولفت مركز “انترريجونال” إلى أهم المشاريع الكبرى التي تقودها دولة الإمارات في قطاع الفضاء وأبرزها : مشروع الإمارات لاستكشاف المريخ “مسبار الأمل” و استكشاف القمر ومهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات، والتي تعد المهمة الأولى من نوعها والتي ستستمر على مدار 13 عاماً مقسمة على مرحلتين.
وأشار المركز إلى جهود دولة الإمارات لفتح المجال أمام شركات القطاع الخاص للمساهمة في تطوير الصناعات الفضائية وبناء الأقمار الصناعية التي تشهد تطوراً كبيراً مثل تطوير أقمار صناعية ذات خصائص روبوتية يمكنها، القيام بمهام إصلاح الأجزاء المتضررة في الأقمار الصناعية الأخرى وغيرها من القدرات التقنية الكبيرة ، مشيراً إلى دخول شركات وطنية أبرزها شركة “الياه سات” ضمن المنافسة العالمية بالقطاع والتي تعتبر واحدة من أفضل 10 شركات للاتصالات الفضائية في العالم.
واستعرض “انترريجونال” جهود العديد من الرامج الإماراتية المتعلقة بأقمار الاصطناعية وأبرزها : البرنامج الوطني للأقمار الاصطناعية الرّادارية (سرب) في الوقت الذي يتولى مركز محمد بن راشد للفضاء منذ العام 2006 مسؤوليات تصميم وتصنيع وتشغيل الأقمار الاصطناعية المتقدمة وسيصبح MBZ-SAT، المقرر إطلاقه عام 2024، أكثر الأقمار الاصطناعية تقدما في المنطقة في مجال صور الأقمار الاصطناعية عالية الدقة بالإضافة إلى جهود هيئة كهرباء ومياه دبي في تطوير الأقمار الاصطناعية.
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الأقمار الاصطناعیة فی قطاع الفضاء دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
تعاون لتنفيذ مركبة الهبوط على كويكب "جوستيشيا"
بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس المجلس الأعلى للفضاء، وقعت وكالة الإمارات للفضاء ومعهد الابتكار التكنولوجي TII، اتفاقية تعاون، لتصميم وتصنيع مركبة الهبوط على كويكب "جوستيشيا"، والتي ستكون على متن المستكشف محمد بن راشد الخاص بمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات.
ووقع اتفاقية التعاون من كلا الجانبين الدكتور أحمد بالهول الفلاسي، وزير الرياضة، رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، وفيصل البناي، مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة لشؤون الأبحاث الاستراتيجية والتكنولوجيا المتقدمة، الأمين العام لمجلس أبحاث التكنولوجيا المتطورة، ممثلاً عن معهد الابتكار التكنولوجي.
وبموجب الاتفاقية سيقود المعهد مراحل التصميم والتطوير والاختبار لمركبة الهبوط، إلى جانب إتاحة الفرصة للشركات الناشئة للمشاركة بالمشروع، بما يتماشى مع استراتيجية وكالة الإمارات للفضاء بتخصيص 50٪ من تطوير مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات لشركات القطاع الخاص بالدولة، والمساهمة في خلق فرص اقتصادية كبيرة وتحفيز الشركات الناشئة الإماراتية وجذب الشراكات الدولية.
من جانبه، قال المهندس محسن العوضي، مدير مشروع الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات: إن الجدول الزمني لمهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات يسير وفق الخطة الموضوعة، وسنواصل العمل جنبًا إلى جنب مع شركائنا من جميع الجهات لضمان نجاح المهمة وتطوير منظومة متكاملة مستدامة لقطاع الفضاء الوطني، مما يضع دولة الإمارات في مقدمة الدول الرائدة في هذا المجال الحيوي.
وتمتد مهمة الإمارات لاستكشاف حزام الكويكبات إلى مدار 13 عامًا؛ حيث تنقسم إلى 6 سنوات لتصميم وتنفيذ المركبة الفضائية، و7 سنوات لاستكشاف حزام الكويكبات الرئيسي بين المريخ والمشتري، وإجراء سلسلة من المناورات القريبة لجمع بيانات لأول مرة عن سبع كويكبات في حزام الكويكبات الرئيسي، ثم تنتهي بالتحليق الأخير والهبوط على الكويكب السابع "جوستيشيا".
وتهدف المهمة إلى بناء فهم أعمق لخصائص الكويكبات وأصولها وتكوينها وتطورها، وفتح آفاق جديدة لفهم أوسع عن تشكيل نظامنا الشمسي، والتعرف على أصولها الغنية بالمياه كمورد قابل للاستخدام، وتقييم وجود المواد العضوية والمتطايرة في حزام الكويكبات.