خانتنا حروفنا هذه المرة، فما يحدث في غزة قد شابت له أرواحنا وتبعثرت أفكارنا وتمزقت قلوبنا؛ لم يعد هنالك ما يُكتب أو يُقال، فقد فاق كل وصف وتجاوز كل تعبير، جرائم ومذابح ومجازر الصهيونية فاقت الخيال وتجاوزت اللا معقول، وما كان لمنتجي أفلام الرعب واللا منطق أن يصلوا لمعشار ما بلغه بنو صهيون -الملعونون في التوراة والإنجيل والقرآن- من أقبح وأشنع الممارسات الشيطانية والاعتداءات الجهنمية.
ما تراه أعيننا وتنخلع من هوله قلوبنا وتذهل عقولنا وتتبعثر في الهواء أفكارنا وتحترق مشاعرنا.. كل ذلك وأكثر يحتاج لحروف وأبجديات غير التي نعرفها، خارج نطاق الـ ٢٨ حرفا التي تحدثنا وكتبنا بها طيلة أعمارنا، هول عظيم وكوارث متلاحقة تُذهل الأفئدة وتسلب الألباب.
سلامٌ على أساطير الصبر ومعجزات التحدي والفداء في غزة العزة والإباء.. سلامٌ على سيمفوية المعجزات والنصر في زمن الانبطاح والعُهر، سلامٌ عليها وعلى الدماء المسفوكة فيها ما تعاقب الليل والنهار، سلامٌ على تضحيات الصغار والكبار.. سلامٌ على شلالات الدماء.. سلامٌ على الأحشاء والأشلاء.. سلامٌ على جسدٍ بدون رأس.. سلامٌ على جماجم لا يكسوها لحم.. وعلى أحياءٍ بُتر منهم العظم، سلامٌ على أطفالٍ بلا آباء وعلى أمهاتٍ بلا أبناء.. سلامٌ على أجسادٍ نحلت حتى التصق جلدها بعظمٍ رقيق.. سلامٌ على من باتوا دون ماءٍ أو دقيق..
سلامٌ على أجساد الصغار المرتعدةِ الخائفة، سلامٌ على ابتهالات الشيوخ المتمتمةِ النازفة.. سلامٌ على حاملي السلاح، رغم المجازر رغم النواح، سلامٌ على قاهري المحن.. سلامٌ على حاملي الكفن.. سلامٌ على الواثبين الأسود. وسلمت يديكم بقتل اليهود..
سلامٌ على من كانوا أقماراً لا أرقاما.. سلامٌ على من تحنّت الجنة بدماء صبرهم وزُفوا إليها كِراما..
سلامٌ على البدر ذاك الشهيد.. سلامٌ على هدهداتِ الوليد.. سلامٌ على النازحين الكرام.. ولعناتُ ربي تغشى شهداء الخيام..
سلامٌ وإن كان عجزي حرام.. سلامٌ ومهما تلاشى الكلام.. سلامٌ على القلب حين انفطر.. سلامٌ على الجرح حين انتثر..
سلامٌ على مسعفين الحشود، بدونِ دواءٍ.. بدونِ وقود..
سلامٌ على الجرحى والمسعفين.. سلامٌ على الصبر رغم الأنين..
سلامٌ لصبرٍ سيسفرُ عيد.. رغم المآسي ووجعٍ شديد..
سلامٌ إلى قبلة التضحيات.. ستشرق شمسا تحت الرفاة..
ولعنةُ ربي على الخائنين، وكل منافقٍ ومطبعٍ لعين، وعلى الزعماء، وكذا الخانعين.
سلامٌ إلى قبلة التضحيات
سلامٌ على غزة المعجزات
سلام على أهل غزة في الخالدين
سلام عليهم
سلام عليهم كل آنٍ وحين
سلامٌ إلى قبلة التضحيات
سلامٌ على غزة المعجزات.
