أبوظبي (الاتحاد) 

أخبار ذات صلة كوادر إماراتية تدير 3 محطات للأبحاث الزراعية في أبوظبي أبوظبي.. تراث يتحدث عن نفسه

بمناسبة اليوم العالمي للإبل الذي يصادف 22 يونيو من كل عام، تكثف هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية جهودها لتنمية قطاع الثروة الحيوانية من الإبل، وتعزيز مكانتها موروثاً ثقافياً أصيلاً، وترسيخ مكانتها الاقتصادية ضمن منظومة الأمن الغذائي، وذلك من خلال تقديم الخدمات البيطرية النوعية ونشر الوعي حول أهمية العناية بصحة وتربية وإنتاج الإبل، والمشاركة في الجهود الدولية، لضمان نمو واستدامة هذا القطاع الاستراتيجي.

والذي يبلغ تعداده في إمارة أبوظبي حوالي 476.082 رأساً، موزعة على النحو التالي99.071 رأساً في أبوظبي بواقع (83.879 إناثاً، و15.192 ذكوراً) 254.034 رأساً في العين، بواقع (215.968 إناثاً و38.066 ذكوراً)، أما في منطقة الظفرة، فيبلغ عدد رؤوس الإبل حوالي 122.977 رأساً، بواقع (104.987 إناثاً، و17.990 ذكوراً).
يأتي الاحتفال هذا العام، بالتزامن مع «السنة الدولية للإبليات» التي أعلنتها الأمم المتحدة لسنة 2024، بهدف تسليط الضوء على القيمة الاقتصادية والثقافية للإبل في أكثر من 90 دولة، وإبراز دورها المهم في تعزيز الأمن الغذائي من خلال توفير الحليب واللحوم والألياف، واستخدامها وسيلة لنقل البضائع والأفراد في بعض المجتمعات، ما يسهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة المتعلقة بالقضاء على الجوع، واستئصال الفقر، وتمكين المرأة وحماية واستدامة الأنظمة البيئية.
وتقدم هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية رعاية شاملة للإبل، تتضمن تقديم الخدمات البيطرية الوقائية والعلاجية والإنتاجية، وتوفير اللقاحات والأدوية، ومكافحة الأمراض والآفات. وخلال العام الماضي، تم تقديم 185.797 خدمة بيطرية لـ 130.700 رأس من الإبل، شملت مختلف أنواع العلاجات والفحوص والمتابعات، كما قدمت الهيئة خدمة رش الإبل لمكافحة الطفيليات الخارجية لـ 237.487 رأساً من الإبل، خلال العام الماضي 2023.
ومنذ العام 2009 تشارك هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية في دعم مهرجان الظفرة لمزاينة الإبل، من خلال تقديم الخدمات البيطرية العلاجية والوقائية والفحوص المخبرية للإبل المشاركة في المزاينة، وكذلك الأمر بالنسبة لسباقات الهجن، حيث تقدم الهيئة خدماتها البيطرية للإبل المشاركة في السباقات، وتساهم هذه المشاركة السنوية في ضمان صحة الإبل وسلامتها، وتعزيز التنافس العادل بين المشاركين في هذه الفعاليات. كما تقوم الهيئة بإصدار شهادة صحية بيطرية للإبل بغرض التصدير إلى مختلف الدول، بالإضافة إلى الفحوص الروتينية لفحص خصوبة الإبل، وترقيمها وتسجيلها في نظام تسجيل وتعريف الحيوانات، ورشها لمقاومة الطفيليات الخارجية.
وفي إطار نشر الوعي بأهمية العناية بالإبل، قامت الهيئة بإعداد نشرات متنوعة تتضمن إرشادات حول أفضل الممارسات لتربية الإبل والعناية بها، كما أصدرت الهيئة أطلس الأمراض الجراحية في الجمل وحيد السنام والمعتمد من المنظمة العالمية للصحة الحيوانية، وهو موسوعة للأمراض كافة التي تتطلب تدخلاً جراحياً في الجمال المنتشرة في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل خاص، وشبه الجزيرة العربية بشكل عام، وتقوم الهيئة أيضاً بتنظيم العديد من المحاضرات التثقيفية حول فوائد حليب الإبل، وورش العمل لتوعية مربي الإبل حول الأمراض التي تصيب الإبل وطرق الوقاية منها ومعالجتها، بالإضافة إلى متطلبات الأمن الحيوي التي تعزز مناعة الإبل من الأمراض.
