الثورة نت:
2024-12-21@01:44:55 GMT

أمريكا.. السيطرة الناعمة

تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT

 

تباعا يتوالى ظهور ما خفي في زمن كشف الحقائق، عن المؤامرة الأمريكية الغربية تجاه اليمن والعرب والمسلمين.
بالأمس واصلت الأجهزة الأمنية عرض اعترافات موسعة لشبكة التجسس الأمريكية الإسرائيلية، وهذه المرة حول مراحل استهداف القطاع الاقتصادي، مع أن هذا الحدث لا يزال هو محور اهتمام الكثير من الوسائل الإعلامية ودهاليز السياسة الأمريكية، إلا أنه لا يعني ذاته بشكل مجرد بقدر ما يقدم من نموذج للسياسة الأمريكية العدوانية تجاه الدول.


في التفاصيل، أمريكا تهتم بكل شاردة وواردة، تجمع المعلومات، وتضع البرامج لاستهداف المجتمع اليمني بهدف دفعه إلى خلق الفوضى، وهي البيئة التي تحيا في واشنطن.
سعت أمريكا للسيطرة الناعمة على كل شيء في البلد من أجل أن تبقى سوقا تجني من خلاله الأموال لتغذية شعبها ورفاهيته، أهداف في منتهى الإجرام والوضاعة، تريد بيعنا الماء والكهرباء والنفط والفاصوليا والبطيخ، كل شيء، لذلك كانت سفارتها – دون غيرها – الأكثر تحركا في جمع كل التفاصيل التي ترسم أمامها الصورة الواضحة لاستجلاء نقاط القوة فتدمرها ونقاط الضعف فتلعب عليها.
هذا الفعل الأمريكي، الأكيد أنه ليس الوحيد من نوعه، فلو التفتت دولنا العربية، أو كانت جريئة في التحقيق بأنشطة الأمريكيين، سواء في سفاراتهم أو ما تسمى بوكالة التنمية الأمريكية أو مشتقاتهما، على أرضها لاكتشفت أنها واحدة من ضحايا الشيطنة الأمريكية التي تصر على حكم العالم ولو بهذه الأساليب الخسيسة، وليس جديدا القول إن قاعدة “الغاية تبرر الوسيلة” هي أمريكية الأصل والممارسة، وهي القاعدة التي تحولت إلى عقيدة لديها، وصارت المصلحة الأمريكية هدفاً لا ينبغي أن تقف أمامه أي موانع إنسانية أو أخلاقية.
بأكثر من شكل ومسمى تواجدت أمريكا في صحن الدول العربية والإسلامية، حتى سفاراتها جعلتها مرجعية لأنشطتها التي تخترق بها المؤسسات وكل تفاصيل يوميات البلد، وتعمل على توجيه سياستها، بقصد استهداف القدرات الاستراتيجية العسكرية والتصنيعية، بما يخدم توجهها ومشاريعها، كما وتتعقب أي تحرك يمنح البلد أي شكل من التحرر والتبعية فتشّله وتئده قبل أن يولد، وهي الآلية التي مكنت واشنطن من الهيمنة على العالم طوال السنوات الماضية.
بكل نعومة نشطت الكيانات المرتبطة بالكيان الأمريكي تحت تأثير الإغراءات، فاستطاعت أن تأخذ إلى جانبها الكثير من الأصوات الشابة التي انحصرت أمامها طرق النجاح، فتمثلت أمريكا حسب المخطط كملاذ وحيد لكل طامح للنجاح، وبهذا الأسلوب الانتهازي، كانت الاستخبارات الأمريكية تجند من تتوسم فيهم إمكانية العمل معها.
ولم يكن لجوء أمريكا إلى خيار خلايا التجسس عملاً طارئاً، إذ لجأت إلى هذا الأسلوب منذ ما قبل الحرب العالمية الثانية، وتأذت منه الكثير من الدول بما فيها الدول الحليفة.
واليوم.. تنشط أمريكا في نهجها غير الأخلاقي بكل عنفوان، في محاولة لاستعادة ألَق تأثيرها العالمي الذي يتراجع، واليمن تبدو الهدف الأكبر، فهي التي جرحت كبرياء البيت الأبيض بتحديها والخروج من عباءتها، ليس ذلك وحسب بل ولأن اليمن صارت تمثل نموذجا يمكن أن يؤثر في باقي الدول، فضلا عن الاهتمام الدولي بهذه القوة الناشئة التي نجحت في ما فشل فيه آخرون، وكان كشف خلية التأسيس للمشروع الأمريكي في صيغته الجديدة للحقبة القادمة، رصاصة موت، خصوصا وأنه يأتي في مرحلة حساسة وفي ذروة الانهيار لفزاعة القوة الأمريكية التي عجزت بشكل صارخ في منع القوات المسلحة اليمنية عن مواصلة معركتها المقدسة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.
في الدول التي كشفت ووضعت حداً لهذا العبث الأمريكي، يعتمل في واقعها كثير من التوتر وعدم الاستقرار كتداعيات طبيعية لاستئصال السم الأمريكي من جسد البلد، فأمريكا سعت لتهييج الآفات التي زرعتها بما فيها سلب البلد قدرته في الاعتماد على إمكاناته فور شعورها بأنها تفقد السيطرة على منطقة واعدة بالثروات، بدليل دفنها لكثير من الآبار النفطية المكتشفة قبل الإعلان عنها بهدف ضمان حق نهبها، بل وأخفت حتى خرائط هذه الآبار، وأمريكا تعمدت إغراق البلد في هموم الاحتياجات وأخفت نتائج الدراسات الاستكشافية للثروات المعدنية وأماكنها، ولمّا صار الهَمّ الوطني هو كيف يوفر قوت يومه، كان من الصعب عليه التوجه لاستكشاف أو استخراج ثروته.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

هل تفلت أمريكا من المحاسبة؟!

