تحليل: الخيارات الأميركية تتضاءل أمام العثور على حل للحرب في غزة
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
مع اندلاع الحرب في غزة في السابع من أكتوبر الماضي، كانت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن على أمل في وقفها ومنع انتشارها بالشرق الأوسط.
ولكن بعد أكثر من ثمانية أشهر على استمرارها أصبحت المهمة أصعب أمام إدارة بايدن، التي تواجه تحديات عديدة، ما "يسلط الضوء على الضعف السياسي للرئيس بايدن قبل مناظرته" مع منافسه الجمهوري، دونالد ترامب بحسب تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال.
المحادثات التي تقودها الولايات المتحدة لم تنجح في وقف الحرب أو إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس، ولا تزال الحرب جارية داخل غزة، وتتكثف الهجمات عبر الحدود الشمالية لإسرائيل مع حزب الله، ناهيك عما يحدث في البحر الأحمر.
وعلى الصعيد السياسي الأمور ليست في أفضل أحوالها، إذا يتبادل البيت الأبيض ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو الاتهامات بتأخير شحنات الأسلحة والذخائر، وهو ما تنفيه واشنطن.
استمرار التوترات في الشرق الأوسط، تسلط الضوء على التحدي الذي يواجه إدارة بايدن في تحقيق "فوز" في السياسة الخارجية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية في نوفمبر، وهو ما لن يتحقق من دون "موافقة الأطراف المتحاربة التي تعمل ضمن جدول زمني مختلف تماما" عن جدول الإدارة الأميركية.
الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو (أرشيفية)ورغم تقديم خارطة طريق بمقترح إسرائيلي، إلا أن رئيس الوزراء، نتانياهو، أكد أنه لا تراجع عن هدف "القضاء على حماس" قبل وقف الحرب وتجاهل استراتيجية واشنطن الأوسع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وتحقيق الاستقرار على مستوى المنطقة، كما لم يُظهِر زعيم حماس يحيى السنوار سوى القليل من الاهتمام بوقف سريع لإطلاق النار، أو طالب بإنهاء الحرب.
خالد الجندي، وهو زميل باحث في معهد الشرق الأوسط يقول للصحيفة إن "نتانياهو والسنوار يتحدثان عن تفضيل وقف إطلاق النار، لكن كلاهما يحصلان على ميزة سياسية من الحرب".
وأضاف أن "نتانياهو لن يحب شيئا أكثر من تمديد محادثات وقف إطلاق النار إلى الأبد حتى يتمكن من البقاء في السلطة، لأنه في اللحظة التي تنتهي فيها الحرب، تدق ساعة نهاية ولايته".
وكان بايدن قد اعتبر أن خارطة الطريق تمثّل فرصة ينبغي عدم "تفويتها"، لأن "وقت انتهاء هذه الحرب قد حان".
ويتألف هذا المقترح "الشامل" من ثلاث مراحل وتمتد مرحلتاه الأولى والثانية على مدى 12 أسبوعا.
وأوضح بايدن أن المرحلة الأولى، التي تستمر ستة أسابيع، تتضمن "وقفا كاملا وتاما لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة بالسكان في غزة والإفراج عن عدد من الرهائن بمن فيهم النساء والمسنون والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات من المساجين الفلسطينيين".
الهجوم الإسرائيلي المتواصل أدى إلى تدمير قطاع غزةوسيسمح للفلسطينيين بالعودة الى "منازلهم وأحيائهم" في مختلف أنحاء القطاع بما في ذلك المناطق الشمالية التي تعرضت لأكبر قدر من الدمار جراء القصف الإسرائيلي والمعارك الضارية.
تزامنا، ستتم زيادة كمية المساعدات الانسانية التي تدخل القطاع ورفعها الى حمولة 600 شاحنة يوميا، بينما ستعمل أطراف في المجتمع الدولي على توفير مئات الآلاف من الوحدات السكنية والملاجئ الموقتة.
وبموجب المرحلة الثانية التي تمتد نحو ستة أسابيع كذلك، سينسحب الجنود الإسرائيليون بالكامل من قطاع غزة.
في المقابل، تقوم حماس بإطلاق سراح "كل الرهائن الأحياء الباقين" بما يشمل الجنود، وهي نقطة كانت موضع خلاف مع حماس في مراحل التفاوض السابقة.
وتشمل المرحلة الثالثة إطلاق عملية إعادة إعمار واسعة واستقرار للقطاع بدعم من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي. وأكد بايدن أنه سيعاد بناء المنازل والمدارس والمستشفيات.
ويشير التقرير إلى أنه في نهاية المطاف، قد يتوصل قادة الحرب إلى اتفاق، ولكن "ليس بالسرعة التي يأملها بايدن".
آرون ديفيد ميلر، زميل باحث في مؤسسة كارينغي للسلام يقول للصحيفة: "إن ساعتهم (نتانياهو والسنوار) غير متزامنة مع ساعة بايدن"، مشيرا إلى أنهم "أكثر انسجاما مع بعضهم البعض ويتحركون بشكل أكثر بطئا".
