يثير الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الدهشة بسلسلة من المقترحات السياسية غير المتوقعة التي تهدف إلى كسب تأييد مجموعات الناخبين المستهدفة، دون أي جانب سلبي يذكر، وفق ما ذكره موقع "أكسيوس".

وتمثل هذه الأفكار "انحرافا صارخا" عن الموضوعات الرئيسية لحملة ترامب الانتخابية والسياسات التي اتبعها خلال توليه الرئاسة، وفق تعبير الموقع، الذي نوه إلى أنها قد تساعده في كسب تأييد بعض الناخبين الجدد.

وقال ترامب هذا الأسبوع في مقابلة مع بودكاست "All-In" إن الطلاب الأجانب الذين يتخرجون من الجامعات الأميركية، وحتى الكليات المبتدئة، يجب أن يحصلوا تلقائيا على البطاقات الخضراء، أي الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة.

ويعد هذا تغييرا عن خطاب حملته الانتخابية المناهض للمهاجرين وعن المواقف المتشددة لكبير مستشاريه السياسيين، ستيفن ميلر.

ونوه الموقع إلى أن الطلاب أنفسهم قد لا يكونون مؤهلين للتصويت في نوفمبر، لأنه يشترط الحصول على الجنسية الأميركية لمنح الأصوات، إلا أن أصحاب العمل في قطاعات مثل التكنولوجيا وأعضاء بعض المجتمعات المهاجرة مارسوا ضغوطا من أجل مسار أكثر وضوحا للعمل للخريجين ذوي المهارات العالية.

وتراجعت حملته جزئيا عن التعليقات، قائلة إن الخريجين سيتم "فحصهم بدقة" للتخلص من "الشيوعيين" و"كارهي أميركا" وضمان سلامة العمال الأميركيين.

وكانت تلك هي "القنبلة السياسية الثانية" لترامب هذا الشهر، وفق تعبير أكسيوس بعد أن دعا إلى إلغاء الضرائب على الإكراميات.

وقطع ترامب هذا الوعد في ولاية نيفادا، وهي ولاية متأرجحة يشكل فيها قطاع الضيافة شريحة كبيرة من القوى العاملة.

ويراهن ترامب على أن النادلين وعمال الفنادق سيهتمون أكثر بالتخفيض الضريبي المحتمل أكثر من العمال الآخرين، الذين لا يحصلون على أجورهم على شكل إكراميات، لكن البعض، من بينهم الكاتب هانز نيكولز الذي حذر في مقال لأكسيوس من مخاطر "دفع الفاتورة النهائية" لقرار كهذا، والذي قد تصل كلفته إلى 250 مليار دولار على مدى 10 سنوات.

وتجاوب مع إعلان ترامب بسرعة السيناتور تيد كروز (جمهوري من تكساس)، الذي قدم التشريع هذا الأسبوع.

وذكر أكسيوس أن ترامب قدم وعودا وتغييرات أخرى في برنامجه يبدو أنها تستهدف قطاعات محددة من الناخبين أو فئة المانحين.

وذكر الموقع الأميركي أن ترامب خلال رئاسته معارضته للعملات المشفرة، ونقل وزير الخزانة السابق، ستيفن منوشين، عن ترامب قوله إن بيتكوين "تعتمد على لا شيء".

لكن ترامب الآن مؤيد للعملات المشفرة، وقد تعهد بجعل الولايات المتحدة رائدة في هذه الصناعة، في تناقض حاد مع الموقف الصارم لإدارة بايدن.

وخلال هذا الأسبوع حصل الرئيس السابق على 2 مليون دولار من تبرعات البيتكوين من التوأم وينكلفوس، المؤسسين المشاركين لبورصة العملات المشفرة.

كما أن ترامب اقترح خلال رئاسته حظر تطبيق "تيك توك"، لكنه خرج ضد الحظر، في مارس "كخطوة للتقرب من الشباب وقد يكون قرارا متأثرا أيضا بعلاقته مع المتبرع الكبير جيف ياس، الذي يملك حصة مالية ضخمة في الشركة الأم لـ "تيك توك".

ويشير الموقع الأميركي كيف أن "وعود ترامب مصممة خصيصا لجماهيره"، مشيرا إلى أنه أثناء مخاطبته مؤتمرا ليبراليا، وعد بتعيين ليبرالي في مجلس الوزراء.

وذكر أكسيوس أن ترامب ربما يراهن على أن بعض المقترحات السياسية المستهدفة يمكن أن تسرع التقدم الذي يحققه بالفعل مع التركيبة السكانية مثل الشباب والناخبين من أصل إسباني.

ومن غير الواضح كيف سينفذ ترامب، في حال فوزه، سياسات مثل إلغاء الضرائب على الإكراميات أو منح البطاقات الخضراء للخريجين، أو من قد يتضرر من زيادة الضرائب أو انخفاض الأمن الوظيفي، لكن أكسيوس يؤكد أنه لن يضطر إلى تسوية هذه التفاصيل قبل نوفمبر. وهو يراهن على أنه حصوله على بعض الأصوات حتى يحين ذلك الوقت.
 

