الشباب الأمريكي المعتصم جزء من جبهة المقاومة
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
لو لم يكن الحراك الطلابي في الجامعات الأمريكية والغربية مؤثرًا، لما توجّه السيد علي الخامنئي في رسالته الأخيرة إلى المعنيين فيه بالقول “أنتُم تُشكّلون الآن جزءًا من جبهة المقاومة، وقد شرعتُم بنضالٍ شريفٍ تحتَ ضُغوطِ حكومتكم القاسية التي تُجاهر بدفاعِها عن الكيان الصهيوني الغاصب وعديمِ الرَّحمة”، يُدرك الغرب جيدًا معنى هذا الكلام، وقد وصلهُ الأثر الفعلي للتظاهرات العالمية لا سيما داخل الجامعات، عندما تضررت صورة “أمريكا العظمى” في العالم وظهرت حقيقة الشعارات التي نادت بها الولايات المتحدة طيلة السنوات الماضية.
يكفي أن نراجع أداء البيت الأبيض وتعليماته للشرطة وإدارة الجامعات الأمريكية، لنفهم أولًا كيف أوجعت هذه التحركات قادة الولايات المتحدة ورئيسها وأثرت في المشاريع والسياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة، وندرك ثانيًا حجم الزيف والادّعاء الأمريكي بالحريات ومفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان التي تجرّدت منها أمريكا بشكل كامل حين ارتبط الأمر بمصالح الكيان “الإسرائيلي” وصورته وبقائه.
لم يعد بالإمكان إخفاء الحقيقة أو التلاعب بالعقول عبر الدعاية الغربية التي اعتمدها الغرب وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية لسنوات طويلة، صحيح أن واشنطن نجحت لعقود من الزمن في ممارسة انتهاكات حقوق الإنسان ضدّ الفلسطينيين من خلال تواطؤها ولا مبالاتها، إلا أنّ الإبادة الجماعية التي ارتكبها كيان العدوّ في قطاع غزّة ولا يزال، كشفت عن الواقع الصارخ للحياة تحت وطأة الاحتلال، كما عكست الاحتجاج العالمي على الفظائع المرتكبة في غزّة إيمانًا أساسيًا بالسلام والعدالة والكرامة الإنسانية.
ويكفي أن نتابع بالأرقام انعكاس الحرب في غزّة ومجازر الاحتلال بحق الفلسطينيين، على المزاج الشعبي في العالم وتغيير نظرته وترابطه بالقضية الفلسطينية وحقيقة الاحتلال، لنكتشف حجم المأزق الصهيوني على صعيد صورة الكيان أمام العالم. ففي آخر استطلاع للرأي أجرته مؤخرًا مؤسسة “يوغوف” يظهر واضحًا التغيّر الملحوظ في الرأي العام، حيث أصبح 56% من مواطني المملكة المتحدة يؤيدون الآن وقف تصدير الأسلحة إلى “إسرائيل”، وهذا الأمر يمثل تحولًا كبيرًا عن المواقف السابقة، ويعكس هذا الوعي والتعاطف المكتشف حديثًا إدراكًا متزايدًا لانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة ضدّ الفلسطينيين.
كما يعتقد 59 % من المشاركين في الاستطلاع أنّ “إسرائيل” ترتكب انتهاكات لحقوق الإنسان في غزّة، في إدانة صارخة للعنف والقمع الذي يعانيه السكان الفلسطينيون، وتشير بيانات استطلاعات الرأي إلى تحوّل في المشاعر العامة في جميع أنحاء العالم الغربي، مع تزايد الدعم لوقف إطلاق النار والدعوات إلى إجراء محادثات “سلام”.
وحتّى في الولايات المتحدة التي لطالما كانت مؤيدًا قويًا لـ”إسرائيل”، كان هناك انخفاض ملحوظ في تأييد الرأي العام للمساعدة العسكرية لـ”إسرائيل”، ما يشير إلى خيبة أمل متزايدة من الوضع الراهن على المستوى السياسي، وتأتي نتائج هذا الاستطلاع لتُضاف إلى دراسة سابقة لصحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية، نشرتها في بداية الحرب على غزّة، عكست بشكل واضح المسار الجديد والتبدّل الذي يسير فيه العالم على مستوى دعم القضية الفلسطينية ورفض سياسة الإبادة التي ينتهجها كيان العدو.
