إعداد: ماريا معتضد 

مع انطلاق فصل الصيف، تواجه فرنسا سلسلة من الظواهر الجوية الاستثنائية، حيث تعم عواصف رعدية وأمطار غزيرة وانخفاضات في درجات الحرارة العديد من مناطق البلاد، تاركة السكان في حيرة من أمرهم تجاه هذه الظواهر المناخية الاستثنائية.

وتقول ألما، وهي من ساكنة العاصمة باريس: "يفترض أننا في فصل الصيف، ولكن مع هذه العواصف الممطرة ودرجات الحرارة المنخفضة، نشعر وكأننا في الخريف أو الشتاء.

ونشعر كذلك بالحيرة أمام هذه النزوات المناخية، خاصة في الفترة الصيفية".

ويعزى هذا الطقس السيئ، وفقا لمختصي الأرصاد الجوية، إلى ظاهرة مناخية محددة تسمى "القطرة الباردة".

ويقول مكتب الأرصاد الجوية الفرنسي (ميتيو فرانس) إن "القطرة الباردة هي عبارة عن جيب من الهواء ذي درجة حرارة منخفضة يقع على ارتفاع أكثر من 5000 متر. وعندما ينحرف التيار النفاث القطبي، فإن هذه الكتلة من الهواء البارد تنفصل عن الدوران المرتبط بهذا التيار لتهبط إلى خطوط العرض الخاصة بنا".

وأوضح المصدر أن "هذه المناطق ذات الضغط المنخفض ترتبط بكتلة هوائية غير مستقرة. وغالبا ما تسبب طقسا مضطربا، مع هطول أمطار غزيرة وهبات رياح قوية".

وأضاف (ميتيو فرانس) أن "هبوط الهواء البارد على ارتفاعات عالية، الموجود حاليا قبالة شبه الجزيرة الأيبيرية يؤدي إلى ارتفاع الهواء الساخن والرطب في تيار من الجنوب إلى الجنوب-الغربي على فرنسا، وهو ما يرتبط بدرجة كبيرة مع عدم استقرار العواصف".

وبسبب الطقس السيئ، تم وضع سبعة أقاليم في حالة تأهب برتقالي "أمطار وفيضانات"وهي: أوت ألب، وأور إي لوار، وإيزر، ولوار إي شير، ولواريه، وسارت وسافوا.

وفي هذه الأقاليم، تسببت الأمطار الغزيرة والفيضانات في أضرار بالغة وعزلت السكان . وبينما يقدر علماء الأرصاد الجوية الفرنسيون أن هذه الظاهرة ليست جديدة، يشير خبراء المناخ إلى أن التغيرات المناخية قد فاقمتها في السنوات الأخيرة .

وعلى الرغم من أن المجلس الأعلى للمناخ قد ثمن، في تقريره السنوي الذي نشر أول أمس الخميس، التقدم الذي أحرزته البلاد في خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، إلا أنه يؤكد أن هناك الكثير الذي يتعين فعله من حيث التكيف مع تغير المناخ .

وقال المجلس إن العام 2023 في فرنسا صنف كثاني أكثر الأعوام حرارة، مشيرا إلى أن البلاد شهدت سلسلة من الظواهر المناخية غير المسبوقة في السنوات الأخيرة، أبرزها الجفاف والحرائق المدمرة وموجات الحر والعواصف الشديدة والفيضانات. وبحسب المصدر نفسه، فإن قوة هذه الظواهر تتفاقم أكثر فأكثر.

وأكد التقرير، الذي أعدته لجنة من الخبراء، أن "الفجوة آخذة في الاتساع بين التدابير المتخذة للتعامل مع آثار تغير المناخ واحتياجات التكيف"، في حين تتفاقم المخاطر المناخية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة.

وقد تم إحراز تقدم ولكن بشكل متفاوت اعتمادا على القطاعات، وكان القطاع الفلاحي القطاع الذي يحرز التقدم المنشود.

وقال المصدر إن "السياسات الفلاحية على مدى الأشهر الـ 12 الماضية اتسمت بانخفاض في العمل المناخي العام".