هجوم مكثف على غرب رفح والدبابات تداهم المنطقةبايدن حاول خلال الأشهر الماضية تحقيق "التوازن" بين تزويد إسرائيل بالأسلحة وانتقاد العمليات العسكرية الموسعة، والتي أودت بحياة 38 ألف فلسطيني في غزة، كثير منهم من النساء والأطفال.
وعلقت الولايات المتحدة، في مايو، شحنة قنابل لإسرائيل تزن 2000 رطل و500 رطل بسبب القلق بشأن التأثير الذي يمكن أن تحدثه في مناطق مكتظة بالسكان، لكن لا يزال من المقرر أن تحصل إسرائيل على أسلحة أميركية بمليارات الدولارات.
وفي أبريل، حذر بايدن إسرائيل من أن الولايات المتحدة ستتوقف عن تزويدها بالأسلحة إذا نفذت قواتها عملية كبيرة في رفح، المدينة الواقعة في جنوب غزة والتي تعد الملاذ الأخير للعديد من النازحين بسبب الحرب.
لكن هذه المحاولات لم تؤثر على نتانياهو، الذي توجه لتصعيد الموقف للرأي العام عندما نشر، الثلاثاء، مقطع فيديو باللغة الإنكليزية قال فيه إن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أكد له أن إدارة بايدن، تعمل على رفع القيود المفروضة على تسليم الأسلحة إلى إسرائيل، الأمر الذي رفض بلينكن تأكيده.
وفي كشف نادر عن محادثات دبلوماسية خاصة على مستوى رفيع، قال نتانياهو أيضا إنه أبلغ بلينكن أن "من غير المعقول" أن واشنطن "حجبت أسلحة وذخائر" عن إسرائيل في الأشهر القليلة الماضية.
قال مستشار اتصالات مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الخميس، إن تصريحات نتانياهو، "كانت مخيبة للآمال ولم نكن نتوقعها"، مؤكدا عدم علم البيت الأبيض أن نتانياهو سينشر مقطعا مصورا عن شحنات الأسلحة الأميركية لإسرائيل.
الدبلوماسي الإسرائيلي السابق، ألون بينكاس قال للصحيفة إن "سلوك رئيس الوزراء (نتانياهو) هو جزء من نمط التحريض على التوترات والمواجهات مع الإدارة (الأميركية) لإظهار أنه يقف في وجه الولايات المتحدة".
وأضاف أن "هذا الأمر مفبرك 100 في المئة".
البيت الأبيض: تصريحات نتانياهو مخيبة للآمال ولم نتوقعها قال مستشار اتصالات مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، الخميس، إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، "كانت مخيبة للآمال ولم نكن نتوقعها"، مؤكدا عدم علم البيت الأبيض أن نتانياهو سينشر مقطعا مصورا عن شحنات الأسلحة الأميركية لإسرائيل.بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على اندلاع الحرب في غزة، يتركز التقدم الإسرائيلي الآن على المنطقتين الأخيرتين اللتين لم تسيطر عليهما القوات حتى الآن، وهما رفح جنوب قطاع غزة والمنطقة المحيطة بدير البلح في وسط القطاع.
وشنت إسرائيل حملتها البرية والجوية على القطاع ردا على هجوم حماس عليها في السابع من أكتوبر مما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا لإحصاءات إسرائيلية.
وتقول سلطات الصحة الفلسطينية إن أكثر من 37400 شخص قتلوا منذ أكتوبر في الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تسببت في تدمير القطاع وجعلت كل سكان القطاع تقريبا بلا مأوى.
وقالت الأمم المتحدة، الجمعة، إن إسرائيل، باعتبارها القوة المحتلة في قطاع غزة، مسؤولة عن استعادة النظام العام والأمن في القطاع الفلسطيني حتى يمكن توصيل المساعدات الإنسانية، في ظل تحذيرات من مجاعة وشيكة.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة البیت الأبیض إطلاق النار قطاع غزة أکثر من فی غزة
إقرأ أيضاً:
حماس تُعقّب على المعارضة الأميركية لقرار الجنائية الدولية الأخير
عقبت حركة حماس ، اليوم الجمعة، على معارضة الولايات المتحدة الأمريكية، لقرار المحكمة الجنائية الدولية، بإصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، ووزير جيشه السابق يؤاف غالانت.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، إن قرار المحكمة الجنائية يعيد الاعتبار لقيم العدالة وحماية الإنسانية، ومن يعارضه فهو من مُنْكِري الإبادة في غزة .
وأضاف، "الموقف الأمريكي معزول، ويقف وحيداً في معارضة محكمة الجنايات، كما وقف وحيداً ضد قرار مجلس الأمن بوقف الحرب".
وتابع الرشق، "معارضة أمريكا لقرار الجنائية الدولية يعبر عن غطرسة القوة، وعدم احترام القانون الدولي الإنساني".
واعتبر أن دفاع أمريكا عن مجرمي الحرب الإسرائيليين، هو دفاع عن نفسها باعتبارها شريكاً كاملاً في جرائم الإبادة.
ودعا الرشق كافة الدول للتعاون مع المحكمة في جلب مجرمي الحرب نتنياهو وغالانت، ومنع إفلاتهما من المحاكمة.
المصدر : وكالة سوا