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: أن ترامب

إقرأ أيضاً:

إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟

يتّفق المحللون الإسرائيليون على أنّ المذكرةَ التي قدّمها رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي (الشاباك) رونين بار إلى المحكمة العليا، (أعلى سلطة قضائية)، وما تضمّنته من اتهامات لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ستعمّق الأزمة الداخلية في إسرائيل، وتنعكس مباشرة على مسار مفاوضات وقف الحرب في قطاع غزّة.

لا جدال حول ما يعيشه نتنياهو اليوم من لحظة تقييم حقيقية، بعد أن حصل في السابق على تفويض غير مشروط لتصعيد الحرب من أجل استعادة الأسرى، وتحقيق أهداف عسكرية، دون أن ينجح فعليًا في أي منها.

لم تهدأ الساحة الداخلية الإسرائيلية، ولم تستكن تلك الاحتجاجات الملونة في دعواتها، التي تبدأ بالدفع بالحكومة نحو إبرام صفقة الأسرى مع حركة حماس ووقف النار، ولا تنتهي عند حالات التمرّد داخل المؤسسات العسكرية، والتي شكّلت حالة "توترية" مستحدثة سببتها تلك الرسالة العلنية التي نشرها نحو ألف من أفراد سلاح الجو الإسرائيلي في 10 أبريل/ نيسان الجاري، والتي تدعو إلى إعادة الأسرى ووقف الحرب.

لا شكّ أن الداخل الإسرائيلي يشهد على اهتزازات، لم تعهدها الدولة العبرية في تاريخها، حيث وصلت الحال بزعيم المعارضة الإسرائيلي، يائير لبيد، في تصريحات أطلقها، الأحد 20 أبريل/ نيسان الجاري، إلى حدّ التحذير من أن هناك كارثة ستبدأ من الداخل الإسرائيلي "نتيجة التحريض المستمر"، محملًا رئيسَ جهاز الأمن المسؤولية عن "الفشل في التعامل مع هذه التحديات".

إعلان

كما أضاف لبيد، أنه "وفقًا لمعلومات استخباراتية، نحن مقبلون على كارثة وهذه المرة ستكون من الداخل". ما دام أن جميع المعطيات تتقاطع حول موضوع الانهيار الداخلي الإسرائيلي، فلمَ لم يحصل إذًا؟

عقبات كثيرة تقف عائقًا أمام استمرارية حكومة نتنياهو، وإشكاليات تطرح عليها من الداخل والخارج، وهذا ما برزَ بعد استئناف حربه على قطاع غزة، حيث تناولت وسائل إعلام إسرائيلية تصاعد الضغوط داخل الحكومة على رئيسها، لاتخاذ قرار باحتلال كامل قطاع غزة، في ظلّ مخاوف رئيس الأركان الجديد إيال زامير من الثمن العسكري لمثل هذه الخطوة.

يشير أغلب التقارير إلى أن إطالة أمد الحرب في المنطقة، يصبّ في صالح توفير الحماية لنتنياهو، الذي تحيط به ملفات مشبوهة. هو الذي مثَلَ في مارس/ آذار الماضي أمام المحكمة المركزية في تل أبيب، للردّ على اتهامه بالتورط في فساد وتلقّي رِشا.

كُشفت نوايا نتنياهو من خلال إفشال مسارات التفاوض، ومن الذهاب إلى الخيار العسكري، ولكن الذي ما يزال غامضًا، هو الموقف الأميركي (اللين) تجاه نتنياهو، ورفضه المقترحات التي قدّمها الأميركي لحلّ الأزمة في المنطقة.

هذا (التراخي) الأميركي تجاه نتنياهو، قابله صرامة وصلت إلى حدّ "البهدلة" بالنسبة إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض عقب لقائه مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 28 فبراير/شباط الماضي.

لا يوفّر ترامب مناسبة إلا ويتهجم فيها على زيلينسكي، لا بل ذهب بعيدًا في مواقفه، عندما عرض عليه الأربعاء 23 أبريل/ نيسان الجاري، ورقة "الذل" لإنهاء الحرب، طالبًا منه الموافقة على التخلي عن شبه جزيرة القرم، من خلال أخذ كييف إلى الاعتراف بملكيتها لروسيا. لا يتوقف الموضوع عند فرض الاستسلام على كييف، بل ذهب بعيدًا في المطالبة بالاستيلاء على الموارد النادرة في أوكرانيا. رغم أن ترامب أطلق في حملاته الانتخابية مواقف حاسمة تتعلق بإنهاء حالة الحرب في كل من القطاع وأوكرانيا.