ودعا المجلس الأعلى للمناخ إلى "تحديد مسار واضح للعقد 2030-2040، لنزود أنفسنا بالقدرة على تحقيق الحياد الكربوني بحلول العام 2050".

 

المصدر: أخبارنا

إقرأ أيضاً:

«مدبولي» يستعرض خطة مواجهة ارتفاع الأحمال وزيادة الطلب على الكهرباء في الصيف

التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم، المهندس محمود عصمت، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وذلك في إطار متابعة الاستعدادات الجارية، وخطة مواجهة ارتفاع الأحمال وزيادة الطلب على الكهرباء خلال موسم الصيف، وعدد من الملفات الأخرى الجاري العمل عليها خلال الفترة الحالية.

واستهل رئيس مجلس الوزراء اللقاء، بالإشارة إلى حرصه على عقد هذا الاجتماع في إطار المتابعة المستمرة لتأمين التغذية الكهربائية وضمان استقرارها خلال أشهر الصيف، في ضوء تنفيذ توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بإيجاد حلول حاسمة لمسألة تخفيف أحمال الكهرباء، مع وقفها خلال فصل الصيف تخفيفاً عن المواطنين، وكذا متابعة مستجدات الموقف الحالي للربط الكهربائي بين مصر وكل من المملكة العربية السعودية، واليونان، وإيطاليا.

وفي هذا السياق، لفت الدكتور مصطفى مدبولي إلى الجهود الحكومية المكثفة لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، بما يضمن تحقيق مستهدفات القطاع، وتحقيق الاستفادة المُثلى من دوره في جهود التنمية، بالإضافة إلى العمل على استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية.

وخلال اللقاء، أوضح وزير الكهرباء والطاقة المتجددة أن هناك اجتماعات دورية مشتركة بين وزارتي الكهرباء والبترول، لتنسيق الخطط والجهود بين الوزارتين بشأن توافر الإمدادات لقطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، بما يؤدي إلى تعزيز القدرة على وقف تخفيف الأحمال خلال فترة الصيف.

وفي ضوء ذلك، استعرض الوزير جهود تأمين التغذية الكهربائية وضمان استقرارها خلال فصل الصيف، مشيرًا إلى أنه يجري متابعة مستمرة لاستعدادات شركات الكهرباء للانتهاء من تنفيذ برامج الصيانة، والخطة الزمنية لإضافة القدرات الجديدة، كما يتم مراجعة الإجراءات التي تم اتخاذها لتطوير وتقوية الشبكة الموحدة لاستيعاب تلك الطاقات، بالإضافة إلى مراجعة المخطط الزمني للمشروعات الجاري تنفيذها والتوقيتات المحددة للربط على الشبكة الموحدة في ضوء استراتيجية الطاقة، وخطة مواجهة ارتفاع الأحمال وزيادة الطلب على الكهرباء، مؤكدا أنه يتم العمل بجهود كبيرة على تطوير الشبكة وتعزيز قدرتها على استيعاب زيادة الأحمال الكهربائية المتوقعة خلال الفترة المقبلة.

كما لفت الوزير إلى أن هناك خطة عاجلة تم تنفيذها لتحسين جودة التغذية الكهربائية، والعمل على استقرار واستمرارية التيار الكهربائي، والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، والتوسع في الاعتماد على الطاقات الجديدة والمتجددة، والحد من استخدام الوقود التقليدي وخفض الانبعاثات، والمضى قدما في اتجاه الشبكة الذكية، وتحسين معدلات الأداء للشركات التابعة.

وأكد المهندس محمود عصمت الأهمية البالغة لاستقرار التغذية الكهربائية وتلبية الاحتياجات من الكهرباء في مختلف المجالات، وتحسين جودة الخدمة المقدمة، كما أنه تتم المتابعة الدقيقة لجميع البيانات المتعلقة بالتشغيل والاستهلاك والفقد والتعديات على التيار الكهربائي، مضيفا: سيكون هناك لجان للمتابعة الميدانية من قبل الشركة القابضة، وكذلك من قبل الوزارة خلال الفترة المقبلة للوقوف على الواقع الفعلي وتنفيذ خطة العمل.

