تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صدر حديثًا عن دار طفرة للنشر والتوزيع، كتاب "الصهبجية" للكاتب أشرف بيدس، والذي يقع في 303 صفحة، ويقدم 16 فنانة وفنان في مجالات مختلفة، أثروا حياتنا بإبداعاتهم وعطائهم الاستثنائي، وقد شكلوا صحبة جميلة تمتعت بفرط الموهبة وتطويرها مع الزمن رغم اختلاف الأسلوب لكل واحد منهم، وفق المؤلف.

يقول الكاتب: "الصهبجية" هم مجموعة من الناس يمتهنون مهنًا مختلفة وينشرون البهجة والسرور، وفي الكتاب أيضًا يمتهنون مهنًا مختلفة وهم أيضًا ينشرون البهجة والسرور، فإذا وجد اختلاف في المهنة، فهناك اتفاق في الهدف، وهذا الأمر يكفينا لنطلق على الكتاب اسم (الصهبجية).

وأشار بيدس إلى أن "أيقونة أوروبا وفرنسا إديث بياف اعتبرها الكثيرون صوتًا كونيًّا حرض على الحياة، والسندريللا سعاد حسني التي لا تشبه أحدًا وحاول الكثيرون التشبه بها، ملكت نواصي الأداءات المتنوعة في حياة فنية فريدة، ثم عمنا بيرم التونسي الطاقة الإنسانية الهادرة لأي معوقات، والسابحة في الإبداع حتى الغرق في بحر الفرادة، ونأتي إلى سيد درويش المعلم الأول والمطور الذي ترك أرثًا صالحًا رغم صخب التقليعات، والأهم هو الذي أشار إلى الطريق الصائب ليسير خلفه عشرات المطربين والملحنين، ولولاه لاغتربت موسيقانا وتيتمت".

ولفت في كتابه إلى أنه "في بولاق كان العبقري صلاح أبو سيف ابن الحارة العالمي الذي جعل المهمشين يحتلون الكادر السينمائي ويحكون حكاياتهم وحكاية شعبنا، ثم مصطفي حسين الساخر من الواقع والفساد، الذي استطاع أن يكشف عن تناقضات الحياة من خلال شخصيات سلبية تعيش بيننا، حتى نصل إلى العاشق المتيم بليغ حمدي الذي شارك بمزيكته المصريين في أفراحهم وأحزانهم.. انتصاراتهم وهزائمهم، وكان ابنًا وفيًّا وبارًا، وارتشف كثيرًا من ألحانه الحزينة حتى أدمي قلبه".

وجاء في مقدمة الكتاب: "ليس في استطاعة مبدع أن يحقق مسيرة متميزة بالمصادفة، ولأنه قليل الكلام والظهور، ظن البعض أن حظوظه قذفت في طريقه الأعمال المتميزة، والحقيقة أن محمود مرسي كان يجيد الاختيار ويجيد الاختفاء.. ولا يمكننا بعد تفكير طويل من أن نجد أية حساسية في إطلاق لقب الأصلي على محمود السعدني الذي ألتقي بصنوف البشر جميعًا من البدروم السفلي وحتى الروف جاردن، وظل على قناعاته وسجيته ولم يتغير مثقال ذرة.
من "أبو السعود الإبياري" إلى "مرسي جميل عزيز"، حيث عصامية الموهبة، والنحت على الصخر لكتابة تاريخ من الصعب تكراره، فقد أزاحا ستائر الخجل عن مفردات اللغة العامية وكشفا عن مخزونها الذي لم يفطن له أحد من قبل، فتعلمنا كيف يكون الشجن؟ وكيف تكون الابتسامة؟ أما الحوارتجي سعيد صالح، رئيس جمهورية الخروج عن النص، فقد ظن أنه واحد من صعاليك هذا الزمان، والحقيقة أنه فنان عظيم لم يعرف قدر نفسه، رغم أن الموهبة حاضرة واجتازت كل الاختبارات الصعبة مع الكبار والصغار، في التراجيديا والكوميديا، وتفوق في الاثنين، ربما كانت هذه إحدى مشكلاته التمثيلية.

