الثورة نت:
2025-02-22@20:26:21 GMT

أمريكا.. السيطرة الناعمة

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

 

تباعا يتوالى ظهور ما خفي في زمن كشف الحقائق، عن المؤامرة الأمريكية الغربية تجاه اليمن والعرب والمسلمين.
بالأمس واصلت الأجهزة الأمنية عرض اعترافات موسعة لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، وهذه المرة حول مراحل استهداف القطاع الاقتصادي، مع أن هذا الحدث لا يزال هو محور اهتمام الكثير من الوسائل الإعلامية ودهاليز السياسة الأمريكية، إلا أنه لا يعني ذاته بشكل مجرد بقدر ما يقدم من نموذج للسياسة الأمريكية العدوانية تجاه الدول.


في التفاصيل، أمريكا تهتم بكل شاردة وواردة، تجمع المعلومات، وتضع البرامج لاستهداف المجتمع اليمني بهدف دفعه إلى خلق الفوضى، وهي البيئة التي تحيا في واشنطن.
سعت أمريكا للسيطرة الناعمة على كل شيء في البلد من أجل أن تبقى سوقا تجني من خلاله الأموال لتغذية شعبها ورفاهيته، أهداف في منتهى الإجرام والوضاعة، تريد بيعنا الماء والكهرباء والنفط والفاصوليا والبطيخ، كل شيء، لذلك كانت سفارتها – دون غيرها – الأكثر تحركا في جمع كل التفاصيل التي ترسم أمامها الصورة الواضحة لاستجلاء نقاط القوة فتدمرها ونقاط الضعف فتلعب عليها.
هذا الفعل الأمريكي، الأكيد أنه ليس الوحيد من نوعه، فلو التفتت دولنا العربية، أو كانت جريئة في التحقيق بأنشطة الأمريكيين، سواء في سفاراتهم أو ما تسمى بوكالة التنمية الأمريكية أو مشتقاتهما، على أرضها لاكتشفت أنها واحدة من ضحايا الشيطنة الأمريكية التي تصر على حكم العالم ولو بهذه الأساليب الخسيسة، وليس جديدا القول إن قاعدة “الغاية تبرر الوسيلة” هي أمريكية الأصل والممارسة، وهي القاعدة التي تحولت إلى عقيدة لديها، وصارت المصلحة الأمريكية هدفاً لا ينبغي أن تقف أمامه أي موانع إنسانية أو أخلاقية.
بأكثر من شكل ومسمى تواجدت أمريكا في صحن الدول العربية والإسلامية، حتى سفاراتها جعلتها مرجعية لأنشطتها التي تخترق بها المؤسسات وكل تفاصيل يوميات البلد، وتعمل على توجيه سياستها، بقصد استهداف القدرات الاستراتيجية العسكرية والتصنيعية، بما يخدم توجهها ومشاريعها، كما وتتعقب أي تحرك يمنح البلد أي شكل من التحرر والتبعية فتشّله وتئده قبل أن يولد، وهي الآلية التي مكنت واشنطن من الهيمنة على العالم طوال السنوات الماضية.
بكل نعومة نشطت الكيانات المرتبطة بالكيان الأمريكي تحت تأثير الإغراءات، فاستطاعت أن تأخذ إلى جانبها الكثير من الأصوات الشابة التي انحصرت أمامها طرق النجاح، فتمثلت أمريكا حسب المخطط كملاذ وحيد لكل طامح للنجاح، وبهذا الأسلوب الانتهازي، كانت الاستخبارات الأمريكية تجند من تتوسم فيهم إمكانية العمل معها.
ولم يكن لجوء أمريكا إلى خيار خلايا التجسس عملاً طارئاً، إذ لجأت إلى هذا الأسلوب منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية، وتأذت منه الكثير من الدول بما فيها الدول الحليفة.
واليوم.. تنشط أمريكا في نهجها غير الأخلاقي بكل عنفوان، في محاولة لاستعادة ألَق تأثيرها العالمي الذي يتراجع، واليمن تبدو الهدف الأكبر، فهي التي جرحت كبرياء البيت الأبيض بتحديها والخروج من عباءتها، ليس ذلك وحسب بل ولأن اليمن صارت تمثل نموذجا يمكن أن يؤثر في باقي الدول، فضلا عن الاهتمام الدولي بهذه القوة الناشئة التي نجحت في ما فشل فيه آخرون، وكان كشف خلية التأسيس للمشروع الأمريكي في صيغته الجديدة للحقبة القادمة، رصاصة موت، خصوصا وأنه يأتي في مرحلة حساسة وفي ذروة الانهيار لفزاعة القوة الأمريكية التي عجزت بشكل صارخ في منع القوات المسلحة اليمنية عن مواصلة معركتها المقدسة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
في الدول التي كشفت ووضعت حداً لهذا العبث الأمريكي، يعتمل في واقعها كثير من التوتر وعدم الاستقرار كتداعيات طبيعية لاستئصال السم الأمريكي من جسد البلد، فأمريكا سعت لتهييج الآفات التي زرعتها بما فيها سلب البلد قدرته في الاعتماد على إمكاناته فور شعورها بأنها تفقد السيطرة على منطقة واعدة بالثروات، بدليل دفنها لكثير من الآبار النفطية المكتشفة قبل الإعلان عنها بهدف ضمان حق نهبها، بل وأخفت حتى خرائط هذه الآبار، وأمريكا تعمدت إغراق البلد في هموم الاحتياجات وأخفت نتائج الدراسات الاستكشافية للثروات المعدنية وأماكنها، ولمّا صار الهَمّ الوطني هو كيف يوفر قوت يومه، كان من الصعب عليه التوجه لاستكشاف أو استخراج ثروته.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