وتشارك الهيئة في الجهود الدولية للحفاظ على صحة الإبل، وذلك من خلال المشاركة في دراسة مشتركة مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة بشأن فيروسات كورونا في الإبل، وجمع عينات من الإبل، بالتعاون مع جامعات الإمارات، ويواصل المركز المرجعي المتعاون لأمراض الإبل التابع للهيئة، والمُعترف به من قبل المنظمة العالمية لصحة الحيوان، جهوده الرائدة في البحث العلمي، وتطوير تقنيات تشخيص الأمراض الحيوانية الوبائية بما فيها أمراض الإبل، ودعم جهود الاستجابة للأوبئة وبناء القدرات، ونشر وتبادل المعرفة العلمية المتعلقة بأمراض الإبل.
وخلال العاميين الماضيين، قدم المركز المرجعي المتعاون لأمراض الإبل خدمات التحليل المخبري لأكثر من 100 ألف عينة، وبمعدل يزيد على 500 ألف خدمة تحليل لمختلف الأمراض تم جمعها من الإبل، كذلك تم تطوير أكثر من 150 تحليلاً مخبرياً متقدماً يُمكن من التعريف الدقيق لمسببات الأمراض، ما يدعم الخطط الاستراتيجية لتطوير منظومة الوقاية ومكافحة الأمراض الوبائية وتأمين الغذاء. 
كما تم إطلاق أول بنك حيوي للمواد المرجعية لحفظ المواد والعزلات البيولوجية وخلايا الزرع النسيجي المتخصصة من أنسجة الإبل وبنك البادئات، ما يعزز من سبل الاستجابة للأمراض وتطوير اللقاحات والأطقم التشخيصية وطرق التحاليل المخبرية والبحوث العلمية والتدريب.
ورقة علمية
قام الخبراء والمختصون في المركز المرجعي بنشر أكثر من 31 ورقة علمية متخصصة في مجال أمراض الحيوان والإنسان (من منظور الصحة الواحدة) في دوريات علمية مرموقة، كما تم تنفيذ عدد من الأنشطة ضمن «شبكة دول الشرق الأوسط للإبل» (الكامنت) التي تضم دول مجلس التعاون الخليجي والأردن واليمن، وتهدف الشبكة إلى المساهمة في تطوير وتوحيد، والتحقق من طرق التشخيص لأمراض الإبل الرئيسة، وفقاً للمعايير والإجراءات المعتمدة عالمياً، وتحسين القدرات العلمية والتكنولوجية في مجال علم الأوبئة، وتشخيص أمراض الإبل في المنطقة، توصيف وتعريف الأنماط البيئية للإبل بناء على صفاتها المورفولوجية، نشر المعرفة حول مكافحة أمراض الإبل وأفضل الممارسات في مجال إنتاج الإبل بين الدول الأعضاء والمجتمع العلمي الدولي، تعزيز الدراسات والأبحاث حول ممارسات تربية وإنتاج الإبل، والأهمية الاقتصادية الاجتماعية، والكشف عن المخاطر والمهددات الأخرى للحيوان والإنسان والبيئة، تسهيل التعاون بين المؤسسات الوطنية والإقليمية والدولية والمختبرات المرجعية التابعة لمنظمة الأغذية والزراعة/المنظمة العالمية للصحة الحيوانية والمراكز المتعاونة لبناء القدرات وتبادل الخبرات والتعاون. 
ولقد أثرى المركز المرجعي بنك الجينات العالمي بعدد من التسلسلات الجينية المختلفة الكاملة أو الجزيئية لعدد من مسببات الأمراض المختلفة التي تصيب الإبل، ما يعزز مكانة الدولة في أبحاث أمراض الإبل، بالإضافة إلى أن الاعتماد على الوسائل الحديثة في التشخيص سوف يساعد كثيراً في دقة التشخيص، وفك طلاسم الكثير من الأمراض التي تصيب الإبل. كما أن معرفة التسلسل الجيني لمسببات أمراض الإبل، خاصة الفيروسية يساعد على السيطرة والتحكم عليها، من خلال معرفة وبائية، ومصدر المسبب المرضي والخرائط الجينية للمسببات، بالإضافة إلى تطوير طرق فحص جديدة للكشف عنها أو دراسة إمكانية دمج أو تحور الفيروسات الذي ينجم عنه فيروسات مختلفة الضراوة، وهذا يعزز من رفع كفاءة تشخيص أمراض الإبل المختلفة.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإبل أبوظبي هيئة أبوظبي للزراعة والسلامة الغذائية أبوظبی للزراعة والسلامة الغذائیة المرکز المرجعی بالإضافة إلى المشارکة فی أمراض الإبل من الإبل من خلال

إقرأ أيضاً:

دعوات ولقاءات حوارية من أجل مراجعة شاملة: ماذا أنجزنا وما هو المطلوب اليوم؟

تشهد الساحة الإسلامية والعربية حركة متواصلة من اللقاءات والحوارات المعلنة، وغير المعلنة من أجل إجراء تقييم شامل للتطورات التي حصلت منذ معركة طوفان الأقصى إلى الحرب على لبنان وغزة، وصولا لسقوط نظام الرئيس بشار الأسد والتداعيات الحاصلة من وراء كل ذلك.

