محللون وخبراء: غياب سيناريو «اليوم التالي» يُنذر بحرب بلا نهاية
تاريخ النشر: 23rd, June 2024 GMT
دينا محمود (غزة، لندن)
أخبار ذات صلة إسرائيل تعتزم بدء «المرحلة الثالثة» من الحرب في غزة خلال أيام «الأونروا»: 76 % من مدارس غزة بحاجة لإعادة بناء وتأهيلحذر محللون غربيون من مخاطر الغياب الراهن لأي رؤية واضحة، تستشرف معالم مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الحالية في قطاع غزة، باعتبار أن ذلك يفتح الباب أمام تواصل العنف على نحو يلحق أضراراً جسيمة بمختلف الأطراف.
بجانب ذلك، من شأن وضع تصور واضح ومُفصَّل بقدر الإمكان، لمرحلة ما بعد انتهاء الحرب في غزة، بما يشمل وضع خطوات محددة، تكفل الانتقال إلى فترة من الاستقرار والهدوء، وتقليص فرص اندلاع القتال من جديد، ومنح الأمل للغزيين.
ورغم أن هناك العديد من التصورات التي يتم تداولها منذ الأسابيع الأولى للحرب بخصوص ما قد يليها من مراحل، لم تَرقَ هذه الخطط المقترحة بعد، إلى مستوى الاستراتيجية المتماسكة، التي يمكن أن تفتح الطريق أمام إيجاد تسوية سياسية مستدامة، تتيح الفرصة لبدء عمليات إعادة الإعمار الشاقة والمكلفة.
وبحسب المحللين، ومن بينهم دانيال بايمان، الأستاذ في جامعة جورج تاون الأميركية، يهدد عدم التوافق على سيناريو لما بعد الحرب في غزة، باستمرار الاضطرابات الأمنية والأزمات الإنسانية في القطاع، حتى إن تم تذليل العقبات التي تعترض طريق التوصل إلى وقف لإطلاق النار، أو حتى إيجاد هدنة مؤقتة.
واعتبر بايمان، وهو كذلك زميل بارز في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية الذي يتخذ من واشنطن مقراً له، أن بلورة تصور متماسك لصورة الوضع في قطاع غزة حال إسدال الستار على الحرب، تمثل أمراً ضرورياً، لتمكين المنظمات الإغاثية المختلفة، من إيصال المساعدات الإنسانية إلى مئات الآلاف من المدنيين، ممن هم في أمس الحاجة إليها.
فالفرق التابعة لهذه المنظمات، بحاجة إلى خطة مستقبلية تكفل إيجاد جهة قادرة على توفير قدر كافٍ من الأمن والنظام، بما يسمح للعاملين فيها بالاضطلاع بمهامهم، وتوزيع الإمدادات بكفاءة ونزاهة، دون أن يتعرضوا لخطر الوقوع ضحايا لهجمات.
وأقر بايمان في الوقت نفسه، بأن هناك تحديات متعددة، قد تحول دون توافر الأسس الواجب التوافق عليها، لرسم ملامح سيناريو «اليوم التالي» في غزة، من قبيل نجاح المجتمع الدولي في تشكيل قوة حفظ سلام، وإرسالها إلى القطاع، وهو الأمر الذي يكتنفه كثير من الصعوبات في الوقت الحاضر. وشدد الباحث السياسي، في تصريحات نشرها مركز «المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية» على موقعه الإلكتروني، على ضرورة أن يبدأ التخطيط لمرحلة ما بعد الحرب بشكل فوري، مُحذرا من أن الإحجام عن ذلك، يُنذر بأن تستمر الأزمة الحالية إلى أجل غير معلوم، وهو ما لا ينبغي أن يحظى بترحيب أيٍ من أطراف الصراع، بحسب قوله.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: غزة فلسطين إسرائيل ما بعد فی غزة
إقرأ أيضاً:
“هآرتس”: الحشود التي تعبر نِتساريم حطّمت وهم النصر المطلق
وأكمل بالقول: “معظم فترة الحرب، رفض نتنياهو مناقشة الترتيبات لما بعد الحرب في قطاع غزة، ولم يوافق على فتح باب لمشاركة السلطة الفلسطينية في غزة، واستمر في دفع سيناريو خيالي لهزيمة حماس بشكل تام. والآن، من يمكن الاعتقاد أنه اضطر للتسوية على أقل من ذلك بكثير”.