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
دلالات عظيمة ليوم العلم
تعزيزًا لقيِّم الوحدة والولاء والانتماء للوطن، احتفلت مملكتنا الحبيبة أمس الثلاثاء بيوم العلم ، واختير يوم 11 مارس يومًا للعَلَم؛ لأنَّه اليوم الذى أقرَّ فيه العَلَم السعودي بشكله الذي نراه اليوم، وهو الموافق 27 ذي الحجة 1355هـ – 11 مارس 1937م.
هذا اليوم المجيد الذي أقر فيه المغفور له بمشيئة الله الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ــ طيب الله ثراه ــ العلم بدلالاته الوطنية المتجذرة في التاريخ، وإشاراته النابعة من عمق التوحيد، ورمزا للعدل والقوة والنماء والرخاء ، ممّا يعكس مكانته العالية في القلوب محليا وإقليميا وعالميا، فهو مصدر عزة بقيمه الوطنية ، كيف لا وهو يحمل كل معاني الانتماء والمواطنة ودلالات التوحيد والقوة والعدل.
وعلى مدى نحو ثلاثة قرون، كان العلم شاهدًا على توحيد الدولة السعودية في جميع مراحلها، واتخذ منه مواطنو ومواطنات هذا الوطن العظيم، رايةً للعز شامخة لا تُنكّس، كما أن العلم الوطني، يشكِّل قيمة خالدة ورمزًا للعزة والشموخ، ودلالة على مشاعر التلاحم والحب والوفاء النابعة من روح الانتماء والولاء للقيادة والوطن ، ونصّ نظام العلم الذي صدر عام 1393هـ / 1973م، على أن يكون علم المملكة العربية السعودية مستطيل الشكل، عرضه يساوي ثلثي طوله، ولونه أخضر، يمتد من السارية إلى نهاية العلم، وتتوسطه كلمة “لا إله إلا الله محمد رسول الله” وتحتها سيف مسلول موازٍ لها، تتجه قبضته إلى القسم الأدنى من العلم، وتُرسم الشهادتان والسيف باللون الأبيض، وبصورة واضحة من الجانبين، على أن تُكتب الشهادتان بخط الثلث، وتكون قاعدته في منتصف مسافة عرض الشهادتين والسيف بطول يساوي ثلاثة أرباع رسم الشهادتين، وعلى مسافة متساوية من الجانبين.
ولكل من هذه الألوان والشعارات مدلولات عميقة، فاللون الأخضر يرمز إلى النماء والخصب، واللون الأبيض يرمز إلى السلام والنقاء، ويرمز السيف إلى العدل والأمن، وهذه الرمزية للسيف لها جذور عربية، حيث يعد السيف صنوانًا للنبل والمروءة عند العرب، أما كلمة التوحيد ففيها إثبات الوحدانية لله وتطبيق شرعه الحكيم، وعلى المنهج السليم الذي تأسست وسارت عليه بلادنا في أطوارها الثلاثة ، وينفرد العلم السعودي بين أعلام دول العالم بمميزات خاصة أسبغت عليه هالة من المهابة والإجلال والتعظيم، ومن ذلك أنه لا يلف على جثث الموتى من الملوك والقادة، ولا يُنكّس في المناسبات الحزينة، ولا يُحنى لكبار الضيوف عند استعراض حرس الشرف، ويحظر استعماله كعلامة تجارية أو لأغراض دعائية تمس مهابته ، وعَلَم المملكة اليوم هو نفس الراية والبيرق الذي كان يحمله جُند الدولتين السعودية الأولى والثانية منذ نشأتهما، وإيمانا من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ ، وقائدنا الملهم سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله ـ بما يشكِّله العلم من أهمية بالغة بوصفه مظهرا من مظاهر الدولة السعودية وقوتها وسيادتها، ورمزا للتلاحم والائتلاف والوحدة الوطنية، صدر في 9 شعبان 1444هـ، الموافق 1 مارس 2023م، أمر ملكي كريم يقضي بأن يكون يوم (11 مارس) من كل عام يوما خاصا بالعلم، باسم (يوم العلم).