وفي العاصمة اللبنانية بيروت تعقد العديد من الحلقات الحوارية من قبل مراكز دراسات وأبحاث، حيث شهدنا في الأسبوع الماضي عقد حلقة حوارية بدعوة من مركز الزيتونة للدراسات والأبحاث، وكذلك ندوة حوارية بدعوة من مركز الحضارة لتنمية الفكر الإسلامي. وتناولت الحلقتان تقييم معركة طوفان الأقصى ونتائجها، وكذلك الحرب على لبنان وفلسطين ودور قوى المقاومة ومحور المقاومة، وكيفية التعاطي مع التطورات المقبلة وخصوصا مشروع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتهجير الفلسطينيين والعودة لمشروع التطبيع وكيفية توحيد الموقف الفلسطيني، والتطورات الأخيرة في سوريا.

وبعيدا عن الأضواء، عقدت سلسلة لقاءات بين قيادات إسلامية فاعلة في لبنان والعالم العربي مع عدد من الكوادر الإسلامية الفاعلة في لبنان لتقييم مختلف التطورات وكيفية مواجهة التحديات المختلفة، وخلال هذه اللقاءات دعت هذه القيادات إلى إجراء مراجعة شاملة لكل ما حصل خلال السنوات الأخيرة في العالم العربي ولا سيما منذ معركة طوفان الأقصى إلى اليوم، وذلك بهدف استخلاص العبر ووضع رؤية جديدة للحركات الإسلامية للمرحلة المقبلة.

هناك تحديات عديدة تواجهها الحركات الإسلامية وقوى المقاومة اليوم تتطلب إعادة تقييم الأداء لمعالجة كافة المشكلات التي برزت من خلال رؤية واقعية، ومن خلال إعادة دراسة كل التجارب الإسلامية السابقة
واعتبرت هذه القيادات أن القوى والحركات الإسلامية في لبنان والعالم العربي تواجه اليوم تحديات كبرى من جرّاء التطورات المتسارعة خلال السنتين الأخيرتين، ولذلك يجب دراسة السلبيات والإيجابيات التي حصلت وتقييم كل التطورات على مستوى الرؤية والأداء وتحقيق الأهداف التي وضعت، وطرح الأسئلة الصعبة حول المعارك التي جرت ونتائجها، والشعارات التي رُفعت ومدى تطابق هذه الشعارات مع القدرات والإمكانيات، وأنه لا بد من تقييم كل الأحداث من خلال الحوار مع القيادات المعنية والتي تمتلك المعطيات والمعلومات حول التطورات المختلفة وخصوصا في الجانب الأمني والعسكري.

وأضافت هذه القيادات الفاعلة خلال هذه اللقاءات الخاصة، والتي تعتبر جزءا من سلسلة لقاءات تقييمية وحوارية تشهدها الساحة الإسلامية اليوم، أن هناك تحديات عديدة تواجهها الحركات الإسلامية وقوى المقاومة اليوم تتطلب إعادة تقييم الأداء لمعالجة كافة المشكلات التي برزت من خلال رؤية واقعية، ومن خلال إعادة دراسة كل التجارب الإسلامية السابقة، وحتى التجارب والمعارك التي خاضها الرسول محمد (ص) وكيف كان يتعامل الرسول مع هذه المعارك وخصوصا عند حصول الأخطاء أو الثغرات والتي تحدث عنها القرآن الكريم، ولا سيما معركتي أُحد وحنين، وعلى ضوء ذلك يمكن دراسة التجارب التي تحصل اليوم ومعالجة الثغرات التي برزت.

وتؤكد القيادات الإسلامية الفاعلة أن دور الحركة الإسلامية لا ينحصر فقط بالمقاومة العسكرية، مع أهمية دور المقاومة في مواجهة العدو الصهيوني، فالمشروع الإسلامي هو مشروع شامل على كل المستويات السياسية والثقافية والفكرية والعلمية والاجتماعية، وهناك تحديات كبيرة يواجهها هذا المشروع اليوم سواء على مستوى الأهداف أو على أرض الواقع، وأن على القوى والحركات الإسلامية أن تقدم نموذجها الواقعي والحقيقي كي تقدم للناس والجمهور الصورة العملية وعدم الاكتفاء بالشعارات الكبيرة.