وفي الصحبة إيطالى (الفيزي) مصور؛ بدأ الرحلة من تحت بير السلم حتى شيَّد مع المشيدين صناعة السينما في مصر، والثاني يوناني (اندريا) كان عبقريًّا في التعبير عن أدق تفاصيل حياتنا، وكأنه مصري لسابع جد، ونأتي إلى أنيس عبيد المترجم الأول والأخير الذي فتح لنا سراديب اللوغاريتمات وحكي لنا الحكايات السينمائية في البلاد البعيدة.. وقبل أن نختتم السطور نقف لنشاهد الراقص الاستثنائي محمود رضا الذي صدق حلمه وحققه، واستطاع أن يجعل من مجتمع محافظ محبًا للرقص وهو إنجاز عظيم لا يقوى عليه سوى فنان حقيقي".

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: البهجة السرور اشرف بيدس دار طفرة

إقرأ أيضاً:

هيئة الكتاب تصدر «كل النهايات حزينة» لـ عزمي عبد الوهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

صدر حديثا عن وزارة الثقافة من خلال الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «كل النهايات حزينة» للكاتب عزمي عبد الوهاب.


يتناول الكتاب، اللحظات الأخيرة في حياة أبرز الكتاب والمبدعين في الأدب الإنساني، من بينهم دانتي أليجييري، أنطونيو جرامشي، وفولتير، ولودفيك فتجنشتاين، وصادق هدايت، وأوسكار ويلد، وراينر نعمت مختار، وجويس منصور، وجورجيا آمادو، وثيربانتس، وغيرهم.


ويقول عزمي عبد الوهاب في تقديمه للكتاب: «ظللت مشغولاً بالنهايات لسنوات طويلة، لكن بداية أو مستهل كتاب "مذاهب غريبة" للكاتب الكبير كامل زهيري كان لها شأن آخر معي، فحين قرأت الفقرة الأولى في هذا الكتاب، تركته جانبا، لم أجرؤ على الاقتراب منه مرة أخرى، وكأن هذه الفقرة كانت كفيلة بإشباع رغبتي في القراءة آنذاك، أو كأنها تمتلك مفاتيح السحر، للدرجة التي جعلتني أتمنى أن أكتب كتابا شبيها بـ"مذاهب غريبة". 
تذكرت على الفور أوائل القراءات التي ارتبطت بكتاب محمد حسين هيكل "تراجم مصرية وغربية" وبعدها ظلت قراءة المذكرات والذكريات تلقى هوى كبيرا لدي، كنت في ذلك الوقت لم أصدر كتابًا واحدًا، لكن ظلت تلك الأمنية أو الفكرة هاجسا، يطاردني لسنوات، إلى أن تراكم لدي من أثر القراءة كثير من مواقف النهايات، التي تتوافر فيها شروط درامية ما، وكلها يخص كتابا غربيًا؛ لأن حياة الأغلبية العظمى من كتابنا ومثقفينا تدفع إلى حافة السأم والتكرار والملل.

إنها حياة تخلو من المغامرة التي تصل حد الشطط، ربما يعود ذلك إلى طبيعة الثقافة العربية، التي تميل إلى التحفظ، وربما أن تلك الثقافة لم تكشف لي غرائب النهايات، هناك استثناءات بالطبع، شأن أية ظواهر في العالم، قد يكون الشاعر والمسرحي نجيب سرور مثالا لتلك الحياة المتوترة لإنسان عاش على حافة الخطر طوال الوقت، حتى وصل إلى ذروة الجنون، لكن دراما "نجيب سرور" مرتبطة بأسماء كبيرة وشخصيات مؤثرة، تنتمي إلى ثقافة: "اذكروا محاسن موتاكم" حتى لو كانت لعنة نجيب سرور ظلت تطارد ابنه من بعده، فقد مات غريبا في الهند مثلما عاش أبوه غريبا في مصر وروسيا والمجر».