إعلان

لا مصالح لأميركا في الحرب الدائرة في أوكرانيا، بل على العكس هناك مكاسب لها تستطيع أن تستغلها لصالح سياساتها في الشرق الأوسط. يفتّش ترامب عن صادقات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، كيف لا وهو يجد في أوكرانيا تسوية كبرى ترتبط بمنطقة الشرق الأوسط.

إنّ جلّ ما يريده الرئيس الأميركي من روسيا ممارسة المزيد من الضغط على حليفتها إيران للتوصل إلى تسويات في المنطقة، بهدف إبعاد شبح الحرب معها.

أفصح نتنياهو عن "تهديد وجودي" يداهم إسرائيل من خطورة التسوية التي تقودها أميركا مع إيران، ورفع من مستوى خطابه تجاه إيران. فعبّر قائلًا الأربعاء 23 أبريل/ نيسان، إن "إيران تمثل تهديدًا وجوديًا لإسرائيل وخطرًا على مستقبلها"، مؤكدًا عزم حكومته على مواصلة التصدي لما وصفه بـ"الخطر الإيراني" حتى لو اضطرت إسرائيل للتحرك بمفردها".

هذا السقف العالي من التهديدات تحتاجه إدارة ترامب، كي تستغلّه لفرض شروطها في المفاوضات مع الجانب الإيراني. وبهذا يتبلور ما تخطط له واشنطن في المنطقة، بعيدًا عن التوجّسات الإسرائيلية، مستغلة تهديدات نتنياهو تجاه إيران.

إنّ زيارة وزير الطاقة الأميركي، كريس رايت، إلى الرياض، السبت 19 أبريل/ نيسان الجاري، وإعلانه عن "طريق مشتركة" لاتفاق نووي مدني مع السعودية، دليل واضح على ما تراه الإدارة الأميركية للمرحلة القادمة في المنطقة، ودليل إضافي على أن النظرة الأميركية تختلف كل الاختلاف عن نظرة نتنياهو.

في السبعينيات، قام نيكسون ووزير خارجيته في حينها "هنري كيسنجر" ببلورة مبادئ ما سُمي "سياسة الركيزتين" ووقتها الخطة استهدفت ضمان استقرار إقليمي، ووفرة النفط ومساعدة متبادلة ضد النفوذ السوفياتي، بينما اليوم تتوجه ضد النفوذ الصيني.

وقعت المملكة مع الولايات المتحدة على اتفاقية المادة 123 التي تطرق إليها قانون الطاقة النووية الأميركية من العام 1954، والذي يسمح لواشنطن بنقل التكنولوجيا النووية إلى دول أخرى. قد تهدف واشنطن من هذا الاتفاق إلى خلق تقاربات إقليمية تعتمد على ركائز متنافسة، بدل اللجوء إلى خيار الحروب المباشرة، التي يحتاجها نتنياهو.

إعلان

ليس صحيحًا أن يد نتنياهو مطلقة التصرف، بل الأصح هو أن لواشنطن حساباتها في المنطقة، وأن نتنياهو أصبح أداة تدار من قبل الإدارة الأميركية، التي تتصرف بما ينسجم مع مصالحها.

فنتنياهو يدمر غزة لأجل تحقيق الممر الاقتصادي الهندي، وبناء "ريفيرا الشرق"؛ تمهيدًا لفتح الاستثمارات الأميركية تحديدًا الخدماتية والسياحية.

لهذا لن يتخلَّى ترامب في المدى المنظور عن نتنياهو، ولن يُسمح للداخل الإسرائيلي بالتهور وأخذ الأمور نحو الانهيار، ما دام لم تُرسم المنطقة بحسب مع تريده واشنطن، ولم يزل النظام الدولي يرسم أطره العامة.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • الجيل: تصريحات ترامب بشأن قناة السويس استفزازا فجا وتجسيدا واضحا لحالة الغطرسة السياسية
  • ما وراء تصريح ترامب بشأن المرور المجاني عبر قناة السويس
  • الأحزاب السياسية: تصريحات ترامب عن قناة السويس جهل بالتاريخ واستفزاز للسيادة المصرية
  • أكبر طائرة بالعالم.. دعم لطاقة الرياح بمواجهة التحديات السياسية
  • ترامب ظاهرة الرئيس الصفيق الذي كشف وجه أمريكا القبيح !
  • المالية: حزمة تسهيلات ضريبية جديدة لتحفيز الانضمام للمنظومة دون محاسبة للسابق
  • دراسة: رسوم ترامب يدفع ثمنها الأمريكيون ذوو الدخل المنخفض
  • فرص عمل وإعفاءات مالية.. مزايا عديدة في بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الهمم
  • إسرائيل مأزومة للغاية من الداخل.. فما الذي يمنعها من الانهيار؟
  • المالية: دعم وتسهيلات ضريبية وحوافز غير مسبوقة للممولين| اعرف التفاصيل