وفي معرض حديثه عن تأثير التضامن العالمي مع فلسطين، وخصوصًا الطلاب الجامعيين في الولايات المتحدة، يذكر الكاتب الأمريكي رضا بهنام كيف “تحدى الطلاب الأمريكيون مشروع “إسرائيل” الاستعماري الاستيطاني الوحشي، وإدانة مشاركة بلادهم في الإبادة الجماعية في غزّة، والغضب من المؤسسة الرسمية الأمريكية في قطاعاتها، بما فيها إدارة الجامعات التي يرتادونها ويطالبونها بفكّ كلّ أنواع شراكتها التعاونية في كلّ مجال مع حكومة “تل أبيب” الصهيونية”، وهذا بلا شكّ يعكس الصورة الجديدة التي أراد هذا الجيل نسجها بعد سنوات وعقود من المحاولات الأمريكية والغربية لتشويه الحقيقة بين الجلاد والضحية، وربما قد لا يكون امتلاك الجيل الأمريكي الجديد أو ما يُعرف بجيل «Z» آراء فريدة في السياسة الخارجية أمرًا جديدًا، لكن الاحتجاجات الأخيرة التي قادها الطلاب بشأن الحرب على غزّة، “سلّطت الضوء على الاختلافات بين الأجيال في هذا البلد، وقد تنذر بإبعاد سياسي مستقبلي للولايات المتحدة طويل الأمد عن “إسرائيل”؛ عميلتها منذ زمن” كما يؤكد الكاتب جورجيو كافييرو في أحد مقالاته على موقع «Responsible Statecraft» الأمريكي.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: الولایات المتحدة فی غز ة
إقرأ أيضاً:
الطائرات المسيّرة الصينية.. الحلول الفعالة التي تهدد الأمن القومي الأمريكي
في عالم تتداخل فيه التكنولوجيا مع تفاصيل الحياة اليومية، أصبحت الطائرات المسيّرة الصينية جزءًا لا يتجزأ من حياة العديد من الأمريكيين. من الزراعة إلى الإنقاذ، تتجاوز استخداماتها الفعّالة مجرد أدوات طائرة، لكنها تواجه الآن تحديات تشريعية تهدد وجودها في الأسواق الأمريكية.
اعلانوتمثل الطائرات المسيّرة الصينية مثالًا حيًا على الابتكار التقني الذي غيّر قواعد اللعبة في العديد من المجالات، مثل الزراعة وخدمات الطوارئ. ففي ولاية كارولاينا الشمالية، يعتمد المزارع راسل هيدريك على هذه الطائرات لرش الأسمدة على حقوله بكفاءة وبتكلفة أقل بكثير من المعدات التقليدية. ومع ذلك، فإن هذا الاعتماد الكبير يثير قلقًا لدى صناع القرار الأمريكيين الذين يرون فيه خطرًا على الأمن القومي والتنافسية الاقتصادية.
راسل هيدريك يشغل طائرة مسيرة في مزرعته.Allison Joyceومع تصاعد المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية بين الولايات المتحدة والصين، تسعى الحكومة الأمريكية إلى تقليص الاعتماد على المنتجات الصينية.
ويأتي هذا التوجه في سياق قيود سابقة فرضتها واشنطن على شركات الاتصالات الصينية والسيارات الكهربائية، بالإضافة إلى توجهات مماثلة في مجالات أخرى كأشباه الموصلات والذكاء الاصطناعي.
ولم تكن القوانين الجديدة بعيدة عن هذه المواجهة؛ إذ تضمن قانون الدفاع الذي أقرّه الكونغرس مؤخراً بنوداً تمنع شركتين صينيتين من بيع طائرات مسيّرة جديدة في الولايات المتحدة، إذا تبيّن أنها تشكل خطرًا "غير مقبول" على الأمن القومي الأمريكي. وقد سبق أن مُنعت بعض الوكالات الفيدرالية من شراء هذه الطائرات، مع استثناءات محدودة، بينما فرضت ولايات عدة قيودًا على استخدامها في برامج مدعومة حكوميًا.
ورغم المخاوف الأمنية، هناك أصوات تنتقد هذه الإجراءات، مشيرة إلى تأثيرها السلبي على قطاعات حيوية. ومن بين هذه الأصوات، المزارع هيدريك الذي يؤكد أن الطائرات الأمريكية لا تزال بعيدة عن منافسة نظيراتها الصينية من حيث الأداء والسعر. ويشارك هذا الرأي العديد من الخبراء الذين يرون أن البدائل الأمريكية ليست جاهزة بعد لسد الفجوة، مما قد يضعف قدرات المستخدمين المحليين على تنفيذ مهامهم اليومية بكفاءة.
