تحذير نصرالله لقبرص يضرب الجهود الحكومية لتأمين الحد الأدنى من شبكة الأمان السياسية
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
كتب محمد شقير في "الشرق الاوسط": تحذير أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصرالله قبرص من أن الحزب سيعدّها جزءاً من الحرب إذا سمحت لإسرائيل باستخدام مطاراتها لتوسعة الحرب على لبنان لم يكن صائباً، لخروجه عن الدبلوماسية في التخاطب بين الدول، وكان في غنى عنه لو أوكل أمره في هذا الخصوص إلى حكومة تصريف الأعمال، أو إلى حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري، بعد أن فوضه بالتفاوض مع الوسيط الأميركي آموس هوكستين في سعيه لخفض منسوب التوتر في جنوب لبنان، إفساحاً في المجال لتهدئة الوضع فيه، بالتلازم مع وقف النار على الجبهة الغزاوية.
ومع أن نصرالله توخى من رفع السقف السياسي في تحذيره لقبرص، منع إسرائيل، كما تقول مصادر الحزب لـ"الشرق الأوسط"، من توسعة الحرب جنوباً، فإن اللهجة السياسية التي اعتمدها، من وجهة نظر معارضيه وحلفائه على السواء، لم تكن صائبة، وكان في غنى عنها؛ لأنها ترفع من منسوب الانكشاف السياسي للبنان، فيما تبحث الحكومة عن تأمين شبكة الأمان السياسية لدرء الأخطار التي تهدده في حال أقدمت إسرائيل على توسعة الحرب التي لا يريدها الحزب، وإن كان يستعد لها. نصرالله بتحذيره، قوبل بموقف أوروبي اتسم بتضامن غير محدود مع قبرص، العضو في الاتحاد الأوروبي، وشكّل إحراجاً للدول التي كانت السباقة في الإعلان عن تضامنها مع غزة وتنديدها بالعدوان الإسرائيلي، أو تلك التي بادرت بلا أي تردد للاعتراف بدولة فلسطين. ناهيك عن أن نصرالله، بتحذيره الشديد اللهجة لقبرص، عزّز الاعتقاد السائد لدى معظم دول الاتحاد الأوروبي، ومعها عدد من الدول العربية، بأنه هو من يمسك بقرار السلم والحرب من دون العودة إلى الدولة اللبنانية بوصفها صاحبة القرار، وبالتالي، فإن إحجام حكومة تصريف الأعمال عن التعليق على تحذيره لا يعني موافقتها على بياض على كل ما أورده فيه، كما أن الظروف الصعبة التي يمر بها لبنان لا تسمح بتعميق الانقسام بين اللبنانيين على خلفية تفرُّد الحزب بقراره في مساندة "حماس" من دون رجوعه إلى الحكومة، فيما المطلوب تحصين الجبهة الداخلية في مواجهة عدوان إسرائيل والتهديدات التي يطلقها رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو بتوسعة الحرب، بالتلازم مع الاتصالات التي يتولاها الرئيس نجيب ميقاتي لاستقدام الضغط الخارجي المطلوب، ليس لتأمين شبكة أمان للبنان فحسب، وإنما لمنعه من توسعتها. تتعامل القوى السياسية المحلية مع موقف دول مجلس التعاون بمناصرتها للشعب اللبناني ودعمها المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره وسلامة أراضيه، من زاوية أن علاقتها بـ"حزب الله" ليست مريحة، لا بل ما زال يشوبها الكثير من الشوائب، وهذا ما يفسر حصر تعاطيها مع الدولة اللبنانية من دون التفاتها لـ"حزب الله". حتى إن العدد الأكبر من المسؤولين في الدولة اللبنانية يتعاطى مع المواجهة في الجنوب انطلاقاً من إدانته للعدوان الإسرائيلي، وتأكيد التزامه بالقرار 1701، من دون ذكرهم لمساندة "حزب الله" لـ"حماس"، رغبة منهم بتفادي الإحراج أمام المجتمع الدولي. وعليه، لم يكن "حزب الله" مضطراً للدخول في مشكلة بلا جدوى مع الدول الأوروبية، وتحديداً تلك التي اعترفت بالدولة الفلسطينية، والانجرار إلى مواجهة غير محسوبة تلحق الضرر بموقع لبنان الرسمي في مخاطبته للمجتمع الدولي لمنع إسرائيل من توسعة الحرب، خصوصاً أن الحزب في مواجهته هذه، كما تقول مصادر دبلوماسية غربية لـ"الشرق الأوسط"، لم يتمكن من كسب ود معظم الدول؛ سواء أكانت عربية أم أوروبية، بخلاف الدعم الذي يتلقاه من الدول المنتمية إلى محور الممانعة. فالحذر يبقى قائماً للحد من انكشاف لبنان سياسياً، لما يترتب عليه من تداعيات تؤثر سلباً على الجهود الرسمية لتأمين الحد الأدنى من شبكة الأمان السياسية، ليكون في وسعه، في حال استمرت الحرب، أن يحمي ظهره من توسعتها، وهذا ما يحتم على الحزب الوقوف خلف الدولة بدلاً من أن يتقدّم عليها بقرارات يتخذها بمفرده.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله مع الدول من دون
إقرأ أيضاً:
حزب الجيل ينظم حفل سحوره السنوي بحضور رؤساء الأحزاب والكيانات السياسية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظم حزب الجيل الديمقراطي حفل سحوره السنوي بحضور كبير من النخب السياسية والتنفيذية ورموز العمل العام.
حضر الحفل وزير الشؤون النيابية المستشار محمود فوزي، نائب رئيس حزب مستقبل وطن والأمين العام أحمد عبد الجواد، الدكتور هيثم الشيخ مقرر تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، النائب محمود سامي نائب رئيس حزب المصري الديمقراطي الاجتماعي ورئيس الهيئة البرلمانية للحزب، الدكتور إبراهيم الشهابي، عضو مجلس أمناء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين ونائب رئيس حزب الجيل الديمقراطي، الدكتور محمد موسى عضو مجلس أمناء تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، وعدد من الشخصيات العامة والسياسية.
وخلال كلمته، أكد ناجي الشهابي، رئيس حزب الجيل الديمقراطي، أن الحزب يضع مصلحة الوطن والمواطن في مقدمة أولوياته، ويعمل جاهدا على تحقيق رؤيته في التنمية والإصلاح والتقدم، وأن لقاءنا اليوم فرصة ثمينة لتعزيز العلاقات وتبادل الأفكار ومناقشة تطلعاتنا المشتركة، مستلهمين من روح رمضان وانتصاراته معاني الصبر والعزيمة والإخلاص في العمل.
وأوضح الشهابي، أن الحزب يرى أن دور الأحزاب السياسية لا يقتصر على الحضور الانتخابي والنيابي فقط بل هو دور يمتد ليشمل العمل علي صياغة سياسات واضحة وفعالة تساعد صناع ومتخذي القرار على معالجة هموم المواطن اليومية وبما يوفر له فرصة حياة كريمة في ظل دولة قوية وعادلة وإننا في هذا اليوم لنؤكد التزامنا الكامل بمبادئنا الوطنية ولنعلن استمرارنا في النضال السياسي المسؤول الذي يعلي مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
وشدد رئيس الحزب على تجديدنا للعهد بأن نبقى دائما صوتا وطنيا يعبر عن تطلعات الشعب ومدافعين عن حقوقه، ومساهمين في بناء مستقبل مشرق لوطننا الحبيب.