الأزهر يدعو إلى وقف النزاع والاقتتال في السودان
تاريخ النشر: 6th, August 2023 GMT
أعرب الأزهر الشريف عن شديدِ أسفِه لما يشهده إقليم دارفور بغرب السودان من أعمالِ عنفٍ أسفرت عن مقتل مدنيين أبرياء وإصابتهم، وأجبرت مئات الأُسرِ على ترك مساكنهم وبلدانهم للفرار والنجاة بأرواحهم من ويلات الصراعات، داعيًا المولى -عز وجل- أن يحفظَ شعب السودان، وأن يوحِّد كلمته، ويُعجِّل بنهاية هذه المأساة، وأن يرزق السودان الأمن والأمان والسلامة والاستقرار.
الأزهر: ندعو الله أن يوحد كلمة السودانيين وأن يعجل بنهاية مأساتهم
ويدعو الأزهر حكماء السودان وأبناءَه إلى تغليب مصلحة وطنهم، والاحتكام لصوت العقل والحكمة، والرجوع إلى طاولة الحوار، ووقف النزاعات والصراعات التي لن ينتج عنها إلا مزيد من القتل والدمار.
كما يدعو الأزهر الشريف كافَّة المنظمات والهيئات الإغاثية الدولية لتسيير قوافل مساعدات إغاثية عاجلة للأقاليم المتضررة من الصِّراعات في دولة السودان.
قواعد اللغة العربية وتطبيقاتها
افتتحت أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب دورة تدريبية بعنوان: «قواعد اللغة العربية وتطبيقاتها»، وذلك بمشاركة (٣٥) طالبًا وطالبة من دولة "ماليزيا"، بحضور الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية د. نظير عياد، وسفير دولة ماليزيا لدى مصر السيد زماني إسماعيل. د. حسن الصغير رئيس الأكاديمية، السفير عبد الرحمن موسى مستشار شيخ الأزهر للعلاقات الخارجية.
وقال د. نظير عيّاد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، إن هذه الفعاليات المشتركة تؤكد على عمق العلاقة بين الأزهر الشريف ودولة ماليزيا، واهتمام فضيلة الإمام الأكبر أ.د. أحمد الطيب – شيخ الأزهر بالطلاب الوافدين، وطلاب ماليزيا الذين يدرسون في مختلف المراحل الدراسية، مشيرًا إلى أن هذه الدورة تؤكد على أهمية النظرة الايجابية، وأن البناء لابد وأن يكون على أساس متين ومستقيم وهو لا يتحقق إلا بالعلم والمعرفة الذي يجمع بين ما يتعلق بمراد النفس والبدن وبين الفكر والسلوك، ولا يوجد منهج علمي يجمع بين هذه المنطلقات وغيرها سوى هذا المنهج الأزهري، وهو ما ضمن لهذه المؤسسة البقاء والاستقرار.
أضاف عيَّاد أنه إذا كانت هذه المؤسسة قد سُبقت بالكثير من المؤسسات العلمية إلا أن الله -عز وجل- حفظها ورزقها الصمود والاستمرار، ومنَّ عليها بالمعرفة والعلم الذي يُعنى بالإنسان ولهذا صار الأزهر قبلة لطلاب العلم والباحثين عن المعرفة، مشيرًا إلى دور أكاديمية الأزهر العالمية في تدريب الأئمة والوعاظ وباحثي الفتوى، من خلال المقررات والمناهج التي تجمع بين مناهج متعددة جاءت من طبيعة الرسالة والدعوة المحمدية وهو ما أكسبها نوعًا من الواقعية والإيجابية، حيث تُعنى بقضايا الواقع الإنساني، كما تطرح ما يعرف بالفقه الافتراضي وهي بذلك تخطو خطوات مهمة لإعداد كوادر مهمة تقوم على المسئولية والعناية بهموم الأمة.
أوضح الأمين العام أن البرنامج الحالي يستهدف الطلاب والطالبات خاصة في هذا الوقت العصيب الذي يموج فيه العالم بالمشكلات المتعددة؛ حيث تأتي الدورة لإعداد كوادر مترابطة وجدانيًا وعلميًا وفكريًا يؤهلها للتعامل الأمثل مع قضايا الواقع، مشيرًا إلى أن هذه الدورة هي حلقة في سلسلة تبدأ مع طلاب ماليزيا ثم يتم تعميمها وذلك بغية الارتقاء بالإنسان بما يحقق صالح الإنسان وأوطانه.