العائلة كانت تخطط لنظام حكم متوارث، يكون فيه القوني ولي العهد رقم أربعة، حاكما جنجويدياً متسلطاً

كان بعض الناس يعتقدون أن القوني الصغير_ باعتباره الوحيد في عائلة دقلو البفك الخط، واعي ويجيد الكلام، لكنه ظهر بالأمس عبارة عن أبله صغير. قال إن عرب الشتات سوف يطردون السودانيين من أرضهم، ثم فتح فمه، كالجمل الأجرب، حتى قال رفاقه: “ليته سكت!” ويبدو أن كل جاذبيته في حقائب الدولارات التي يحملها، ويصرف منها على العمالة الرخيصة، أمثال التعايشي وعبد الباري، الذين يحتضنانه في الفنادق، وقام التعايشي بالتغطية عليه عندما ظهر معهما في لندن مؤخراً، في الطريق إلى التسوق أو إلى البار.

كانت هذه العائلة تخطط لنظام حكم متوارث، يكون فيه القوني ولي العهد رقم أربعة، حاكما جنجويدياً متسلطاً على الرقاب يستعبد الأطفال بعد ست عقود تقريبا، ولكن الله أرحم بشعب السودان، وقد أجهض هذه المؤامرة، عبر قوات الجيش والمشتركة وهيئة العمليات ودرع السودان والبراؤون، رجالا يحبون الموت كما يحب فلول الميليشيا الحياة، فأجبروا حميدt والقوني الصغير المدلل، أو سمه العوير، إلى الهروب بعيداً والتخفي داخل الفنادق وإرسال المرتزقة.


عزمي عبد الرازق.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل كانت 5G مزحة…لا شيء تغير بعد ثلاثة أشهر على إعلان الحكومة قرب إطلاق الخدمة
  • نائب ترامب: لولا الكرم الأميركي ما كانت أوكرانيا موجودة
  • ديسمبر كانت ثورة للغباء السياسي وسيادة روح القطيع.. لا نريد تكرار التجربة
  • خبير استراتيجي: واشنطن لو كانت تعلم مكان الأسرى لأنهت الحرب من بدايتها
  • مجدي يوسف: مندوب إسرائيل كانت عينه في الأرض ولم يستطع الرد على كلمة النائب محمد أبو العينين
  • الرئيس الأمريكي يؤكد أهمية الاستثمارات التي تولد عوائد مالية
  • الرئيس الأمريكي يؤكد أهمية الاستثمارات التي تولد عوائد مالية خلال كلمته في النسخة الثالثة لقمة الأولوية بميامي
  • للعام الثالث على التوالي.. الإمارات العاشرة عالمياً في مؤشر القوة الناعمة 2025
  • العائلة كانت تخطط لنظام حكم متوارث، يكون فيه القوني ولي العهد رقم أربعة، حاكما جنجويدياً متسلطاً
  • هنا الزاهد عن طلاقها من أحمد فهمي: كانت فترة كاشفة لمن حولي