ومع تأكيد القيادات الإسلامية على أن المعارك الأخيرة في لبنان وفلسطين تضمنت مؤشرات إيجابية مهمة على مستوى الصمود والمقاومة ومنع العدو من تحقيق أهدافه، لكن في المقابل برزت أخطاء وثغرات تتطلب المعالجة والتفكير والبحث في آليات جديدة للعمل في المستقبل، وخصوصا على صعيد المعركة التكنولوجية والأمنية.

لا بد أن يكون هناك دور فاعل في المرحلة المقبلة للنخب الثقافية والفكرية كي تأخذ دورها الفاعل على صعيد الشأن العام، واعتماد الكفاءة والمعايير العلمية في اختيار القيادات والمسؤولين
ودعت هذه القيادات الإسلامية لمراجعة الأداء السياسي طيلة السنوات الماضية وتعزيز التشاور والحوار بين القيادات الإسلامية وأهمية الانفتاح على بقية الشركاء في الوطن؛ لأن ما جرى خلال الحرب على لبنان من احتضان كبير للنازحين من قبل كل أطياف المجتمع اللبناني أكد أهمية الوحدة الوطنية وأنه لا بديل عن العيش المشترك، وفي المقابل لا بد من مراجعة الأداء الثقافي والديني والتأكيد على أهمية الارتباط بالمشروع السياسي والإسلامي العام، والابتعاد عن الغلو والتطرف، وأنه لا بد أن يكون هناك دور فاعل في المرحلة المقبلة للنخب الثقافية والفكرية كي تأخذ دورها الفاعل على صعيد الشأن العام، واعتماد الكفاءة والمعايير العلمية في اختيار القيادات والمسؤولين.

وأضافت هذه القيادات الإسلامية أن المطلوب اليوم تقييم كل التطورات السياسية في لبنان وسوريا وإعادة قراءة ما جرى في السنوات الماضية والاستفادة من الاخطاء التي حصلت، والعمل لتحويل التطورات في سوريا إلى فرصة جديدة لتجاوز المشكلات التي حصلت خلال السنوات الماضية، وعدم التعاطي مع المتغيرات في سوريا وكأنها خسارة لمحور ضد محور، بل المطلوب إجراء حوارات واتصالات بعيدا عن الأضواء من أجل التعاون لمواجهة التحديات الجديدة وخصوصا التوغل الإسرائيلي في سوريا وما يخطط له الأعداء لتصفية القضية الفلسطينية.

وركز المشاركون في هذه اللقاءات على التعاون الإيراني- التركي- العربي وعدم العودة للصراع مجددا، لأن هذا هو السبيل الوحيد لتجاوز مختلف التحديات القادمة.

فهل تلقى دعوات القيادات الإسلامية تجاوبا من الحركات الإسلامية وقوى المقاومة وقادة دول العالم العربي والإسلامي؟ أو سنغرق في صراعات جديدة طائفية ومذهبية تخدم الأعداء؟ وهل سنشهد المزيد من الورشات الحوارية كي نجيب على السؤال المركزي اليوم: أين كنا وماذا أنجزنا وأين أصبحنا وما هو المطلوب اليوم؟

x.com/kassirkassem

مقالات مشابهة

  • معرض فروت لوجستيكا وأهميته للزراعة المصرية.. بوابة للفرص والتوسع في الأسواق العالمية
  • جامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل تُنظِّم المؤتمر الـ 32 لمستجدات الطب الباطني وأمراض الكلى والغسيل البريتوني بالخبر
  • مجسمات الإبل تجذب أنظار زوار بوليفارد وورلد .. فيديو
  • دعوات ولقاءات حوارية من أجل مراجعة شاملة: ماذا أنجزنا وما هو المطلوب اليوم؟
  • الرياض تعزز جودة الطرق بأعمال صيانة شاملة في يناير
  • وزير النقل خلال لقائه سفير المغرب: مصر تنفذ خطة شاملة للنهوض بالصناعة
  • الهيئة العامة للعلوم والبحث تدشن المرحلة الثالثة من مشاريع أولمبياد العلوم والتكنلوجيا
  • الإمارات تحتفي باليوم العالمي للسرطان 2025
  • مختص : حليب الإبل الأفضل عالمياً وفوائده لا حصر لها .. فيديو
  • ما هي العناصر الغذائية التي يحتوي عليها نصف كوب من الجزر النيء؟