فيما وجّه سفير ماليزيا السيد زماني إسماعيل الشكر والتقدير لفضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر، الأستاذ الدكتور أحمد الطيب ووكيل الأزهر الشريف الدكتور/ محمد الضويني وكل قيادات الأزهر الشريف على دورهم في تيسير عقد هذه الدورات التدريبية المهمة لطلاب ماليزيا، مؤكدًا أنها تعد هذه الفرصة تاريخية بالنسبة لطلابنا ومواطنينا؛ فهي أول دورة تدريبية مستقلة مع أكاديمية الأزهر في تاريخ سفارة ماليزيا بجمهورية مصر العربية، وهو صورة من صور التعاون الإيجابي والمثمر بين الدولتين، كما أن هذه الدورات تعد بالنسبة لنا فرصة لنشر المنهج الوسطي للأزهر الشريف وترتيب العقول والجوارح نحو تحقيق التعايش السلمي المنشود؛ بما يتناسب مع رسالة الإسلام العظيم.
وأوضح د. حسن الصغير، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية، أن هذه الدورات تأتي انطلاقًا من توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أ.د/ أحمد الطيب، بضرورة إعداد وتأهيل وتدريب الطلاب والطالبات الوافدين بالأزهر الشريف، بهدف تكوين عقلية أزهرية؛ تعي أصول الدين فهمًا وعملًا وسلوكًا، وتحسن التواصل الإيجابي مع الجماهير؛ مساهمة في إيصال الدعوة إلى الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، كما أن هذه الدورة على وجه الخصوص حرصًا من الأزهر الشريف على الارتقاء بأداء الطلاب الوافدين من دولة "ماليزيا" في كافة التخصصات العلمية، وأهمها اللغة العربية، بما يرتقي بالأسلوب الخطابي الدعوي المؤثر، واستقامة لسان الداعية وحسن عبارته، من خلال حقيبة تدريبية متخصصة؛ لتنمية المهارات اللغوية والأداء البلاغي لدى المتدربين، وتقديم معرفة نظرية وتطبيقية عن مهارات اللغة العربية؛ بما يؤهلهم للتواصل مع الجماهير بلغة صحيحة؛ للتعبير عن صحيح الدين بلغة عربية سليمة خالية من الأخطاء اللغوية والبيانية.
أضاف رئيس الأكاديمية أن الدورة تستهدف -أيضًا- صقل الموهبة الأدبية، وذلك في إطار النهوض بالمستوى العلمي والعملي للطلاب الوافدين، وتأكيدًا للدور المحوري للطلاب الوافدين في نشر مبادئ الدين الإسلامي الوسطى المعتدل في أنحاء العالم، خاصة في المجالات الشرعية والفكرية، حتى يكونوا على دراية بمجريات العصر وتطوراته، والدفاع والحديث عن القضايا المثارة بفكر مستنير، بما يسهم في الحد من أفكار التطرف والغلو والإرهاب، والمساعدة في استقرار المجتمعات الإنسانية، امتثالاً لأمر الله تعالى "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ".
كما رحَّب السفير عبد الرحمن موسى بالحضور مؤكدًا عمق العلاقات بين مصر وماليزيا واهتمام الأزهر الشريف برئاسة فضيلة الإمام الأكبر بالطلاب الوافدين وخاصة طلاب ماليزيا، ومشيرًا إلى أهمية هذه الدورات في دعم المستوى العلمي للطلاب وهي تمثل جزءًا مهمًا من رسالة الأزهر العالمية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الأزهر الصراعات السودان الأزهر العالمیة الأزهر الشریف اللغة العربیة الإمام الأکبر أن هذه
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: العربية ليست للتواصل والتفكير فقط.. بل لغة العقيدة والشريعة
قال الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، إن الحفاظ على اللغة والهوية العربية والإسلامية، مسؤولية دينية ووطنية ومجتمعية تقع على عاتق الجميع، كل في مكان عمله وتخصصه وحدود قدراته وإمكاناته، لنحافظ على ديننا وعقيدتنا وهويتنا، مؤكدا أننا ما أحوجنا إلى اليقظة والمقاومة لكل محاولات تذويب الهوية، والعمل الجاد على تقوية مناعتنا الحضارية، من خلال الاحتفاء بلغة القرآن والعناية بها، فهي مفتاح هويتنا، والاعتزاز بها اعتزاز بالهوية، وخدمتها خدمة للدين والوطن.
وأوضح وكيل الأزهر، خلال كلمته اليوم باحتفالية الأزهر باليوم العالمي للغة العربية، أن من فضل الله على الأمة أن ميزها بأجلى عقيدة، وأفصح لسان، وأعظم هوية، مؤكدا أن المحافظة على العقيدة واللسان والهوية مطلب شرعي، وواجب وطني، ومسؤولية مجتمعية، قائلا: "إذا كانت اللغة العربية أحد أركان هوية الأمة، فإن المحافظة عليها من الدين".