 

د. جمالات عبد الرحيم

في الآونة الأخيرة، أثار اللقاء بين وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ونظيره المصري، اهتمامًا واسعًا حول الأوضاع المضطربة في لبنان وغزة.

تركز الحديث خلال اللقاء على أهمية وقف إطلاق النار في هذه المناطق، لكن الأحداث تشير إلى استمرار الدعم الأمريكي لإسرائيل بشكل غير مشروط، مما يضع الكثير من علامات الاستفهام حول نوايا السياسة الخارجية الأمريكية. لقد أصبح واضحًا أن الإدارة الأمريكية تسعى إلى الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في الشرق الأوسط، حتى ولو كان ذلك على حساب الأمن والاستقرار في المنطقة. ففي ظل تصاعد النزاعات، نجد أن الدعم العسكري والمالي المستمر الذي تقدمه أمريكا لإسرائيل يساهم في تفاقم الأزمة الإنسانية ويعزز من حالة عدم الاستقرار في الدول المجاورة مثل لبنان.

ونجد أن الدعم لأمريكا لحلفائها في المنطقة، يبدو أحيانًا وكأنه يهدف إلى إضعاف الأنظمة التي تعتبرها واشنطن تهديدًا.

تتضح الرؤية عند النظر إلى التاريخ، حيث تشابه الأوضاع الحالية مع أوقات سابقة، مثل الحملة على العراق تحت ذريعة امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل، مما أدى في النهاية إلى موت مئات الآلاف وخراب البلد. إنه نمط متكرر من السياسة الدولية، حيث يتم استخدام حجة الأمن لتبرير التدخلات العسكرية والتلاعب السياسي.

وفي السياق نفسه، نجد أن النظام الأمريكي يواجه انتقادات بسبب تجاوزاته في حقوق الإنسان، خاصة في ظل التقارير التي تتحدث عن اعتقال المعارضين وقمعهم. إنها لعبة قذرة يلعبها بعض صناع القرار في البيت الأبيض، مما يهدد الأمن القومي لمصر ودول المنطقة بشكل عام.

ويجب على الدول العربية أن تتبنى سياسة خارجية أكثر استقلالية، تأخذ في اعتبارها مصالحها العليا وتؤكد على حقوق الشعوب في تقرير مصيرها، بدلًا من الرهن لما تراه القوى الكبرى؛ فالأمن والاستقرار في المنطقة هما في الأساس مسؤولية أبنائها، ويجب أن يبقى في يد أصحاب القرار الحقيقيين.

إن أعداء الأمة أثاروا الفوضي في الدول العربية ولم يساهموا في نشر السلام، كما إنهم يواصلون محاربة العالم العربي وقد أنشأوا منظمات تعمل معهم لتحريض الناس على حكوماتهم.

ورغم جرائم أمريكا حول العالم، وتحديدًا في المنطقة العربية، إلا أنها تفلت من العقاب، وكأنها فوق المحاسبة، فهل يأتي اليوم الذي نرى فيه أمريكا في قفص الاتهام بقتل مئات الآلاف في العراق وأفغانستان، وتسببها في إبادة جماعية لأهل فلسطين في قطاع غزة؟

مقالات مشابهة

  • عاجل. الخارجية الأمريكية: الوفد الأمريكي ناقش مع هيئة تحرير الشام انتقال السلطة في سوريا
  • أسماء قيادات حوثية وشركات صرافة شملتها عقوبات الخزانة الأمريكية الأخيرة.. من هو المسئول الأول عن الأموال التي تصل الحوثيين من إيران
  • نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي: باكستان تطور صواريخ قد تستخدم لضرب أمريكا
  • رئيس الطائفة الإنجيلية يشهد العرض المسرحي "الميلاد" بمسرح قصر النيل
  • بكين تكشف عن خطط للهجوم على السفن الأمريكية.. إرباك للجانب الأمريكي
  • رد فوري وغير مسبوق.. صنعاء تهاجم تل ابيب بصواريخ فرط صوتية في ذات اللحظة التي كانت طائرات اسرائيلية تهاجم اليمن وتحدث دمار هائل
  • السفير لياوليتشيانج : مصر كانت من أوائل الدول التي دعمت مبادرة "الحزام والطريق" وهي شريك أساسي في البناء
  • مدحت العدل: مصر أول دولة في التاريخ تكرم رموز القوى الناعمة
  • هل تفلت أمريكا من المحاسبة؟!
  • العراق خارج قائمة كبار الدول الحائزة على السندات الأمريكية