وفيما يتعلق بمشروعات الربط الكهربائي، أكد وزير الكهرباء أهمية مشروعات الربط بصفة عامة، انطلاقا من رؤية فخامة السيد الرئيس، وتفعيلاً لسياسة الحكومة التي تهدف إلى ترسيخ دور مصر كمركز إقليمي للطاقة في منطقة شرق المتوسط، وتعظيم العوائد وحسن إدارة واستغلال مصادر الطاقات المتجددة من الموارد الطبيعية.

وقال الوزير: يعد مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان، وأيضاً مشروع الربط الكهربائي بين مصر وإيطاليا، من أهم المشروعات التي تستهدف تحقيق التكامل الطاقي الإقليمي، وهذه المشروعات تحقق نقل الكهرباء النظيفة عبر الحدود، مما يساعد في تلبية احتياجات الدول من الطاقة المستدامة واستقرار الشبكات الكهربائية.

وأضاف الوزير: هناك تقدم ملحوظ في الربط الكهربائي مع الجانب الإيطالي، الذي حصل على الموافقة على الربط على الشبكة الداخلية، حيث يتم حاليا بحث آلية الإسراع في مجريات تنفيذ مشروع الربط الكهربائي بين البلدين، وزيادة مساهمة الشركات الإيطالية في مشروعات القطاع في إطار التعاون بين مصر وإيطاليا في مختلف مجالات الكهرباء وخاصة الطاقة المتجددة، وتعظيم الاستفادة من الطاقات النظيفة.

كما شرح الوزير مستجدات موقف الربط مع اليونان، والإجراءات التي تتم حاليا بهذا الشأن، مؤكدا أن مشروع الربط الكهربائي بين مصر واليونان يمثل أهمية بالغة لتحقيق التنمية المستدامة، ويأتي في إطار استراتيجية عامة للربط الكهربائي مع شبكات الدول المجاورة، ويستهدف الربط بالشبكة الكهربائية الأوروبية، حتى تكون مصر مركزًا إقليميًا لتبادل الطاقة.

وخلال اللقاء، استعرض وزير الكهرباء أيضا موقف مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية، مشيراً إلى أن مشروع الربط الكهربائي المصري- السعودي يعد ربطًا بين أكبر شبكتين كهربائيتين في المنطقة، ونواة لربط عربي في المستقبل، وسينعكس على استقرار وزيادة اعتمادية التغذية الكهربائية بين البلدين، بالإضافة إلى حجم المردود الاقتصادي والتنموي.

اقرأ أيضاًرئيس الوزراء: تمكنا من دحر الجماعات الإرهابية بفضل تضحيات القوات المسلحة والشرطة

رئيس الوزراء يلتقى رئيس جمهورية أوغندا على هامش مشاركته في القمة غير العادية بالصومال

متحدث الوزراء: توحيد الرسوم من أهم التوجيهات الرئاسية لتحسين بيئة الاستثمار

مقالات مشابهة

  • تضرب مناطق واسعة.. رئيس هيئة الأرصاد الجوية السابق يحذر المواطنين من طقس الغد
  • جاك فوكار.. أمير الظلام الذي أرسى سياسة فرنسا الأفريقية
  • استشهاد أكثر من 14 ألف طالب وتدمير 352 مدرسة منذ بداية العدوان الصهيوني على غزة
  • "التربية": استشهاد أكثر من 14 ألف طالب وتدمير 111 مدرسة منذ بداية العدوان
  • الأونروا: "إسرائيل" اعتقلت أكثر من 50 موظفًا من الوكالة منذ بداية الحرب
  • استشهاد أكثر من 14 ألف طالب وتدمير 352 مدرسة منذ بداية العدوان على غزة
  • الأونروا: إسرائيل اعتقلت أكثر من 50 موظفا من الوكالة منذ بداية الحرب
  • تقرير: أكثر من 4 آلاف نازح داخلي منذ بداية العام الجاري
  • تقلبات جوية عنيفة تضرب السعودية.. أمطار وسيول ورياح قوية تهدد 8 مناطق
  • «مدبولي» يستعرض خطة مواجهة ارتفاع الأحمال وزيادة الطلب على الكهرباء في الصيف