وأكد الدكتور الضويني، أن الواجب على كل مسلم أن يذود عن اللغة بقلبه حبا لها، وبلسانه تعلما ونطقا بحروفها وبلاغتها، وأن يزود نفسه ما استطاع من الثقافة العربية والإسلامية، وأن يكون على وعي بما تتعرض له اللغة والدين والهوية من هجمات شرسة، وأن يتنبه لصراع قديم متجدد، صراع خفية أدواته، خطيرة آثاره! وهو «صراع الألسنة واللغات»، مشددا على أن اللغة هي أحد أهم مكونات الهوية، ومن أهم عوامل البناء في مختلف الحضارات والثقافات، ومن أول ما يعنى الغزاة المحتلون بمحوه، ومن ثم فإن الصراع اللغوي صراع وجود وهوية.
واستنكر وكيل الأزهر، غياب الفصاحة العربية عن ألسنة كثير من أبنائنا الذين شغلوا عنها برطانات ولغات أعجمية، وأصبحوا يعمدون إلى بضع كلمات أجنبية يقحمونها بين الحين والآخر في حديثهم بلا داع أو مبرر، وكأنما اعوجاج اللسان العربي غاية التحضر والرقي، فضلا عن لافتات الشوارع وواجهات المؤسسات، التي تخلت عن اللغة العربية الفصحى، موضحا أن المشكلة ليست في استعارة بعض ألفاظ من لغات أخر، وإنما الأسى من أن يدور في فم المتكلم العربي لسان غيره، وأن يسكن دماغه عقل غيره!
وقال وكيل الأزهر، إن الاحتفال باليوم العالمي للغة العربية يذكرنا بالحال الذي تحياه هذه اللغة، فالواقع يعلن أن بعض أبناء الأمة العربية قد هجر اللغة الفصحى إلى اللهجة العامية بدعوى التسهيل والتيسير، وأن بعضهم يقدم اللغات الأجنبية عن لغته الأم، أو يرتضي اختراع خليط لغوي عجيب لا نسب له، وكأنهم يظنون بهذا أن التقدم لا يكون إلا بالانسلاخ من اللغة العربية، وكأن اللغة العربية هي المسئولة عن مشكلات حياتنا!، مؤكدا أن هذا الواقع اللغوي يفرض على الأمة العربية أن توجد طرائق متنوعة لتجذير اللغة العربية في نفوس أجيال المستقبل، لتبقى حية متوقدة في ألسنتهم وفي أفكارهم، بدءا من المدارس والمؤسسات التربوية، ومرورا بوسائل الإعلام المختلفة، ووسائل التواصل الاجتماعي المحدثة التي تأتي بالعجائب وغيرها من أدوات معاصرة.
وشدد وكيل الأزهر على أن اللغة العربية ليست مجرد لغة للتواصل والتفكير فقط، وإنما هي لغة العقيدة والشريعة التي ارتضاها الله رب العالمين لغة لكتابه وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم، كما أنها مفتاح علوم التراث، ولا غنى لعلم من علوم الشريعة عنها، مبينا أنه إذا استعجمت الألسنة صارت العلوم غريبة عن أهلها، وإذا فرق بين العلوم وأهلها صاروا على موائد الأمم العلمية أضيافا إن أحسن إليهم، ولذلك كان إكرام اللغة واللسان من إكرام الأمة، وضعف اللغة واللسان من ضعف الأمة.
وفي ختام كلمته، قال وكيل الأزهر، إن لغتنا العربية من أمضى أسلحة بقاء الأمة، وأننا بقدر مسئوليتنا عن الأمة سنحاسب على مكونات هويتها إن فرطنا فيها، داعيا إلى ضرورة تفعيل التشريعات الخاصة بحماية اللغة العربية والنهوض بها، بما يجعلها حاضرة في مختلف ميادين المعرفة والثقافة، والحياة العامة، والأنشطة الفنية والإعلامية، وأن تعمل الدوائر التربوية على إيجاد صيغ وبدائل مرغبة للنشء في دراستها والتكلم بها، مع ضرورة توفر إرادة حقيقية وقرار بآليات تنفيذية يعنى بتعريب العلوم المعاصرة، وأن تصطبغ الرسالة الإعلامية بالصبغة اللغوية الفصيحة، كما دعا فضيلته الدبلوماسيين العرب أن يحرصوا على النطق باللسان العربي في المحافل الدولية، والأوساط السياسية.
اقرأ أيضاًمحافظ الغربية يستقبل وكيل الأزهر الشريف في مستهل زيارته لافتتاح معهد محلة زياد الأزهري
وكيل الأزهر يبحث مع وزير الشئون الإسلامية السعودية الموضوعات ذات الاهتمام المشترك
وزير الأوقاف ووكيل الأزهر يقدمان واجب العزاء في والدة الدكتور جابر طايع