لا بد أن نستثمر سواء في الاقتصاد أو في البشر أو في الوطن وفي التعليم وفي البنية الأساسية وفي القوي الناعمة التي تمتلكها ( الثقافة المصرية ).

لا بد من أن نستثمر وأن نرفع شعار الاستثمار هو الحل الوحيد والأكيد لتقدم الأمة  ولا أكون مخطئا إذا قلت بأن الاستثمار في الأخلاق مهم جدا وهذا يدخل فيه البيت والمدرسة والمسجد والكنيسة !!

فالأخلاق هي أساس تقدم المجتمع ولعل مجتمع بلا أخلاق وهو مجتمع بلا مستقبل  وقد تميز مجتمعنا المصري بكرم أخلاقه وشدت بنا الأمم وكنا ومازلنا أقل بلاد العالم ظهورا في سوق " قلة الأدب " فنري من خلال الفضائيات ومن خلال الأعلام أننا مازلنا نحتفظ بالحد المعقول من الأخلاق الحميدة وإن شابنا في بعض الأحيان فساد أخلاقي وذلك ناتج تغير في سياسات وإنتقالنا من أسلوب سياسي إلى أسلوب أخر.

. وإنفتاحنا علي كل هواء العالم سواء مباشر أو مسجل أو منقول، والاستثمار له قواعد تكلمنا وتكلم غيرنا عن القواعد والأطر والمناخ الجاذب والمناخ الطارد !! 
كل هذا معلوم ومعروف ولكن المهم ماذا فعلنا لكي نستثمر ونجد من يستثمر معنا في بلادنا....
وضعنا قوانين، وقضينا علي معوقات، وقابلنا تحديات ومازلنا علي هذا الدرب... متخذين كل الوسائل وقوي الدفع للتقدم....
والمؤشرات التي تعطينا رؤية لما وصلنا إليه مطمئنة وأن كانت تصف تحركنا الإيجابي بالبطء في بعض الأحيان إلا إنه إيجابي !!
ومن أهم المؤشرات ما صدر عن مؤسسة فيتش "أكد التقرير علي التصنيف الائتماني الحالي لمصر مع تغيير التوقعات المستقبلية من " ثابتة " إلى " إيجابية " مما يشير إلى الأثر الإيجابي عالميا للإصلاح الاقتصادي والسياسي الحالي - وقد تضمن التقرير تحليل للاقتصاد المصري وضحه كما يلي: 
 مظاهر القوة:
تحسن الإطار العام لصياغة السياسات الاقتصادية، وزيادة معدل النمو الاقتصادي، وانخفاض معدل التضخم، مزيد من التحسن في الموقف الخارجي لميزان المدفوعات، وزيادة الاحتياطي من النقد الأجنبي.
 مظاهر الضعف:
القلق بشأن عجز الموازنة العامة للدولة والدين العام، وضرورة العمل علي ضمان جودة قاعدة البيانات، الحاجة إلي تطوير وزيادة فاعلية الجهاز المصرفي، وتحديات سياسية وديموجرافية واجتماعية لا يمكن مواجهتها ألا من خلال زيادة معدلات النمو الاقتصادي، قدره الحكومة علي استيعاب بعض الصدمات السياسية نتيجة زيادة حريات التعبير والديمقراطية.
وعلي الرغم من جودة المؤشرات الاقتصادية الكلية ظاهريا ألا أن معدل        النمو 5% مازال متواضعا بالنسبة لمصر وبحيث يشعر به رجل الشارع!!

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

د. عبدالله الغذامي يكتب: أوروبا المنكسرة (سلطة الأم أم سلطة الأب)

تتحول أوروبا لتصبح هامشاً على المتن الأميركي، وتفقد بهذا دورها الأخلاقي والحضاري مما يجعل الثقافة الأوروبية ذات العمق الفلسفي تتحول إلى هشاشة فكرية، حيث تتأمرك في لغتها ومصطلحاتها ومفاهيمها، حتى اللغة الإنجليزية تحولت لتكون (إنجليزية أميركية) في مفرداتها وفي سياقاتها، وكل أوروبا مع اتحادها المعلن رسمياً لكن اللغة التي تمثل خطاب الاتحاد الأوروبي ليست لغة أي دولة عضو في الاتحاد بل اللغة الجامعة هي الإنجليزية ولكن بصيغتها الأميركية تحديداً أي لغة أميركا، ويتبع ذلك كون أميركا هي التي تدير الشأن الأوروبي، عبر القيادة العسكرية (الناتو) وعبر النظرية الاقتصادية بصيغة الليبرالية الجديدة والرأسمالية والسوق الحرة، قاضيةً على بقايا الاشتراكية الاجتماعية، سواء اشتراكية حزب العمال البريطاني أو سائر الاشتراكيات التي سادت أوروبا الغربية في الستينات وما بعدها لدرجة أن تفاخرت مارجريت ثاتشر بتحويل حزب العمال البريطاني لحزب غير اشتراكي، وجعلت هذا الحزب مفخرةً لها، حيث أشارت إلى ما سمته العمال الجديد (نيو ليبار) حين سئلت عن أهم منجز حققته، وانزاح قانون التأميم من ميثاق الحزب، وحلت محله السوق الحرة، وهو نتيجة لتدشين ثاتشر مع ريجان نظرية الليبرالية الجديدة، فاختار حزب العمال ركوب موجة الوسط السياسي والاندماج مع نظريات السوق الحرة، وهذا ما جعل ثاتشر زعيمة المحافظين حينها تفاخر بقضائها على نظرية حزب العمال الاشتراكي وتحويل الحزب للوسط ليسير مسار التحول الرأسمالي. وبهذا تم القضاء على آخر الصيغ الأوروبية الاقتصادية التي كانت توازن بين رأس المال والاشتراكية الاجتماعية، وتبع ذلك اكتمال الأمركة حيث الخضوع لأميركا بوصفها المستعمر الناعم الذي لا يحتل الأرض بجيوشه ولكنه يحتل العقول واللغة والاقتصاد، ويتحكم بالقرار العسكري والقرار الاقتصادي، ومعهما القرار الثقافي وهوية الأمركة، وتظل أوروبا تمعن في الغرق خارج معناها دون بارقة بوعي تحرري، وهذه مهارة سلطة الأم وهي سلطة ناعمة تختلف عن السلطة الأبوية الخشنة.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض

أخبار ذات صلة د. عبدالله الغذامي يكتب: الشعر والسماع د. عبدالله الغذامي يكتب: وشاية العصافير

مقالات مشابهة

  • محمد كركوتي يكتب: النمو الأوروبي.. هَمٌّ مستمر
  • الوزراء : توجيه المزيد من التمويل للقطاع الخاص لدفع النمو الاقتصادي
  • «المالية»: التطورات التكنولوجية تُثري قدراتنا في مسيرة التكامل الاقتصادي
  • مدبولي: نحرص على متابعة جهاز حماية المنافسة لأهميته في تحقيق النمو الاقتصادي
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
  • الخريف: التنوع الاقتصادي القاسم المشترك والعنوان الرئيسي للرؤية المصرية - السعودية
  • عبدالله علي ابراهيم ، لمن يكتب هذا الرجل ؟
  • د. عبدالله الغذامي يكتب: أوروبا المنكسرة (سلطة الأم أم سلطة الأب)
  • د كريم رأفت: قمة "الثمانية" فرصة لتعزيز التعاون الاقتصادي وزيادة التبادل التجاري
  • د.حماد عبدالله يكتب: المشروعات " الوطنية " الكبري !!