طائرة مسيرة من طراز DJI التابعة لراسل هيدريك تنشر غطاء المحاصيل في مزرعته.Allison Joyceوتحتل شركة "DJI" الصينية موقع الصدارة في سوق الطائرات المسيّرة، حيث تُعرف منتجاتها بأسعارها التنافسية وأدائها العالي. تُستخدم هذه الطائرات في تطبيقات متعددة، بدءًا من البحث عن ضحايا الكوارث الطبيعية وصولًا إلى تصوير الأفلام. ورغم ذلك، فإن وجودها المهيمن أثار مخاوف متزايدة، حيث أدرجتها الحكومة الأمريكية في قوائم سوداء بسبب مزاعم تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان وعلاقات مع الجيش الصيني.
Relatedتايوان قلقة من تهديد جديد.. وتؤكد أن "الصين ترسل إلى المنطقة أكبر أسطول بحري منذ عقود"قبل عودة ترامب.. بايدن يدفع لوضع استراتيجيات جديدة للتعامل مع روسيا وإيران وكوريا الشمالية والصيندعوات غير مسبوقة: ترامب يدعو زعماء من العالم بينهم الرئيس الصيني لحضور حفل التنصيبلكن القوانين الجديدة لم تأت دون تحديات؛ فقد تسببت في تعطيل العديد من البرامج الحكومية والخاصة التي تعتمد على الطائرات المسيّرة، مما دفع بعض الولايات مثل فلوريدا إلى تخصيص ميزانيات ضخمة لمساعدة الوكالات المحلية على الانتقال إلى بدائل جديدة. ومع ذلك، وصف خبراء هذه المرحلة بأنها "فوضى عارمة"، حيث واجه المستخدمون صعوبات تتعلق بتعلم أنظمة تشغيل جديدة وإعادة ضبط الشبكات والتطبيقات المستخدمة.
وفي ظل هذا الواقع، يبقى السؤال الأهم: هل تستطيع الصناعة الأمريكية سد الفجوة وابتكار بدائل قادرة على منافسة المنتجات الصينية؟
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية ترامب يهدد أوروبا بعقوبات ورسوم جمركية ويطالب بزيادة إنفاق الناتو إلى 5% ميتا تواجه غرامات تفوق 251 مليون يورو بعد تسريب بيانات المستخدمين في 2018 دعوات غير مسبوقة: ترامب يدعو زعماء من العالم بينهم الرئيس الصيني لحضور حفل التنصيب ضرائبالصينالولايات المتحدة الأمريكيةالسياسة الصينيةالوارداتزراعةاعلاناخترنا لك يعرض الآن Next إصابة أكثر من 25 إسرائيليًا إثر صاروخ يمني والكنيست يمدد حالة الطوارئ لعام إضافي يعرض الآن Next ترامب والصحة العالمية كلاكيت ثاني مرة.. الرئيس المقبل ينوي الانسحاب من المنظمة فهل يفعلها مجددا؟ يعرض الآن Next طلاق أسماء الأسد.. رحل بشار عن سوريا فهل ترحل عنه زوجته؟ يعرض الآن Next عاجل. وول مارت تبيع قمصانا عليها صورة السنوار وإسرائيل تستشيط غضبا يعرض الآن Next عاجل. 12 قتيلًا على الأقل بإنفجار في مصنع للمتفجرات شمال غرب تركيا اعلانالاكثر قراءة بعد ثلاثة أيام.. العثور على ركاب الطائرة المفقودة في كامتشاتكا أحياء مارس الجنس مع 400 من زوجات كبار الشخصيات أمام الكاميرا.. فضيحة مسؤول كيني يعتقد أنه مصاب بمرض الإيدز هل بدأ انتقام إسرائيل من أردوغان وهل أصبحت تركيا الهدف المقبل للدولة العبرية؟ فلتذهبوا إلى الجحيم! اللعنة كلهم يشبه بعضه! هكذا تعاملت ممرضة روسية مع جندي جريح من كوريا الشمالية بحضور الوزير فيدان.. الشرع يعد بنزع سلاح كل الفصائل بما فيها قسد وإسرائيل قلقة من تحرك عسكري تركي اعلانLoaderSearchابحث مفاتيح اليومعيد الميلادبشار الأسددونالد ترامبإسرائيلشرطةالصراع الإسرائيلي الفلسطيني أوروباسورياضحاياأبو محمد الجولاني ماغدبورغنيويوركالموضوعاتأوروباالعالمالأعمالGreenNextالصحةالسفرالثقافةفيديوبرامجخدماتمباشرنشرة الأخبارالطقسآخر الأخبارتابعوناتطبيقاتتطبيقات التواصلWidgets & ServicesAfricanewsعرض المزيدAbout EuronewsCommercial ServicesTerms and ConditionsCookie Policyسياسة الخصوصيةContactPress officeWork at Euronewsتعديل خيارات ملفات الارتباطتابعوناالنشرة الإخباريةCopyright © euronews 2024