ويضيف عبد الوهاب: « يمكن أن أسوق أسماء قديمة مثل "أبي حيان التوحيدي" الذي أحرق كتبه قبل موته، أو ذلك الكاتب الذي أغرق كتبه بالمياه، في إشارة دالة إلى تنصله مما كتب، أو ذلك الكاتب الذي أوصى بأن تدفن كتبه معه، وإذا كان الموت هو أعلى مراحل المأساة، فهناك بالطبع شعراء وكتاب عرب فقدوا حياتهم، بهذه الطريقة المأساوية كالانتحار ، مثل الشاعر السوداني "أبو ذكري" الذي ألقى بجسده من فوق إحدى البنايات، أثناء دراسته في الاتحاد السوفيتي السابق، والشاعر اللبناني "خليل حاوي" الذي أطلق الرصاص على رأسه في شرفة منزله، والروائي الأردني "تيسير سبول" الذي مات منتحرا بعد أن عاش فترة حرجة من عام ١٩٣٩ إلى ۱۹۷۳م.
لكن المختفي من جبل الجليد في تلك الحكايات، أكبر مما يبدو لنا على سطح الماء، خذ على سبيل المثال "خليل حاوي" فقد أشيع في البداية أن الرصاصات، التي أطلقها على رأسه، كانت إعلانًا للغضب، ومن ثم الاحتجاج على الصمت العربي المهين، إزاء اقتحام الآليات العسكرية الإسرائيلية للجنوب اللبناني، ومن ثم حصار بيروت في أوائل الثمانينيات من القرن الماضي، وفيما بعد، حين استفاق البعض من صدمة الحدث، قيل إن ما جرى كان نتاج علاقة حب معقدة، دفعت بالشاعر إلى معانقة يأسه والانتحار، فهل كان انتحار الروائي الأردني "تيسير سبول" صاحب أنت منذ اليوم أيضًا احتجاجا على ما جرى في العام ١٩٦٧ م ؟
ربما يوجد كثير من النماذج، لكن تظل الأسماء الغربية الكبيرة، قادرة على إثارة الدهشة كما يقال، ونحن دائما مشغولون بالحكاية أكثر من المنجز، وكأن هذا من سمات ثقافتنا العربية، فالاسم الكبير تصنعه الحياة الغريبة لا الإنتاج الأدبي.
ومع ذلك يمكننا أن نتوقف أمام اسم كبير مثل "إدجار آلان بو" وكيف كان آخر مشهد له في الحياة، فهو أحد الكتاب الذين غادروا الحياة سريعا، وحين مات وجدوه في حالة مزرية، يرتدي ملابس لا تخصه، وحين تعرف عليه أحد الصحفيين، نقله إلى المستشفى، ومات وحيدا، بعد أربعة أيام، في السابع من أكتوبر عام ١٨٤٩م، ولم يعلم أقاربه بموته إلا من الصحف».

مقالات مشابهة

  • هكذا تدعم إسرائيل اللصوص المسلّحين الذين يهاجمون شاحنات الأمم المتحدة في غزة
  • المدنيّون الذين تسعى بريطانيا لحمايتهم هم حمدوك وسلك وعبد الباري وعرمان والتعايشي
  • هيئة الكتاب تصدر «كل النهايات حزينة» لـ عزمي عبد الوهاب
  • في عيد الطفولة| مواقع قطاع الفنون التشكيلية تزينت وغمرتها البهجة.. صور
  • في عيد الطفولة.. مواقع قطاع الفنون التشكيلية تزينت بالفنون وغمرتها البهجة
  • "محلية النواب" تكشف موقف المواطنين الذين رفضت طلباتهم للتصالح بمخالفات البناء (فيديو)
  • ???? الذي تغير أن بريللو أكتشف كذب حمدوك وشلته الذين رسموا له المشهد على غير حقيقته
  • ماذا تعرف عن قيادات حماس الـ6 الذين فرضت عليهم الخزانة الأمريكية عقوبات؟
  • الغارديان البريطانية تكشف : أعداد الأطفال الذين يموتون الآن في فلسطين أعلى من أي وقت مضى (تفاصيل)
  • صدور كتاب «أحب رائحة الليمون» حوارات مع نجيب محفوظ لـ سهام ذهني بهيئة الكتاب