ورأى هرئيل أن رئيس حكومة العدو، هذا الأسبوع، قد حقق ما أراده، إذ إن حماس وضعت عوائق في طريق تنفيذ الدفعات التالية من المرحلة الأولى في صفقة الأسرى، لكن نتنياهو تمكن من التغلب عليها، على حد تعبيره، موضحًا أنه: “حتى منتصف الليل يوم الأحد، تأخر نتنياهو في الموافقة على عبور مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى شمال القطاع، بعد أن تراجعت حماس عن وعدها بالإفراج عن الأسيرة أربيل يهود من “نير عوز””، ولكن بعد ذلك أعلنت حماس نيتها الإفراج عن الأسيرة، وفق زعمه، فعلّق هرئيل: “حماس وعدت، والوسطاء تعهدوا، أن يهود ستعود بعد غد مع الجندية الأخيرة آغام برغر ومع أسير “صهيوني” آخر، والدفعة التالية، التي تشمل ثلاثة أسرى “مدنيين” (من المستوطنين)، ستتم في يوم السبت القادم”. لذلك، قاد تعنّت نتنياهو – ومنعه عودة النازحين الفلسطينيين – على تسريع الإفراج عن ثلاثة أسرى صهاينة في أسبوع، على حد ادعاء الكاتب.
تابع هرئيل: “لكن في الصورة الكبيرة، قدمت حماس تنازلًا تكتيكيًّا لإكمال خطوة استراتيجية، أي عودة السكان إلى شمال القطاع”، مردفًا: “أنه بعد عودتهم إلى البلدات المدمرة، سيكون من الصعب على الكيان استئناف الحرب وإجلاء المواطنين مرة أخرى من المناطق التي عادت إليها حتى إذا انهار الاتفاق بعد ستة أسابيع من المرحلة الأولى”، مضيفًا: “على الرغم من نشر مقاولين أميركيين من البنتاغون في ممر “نِتساريم” للتأكد من عدم تهريب الأسلحة في السيارات، لا يوجد مراقبة للحشود التي تتحرك سيرًا على الأقدام، من المحتمل أن تتمكن حماس من تهريب الكثير من الأسلحة بهذه الطريقة، وفق زعمه، كما أن الجناح العسكري للحركة، الذي لم يتراجع تمامًا عن شمال القطاع، سيكون قادرًا على تجديد تدريجي لكوادره العملياتية”.
وادعى هرئيل أن حماس تلقت ضربة عسكرية كبيرة في الحرب، على الأرجح هي الأشد، ومع ذلك، لا يرى أن هناك حسمًا، مشيرًا إلى أن هذا هو مصدر الوعود التي يطلقها “وزير المالية في كيان الاحتلال” بتسلئيل سموتريتش، المتمسك بمقعده رغم معارضته لصفقة الأسرى، بشأن العودة السريعة للحرب التي ستحل المشكلة مرة واحدة وإلى الأبد، ويعتقد هرئيل أن: “الحقيقة بعيدة عن ذلك، استئناف الحرب لا يعتمد تقريبًا على نتنياهو، وبالتأكيد ليس على شركائه من “اليمين المتطرف”، القرار النهائي على الأرجح في يد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ومن المتوقع أن يستضيف الأخير نتنياهو قريبًا في واشنطن للاجتماع، وهذه المرة لا يمكن وصفه إلا بالمصيري”.
وأردف هرئيل ، وفقا لموقع العهد الاخباري: “ترامب يحب الضبابية والغموض، حتى يقرر، لذلك من الصعب جدًّا التنبؤ بسلوكه”، لافتًا إلى أنه وفقًا للإشارات التي تركها ترامب في الأسابيع الأخيرة، فإن اهتمامه الرئيسي ليس في استئناف الحرب بل في إنهائها، وأكمل قائلًا: “حاليًا، يبدو أن هذا هو الاتجاه الذي سيضغط فيه على نتنياهو لإتمام صفقة الأسرى، وصفقة ضخمة أميركية – سعودية – صهيونية وربما أيضًا للاعتراف، على الأقل شفهيًّا، برؤية مستقبلية لإقامة دولة فلسطينية”.
وقال هرئيل إن “نتنياهو، الذي أصرّ طوال السنوات أنه قادر على إدارة “الدولة” (الكيان) وأيضًا الوقوف أمام محكمة جنائية، جُرّ أمس مرة أخرى للإدلاء بشهادته في المحكمة المركزية، رغم أنه يبدو بوضوح أنه لم يتعاف بعد من العملية التي أجراها في بداية الشهر، واستغل الفرصة لنفي الشائعات التي تفيد بأنه يعاني من مرض عضال، لكنه لم يشرح بشكل علني حالته الصحية”، مشددًا على أن نتنياهو الآن، من خلال معاناته الشخصية والطبية والجنائية والسياسية، قد يُطلب منه مواجهة أكبر ضغط مارسه رئيس أميركي على رئيس وزراء الكيان الصهيوني.